ليلة النصف من شعبان.. اقرأ فيها هذه السورة بعد المغرب 3 مرات
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
تبدأ ليلة النصف من شعبان مع غروب ليلة شمس يوم الرابع عشر من شعبان وتنتهي مع بزوغ فجر يوم الخامس عشر، ليلة النصف من شعبان لها مكانة كبيرة في نفوس المسلمين، ففي ليلة النصف من شعبان تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في العام الثاني من الهجرة النبوية، بعد أن قضى المسلمون قرابة ستة عشر شهرًا يصلون تجاه المسجد الأقصى، واعتاد المسلمون إحياء ليلة النصف من شعبان بالدعاء والتسبيح وقراءة القران.
ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي لها فضل عظيم، إذ أن إحياء ليلة النصف من شعبان مندوب عند جمهور الفقهاء، لأن فيها تكفر ذنوب السنة كاملة، ولذلك حرص النبي على توصية أصحابه باغتنام ليلة النصف من شعبان في الأعمال الصالحة.
وردت الكثير من الأحاديث حول ليلة النصف من شعبان منها: (إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه) رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)، وفي حديث آخر: (من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة) وهي: ليلة الجمعة وليلة عرفة وليلة الفطر وليلة النحر.
مسميات ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان هي ليلة عيد بالنسبة للملائكة، حيث أن المسلمين يحتفلون في الأرض بعيدي الأضحى والفطر، فإن الملائكة يحتفلون بعيدين أيضا وهما ليلة النصف من شعبان وليلة القدر، ولدى ليلة النصف من شعبان أسماء عديدة منها البراءة والتكفير وليلة الشفاعة وليلة الحياة وليلة المغفرة وليلة القسمة والتقدير وليلة العتق.
تسمى ليلة النصف من شعبان بالبراءة والغفران والقدر لأن الله يقدر فيها الخير الرزق ويغفر فيها الذنب، وهذا المعنى صحيح شرعًا، ومطابق لما جاء في السنة النبوية عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك يا رسول الله، فقلت: وما بي بذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب-وهو اسم قبيلة-) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
احتفالات ليلة النصف من شعبان
احتفالات ليلة النصف من شعبان، تحب بعض البلدان المتعددة إحياء ليلة النصف من شعبان، لأنها ليلة يغفر الله فيها الذنوب لكل المسلمين ماعدا المشاحن أو الكاهن أو مدمن الخمر أو المصر على الزنا أو العاق لوالديه، ومن مظاهر بعض هذه البلدان الآتي:
وفي مصر في ليلة النصف من شعبان تعقد وزارة الأوقاف المصرية احتفالًا بليلة النصف من شعبان، يبدأ الاحتفال تلاوة بعض آيات الذكر الحكيم، بعدها يلقي شيخ الأزهر أو وكيل الأزهر نائبا عنه كلمة حول فضل ليلة النصف من شعبان، كما يلقي وزير الأوقاف أيضا كلمة الوزارة عن هذه الذكرى، ثم يختتم الاحتفال ببعض الابتهالات دينية عن هذه المناسبة، كما يشبه الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، كما يشارك في هذه الاحتفالات عدد كبير من القيادات الدينية والسياسية والعسكرية، وقيادات الأزهر الشريف، وبعض سفراء الدول العربية والإسلامية بالقاهرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان النصف من شعبان لیلة النصف من شعبان
إقرأ أيضاً:
اقرأ.. القصة الكاملة لأول نزول للقرآن الكريم بشهر رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ليلة عظيمة من ليالي شهر رمضان، وقبل أكثر من 1400 سنة، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وهو كهف صغير يقع في جبل النور، بالقرب من مكة المكرمة، وقد اعتاد النبي الذهاب إلى هذا الغار ليتأمل في خلق الله، وينأى بنفسه عن ضلال قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام ويعيشون في ظلمات الجاهلية، حيث كان يبحث عن الحق، ويريد معرفة الطريق الصحيح، وكان قلبه معلقًا بالله، رغم أنه لم يكن بعد قد تلقى أي وحي.
وفي تلك الليلة المباركة، كان النبي جالسًا في الغار، متأملاً في الكون، حين فوجئ بشيء لم يكن يتوقعه أبدًا، حيث ظهر فجأةً أمامه جبريل عليه السلام، ملك الوحي، في صورة عظيمة، وملأ المكان بنوره وهيبته، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى شيئًا كهذا من قبل، فشعر بالخوف والرهبة.
اقترب جبريل من النبي، وقال له بصوت مهيب: "اقرأ"، فارتبك النبي، لأنه لم يكن يعرف القراءة، فقال باضطراب: "ما أنا بقارئ؟" أي أنه لا يعرف القراءة، لكن جبريل لم يتركه، بل ضمّه ضمًّا شديدًا حتى شعر النبي بضيق شديد، ثم أطلقه وقال له مرة أخرى: "اقرأ"، فأجاب النبي بنفس الجواب: "ما أنا بقارئ؟"، فعاد جبريل واحتضنه بقوة مرة ثانية، ثم أطلقه، وقال له للمرة الثالثة: "اقرأ"، فقال النبي: "ما أنا بقارئ؟".
عندها تلا جبريل عليه السلام أولى آيات القرآن التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (سورة العلق: 1-5).
فقد بدأت الرسالة السماوية بكلمة "اقرأ"، حين نزل جبريل عليه السلام على النبي في غار حراء، لتمتد بعدها دعوة الإسلام، وتنشر النور والهداية في العالم، ومنذ ذلك الحين، ارتبط رمضان بالقرآن، فأصبح شهر التلاوة والتدبر، حيث قال الله: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ"، فكانت هذه اللحظة أعظم لحظة في تاريخ البشرية، لحظة بداية نزول الوحي، وبداية الرسالة التي ستغيّر العالم كله، وقد شعر النبي صلى الله عليه وسلم برهبة وخوف شديدين، وخرج مسرعًا من الغار، ونزل من الجبل مرتجفًا، وقلبه ينبض بقوة من هول الموقف.
توجه النبي إلى بيته، وعندما وصل إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، قال لها بصوت مضطرب: "زملوني زملوني"، أي غطوني بالأغطية، فقد كان يشعر بالبرد والرعشة من شدة الخوف، فغطّته خديجة وهدّأته، ثم سألته عما حدث، فحكى لها النبي كل شيء.
لم تتردد السيدة خديجة في تصديقه، فقد كانت تعرف أنه الصادق الأمين، وطمأنته قائلة: "كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان رجلاً كبيرًا في السن، وكان يقرأ الكتب السماوية، وعندما سمع ورقة ما حدث، قال للنبي: "هذا الناموس الذي نزل على موسى، يا ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك"، فتعجب النبي، وسأله: "أو مخرجيّ هم؟" أي هل سيخرجني قومي من مكة؟، فقال ورقة: "نعم، لم يأتِ رجل بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا"، فقد كانت هذه بداية رحلة النبوة، وبداية نزول القرآن الكريم، الذي سيقود البشرية إلى النور والهداية، وبعد هذا الحدث العظيم، انقطع الوحي لفترة، ثم نزلت الآيات من جديد، ليبدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته إلى الإسلام، وليتحمل الصعاب والمشاق في سبيل نشر رسالة الحق.