صدى البلد:
2025-04-01@10:14:08 GMT

النهب يعيق وصول المساعدات إلى غزة وسط تصاعد الفوضى

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

تعطل توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بشدة في الأيام الأخيرة بسبب تفشي أعمال النهب من اليائسين الجائعين الذين يحيون تحت قصف الإحتلال الإسرائيلي من المدنيين، مما أعاق إيصال الإمدادات. ومع وجود أكثر من 450 شاحنة تحمل إمدادات غذائية وطبية عالقة عند معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، تكافح وكالات الإغاثة لضمان مرور آمن عبر القطاع المحاصر.

وفقا لفاينانشال تايمز، تفاقم الوضع بسبب انهيار القانون والنظام، لا سيما بعد أن أوقفت الشرطة الفلسطينية عملياتها بعد أشهر من عدم رواتبها وسط الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مراكز الشرطة ومركباتها. وقد أدى انهيار الأمن إلى تحويل قوافل المساعدات إلى أهداف رئيسية للنهب، حيث تتعرض الشاحنات للهجمات ويتم سرقة الإمدادات قبل وصولها إلى نقاط التوزيع.

ووصف سكوت أندرسون، نائب مدير وكالة الأمم المتحدة لشؤون الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، الظروف الصعبة، مشيراً إلى أن عدداً قليلاً فقط من الشاحنات تمكنت من عبور مسافة ثلاثة كيلومترات من الطريق بأمان من معبر كرم أبو سالم. وأكد على الحاجة الملحة لاستئناف تسليم المساعدات، مشيراً إلى المستودعات شبه الفارغة والإمدادات المتضائلة التي تركت الملايين عرضة لخطر الجوع.

وتشير التقارير إلى أنه حتى المساعدات التي تمر عبر حواجز اللصوص ليست آمنة، حيث تقوم الناس بسرقة الإمدادات وتنقلها على عربات تجرها الحمير. اضطر برنامج الغذاء العالمي إلى تعليق تسليم المساعدات إلى شمال غزة بعد أن تعرضت شاحناته لإطلاق نار من حشود جائعة.

وشدد جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة. وشدد ماكغولدريك على دور زيادة الإمدادات في التخفيف من حوافز السرقة، ودعا إسرائيل إلى تسهيل دخول المساعدات إلى غزة، وخاصة في الشمال، لخلق بيئة آمنة لتوصيل المساعدات.

وفي حين ألقى المسؤولون الإسرائيليون باللوم على الأمم المتحدة والهيئات الدولية في أوجه القصور اللوجستية، فإن الجهود جارية للتوسط في اتفاق بين مصر وإسرائيل للسماح للشرطة الفلسطينية باستئناف العمليات وتأمين قوافل المساعدات. ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بين ضباط الشرطة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أفراد الشرطة الذين يقومون بتأمين طرق المساعدات.

إن الوضع الهش في غزة يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى بذل جهود منسقة لضمان التدفق المتواصل للمساعدات الإنسانية إلى السكان الضعفاء. ومع تصاعد التوترات واستمرار المخاوف الأمنية، تظل معالجة الأسباب الجذرية للأزمة ذات أهمية قصوى لتخفيف معاناة الملايين في غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المساعدات إلى فی غزة

إقرأ أيضاً:

نزع الإنسانية عن أهالي غزة

تموج الحروب بقصص وحكايات يشيب لهولها الولدان، وكلما طال أمد الحرب كثرت الحكايات وتعددت المآسي. وهي كلها قصص من البؤس تدعو للتعاطف عند ذوي الفطرة السوية وليس من أفسدت العنصرية والمال فطرتهم. وحرب غزة الحالية ليست استثناء، فهناك عملية نزع أنسنة ممنهجة مستمرة على مستويات مختلفة، لا ترى في البشر الذين يعيشون في هذه البقعة كائنات من لحم ودم ومشاعر.

لا شك أن ما يمر به الفلسطينيون من سكان قطاع غزة يفوق في هوله أي هول آخر، وأن صمودهم الجماعي يفوق أي صمود آخر، لكنهم في النهاية بشر وليسوا مادة في صفقات تجارية كما يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يصورهم، وليسوا أيضا حيوانات بشرية على حد تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي.

تصف الموسوعة البريطانية مصطلح نزع الأنسنة (Dehumanization) بعملية تجريد للبشر من صفاتهم الإنسانية كمبرر لمعاملتهم معاملة غير آدمية، مثل ممارسة التعذيب ضدهم. فالإنسان السوي الطبيعي لا يقبل أن يقتل إنسانا من دون وجه حق ولا حتى أن يمنعه الطعام.

كل محاولات العقاب الجماعي ومنع الغذاء والدواء عن أهالي القطاع المحاصرين هي في جوهرها مبنية على فكرة نزع الإنسانية عن هؤلاء السكان، فمن يقوم بهذا الفعل الشنيع أو يؤيده لا يرى في البشر هناك سوى كتل صماء عليها أن تتماهي مع مقترحات سياسية معينة تحت ضغط القوة المطلقة، من دون أي اعتبار لحق أو كرامة أو دين
والإنسانية وفق هذا المفهوم هي مقابل الهمجية وفق رؤية المفكر الفلسطيني الأمريكي الدكتور إدوارد سعيد، والتي بلورها في آخر مقال لها قبل رحيله في صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية عام 2003. وهي ليست الأنسنة بمعنى التمركز حول الذات، وهو المفهوم الذي ينتقده المفكر المصري الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري. وللمفارقة فإن آخر مقال للمسيري قبل رحيله كان بعنوان "الإنسان والشيء"، ينتقد فيه ما يصفه تشييء الإنسان أي جعل الإنسان مادة استهلاكية واستعمالية بالنظر إلى الجانب المادي فيه حصرا دون الجانب الروحي.

إن كل محاولات العقاب الجماعي ومنع الغذاء والدواء عن أهالي القطاع المحاصرين هي في جوهرها مبنية على فكرة نزع الإنسانية عن هؤلاء السكان، فمن يقوم بهذا الفعل الشنيع أو يؤيده لا يرى في البشر هناك سوى كتل صماء عليها أن تتماهي مع مقترحات سياسية معينة تحت ضغط القوة المطلقة، من دون أي اعتبار لحق أو كرامة أو دين.

وليس أدل على هذه النظرة من مقترح الرئيس الأمريكي لإيجاد مساكن لأهالي غزة خارجها والاستفادة من الموقع الجغرافي في مشاريع استثمارية. الأمر هنا لم يعد متعلقا بأمن إسرائيل بقدر ما هو بالعودة للنظرة الغربية الاستعمارية في جهورها للعالم العربي والإسلامي. وهي تجسيد سياسي حي وواضح لمقولة كارل ماركس التي افتتح فيها إدوارد سعيد كتابه الاستشراق: "إنهم لا يستطيعون تمثيل أنفسهم، لا بد وأن يمثلهم أحد"، وذلك في معرض حديثه عن الشرق والشرقيين.ظرة الدونية لا تستهدف أهالي غزة وحدهم، بل هي من بقايا الاستشراق الذميم من مخلفات العهود الاستعمارية في نظرتها العنصرية التي تستحل أراضي وممتلكات الغير باسم الحداثة والتقدم وبالتالي فإن كل نقاش سياسي واقتصادي للأوضاع في غزة على هذه الأرضية التي تنزع عن الأهالي صفاتهم الإنسانية هو أمر غير منطقي وغير عقلاني؛ لأنه مبني بالأساس على كون هؤلاء البشر أقل من غيرهم وليست لهم الصفات الإنسانية التي تجعلهم جديرين بالحياة.

ومن هنا نفهم منطلقات التضامن العالمي لبعض الحركات الشعبية والأفراد مع القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية غزة بشكل خاص؛ أنها منطلقات من الضمير الإنساني البسيط في نسخته غير الملوثة بجشع المال والعنصرية. وهي تتعامل مع أهالي غزة كبشر لهم الحق في الحصول على مقوماتها الأساسية قبل الحديث عن أية قضايا سياسية أو عسكرية أخرى.

وهذه النظرة الدونية لا تستهدف أهالي غزة وحدهم، بل هي من بقايا الاستشراق الذميم من مخلفات العهود الاستعمارية في نظرتها العنصرية التي تستحل أراضي وممتلكات الغير باسم الحداثة والتقدم. وقدر أهل غزة الكرام أن يكونوا رأس حربة في مواجهة الوجهة الوحشي العسكري لهذا الإجرام.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • النفط يرتفع وسط مخاوف تقلص الإمدادات
  • النفط يواصل الارتفاع وسط مخاوف تقلص الإمدادات
  • لاريجاني: ضربُ منشآتنا يخلقُ مبرّراً ثانوياً سيدفعُنا لامتلاك السلاح النووي ولن يعيقَنا لأكثرَ من مدة … فقط
  • مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: المسعفون لا ينبغي أبدا أن يكونوا هدفا
  • يوم العيد.. مقتل مغترب يمني في نيويورك بأمريكا جراء الفوضى والانفلات
  • ميانمار تتسلم الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية المقدمة من الصين
  • شاحنة مسروقة تصدم 13 سيارة وتنشر الفوضى في شوارع لوس أنجلوس.. فيديو
  • نزع الإنسانية عن أهالي غزة
  • رهاب الطيران يعيق سفرك… هذا ما عليك فعله!
  • بالإسقاط الجوي.. زمزم يستقبل دفعة من المساعدات الإنسانية