يمانيون:
2024-09-09@06:15:35 GMT

من هم أنصار الله؟ (4)

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

من هم أنصار الله؟ (4)

بقلم زيد أحمد الغرسي

سلسلة وثائقيات تعريفية عن المشروع القرآني في اليمن
 
الأساس الذي تحرك به الشهيد القائد:

كان الأساس الذي اعتمد عليه الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي وانطلق منه في المشروع القرآني، هو القرآن الكريم والتثقف بثقافته باعتبار أن الأساس في الهداية، انها من الله كما قال: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}، وهو الذي جعل كتابه القرآن الكريم مصدر الهداية، حيث قال-عز وجل-: { إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }.


 والهداية ليست كما يظن البعض مقتصرةً على الأمور الدينية فقط، بل هي هداية شاملة في كل مجالات الحياة، والقرآن يهدي الإنسان في كل تلك المجالات نحو الاتجاه والخيار الصحيح، سواء في المواقف، والأفعال، و الأخلاق،  والأعمال ، وفي تحصين الأمة و مواجهة أعداءها، بل وتمتد هدايته إلى كل المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية، والأمنية، والإعلامية، وكل ما له صلة بحياة الإنسان لأن القرآن الكريم كتاب شامل للحياة كما قال الله عنه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}، ولذلك؛ قدم الشهيد القائد أكثر من مائة درس ومحاضرة تضمنت الحديث عن الكثير من تفاصيل الحياة التي نعيشها من واقع الآيات القرآنية .

كما أن القرآن هو أرقى من يقدم الرؤى الصحيحة، التي لا يمكن أن تأتي الأيام وتثبت عكسها أبداً، أو يتضح أنها كانت غير مناسبة؛ لأن من خلْف القرآن، هو الذي نزّل القرآن، وهو أعلم بشؤون خلقه، ويعلم ما في السماوات، وما في الأرض، وهو عالم الغيب، والشهادة، ولا يعجزه شيءٌ، وسع كل شيءٍ علما.

ولذلك فالاعتماد على الهداية الإلهية من خلال القرآن الكريم سيجعل الإنسان بعيداً عن الأخطاء، والمواقف غير الصحيحة، وبعيداً عن التخبط وراء الأفكار والنظريات التي أثبتت الوقائع والأحداث أن كثيراً منها خاطئٌ، وكانت سبباً في الخسارة الكبيرة للأمة، وهيمنة أعداءها عليها، يقول الشهيد القائد: “{وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} بماذا توحي هذه الآية؟ من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا} أليست توحي بأن هناك عملاً رهيباً ضد هذه الأمة، عمل رهيب يحاول أن يطوِّع الأمة، عمل رهيب كله شر، سيجعل واقعك تبحث عمَّن تعتصم به هنا أو هنا، فبمن تعتصم؟ اعتصم بالله {وَمَن يَعْتَصِم}: يمتنع، كلمة {يَعْتَصِم} توحي بأني أنا أبحث عمَّن أعتصم به، أليس العرب الآن هكذا: تارة يبحث عن أمريكا يعتصم بها، وتارة يبحث عن الاتحاد السوفيتي يعتصم به، وتارة يحسن علاقاته مع طرف آخر يعتصم به؟ أليس هذا هو الحاصل؟ .”

كذلك يأتي اعتماد الشهيد القائد على القرآن بشكل أساسي؛ لأنه الجامع لكل المسلمين ولا يوجد عليه خلاف أبداً، ولذلك دعا الامة إلى أن تعود إليه عودةً صحيحةً دون مذهبيةٍ أو طائفيةٍ، (وإن حاولت السلطات في اليمن تصوير المشروع القرآني بالمشروع المذهبي والطائفي، فهذا غير صحيح بل هي من كانت تحرك كل أوراقها المذهبية، والقبلية؛ لمواجهة هذا المشروع تارة بالتكفيريين والوهابيين، وتارة باسم القبائل، وغيرها، وتارة بالقاعدة، وداعش).
فالقرآن هو من سيقضي على كثير من الاختلافات التي كان منشأ بعضها من أعداء الأمة؛ لتفريق الأمة، وتشتيتها، بهدف إضعافها، وكما قال الرسول الأكرم-صلوات الله عليه وآله-في الحديث الشريف [لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها].

كما يرى الشهيد القائد ،أن القرآن هو المصدر الوحيد للوعي بشكل صحيح وهو أهم ما تحتاجه الأمة في مواجهة أعداءها، فالقرآن لا يضاهيه، ولا يساويه، أي شيء آخر في صناعة الوعي في كل المجالات في هذه الحياة، ومن أهمها مجال الصراع مع العدو، ولذلك نلاحظ أن القرآن الكريم اهتم بهذه المسألة بشكل كبير ومفصّل في كثير من سوره، لأنها قضية مهمة، وأساسية ومحورية لتوعية أبناء الأمة بها، ويترتب عليها واقع الأمة في كثير من تفاصيله، ولأهمية هذه القضية نرى أن القرآن تحدث عن أعداء الأمة بشكل واسع وبتفاصيل كثيرة حتى يعرف المسلمون أعداءهم بشكل صحيح، وألا ينخدعوا بالتضليل، والخداع، والتزييف الذي يمارسه اولئك الأعداء عليهم، فنجد أن القرآن حدد للمسلمين من هم أعدائهم، وهم المتمثلون بفريق الشر، والغدر، والمكر، والحقد، والعداء، من أهل الكتاب (من اليهود، النصارى)، {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..} كما تحدث عن أساليبهم، ووسائلهم، وكشف لنا حقيقتهم تجاهنا، وقدم لنا تقييماً، وتشخيصاً دقيقاً، وحقيقياً، ويقينياً عنهم، وكشف واقعهم في كثير من سور القرآن التي تحدث فيها عن نفسياتهم، وعن حقدهم، وعداءهم للإسلام والمسلمين، وعداوتهم للأنبياء، وسعيهم لنشر الفساد في الأرض، وأنهم لا يودون لنا أي خير، وهذه المعرفة الهامة تحصن أبناء الأمة من القبول بأعدائهم،

ماجد الخزان, [21/02/2024 09:09 م]
واختراقهم تحت عنوان التطبيع والسلام والعيش المشترك وووالخ.
وفي الوقت نفسه، قدم لنا القرآن مشروعا متكاملا في مواجهتهم على كل المستويات، ورسم لنا خطوات لتحصيننا من الداخل، وسد الثغرات التي قد يستغلها الأعداء، وقدم خطوات تعبوية، استنهاضية، للتحرك في مواجهتهم والتصدي لمؤامراتهم، وأن نبني أنفسنا لمواجهتهم في كل مجالات وميادين الحياة، وأن المعركة معهم ليست فقط في الميدان العسكري، وبالرغم أنه جزءٌ أساسيٌ فيها، لكنها تمتد إلى كل المجالات.

ولذلك حرص الشهيد القائد على الاهتمام بهذه النقطة، وقدم قراءة واعية عن طبيعة الصراع مع عدو الأمة والمجالات المختلفة التي يتحرك فيها لاستهداف الأمة سياسياً، وإعلامياً، واقتصادياً، وفي التضليل الثقافي، والفكري وغيرها، واعتمد الشهيد القائد على الرؤية القرآنية، والفهم الصحيح، على مبدأ (عينٌ على القرآن وعينٌ على الأحداث).

كما أن الشهيد القائد رأى أن تصحيح الوضع السيء القائم لدى الأمة لن يكون إلا على أساس القرآن الكريم، باعتبار أن منشأ الخلل ثقافي، والتصحيح الثقافي الذي يجعل القرآن الكريم فوق كل ثقافة، هو الذي يبني الأمة ويصلح الخلل الموجود لدى الجميع، كما أن الطريق لإصلاح واقع الأمة هو إصلاح أبناءها، وإصلاحهم يأتي عبر الثقافة القرآنية الصحيحة البناءة التي تبني المجتمع، والحياة، وتجعل تعاطي المجتمع مع الحياة ومع الواقع بكل ما فيه؛ حكيما، وصحيحا على قاعدة (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وعندما تتثقف الأمة الإسلامية بالثقافة القرآنية، وتتناول واقعها، ومشاكلها، من منظور قرآني، وتقدم الحلول وفقا لذلك،  ستكون قادرة على بناء أمة عظيمة وقوية لا يستطيع أعداؤها كسرها.

يتبع …

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القرآن الکریم الشهید القائد أن القرآن کثیر من

إقرأ أيضاً:

هذا ما قاله شقيق منفذ عملية الكرامة عن الشهيد.. زعل على حال الأمة الإسلامية (شاهد)

قال شادي الجازي، شقيق منفذ عملية الكرامة الشهيد ماهر الجازي، إن "شقيقه غضب على ما يجري في غزة وحزن من حال الأمة الإسلامية، فكل إنسان يرى القتل في إخواننا بالقطاع يتحرك ضد الاحتلال الصهيوني فبادر لهم".

لقاء حصري مع شقيق #ماهر_الجازي منفذ عملية الجسر
الجازي رحل وترك خلفه 5 أطفال اكبرهم عمره 12 عامًا#عمون #الاردن #عاجل pic.twitter.com/cfTxOvSFkG — وكالة عمون الاخبارية (@ammonnews) September 8, 2024

وأضاف خلال مكالمة مع وكالة عمون، أن "الشهيد ماهر متزوج وله خمسة أطفال أكبرهم 12 سنة"، مبينا أن "الشهيد يعمل سائق شاحنة على المعبر حيث يفرغ حمولته هناك ويعود للمعبر".

وذكر أن السلطات لم تتواصل مع الأسرة حتى الآن، وعلموا بالخبر من وسائل الإعلام.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل، صورة من حساب شادي الجازي على منصة فيسبوك وهو يرحب بالعملية قبل أن يعلم أن شقيقه هو المنفذ.

شادي الجازي شقيق البطل الشهيد ماهر
فرح للعمليه ولم يكن يعلم ان المنفذ
اخااه ⁉️‼️#جثمان_الشهيد_حق_لينا #الاردن_الان pic.twitter.com/IDPxgcMFIR — ‏????????????الشمّٰري ‏★ (@alshamri_p) September 8, 2024



وخرج آلاف الأردنيين في مسيرة، مساء الأحد، من المسجد الحسيني وسط عمان القديمة، لإقامة "زفة شهيد" بعد عملية معبر الكرامة التي نفذها الشهيد الأردني ماهر الجازي صباح اليوم.

ودعت الحركة الإسلامية إلى الفعالية، وأطلقت عليها "من الكرامة للكرامة"، للإشادة بمنفذ عملية المعبر، والتي قتل فيها 3 من عناصر الاحتلال، واستشهد الجازي على إثرها.

وشهدت المسيرة حضورا كبيرا من قبل الأردنيين، فيما قال نشطاء، إن أجهزة الأمن منعت المشاركين في المسيرة، من إدخال السيارة التي تحمل مكبرات الصوت.

وردد المشاركون هتافات: "ابن معان قالها.. غزة واحنا ورجالها"، "يا ابن الجازي يا مغوار.. يا مفجرها في الأغوار"، و"طالعلك يا عدوي طالع.. من كل بين وحارة وشارع" و"شيل العسكر عن الحدود.. حدود الضفة الغربية.. واللي بدو الأرض تعود يحمل البندقية" و"شعب الأردن يا كابوس.. لبى ندا المقاوم وع الصهيوني راح ندوس" و"وحيو الشعب اللي ما يساوم".




الأردنيون خرجوا إلى شوارع عمان، يحتفلون بإنجاز الشهيد البطل #ماهر_الجازي، الذي سجل "ثلاثية" محترمة بقتله ثلاثة جنود إسرائيليين!

هذه المشاهد هي التي ترعب نتنياهو وجيشه، مشاهد تؤكد أن العداء لإسرائيل أمر لا يمكن التحكم فيه ولا كبحه مهما أبرم من اتفاقيات التطبيع ومهما قتل من… pic.twitter.com/YcQmqw9zp5 — Maryame Mohammed ZRIRA (@RaMaryame) September 8, 2024

وأدى المشاركون صلاة الغائب، على روح الشهيد الجازي، الذي نفذ العملية، كما أطلقوا الألعاب النارية في الهواء احتفالا بتنفيذ العملية ضد الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • هذا ما قاله شقيق منفذ عملية الكرامة عن الشهيد.. زعل على حال الأمة الإسلامية (شاهد)
  • 3 رحلات عمرة.. تكريم 650 من حفظة القرآن الكريم بالمنوفية (صور)
  • الشيخ الجوزو: هناك من يعتدي على هوية المسلمين وأوقافهم
  • قبل ذكرى المولد النبوي.. كم مرة ورد لفظ الرسول في القرآن الكريم؟
  • انطلاق مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك للقرآن الكريم
  • انطلاق مسابقة البريد للقرآن الكريم بمنطقة القاهرة الأزهرية اليوم
  • انطلاق النسخة الـ8 لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك للقرآن الكريم بمشاركة 60 متسابقة
  • انطلاق النسخة الـ8 لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك للقرآن الكريم
  • انطلاق مسابقة هيئة البريد المصري لحفظ القرآن الكريم بمنطقة مطروح الأزهرية
  • ياسر العطا: الهجوم الذي استهدف البرهان في جبيت زاد من قوة وصلابة القوات المسلحة