فضل ليلة النصف من شعبان.. واحدة من أفضل 5 ليال في العام
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
فضل ليلة النصف من شعبان كبير، وورد في فضلها أحاديث كثيرة، وقد قيل في فضل ليلة النصف من شعبان أنها الليلة المباركة المذكورة في سورة الدخان، ولما في فضل ليلة النصف من شعبان نرى مدى اشتياق الناس لهذه الليلة ومدى ما يفعلون من الخيرات والطاعات وفعل الصالحات وإخراج الصدقات.
فضل ليلة النصف من شعبان كبير حيث أن الله حول فيها قبلة المسلمين للصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام تطيبًا لخاطر النبي صلى الله عليه وسلم وبسبب تعلق النبي بمكة وحدث كان في الخامس عشر من شهر شعبان، في السنة الثانية للهجرة، ويوافق نوفمبر 623م.
فضل ليلة النصف من شعبان
فضل ليلة النصف من شعبان ورد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر)، فليلة النصف من شعبان هي واحدة من أفضل خمس ليالي اختصهم الله تعالى بالفضل ومن أحياهم وجب له دخول الجنة وهم ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان.
ذكر أيضا في فضل ليلة النصف من شعبان أنه (من قام ليلة النصف من شعبان وليلتي العيدين لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) والقيام هو انشغال العبد طوال الليل أو أكثره بالذكر والدعاء والصلاة وتلاوة القران والتسبيح والتكبير وذكر الله والصلاة على النبي، وفي ليلة النصف من شعبان يفرق كل أمر حكيم كما قال تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم).
العبادة من ضمن فضائل ليلة النصف من شعبان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى في هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان)، ونزول الرحمة من ضمن الفضائل قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرحم أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب)، كذلك حصول المغفرة حيث أن الله عز وجل يغفر لعامة المسلمين في هذه الليلة ماعدا الكاهن أو المشاحن أو مدمن الخمر أو العاق لوالديه أو المصر على الزنا.
أعطى الله النبي في هذه تمام الشفاعة، حيث أن النبي سأل الله ليلة الثالث عشر من شعبان في أمته فأعطي الثلث منها، بعدها سأل ليلة الرابع عشر فأعطي الثلثين، بعد ذلك سأل ليلة الخامس عشر فأعطي الجميع إلا من شرد على الله شراد البعير، يجب على المؤمن أن يتفرغ في ليلة النصف من شعبان للدعاء وذكر الله من أجل غفران الذنب وستر العيوب وأن يفرج الله عنا الكروب، ومن أجل تقديم التوبة حتى يتوب الله علينا.
ويسمى شهر شعبان بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بحثًا عن الماء أو طلبًا للغارات وقد قيل لأنه يأتي شعب بمعنى أنه يأتي بين شهرين وهما شهر رجب ورمضان، ويجمع على شعبانات وشعابين.
أوضح الإمام الغزالي أن إحياء ليلة النصف من شعبان لها كيفية خاصة، حيث أنها من أفضل الليالي التي يستجيب الله فيها لدعاء عباده مثل ليلة الأضحى وليلة القدر وليلة الفطر وأول يوم من شهر رجب
ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث كثيرة البعض منها يصنف بعضًا والبعض الآخر رفع إلى درجة الحسن والقوة ومن هذه الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان:
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ)، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجه.
وفي فضل ليلة النصف من شعبان حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني وصححه ابن حبان.
وحول فضل ليلة النصف من شعبان حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ) رواه ابن ماجه.
حديث أبي إمامة الباهلي رضي الله عنه والذي ورد في أن الله لا يرد دعاء العبد في ليلة النصف من شعبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خمس ليال لا ترد فيهن دعوة، أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة النحر).
صيام ليلة النصف من شعبان
اختلفت أقوال العلماء في حكم صيام وقيام ليلة النصف من شعبان، وهذا الاختلاف يوضح مدى فهم العلماء للنصوص الخاصة الواردة ومدى الأخذ بصحتها، والآتي بيان لأقوال العلماء في صيام ليلة النصف من شعبان
-جمهور الفقهاء جعل صيام وقيام ليلة النصف من شعبان مستحب، لما فيها من فضل ومدى ما يتعرض له المؤمن لرحمة ومغفرة من الله سبحانه وتعالى، وجاء عن الإمام ابن تيمية رحمه الله أن جماعات السلف الصالح كان يقومون ويصومون هذه الليلة.
-جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية اجتمعوا على أن قيام ليلة النصف من شعبان في المسجد مكروه، واعتبروها واحدة من البدع التي لم يرد لها نص في الشريعة الإسلامية، لما ابتدع فيها المسلمين من صلاة يسمونها صلاة الرغائب، وذهب الإمام عطاء بن أبي رباح والإمام الأوزعي والإمام ابن أبي مليكة إلى نفس هذا الحكم، وذكر الإمام النووي رحمه الله في ذلك قوله المعروف: (الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة، تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل)
-النتيجة في ذلك أن قيام ليلة النصف من شعبان وصيامها جائز ولا حرج فيه، مع الأدعية المباحة والصلاة المعروفة بالكيفية المعلومة لجميع المسلمين، أما ما ورد من تخصيص صلاة بعينها لهذه الليلة منفردة في الكيفية وعدد الركعات والإدكار المحتوية في الصلاة وغير ذلك فهي تعتبر بدعة وغير جائزة، لأن ذلك لم يرد صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل في مثل هذه العبادات الحظر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل ليلة النصف من شعبان المسجد الأقصى صيام ليلة النصف من شعبان قيام ليلة النصف من شعبان فی فضل لیلة النصف من شعبان النبی صلى الله علیه وسلم عن النبی صلى الله علیه هذه اللیلة حیث أن ن الله فی هذه
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: لو عاوز ترافق سيدنا النبي في الجنة افعل هذا الأمر
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن من يرغب في مرافقة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة عليه بكثر السجود.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه الصحابي الجليل ربيع بن كعب الأسلمي أن يرافقه في الجنة، قال له: 'أعني على نفسك بكثرة السجود'".
خالد الجندي: العبادة السرية درجاتها أعلى من العلنية خالد الجندي يشيد بجهود الرئيس السيسي في وقف إطلاق النار بغزة: أقنع العالم بمصداقتيه
وأوضح: “إسمع يا سيدي، ربنا بيقول في كتابه العزيز: 'وَإِنَّ الَّذِينَ يَكْنُزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ'، ومن بين هذه العذابات العظيمة التي نسمع عنها في القرآن الكريم، نجد أن الصلاة هي مفتاح الخلاص والنجاة”.
وأوضح أن الصلاة في أول وقتها لها فضل عظيم، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها"، مشيرا إلى أن الحفاظ على الصلاة في أول وقتها هو علامة الإيمان والتقوى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “استقيموا ولن تحصوا، وأعلموا أن خير أعمالكم الصلاة”.
وأضاف الشيخ الجندي قائلاً: “أنها نعمة عظيمة أن الله سبحانه وتعالى قربنا منه في السجود، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: 'أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد'، فالسجود هو لحظة العبودية الكاملة لله سبحانه وتعالى، وهي اللحظة التي يمكن للمسلم فيها أن يدعو الله بكل ما في قلبه”.
وأردف: “لن يحافظ على الوضوء إلا المؤمن، فهذا أمر عظيم ويجلب الكثير من البركات في حياة المسلم”.
وفي حلقة سابقة، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الصلاة في جماعة لها أجر عظيم، إذ تساوي 25 صلاة، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وقال، أن هذا الحديث يشير إلى أن الصلاة المنفردة، في حال كانت تحت ظروف خاصة كالصلاة في الصحراء أو في مكان بعيد عن الجماعة، فإن أجرها يتضاعف ليصل إلى 50 صلاة، إذا تم إتمام أركان الصلاة من ركوع وسجود على أكمل وجه.
وأضاف: “النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيّن أن الصلاة التي تُؤدى في ظروف صعبة أو مكان بعيد عن الناس، يكون أجرها أعظم”.
وأشار إلى أن هذه القاعدة تشمل كل من لا يستطيع الصلاة في الجماعة، مثل الشخص الذي يخدم في مكان نائي أو المرأة التي تمكث في بيتها، مشيراً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي تصلي في بيتها: “صلاتك في بيتك أفضل”.
وأكد على أن هذا الحديث يعكس أهمية الصلاة في السر، قائلاً: “أي عبادة سرية تتجمع فيها الظروف وتكون بعيدة عن الأنظار، هي أعظم من العبادة العلنية، وكلما كانت العبادة أكثر صدقاً وقرباً إلى التوحيد، كلما تضاعف أجرها، سواء كانت في الجماعة أو في الخفاء”.