بحضور الرئيس الفرنسي... مراسم رسمية لنقل رفات المقاوم ميساك مانوشيان إلى مقبرة العظماء
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
دخل مساء الأربعاء جثمان المقاوم الشيوعي من أصل أرمني ميساك مانوشيان إلى "مقبرة العظماء" البانتيون بباريس ليرقد فيها إلى الأبد. وبحضور الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان وضع جثمان مانوشيان، أحد الأسماء البارزة في الكفاح ضد الاحتلال النازي في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية عند النصب التذكاري "مون فالريان" بالضاحية الباريسية.
اقرأ أيضادخول ميساك مانوشيان "مقبرة العظماء" بفرنسا تكريما له ولجميع المقاومين الأجانب ضد النازية
خلال كلمة له بالمناسبة، ذكر ماكرون بـ "شجاعته" و"بطولته الهادئة" وقال إنه يجسد "القيم العالمية للحرية والمساواة والأخوة التي دافع باسمها عن الجمهورية" الفرنسية.
المقاوم الفرنسي من أصل أرمني ميساك مانوشيان الذي أعدم بالرصاص من قبل النازيين في 21 فبراير/شباط 1944 © فرانس24 من آلام الإبادة إلى سجون القوات النازية المحتلةولد ميساك مانوشيان في الأول من سبتمبر/أيلول 1906 في كنف عائلة مزارعة فقيرة بمدينة "أديمان" في جنوب شرق ما يعرف الآن بتركيا، أما زوجته ميليني سوكميان فلقد رأت النور في 1913. كلاهما ذاقا مرارة العذاب والقتل في الصغر. إذ فقد كل منهما عائلته أثناء الإبادة الجماعية للأرمن. ما جعل مانوشيان يغادر إلى لبنان وميليني إلى اليونان قبل أن ينتقلا إلى فرنسا.
اقرأ أيضاالمقاوم الشيوعي ميساك مانوشيان سيدخل "مقبرة العظماء" البانتيون في باريس
بعد وصوله إلى باريس في 1924، التحق مانوشيان، الذي كان يتمتع بموهبة شعرية كبيرة، بما يسمى بـ"الأممية الشيوعية" (وهي رابطة للأحزاب السياسية الشيوعية من جميع أنحاء العالم تأسست في 1919 مكرسة للأممية البروليتارية وهدفها الإطاحة الثورية بالبرجوازية العالمية) قبل أن يشغل منصب مدير جريدة "زانغو"، وهي صحيفة تهتم بيوميات الأرمن في فرنسا وأرمينيا وتسعى إلى بناء جسور بين الجاليتين. تعرف مانوشيان على زوجته ميليني في هذه الجريدة حيث كانت تعمل كمحاسبة وكاتبة على آلة الطباعة.
دخول ميساك مانوشيان "مقبرة العظماء" 03:14 قصة مزجت بين الحب العميق والمقاومة السياسيةمن هذا اللقاء بين الشخصيتين من بلد واحد ولدت قصة حب عميقة ورغبة في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي.
بدأ ميساك مانوشيان عمله السري من خلال المشاركة في الاجتماعات المناهضة للفاشية والنازية. فيما أظهر حماسا وانضباطا كبيرين، ما جعله يتولى بسرعة منصب مندوب في الحزب الشيوعي الفرنسي.
ورغم الحيطة والحذر، إلا أن الشرطة الألمانية ألقت القبض عليه للمرة الأولى في العام 1939، وذلك قبل أيام قليلة من إصدار الإدارة النازية مرسوم 26 سبتمبر/أيلول 1939 القرار الذي يقضي بحل جميع المنظمات الشيوعية التي كانت تنشط في فرنسا.
الافتة التي وزعها النازيون خلال محاكمة جماعة مانوشيان بمحكمة نازية بباريس والتي تتضمن على عدد من التهم © أ ف بولحسن حظه، تم إطلاق سراحه بسبب غياب الأدلة ليستمر بعد ذلك في عمله النضالي بالمقاومة الفرنسية لكن ليس لوقت طويل. إذ تم توقيفه مرة ثانية في العام 1941 حيث زج به في سجن "روياليو" بمدينة كمباينين بمنطقة "لواز" شمال فرنسا. وهو معسكر انتقال نازي افتتح من 1941 لغاية 1944 لإيواء سجناء سياسيين روس وأمريكيين فضلا عن اليهود.
مقتل مانوشيان و21 من زملائه رميا بالرصاص في "مون فالريان"وبعد قضائه عدة أسابيع في هذا السجن، تم إطلاق سراحه مرة أخرى. ورغم المراقبة التي فرضت عليه، إلا أنه واصل عمله في المقاومة وانخرط في جمعية تدعى "العمل الألماني" وهي جمعية معادية للفاشية كان دورها إقناع الجنود الألمان بالوقوف ضد النازية. وشاركت زوجة مانوشيان في هذا العمل السري بالتوازي مع عملها ككاتبة على آلة الطباعة.
انضم بعد ذلك إلى صفوف المقاومة المسلحة الشيوعية التي كانت تضم عددا كبيرا من المقاومين الشيوعيين من فرنسا ويهود من أوروبا الشرقية. تقلد عدة مناصب في هذه الحركة التي تضم قناصين ومناضلين أجانب إلى غاية شهر نوفمبر/ كانون الثاني 1943 وهو تاريخ توقيف 23 من أعضاء هذه الحركة من قبل الشرطة الألمانية النازية، من بينهم ميساك مانوشيان شخصيا. كان عمره 37 عاما.
وإثر محاكمة سريعة نظمت في مبنى كان يدعى بـ "المحكمة العسكرية الألمانية في باريس"، تم الحكم بالإعدام على 22 من المقاومين، ضمنهم مانوشيان وقتلوا رميا بالرصاص في 21 فبراير/شباط 1944 في موقع "مون فالريان" بالضاحية الباريسية.
وتعد أولغا بانشيس، المرأة الوحيدة التي كانت تنتمي إلى المنظمة والتي لم تعدم بالرصاص بل قطع رأسها بالمقصلة في 10 مايو/أيار 1944 بمدينة شتوتغارت الألمانية.
فرانس24المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل ألكسي نافالني ريبورتاج فرنسا الحرب العالمية الثانية الحزب الشيوعي النازية فرنسا تكريم إيمانويل ماكرون النازية للمزيد أرمينيا فرنسا للمزيد صحة مستشفى الهجرة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
ما هي أبرز ملفات قمة مجموعة العشرين في البرازيل؟ تنطلق اليوم بحضور الرئيس
تنطلق قمة مجموعة العشرين في البرازيل، اليوم، في ظل تحديات اقتصادية وجيوسياسية تتطلب التعاون بين أكبر الاقتصادات العالمية، وتُسهم هذه القمة في تحديد مسارات الاقتصاد الدولي في وقت تتصاعد فيه الأزمات، بدءًا من الحرب في أوكرانيا، وصولاً إلى التوترات في الشرق الأوسط، وفقا لـ«رويترز».
وتشارك مصر للمرة الرابعة في فعاليات قمة العشرين، إذ توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأحد إلى مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، للمشاركة في القمة، المقرر عقدها يومي 18-19 نوفمبر الجاري، وهذه هي المشاركة الرابعة لمصر في قمم المجموعة، عقب المشاركة في قمم الرئاسة الصينية عام 2016، واليابانية عام 2019، والهندية عام 2023، ثم قمة هذا العام بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.
وتحتل المناقشات المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية وقضايا الأمن الغذائي والطاقة والتغير المناخي والإصلاحات الاقتصادية أهمية خاصة في القمة، إذ تتناول ملفات أساسية تتعلق بتعزيز الشمول الاجتماعي، وتطوير الحوكمة العالمية، ودعم الانتقال نحو الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالسلام في النزاعات الجارية.
أبرز ملفات قمة العشرين بالبرازيلتركز مناقشات قمة العشرين هذا العام على عدة ملفات رئيسية، وفقًا للبيانات المنشورة على الموقع الرسمي للمجموعة، ومنها:
- الشمول الاجتماعي: تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجوع والفقر، بما في ذلك إطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، والذي يهدف إلى تسريع الجهود لمعالجة هذه القضايا بحلول عام 2030.
- إصلاح الحوكمة العالمية: مناقشة كيفية تحديث المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية لتكون أكثر توافقًا مع التحديات المعاصرة، وتعزيز الحوكمة العادلة والفعالة.
- الانتقال إلى الطاقة النظيفة: بحث استراتيجيات لدعم الاقتصاد الأخضر والمستدام في مواجهة الأزمة المناخية، مع التركيز على توفير الطاقة النظيفة بما يتلاءم مع الظروف المحلية.
- تعزيز السلام في النزاعات العالمية: تأكيد أهمية تحقيق السلام في النزاعات الحالية، مثل الحرب في أوكرانيا والقضية الفلسطينية، مع تسليط الضوء على ضرورة تخصيص الموارد السياسية والمالية، لتحقيق أهداف المجتمع الدولي، مثل مكافحة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة.
وتأتي هذه القمة في وقت حرج، إذ يسعى الزعماء المشاركون إلى معالجة التحديات العالمية الملحة وتعزيز التعاون، لمواجهة الأزمات المشتركة.