اتفق محللان سياسيان على أن سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة هي إستراتيجية عسكرية وسياسية تهدف للإبادة والتطهير العرقي والتهجير، مؤكدين أنه مستعد للذهاب فيها لأبعد مدى إذا ما استمر الصمت الدولي دون أي ضغط حقيقي.

وفي وقت سابق، قال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن ما يعانيه الفلسطينيون في غزة، بسبب الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية يفوق التصوّر، مؤكدا أن نصف مليون شخص في القطاع يفتقرون لأبسط الحاجات الأساسيّة من غذاء ومياه ورعاية صحيّة.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن إسرائيل تحاول أن تنفذ الإبادة الجماعية بـ3 وسائل، أولها القتل بالقصف والتدمير، حيث تجاوز عدد الشهداء 35 ألفا، في حين تجاوز عدد المصابين 70 ألفا، "يتوقع استشهاد أغلبهم في ظل الحرمان من العلاج".

وأضاف أن الوسيلة الثانية هي ما يمارسه الاحتلال من سياسة التجويع الخانقة، فيما تتمثل الوسيلة الأخيرة في خلق ظروف بيئية سيئة تتعذر معها الحياة في القطاع.

مجتمع فاشي

ويرى البرغوثي أن دعم غالبية المجتمع الإسرائيلي للموقف الحكومي بعدم إدخال المساعدات للقطاع يثبت أنه تجاوز العنصرية إلى الفاشية، وهو ما بات واضحا في سلوك جميع القطاعات لدى الاحتلال، ومن ذلك الجيش والحكومة والمعارضة، إضافة إلى الشارع.

وتساءل الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية عن قرارات القمة العربية والإسلامية التي نصت على ضرورة كسر الحصار عن القطاع فورا، مشيرا إلى أن جميع القوانين تمنع استخدام التجويع حتى بحق المحاربين.

ويرى البرغوثي أن إستراتيجية التجويع تجاوزت استهداف تهييج المدنيين في غزة ضد المقاومة باعتبارها مسؤولة عن الوضع، بعد يأسهم من تحقيق ذلك، إلى استهداف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجعل غزة مكانا غير صالح للحياة، مما يدفع أهله للهجرة.

ويضيف أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الولايات المتحدة التي ترفض ممارسة أي ضغط، مشددا على أن إسرائيل ستستمر في هذا الغي طالما اكتفى العالم بالبيانات، كما يشجعها عدم وجود ردود فعل عربية وإسلامية قوية.

وفي السياق، قال مدير المكتب الحكومي في غزة للجزيرة إن أعلاف الحيوانات التي كان يأكلها الفلسطينيون في شمال القطاع منذ 3 أسابيع لم تعد متوفرة، مؤكدا أن الاحتلال يستخدم سلاح التجويع ضد الفلسطينيين في غزة لتحقيق الإبادة الجماعية.

إستراتيجية عسكرية وسياسية

بدوره، يرى الدكتور مهند مصطفى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية أن المجتمع الإسرائيلي، باستثناء شرائح محدودة، لا يلتفت إلى المعاناة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، مؤكدا أن التجويع ليس جزءا من تداعيات العملية البرية بغزة، وإنما إستراتيجية عسكرية وسياسية من أجل فصل الناس عن المقاومة وهو منطق استعماري قديم.

وأشار في هذا السياق إلى أن ما كشفه استطلاع الرأي الذي قام به مركز أبحاث إسرائيلي جاد من تأييد 68% من الإسرائيليين لعدم إدخال المساعدات إلى القطاع، يعكس أن المجتمع الإسرائيلي عنصري، ولا يرى للفلسطيني أي حق في الحياة كإنسان فضلا عن الحقوق الأخرى.

ويرى مصطفى أن اليمين الإسرائيلي يعتقد أنه كلما ظهر العالم في موقف مضاد لإسرائيل، فإن ذلك يعطيه مصداقية وشعبية أكبر، ولذا يتفاخر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بين الفينة والأخرى بأنه قادر على مواجهة الضغط الأميركي والعالمي، رغم أن هذا الضغط ليس مدعوما بأي خطوات عقابية مؤثرة.

ويؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن الاحتلال يمكن أن يصل في سياسة التجويع إلى أبعد مدى ممكن، طالما لا يجد موقفا مؤثرا، والذي يتمثل في توافق عربي على إجراءات مضادة، خاصة الدول التي لديها علاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أهمية اتخاذ موقف داعم للشعب الفلسطيني حتى ولو من منطلق إنساني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

فلسطين تختتم مشاركتها بفعاليتها الـ47 في معرض القاهرة الدولي للكتاب| صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 اختتمت دولة فلسطين، برنامج فعالياتها الفكرية والثقافية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، حيث هدفت مشاركة دولة فلسطين هذا العام إلى تسليط الضوء على شهداء وخسائر القطاع الثقافي الفلسطيني على وجه الخصوص، وتنظيم فعاليات ثقافية وفكرية بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية واتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين وجموع المثقفين والمبدعين والفنانين الفلسطينيين والعرب للإعلاء من صوت السردية الفلسطينية في ظل محاولات تزييفها المستمرة من القوة القائمة بالإحتلال، وفي ظل تعمد القوة القائمة بالاحتلال اغتيال رموز الثقافة والإبداع من الكتاب والفنانيين والمثقفين الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الجماعية لطمس الوجود الفلسطيني والهوية الثقافية والذاكرة الجمعية.

وتعد مشاركة دولة فلسطين هذا العام هي الأكبر والأكثر تفاعلا داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك بتنظيم 47 فاعلية ثقافية وفكرية، وشارك بها الكتاب والشعراء والمبدعون الفلسطينيون وكذلك إصدارات وابداعات الذين استشهدوا إبان حرب الإبادة، وجاءت المشاركة الفلسطينية ضمن إطارين رئيسيين، الأول داخل "الجناح الرسمي لدولة فلسطين" الذي اشتمل على إصدارات أدبية وتاريخية وفكرية ومجموعات الكتب التي تسلط الضوء على قضايا القدس واللاجئين والأسرى والجغرافيا السياسية ومختلف الفنون الفلكلورية والتراثية الفلسطينية، حيث استقبل الجناح مئات المتضامنين من مختلف الجنسيات للإعراب عن تضامنهم ومساندتهم ووقوفهم صفا إلى عدالة الحقوق الفلسطينية، ورغبتهم في التعمق حول مكونات الثقافة والهوية الفلسطينية عن قرب.

ونظمت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، برنامجا تفاعليا ثقافيا يومي داخل الجناح- بعنوان "لقاء مع كاتب"- استهدف فيه عقد 15 لقاءا تفاعليا مع كل من كتب عن فلسطين من الأدباء والشعراء والمفكرين المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وحرصت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة على المشاركة في عقد الندوات الثقافية والفكرية والفنية في اطار البرامج الثقافية المنعقدة بالمعرض، حيث شارك المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بالقاهرة الكاتب ناجي الناجي، فعاليات ندوة الصالون الثقافي - أيام عربية؛ متطرقا للحديث حول الأبعاد والتحديات التي تواجه الثقافة والمثقفين الفلسطينيين، بمشاركة المفكر اللبناني الكبير عباس بيضون، حيث حرص الناجي التأكيد على أن المثقف الفلسطيني قدم الكثير لتوثيق سرديته بمنتجه الثقافي وكذلك روحه التي دفع ثمنها مقابل نقل الحقيقة؛ خاصة في ظل تعمد استهداف القطاع الثقافي إبان حرب الإبادة الجماعية واستشهاد 88 من شهداء القطاع الثقافي الفلسطيني، مؤكدًا أنه يتبقى استكمال دور المثقفين الأحرار في تكوين جبهة ثقافية مقاومة للدفاع عن الحقوق العربية لتكون صوت الحقيقة حاضرة بكل المحافل الفكرية،  وضرورة مجابهة الدعايا المضادة بتكريس مفهوم التكامل الثقافي كمتطلب أساسي وتكوين جبهة ثقافية حقيقية للاتفاق على رواية موحدة بكل لغات العالم لمجابهة الهيمنة الفكرية ضد القضية الفلسطينية؛ ويتم ذلك عبر إعادة التأطير بتكوين جبهة عربية مثقفة قادرة على الوقوف أمام محاولات التشكيك في الرواية والسردية الفلسطينية.

وفي ذات السياق، عقدت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة الدورة الثالثة من صالون فلسطين الثقافي تحت شعار"سلام لغزة"، في مقر المركز الثقافي الفلسطيني بسفارة دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية، حيث عقدت فعالية إشهار وتوقيع 9 إصدارات فكرية وأدبية للكتاب والأدباء الفلسطينيين والمصريين والعرب الذين كتبوا عن فلسطين خلال الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وفيها تم إشهار ومناقشة رواية "قناع بلون السماء" للأسير الروائي باسم خندقجي، كتاب "تطور وحيازة الأراضي الزراعية في فلسطين" للكاتبة الدكتورة هند البديري، ديوان "على راح القلب" للشاعرة نهى عمر، ديوان "رماد للظلال" للشاعر ناصر عطا الله، رواية "على يمين القلب" للكاتبة ليالي بدر،  كتاب "العلاقات السوفيتية الإسرائيلية في ميزان القضية الفلسطينية" للباحثة الدكتورة شيماء حمزة خطاب، كتاب "خطابات من جدات فلسطين" للكاتب إبراهيم شلبي، رواية "كتاب غزة - يوميات ورسائل وقصائد من غزة"  للشاعر يوسف القدرة، رواية "رسائل ذاك الغريب العاشق" للكاتب سعيد أبو غزة.

وكذلك حرص الكتّاب والأدباء المشاركون في الصالون الثقافي على تقديم قراءات لـ19 من الكتاب الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة والذي استشهد بعضهم إبان حرب الإبادة الجماعية، وكذلك شهدت الفعاليات افتتاح معرض رسوم فنية لأطفال من قطاع غزة من ذوي شهداء حرب الإبادة الجماعية من إعداد وجدان دياب مديرة مركز ميرا لتنمية المهارات، وعرض فيلم "حي فلسطين" لأول مرة في جمهورية مصر العربية من إنتاج أكاديمية الشروق بحضور صناع الفيلم، والذي يحاكي معاناة فتاة فلسطينية خلال حرب الإبادة الجماعية.

كما نظمت السفارة أمسيتين شعرية وسردية تحت عنوان "قراءات من وإلى فلسطين" في أتيليه العرب للثقافة والفنون بجاليري ضي بالزمالك؛ لتسليط الضوء على جهود المبدعين والأدباء الفلسطينيين ودورهم في نقل السردية الفلسطينية الحقيقية باستخدام أدوات القوى الناعمة ونجاحهم في نقل الرواية وتصحيح الصورة الذهنية التي تعمدت فيها القوة القائمة بالاحتلال وأعوانها تشويه الصمود والمعاناة والجلد الفلسطيني في سبيل الحفاظ على حقه وأرضه ووطنه.

واختتمت مشاركة دولة فلسطين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعرض للفلكلور الشعبي الفلسطيني من خلال مشاركة فرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية في البرنامج الفني للمعرض، والذي شهد حضورا لافتا وتفاعلا كبيرا بين الجمهور والدبكة الفلسطينية على الأهازيج واللوحات الفنية الوطنية.

ووجه المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بالقاهرة ناجي الناجي الشكر والتقدير  لدور الشقيقية الكبرى مصر بكافة مكوناتها الرسمية والفكرية، خاصة وزارتي الخارجية والثقافة المصرية والهيئة العامة للكتاب، لدعمهم المتفاني من أجل توطيد أواصر العلاقة بين البلدين الشقيقيين من خلال القوى الناعمة وتعميد جسور الثقافة والتي تعد رافدا هاما وأساسيا في تشكيل وعي الشعوب وترسيخ الهوية الوطنية.

مقالات مشابهة

  • الأمطار تُغرق خيام النازحين في غزة مجدداً .. وشحة مساعدات الإيواء تفاقم معاناتهم
  • استشهاد 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة
  • الشعب الفلسطيني يدحر العدوان الإسرائيلي برفض مخططات الاستيطان على أرضه
  • صحيفة: الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بعدم إدخال أي مساعدات من تركيا إلى غزة
  • فلسطين تختتم مشاركتها بفعاليتها الـ47 في معرض القاهرة الدولي للكتاب| صور
  • “الخارجية الفلسطينية” تُحذِّر من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مشاريع تهجير الشعب الفلسطيني
  • عمرو خليل: الإبادة الجماعية للفلسطينيين هدف حكومة الاحتلال الإسرائيلي
  • صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي “أخطأ” في إعلان اغتيال قادة “حماس” دون التأكد
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يكشف عن معطيات مختلفة لخسائر الحرب