محللان: إذا استمر الصمت الدولي سيذهب الاحتلال لأبعد مدى في إستراتيجية التجويع
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
اتفق محللان سياسيان على أن سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة هي إستراتيجية عسكرية وسياسية تهدف للإبادة والتطهير العرقي والتهجير، مؤكدين أنه مستعد للذهاب فيها لأبعد مدى إذا ما استمر الصمت الدولي دون أي ضغط حقيقي.
وفي وقت سابق، قال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن ما يعانيه الفلسطينيون في غزة، بسبب الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية يفوق التصوّر، مؤكدا أن نصف مليون شخص في القطاع يفتقرون لأبسط الحاجات الأساسيّة من غذاء ومياه ورعاية صحيّة.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن إسرائيل تحاول أن تنفذ الإبادة الجماعية بـ3 وسائل، أولها القتل بالقصف والتدمير، حيث تجاوز عدد الشهداء 35 ألفا، في حين تجاوز عدد المصابين 70 ألفا، "يتوقع استشهاد أغلبهم في ظل الحرمان من العلاج".
وأضاف أن الوسيلة الثانية هي ما يمارسه الاحتلال من سياسة التجويع الخانقة، فيما تتمثل الوسيلة الأخيرة في خلق ظروف بيئية سيئة تتعذر معها الحياة في القطاع.
مجتمع فاشيويرى البرغوثي أن دعم غالبية المجتمع الإسرائيلي للموقف الحكومي بعدم إدخال المساعدات للقطاع يثبت أنه تجاوز العنصرية إلى الفاشية، وهو ما بات واضحا في سلوك جميع القطاعات لدى الاحتلال، ومن ذلك الجيش والحكومة والمعارضة، إضافة إلى الشارع.
وتساءل الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية عن قرارات القمة العربية والإسلامية التي نصت على ضرورة كسر الحصار عن القطاع فورا، مشيرا إلى أن جميع القوانين تمنع استخدام التجويع حتى بحق المحاربين.
ويرى البرغوثي أن إستراتيجية التجويع تجاوزت استهداف تهييج المدنيين في غزة ضد المقاومة باعتبارها مسؤولة عن الوضع، بعد يأسهم من تحقيق ذلك، إلى استهداف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجعل غزة مكانا غير صالح للحياة، مما يدفع أهله للهجرة.
ويضيف أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الولايات المتحدة التي ترفض ممارسة أي ضغط، مشددا على أن إسرائيل ستستمر في هذا الغي طالما اكتفى العالم بالبيانات، كما يشجعها عدم وجود ردود فعل عربية وإسلامية قوية.
وفي السياق، قال مدير المكتب الحكومي في غزة للجزيرة إن أعلاف الحيوانات التي كان يأكلها الفلسطينيون في شمال القطاع منذ 3 أسابيع لم تعد متوفرة، مؤكدا أن الاحتلال يستخدم سلاح التجويع ضد الفلسطينيين في غزة لتحقيق الإبادة الجماعية.
إستراتيجية عسكرية وسياسيةبدوره، يرى الدكتور مهند مصطفى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية أن المجتمع الإسرائيلي، باستثناء شرائح محدودة، لا يلتفت إلى المعاناة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، مؤكدا أن التجويع ليس جزءا من تداعيات العملية البرية بغزة، وإنما إستراتيجية عسكرية وسياسية من أجل فصل الناس عن المقاومة وهو منطق استعماري قديم.
وأشار في هذا السياق إلى أن ما كشفه استطلاع الرأي الذي قام به مركز أبحاث إسرائيلي جاد من تأييد 68% من الإسرائيليين لعدم إدخال المساعدات إلى القطاع، يعكس أن المجتمع الإسرائيلي عنصري، ولا يرى للفلسطيني أي حق في الحياة كإنسان فضلا عن الحقوق الأخرى.
ويرى مصطفى أن اليمين الإسرائيلي يعتقد أنه كلما ظهر العالم في موقف مضاد لإسرائيل، فإن ذلك يعطيه مصداقية وشعبية أكبر، ولذا يتفاخر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بين الفينة والأخرى بأنه قادر على مواجهة الضغط الأميركي والعالمي، رغم أن هذا الضغط ليس مدعوما بأي خطوات عقابية مؤثرة.
ويؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن الاحتلال يمكن أن يصل في سياسة التجويع إلى أبعد مدى ممكن، طالما لا يجد موقفا مؤثرا، والذي يتمثل في توافق عربي على إجراءات مضادة، خاصة الدول التي لديها علاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أهمية اتخاذ موقف داعم للشعب الفلسطيني حتى ولو من منطلق إنساني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الحرب الإسرائيلي يقول إن جيشه يقّطع أوصال غزة وينفذ مخطط التهجير
أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء الأربعاء، أن الجيش يعمل على تقطيع أوصال قطاع غزة وتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين منه.
جاء ذلك في كلمة متلفزة له خلال تفقده قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما يسمى "محور موراج" بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من عام ونصف.
وادعى كاتس أن "العملية (حرب الإبادة) في غزة تهدف إلى زيادة الضغط من أجل إطلاق سراح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) وهزيمة حماس".
وبدعم أمريكي أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وزعم كاتس أن "قوات الجيش تحقق إنجازات كبيرة، وكذلك فيما يتعلق بإجلاء الفلسطينيين (التهجير القسري) وتقطيع أوصال غزة بمحاور جديدة، بما في ذلك محور موراج".
وأردف: "سوف يتم قريبا إنشاء ممر جديد (موراج) مثل نتساريم (يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه)، وهو ما سيؤدي في الأساس إلى قطع الاتصال بين خان يونس ورفح، مما يجعل من الصعب على حماس العمل"، على حد تقديره.
والأربعاء، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الجيش يستعد لضم منطقة رفح التي تشكل خمس مساحة قطاع غزة إلى منطقة عازلة بمساحة 75 كيلومترا مربعا تقع بين محوري فيلادلفيا وموراج، ويحظر على الفلسطينيين الوصول إليها، معتبرة الأمر بمثابة "إبادة" للمدينة.
ورأى كاتس أن "المنطقة العازلة بأكملها، بما فيها (محور) فيلادلفيا (على حدود غزة مع مصر وتسيطر عليه إسرائيل منذ أيار/ مايو 2024)، مهمة لحماية الجنود والبلدات الإسرائيلية ومنع التهريب".
واستطرد: "ولذلك سنسيطر عليها في كل الأحوال، حتى لو تم التوصل إلى صفقة (لوقف الإبادة وتبادل أسرى) وحتى بعد أن نهزم حماس"، وفق تعبيراته.
وبنهاية 1 آذار/ مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" إسرائيل بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 آذار/ مارس الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
ومضى كاتس قائلا: "في الوقت نفسه، نعمل على دفع خطة الهجرة الطوعية (التهجير القسري) لسكان غزة وفق مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي نعمل على تحقيقه".
واعتمدت قمة عربية في 4 آذار/ مارس الماضي، ثم منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) بعد ثلاثة أيام، خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن "إسرائيل" والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.