معرض مسقط الدولي للكتاب يفتتح فعالياته ببرنامج ثقافي حافل

افتتحت مساء اليوم أبواب مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، إيذانا بانطلاق معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الثامنة والعشرين، وهو الوجهة الثقافية المثالية لعشاق الكتاب، والتظاهرة السنوية الأبرز لكل المهتمين بالثقافة والأدب والفن، والموعد الذي يجتمع فيه الكاتب والناشر والقارئ على حد سواء.

المعرض الذي افتتح برعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، والكتّاب والمثقفين والفنانين والإعلاميين، سيكون متاحا للزوار ابتداء من صباح اليوم وحتى مساء السبت الثاني من مارس المقبل.

وفي تصريح لراعي الحفل قال: «سررت بحمد الله وتوفيقه بافتتاح الدورة الثامنة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، هنا يجتمع العالم في سلطنة عمان، وتلتقي الثقافات والأعراف والأجناس والمعتقدات واللغات من كل الدول في عرس ثقافي عالمي يدل على عراقة سلطنة عمان، وعلى أن عمان ملتقى الحضارات وملتقى كل الثقافات في العالم».

وأضاف: «هذا ليس مجرد معرض للكتاب وإنما عرس ثقافي ومهرجان علمي معرفي تلتقي فيه العقول وتلتقي فيه الثقافات واللغات، هنا تعرف الثقافات ويتعرف العالم على بعضه البعض. وأهمية معرض مسقط الدولي للكتاب أنه مكان تلتقي فيه عقول الشرق والغرب والشمال والجنوب من أجل الإنسانية ومن أجل التلاقي والاعتراف والتعارف، وفي سلطنة عمان هناك دعوة دائمة إلى التعارف والتواصل الحضاري والمؤتلف الإنساني.

الموسوعة العمانية للناشئة

ودشن خلال الافتتاح «الموسوعة العُمانية للناشئة» والتي تعد مشروعا منبثقا من الموسوعة العُمانية التي دشنت عام 2014م، وتمتاز بأنها تلخص أهم مواضيع الموسوعة العمانية الأم بموضوعية وبلغة مختصرة وميسرة، وتأتي لتقديم سلطنة عمان والإنسان والطبيعة بلغة ميسرة ومختصرة للناشئة، كما تأتي لتقدم تحديثات للبيانات المهمة التي تتطلب تحديثا من العام 2010 وهو العام الذي توقف فيه كتابة مواد الموسوعة العمانية، كما تتضمن إضافات في البيانات غير النصية من صور ورسوم بيانية وتوضيحية وخرائط بما يلائم الفئات العمرية التي تستهدفها الموسوعة وهي من التاسعة وحتى السابعة عشر.

وصممت جميع مداخل الموسوعة العمانية للناشئة بالمنهج الذي يتماشى مع معارف كل فئة ومداركها، وهي تستهدف العمانيين وغير العمانيين، والمتحدثين بالعربية من غير العرب بسلطنة عُمان، وتهدف الموسوعة إلى إذكاء الروح الوطنية والولاء بين الأجيال العمانية الناشئة.

وتتشكل مجالات الموسوعة العمانية للناشئة على خـلاف التقسيم الألفبـائي الـذي انتهـج في الموسوعة العمانية الأم، وتسهيـلا للقـــارئ فــي هذه المرحلـة العـمـريـة تـم الالتزام بالتقسيم الموضـوعي، وهو تقسيم بُني عـلى رؤوس الموضـوعات التي اشتملت عليها الموسوعة العمانية، إذ تشـكل جمـلة المواضيع المرتبطة مجـالا مـعـيـنـا، ويعـد التـقـسيم الموضوعي من التقسيمات الشائعة لموسوعات الأطفال والنـاشئة.

وتضمن حفل الافتتاح جولة لراعي الحفل والحضور إلى مختلف الأجنحة والأركان في المعرض، والتعرف على تفاصيل كل ركن، وشملت الجولة كذلك التعرف على مجسم لمدينة السلطان هيثم، والذي صمم بشكل تتضح فيه تفاصيل المدينة ومعالمها، واستمع راعي الحفل والحضور إلى شرح لما تحويه المدينة المتشكلة على هيئة تحفة معمارية زينت باحة المعرض.

وجهة للكتاب والثقافة

المعرض الذي بلغ إجمالي عدد العناوين والإصدارات التي ستكون متاحة للزوار حوالي 622002 عنوان، إلا أن عناوين الكتب ليست هي الوجهة الوحيدة لقاصدي المعرض، بل إن الفعاليات الثقافية، والورش التدريبية واللقاءات والجلسات الحوارية، والمبادرات المتنوعة، هي مقصد المهتمين بالحدث الثقافي البارز.

كما أن المعرض إلى جانب أركانه المتنوعة المتخصصة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة المختلفة والخاصة بالكبار، هو أيضا مقصد للأسرة والطفل، من خلال ركن خاص بالطفل يحوي عددا من الفعاليات المميزة، إلى جانب الأجنحة ودور النشر الأخرى المتخصصة في بيع كتب الأطفال والوسائل التعليمية لجميع الفئات ومختلف الأعمار.

«الظاهرة».. ضيف الشرف

واختار المعرض هذا العام محافظة الظاهرة لتكون ضيف شرف المعرض، حيث يبرز الركن الذي صمم بهيئة تتناسب مع التاريخ والحضارة والمعمار الذي تمتاز به المحافظة، تقريبا للزائر بالمحافظة وتعريفا بها، كما أن الجناح سيقوم بعرض صور مستوحاة من التاريخ، ويقدم معرض الابتكارات العلمية وجلسات القراءة والأنشطة الفنية والثقافية للأطفال، وعمل برنامج ثقافي يشتمل على المحاضرات والأمسيات الشعرية والجلسات الحوارية مع نخبة من المثقفين والكتاب والأدباء أبرزها جلسة حوارية بعنوان الظاهرة أهم ثغر من ثغور سلطنة عمان، ومحاضرة في الذكاء الاصطناعي ودوره في عملية التعليم، وندوة فرص الاستثمار في محافظة الظاهرة وموقعها الاستراتيجي، وجلسة حوارية في المواطنة والهوية الثقافية وجلسة أخرى في سيرة ومسيرة الشيخ عمر بن مسعود المنذري، بالإضافة إلى عرض تحف ومجسمات ومخطوطات ووثائق تاريخية مميزة تعنى بتاريخ المحافظة وعروض مرئية سياحية، كما سيتم الاحتفاء بأدباء وكتاب المحافظة الذين لهم إصدارات متنوعة من خلال توقيع إصداراتهم بجناح المحافظة.

وأشارت حنان محمود أحمد عضو في اللجنة الرئيسية المنظمة لجناح محافظة الظاهرة ضيف شرف معرض مسق الدولي للكتاب في الدورة الـ28 أن الجناح يعرض مجموعة متكاملة من العناصر للتراث المادي وغير المادي الخاص بالمحافظة، ابتداءً من ما ضم من أبرز المقتنيات الخاصة بها بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة كما يعرض الجناح مجموعة من المقتنيات بالتعاون مع المتحف الوطني، والمخطوطات والمراسلات الخاصة بأهالي المحافظة بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وقصاصات صحفية تسلط الضوء على المحافظة، ويعرض الجناح الآثار التي تميزت بها المحافظة ويتيح الجناح بتقنية الفي آر المشاريع المهمة للمحافظة، بالإضافة إلى ركن يعرض أبرز الابتكارات والمشاريع لطلاب المحافظة. ويقيم الجناح برنامجا ثقافيا طوال أيام الكتاب تتنوع بين مجالات الأدب والثقافة والعلوم والفنون.

الذكاء الاصطناعي

ويعد معرض مسقط الدولي للكتاب واحدا من الوجهات التي يقصدها المهتمون بالثقافة من مختلف دول المنطقة، وتسعى سلطنة عمان أن تواكب التطورات المختلفة في العالم من خلال الاهتمام بمحتوى المعرض وطريقة الجذب للمهتمين بالثقافة من مختلف الفئات والأعمار، وتأتي ثيمة «الذكاء الاصطناعي» والتي هي اهتمام العالم أجمع الآن، لتكون حاضرة في عدد من الفعاليات والأنشطة، إلى جانب حضور الذكاء الاصطناعي في التقنيات المستخدمة لعرض الكتاب وتصميم بعض الأركان، والذي يأتي جناح وزارة الإعلام على رأسها، ومن ضمن الفعاليات في البرنامج الثقافي للمعرض: «محاضرة حول الذكاء الاصطناعي ودوره في عملية التعليم»، وندوة «الذكاء الاصطناعي تحديات وفرص»، وحاضرة حول «الملكية الفكرية والميتافيرس في إطار الذكاء الاصطناعي المعزز»، وجلسة حوارية بعنوان «مستقبل العلوم الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي».

فعاليات مصاحبة

ويحتفي المعرض بعدد من الكتّاب والأدباء والفنانين والناشرين من داخل عمان وخارجها، كما يحتضن المعرض فعاليات ثقافية بلغ إجمالي عددها 152 فعالية، وتأتي القضية الفلسطينية على رأس عناوين الفعاليات، حيث يقدم فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي عام السلطنة محاضرة تحمل عنوان «القضية الفلسطينية من منظور ديني»، وجلسة حوارية لـ«حسين عبدالغني» تحمل عنوان «جلسة الراهن العربي ومآلات القضية الفلسطينية»، وجلسة نقاشية بعنوان «الحرب على الصحفيين في غزة».

كما تحتفي مجلة (نزوى) على مدار يومين بمرور ثلاثين عاما من الإنجاز الثقافي، من خلال ندوة ثقافية يشارك فيها عدد من الكتّاب والمثقفين، وفي مجال الترجمة تقام ندوة «الأدب العربي في ميزان الترجمة» يشارك فيها كل من الدكتور خالد البلوشي، وسواد حسين، والبروفيسور روجر ألن، والبروفيسور ويليم هتشن، والدكتور مبارك سريفي، وندوة أخرى حول «الأدب العربي في ميزان الترجمة»، وندوة «الكتابة الإبداعية بين الموهبة والصنعة»، وندوة «أثر الإيمان في مواجهة التحديات الفكرية».

وفي الجلسات الحوارية تقام جلسة «أدب الرحلات» باستضافة حسن البحار، وخالد العنقودي، وجلسة حوارية حول «التسويق الرقمي وتأثيره على حركة النشر» يشارك فيها أحمد محمد رشاد، وجلسة حول «الرواية النسائية ومدى تمكنها من الإحاطة بالوقائع الاجتماعية والتاريخية» تشارك فيها من سلطنة عمان الكاتبة بدرية البدرية، وزينة الكلبانية، وشريفة التوبية، ومن الإمارات العربية المتحدة، أسماء الزرعوني، وصالحة غابش، ونجيبة الرفاعي، وجلسة حول الأدب الرياضي يتناقش فيها الكاتبان سليمان المعمري، وسالم الغيلاني، وجلسة «دهشة السرد بين القصة والمسرح»، إضافة إلى عدد من الورش العلمية، والأمسيات الشعرية الفصيحة والعشبية، والمسابقات والمعارض الفنية، والمحاضرات في مختلف التخصصات التاريخية والعلمية والفلسفية والسياسية. كما يحضر المسرح والسينما والموسيقى في ردهة الفنون طيلة أيام المعرض.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الدول المشاركة في المعرض هذا العام بلغ 34 دولة بـ847 دار نشر منها 676 بصورة مباشرة، و171 بصورة غير مباشرة تتوزع على 1236 جناحا، وتصدرت مصر الدول المشاركة بـ128 دار نشر، تلتها سلطنة عمان بـ104 دور نشر ثم لبنان بـ76 دار نشر، وبلغ إجمالي عدد العناوين والإصدارات المدرجة في موقع المعرض 622002 عنوان، منها 268975 كتابا عربيا، و204525 كتابا أجنبيا، فيما بلغ عدد المجموعات العمانية المدرجة 19026 مجموعة، بينما بلغ عدد الإصدارات الحديثة المدرجة 2023-2024م ما يقارب 35989 إصدارا.

المصدر: لجريدة عمان