21 فبراير.. الذكرى الثانية عشرة لآخر يوم في عهد الديمقراطية اليمنية
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
في مثل هذا اليوم، وقبل 12 عاماً، كان آخر يوم في عهد الديمقراطية اليمنية، والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع التي توافد إليها اليمنيون أفواجاً، تتويجاً لعقود من النضال والتضحية.
شهدت اليمن في الحادي والعشرين من فبراير 2012م، آخر يوم للديمقراطية توجّه فيه اليمنيون أفواجا إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار المرشح الرئاسي التوافقي والوحيد عبدربه منصور هادي حاكما للبلاد، خلفا للرئيس علي عبدالله صالح الذي دعا عشية هذا العرس الديمقراطي جميع اليمنيين إلى التوجه نحو الصناديق لتثبيت مداميك الديمقراطية اليمنية.
الرئيس صالح، أكد في خطابه، وفق ما نقلته وكالة سبأ الرسمية -حينها- أن هذا "الحدث يأتي في إطار تنفيذ ما تبنيناه من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة لإخراج بلادنا الطيبة وشعبنا الصامد الأبي من الأزمة الخانقة والمريرة التي استمرت عاماً كاملاً ونتج عنها توقف عجلة التنمية وتعطيل مشاريع البنية التحتية".
كان الرئيس صالح يدرك حجم المؤامرة على البلاد وما حققته من تقدم ديمقراطي واقتصادي وتنموي وعسكري.. بمحاولة إغراق البلاد في أتون احداث ما يسمى بالربيع العربي عام 2011، والقفز على نضالات وتضحيات ملايين اليمنيين منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، جراء محاولة بعض الأحزاب السياسية في اللقاء المشترك ومليشيا الحوثي، سرقة السلطة بنفس طريقة سرقتها احلام الشباب المعتصم في شارع الدائري بصنعاء للمطالبة بتلبية طموحاتهم ومكافحة الفساد وغيره.
أدرك الرئيس صالح المؤامرة على الوطن والديمقراطية، فاستبقها باعلان تنازله عن السلطة وتسليم مقاليد الحكم عبر البوابة الديمقراطية للتداول السلمي للسلطة (صناديق الاقتراع)، وهو أحد أعظم المنجزات التي حققها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح طيلة فترة حكمه، وفاءً لتضحيات الملايين في سبيل هذا المنجز.
يقول الرئيس صالح في ذلك الخطاب "إنني على ثقة من تفاعلكم الخلاق مع الانتخابات الرئاسية المبكرة للحفاظ على الشرعية الدستورية.."، في دعوة صريحة للتمسك بالاسس المشروعة للتداول السلمي للسلطة لا أكثر، لا سيما ونتيجة الانتخابات محسومة سلفاً لصالح المرشح الرئاسي الوحيد "هادي"، ولكن دلالات الدعوة تعكس النظرة البعيدة لمثل هكذا قائد، في مساع لمحاولة وأد المخطط التآمري الخبيث على الديمقراطية.
وفي 27 من الشهر نفسه، شهد قصر الرئاسة في العاصمة صنعاء، حفل مراسم تسليم الرئيس علي عبدالله صالح، مقاليد السلطة وعلم الجمهورية اليمنية، رسمياً إلى نائبه عبدربه منصور هادي (المرشح التوافقي)، مخاطباً إياه أمام شاشات التلفزة المحلية والدولية: "اسلم علم الثورة والجمهورية والحرية والأمن والاستقرار إلى يد امنة".
من جهته، اعتبر الرئيس اليمني الجديد أن هذه المناسبة تضع "قواعد جديدة لتبادل السلطة في اليمن".
القوى الظلامية التي أدركت أن جواد مؤامرتها تعثّر في هذه المرحلة، لم تثنها نواياها الخبيثة في معاودة الكرّة، رغم أنها باتت الحاكم الجديد، والسبب إدراكها بأنها لن تنجح في كسب الجماهير إلى صفها لتضارب مشاريعها مع المشاريع الوطنية، فما كان منها إلا أن عكفت على وأد هذا المنجز في مرات عديدة، حتى قررت أن تتناحر فيما بينها على سدة الحكم وتنسف كل ما تم إنجازه طيلة ثلاثة عقود مضت، لتعود بالبلاد إلى نقطة البداية.
اليوم وبعد 12 عاماً على هذا العرس الذي كان مقررا له أن يتكرر بعد عامين من إحيائه، وفق ما نصّت عليه المبادرة الخليجية، يندب اليمنيون حظهم العاثر، وهم يقفون على أنقاض وطنهم وأطلال ديمقراطيتهم.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الرئیس صالح
إقرأ أيضاً:
توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة.. 8 أمثلة لاستغلال الديمقراطية
كتب د. بلال الخليفة
أولا:-
من الأمثلة الشائعة هو ما حدث في هاييتي حيث حدث فيه ما حدث في نيكاراكوا وهو تطبيق عقيدة الصدمة من جعل الشعب يعاني معاناة شديدة من ازمة اقتصادية (تضخم كبير) مع فقدان الامن بوجود طبقة سياسية دكتاتورية فاسدة ، لكن شاءت الاقدار ان جرت فيها انتخابات ووصل بصندوق الاقتراع اشخاص جيدين ولكن هذا الامر لم يروق للإدارة الامريكية ومن خلفها (أصحاب الشركات) حتى عملوا على إقامة انقلاب بدعمهم واشرافهم ضد الشرعية وبعد ذلك ان الانقلابيين جاءوا بأجندات تخص التحول الى السوق الحر من خلال مجموعة قرارات إصلاحية للاقتصاد (من وجهة نظر المنظمات لكنها في الواقع لا تصب في مصلحة هاييتي) ومن تلك القرارات الإصلاحية هو خفض رواتب الموظفين بنسبة 65 % وحجب المساعدات التي كانت تقدمها الحكومة للفلاح وهذا أدى الى انخفاض الإنتاجية للفلاح من ان ناتجة من الرز الذي كان يكفي لهاييتي بشكل تام الى ناتج من الرز فيه عجز بنسبة 50 % .
هذا العجز كان في صالح أمريكا حيث انه يتم تعويض العجز بشرائه من أمريكا وبالتالي كان قرار الإصلاح الاقتصادي ضد مواطني هاييتي وفي صالح أمريكا.
ثانيا: -
الامثلة كثيرة، لكن لنأتي بمثال من التاريخ، وهو الخلاف الحاصل بين الحكومة السورية وشركة النفط البريطانية (بي بي). في 12-7-1966 , اعلن رئيس الوزراء السوري آنذاك الدكتور يوسف زعين للصحفيين ان مجموعة الشركات البريطانية قد ابلغت بقرار فسخ العقد المبرم معها، للعلم ان قيمة العقد كانت 20 مليون جنية استرليني لمد انبوب نفطي بين حقول قرتشو في الجزيرة ومرفأ طرطوس على البحر الابيض المتوسط.
بالمقابل تم التوصل الى اتفاق مع شركة سنام بروجيتل الايطالية لتنفيذ المشروع بمبلغ اقل بكثير عن البريطانية وهو 2.5 مليون جنية استرليني.
البريطانيون لم يسكتوا عن فسخ العقد لشركتهم، فوجهوا تهديد الى الحكومة السورية بأسقاطها، وعن طريق مقال نشرته في يوم 31-8-1966 جريدة (فاينانشيال تايمس) اللندنية في تعليقها، (لاحظ جيدا) ان شركة نفط العراق (شركة النفط الوطنية-سابقا) سوف توجه من الان اما اختيار:
1- مقاومة اي مطلب بزيادة حصة سوريا من عوائد النفط، والتوقع بتوجيه ضربة من الحكومة السورية بمنع تصدير النفط عن طريق اراضيهم.
2- محاولة التساهل بقدر ما، وبذلك تقدم سابقة خطيرة. وربما تطلب من لبنان ايضا ان تحذو حذو سوريا وموقف الدكتور يوسف زعين، للعلم ان لبنان يمر في اراضيها ايضا انبوب نفطي تابع لشركة النفط العراقية.
3- سقوط الحكومة السورية، وهو امر لا يقل احتمالا عما سبق ذكرة.
الغريب ان الشركة كانت تماطل وتماطل لتبطئ سير المفاوضات وبالتالي كسب الوقت، لانها كانت تمتلك معلومات اكيدة عن نجاح محاولة انقلاب ستحدث في سوريا، والتي حدثت بالفعل وقام فيها سليم حاطوم وزمرته اليمينية للإطاحة بالحكم السوري وبالتالي بحكومة زعين والنتيجة الغاء قرار استبعاد الشركة البريطانية.
خلاصة ما تم ذكرة
هو ان الديمقراطية الجديدة هي وجدت لحماية الأقلية الثرية من الأغلبية الفقيرة. وكما يحدث في كل أزمات العالم حيث ان الحكومات تقدم حزم من المساعدات الاقتصادية والمالية الى الشركات الكبرى ولكن في نفس الوقت يتم تسريح الاف او ملايين الموظفين، هذا يعني حماية الثري وعدم اكتراث بالفقير .
اما فيما يخص العراق. نلاحظ وجود قرارات ومشاريع لا تخدم المواطن بشيء بل انها جاءت في خدمة بعض ( لاحظ) الأثرياء وعلى سبيل المثال القانون الاخير وهو العفو ، حيث شمل كبار (ان لم يكن الاكبر) أثرياء العراق الذين عليهم احكام قضائية وخرجوا من السجن وكانما فصل لهم.