"منتدى قازان الاقتصادي" يكشف تفاصيل الممر الدولي بين روسيا والعالم الإسلامي
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
الرؤية- إبراهيم الهادي
أكد المشاركون في منتدى قازان الاقتصادي الدولي "روسيا- العالم الإسلامي" أنه يمكن لممر "شمال- جنوب" الدولي (INSTC) وطريق بحر الشمال، الإسهام في زيادة وتسريع نقل البضائع في أوراسيا؛ ولذلك قد يشكلان بديلًا مربحًا للطرق البحرية الموجودة.
ففي العام 2024، سيتم تطوير ممر “شمال - جنوب”, ويعتبر هذا المشروع اللوجستي واسع النطاق.
ووفق توقعات خبراء منتدى قازان، سيضمن الممر بين الشمال والجنوب عبورًا سريعًا للبضائع إلى أوروبا، بالإضافة إلى نقلها من روسيا إلى دول الخليج. وسيسهم ذلم في تقليل وقت تسليم الحاويات بأكثر من ضعفين مقارنةً بطرق التجارة التقليدية على سبيل المثال، سيستغرق النقل من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية إلى مومباي الهندية عبر الممر الشمالي الجنوبي حوالي 10-20 يومًا بدلًا من 30-45 يومًا يحتاجها النقل البحري عبر قناة السويس. وحسب تقديرات الخبراء يمكن تخفيض متوسط تكلفة النقل إلى 30-40٪، مما سيؤدي إلى ازدياد حجم تدفق البضائع بشكل ملحوظ، وتعزيز قدرة العبور وزيادة فرص الوصول إلى الأسواق الخارجية للبلدان المشاركة في المشروع.
وتخطط روسيا لاستثمار 280 مليار روبل في تطوير ممر “شمال - الجنوب” حتى عام 2030 ووفقًا لتوقعات النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد الروسي مارات خوسولين، التي أُعلن عنها في منتدى قازان 2023، فإن معدل تبادل البضائع بين روسيا ودول منطقة بحر قزوين وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا والخليج العربي "يجب أن يرتفع بضعفين ويصل إلى ما لا يقل عن 30 مليون طن، وبحلول عام 2030 – إلى 35 مليون طن. وهو ما يشكل زيادةً بنسبة 155% مقارنة بعام 2021".
ومن المتوقع أن مواصلة تطوير الممر ستفضي إلى زيادة قدرته االاستيعابية تصل الى أكثر من 100 مليون طن من البضائع سنويًا، كما أن الاستثمارات في المشروع تتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة.
وكان علي رضا بيمان باك رئيس منظمة ترويج التجارة الإيرانية أوضح في تصريح سابق أنه "لتعظيم قدرة بحر قزوين، من المهم إنشاء بنية تحتية للموانئ مزودة بمعدات للتفريغ والتحميل. ومن الضروري تعميق وتطهير القاع في منطقة الموانئ. والتعاون في هذا المجال مفيد لجميع الدول المطلة على بحر قزوين".
ويُعد ممر النقل عالي السرعة بين الشمال والجنوب متعدد الوسائط. وتربطه الطرق البحرية والبرية وشبكة السكك الحديدية، ويبلغ الطول الإجمالي للطريق من بحر البلطيق إلى المحيط الهندي 7200 كيلومتر. إن تطوير البنية التحتية وحل المهام اللوجستية المشتركة في إطار المشروع يوحد عددًا من البلدان التي تمر عبرها وسائل نقل مختلفة, بما في ذلك أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وإيران والهند والعراق وطاجيكستان وأوزبكستان.
وتولي الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا خاصًا بالاستثمار وتطوير الجانب التقني لممر “شمال - جنوب” أيضًا، كما أفاد وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي على هوامش منتدى قازان 2023. وقال إن المشروع يوفر فرصًا جديدةً لتطوير الموانئ الكبرى في الخليج العربي، ويساهم في تطوير الشبكات اللوجستية ليس فقط بين الإمارات وروسيا الاتحادية، بل بين الإمارات ودول أوروبا الوسطى وآسيا الوسطى أيضًا، وسيسمح بتوحيد العديد من الطرق اللوجيستية الموجودة.
ويعتقد نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسولين أن بناء الممر الشمالي الجنوبي أصبح أحد المواضيع الرئيسية في منتدى قازان، لأنه متعلق باهتمام الدول الإسلامية بتصدير السلع الزراعية الروسية والمنتجات الحلال. ومن المفترض أن الطريق السريع الجديد سيتيح فرصةً لنقل المواد الغذائية والمنتجات الزراعية الأخرى للمستهلكين في آسيا الوسطى والخليج العربي وأفريقيا. وبالتالي، فإن ممر النقل هذا سيقدم مساهمة ملحوظة في ضمان الأمن الغذائي العالمي.
ومن المقرر مناقشة فرص جديدة لضمان تسليم البضائع السريع والموثوق، بما في ذلك عبر طريق بحر الشمال، على منصة منتدى قازان المقبل الذي سيجري في مايو 2024 بمشاركة دول منظمة التعاون الإسلامي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
انطلاق جلسات اليوم الأول من منتدى دافوس الاقتصادي.. هؤلاء أبرز المشاركون
انطلقت جلسات اليوم الأول للاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، الثلاثاء، وذلك عقب افتتاح أعماله مطلع الأسبوع الجاري.
وبحسب وكالة الأناضول، فإن الجلسات التي انطلقت الثلاثاء شهدت مشاركة عدد من المتحدثين الذين قدموا تقييماتهم لسياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة في الولايات المتحدة.
والاثنين، أدى ترامب الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة لأول مرة بين عامي 2016 و2020، القسم الدستوري رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية غير متتالية، ليصبح بذلك رسميا الرئيس الـ47 للبلاد.
ومن المتوقع أن يتم مناقشة مجموعة من الموضوعات خلال المنتدى العالمي، مثل المركبات الكهربائية، التحول إلى الطاقة النظيفة، التجارة، الجغرافيا السياسية للطاقة، والنمو الاقتصادي العالمي.
وفي البداية، ألقى مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، الرئيس التنفيذي كلاوس شواب، الكلمة الافتتاحية. ويتوقع أن تشارك عدد من الشخصيات البارزة في المنتدى، مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والنائب الأول لرئيس الوزراء الصيني دينغ شوي شيانغ، والمستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
كما من المقرر أن يشارك وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني في المنتدى، وذلك في أول مشاركة من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد وتولي المعارضة زمام الأمور في البلاد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.
وتشهد القمة أيضا عقد جلسة بعنوان "إحاطة بشأن الوضع الإنساني في غزة"، على هامش الاجتماعات.
ومن المتوقع أن يستضيف المنتدى هذا العام نحو 3 آلاف مشارك، بينهم رجال أعمال وسياسيون وأكاديميون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني من أكثر من 130 دولة، إضافة إلى 60 رئيس دولة وحكومة.
ويستمر المنتدى في الفترة من 20 إلى 24 كانون الثاني /يناير الجاري، تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي"، في إشارة إلى رؤية مؤسس منتدى الاقتصاد العالمي بشأن التقنيات المتطورة ودورها في الوقت الراهن.