الرؤية- إبراهيم الهادي

أكد المشاركون في منتدى قازان الاقتصادي الدولي "روسيا- العالم الإسلامي" أنه يمكن لممر "شمال- جنوب" الدولي (INSTC) وطريق بحر الشمال، الإسهام في زيادة وتسريع نقل البضائع في أوراسيا؛ ولذلك قد يشكلان بديلًا مربحًا للطرق البحرية الموجودة.

ففي العام 2024، سيتم تطوير ممر “شمال - جنوب”, ويعتبر هذا المشروع اللوجستي واسع النطاق.

حيث تتوقع شركات نقل البضائع من الدول الأوراسية افتتاح السكة الحديدية السريعة الجديدة من المحيط الهندي والخليج العربي إلى منطقة بحر قزوين، وإلى الموانئ الروسية الواقعة على بحر البلطيق والبحور الشمالية جاءت مناقشة هذا المشروع على هوامش المنتدى قازان الاقتصادي الدولي “روسيا - العالم الإسلامي. وينتهي بناء الخط الأخير في ايران الذي يربط شبكة السكك الحديدية عبر مدينة رشت بالبنية التحتية لموانئ بحر قزوين. وفي إطار ممر “شمال- جنوب” يجري تطوير الطريقين البريين الغربي والشرقي حول بحر قزوين عبر أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان. وفي العام الماضي وقعت روسيا وإيران اتفاقية بشأن بناء القسم الأخير من الفرع الغربي للسكة الحديدية بين مدينتي رشت وأستارا.

ووفق توقعات خبراء منتدى قازان، سيضمن الممر بين الشمال والجنوب عبورًا سريعًا للبضائع إلى أوروبا، بالإضافة إلى نقلها من روسيا إلى دول الخليج. وسيسهم ذلم في تقليل وقت تسليم الحاويات بأكثر من ضعفين مقارنةً بطرق التجارة التقليدية على سبيل المثال، سيستغرق  النقل من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية إلى مومباي الهندية عبر الممر الشمالي الجنوبي حوالي 10-20 يومًا بدلًا من 30-45 يومًا يحتاجها النقل البحري عبر قناة السويس. وحسب تقديرات الخبراء يمكن تخفيض متوسط ​​تكلفة النقل إلى 30-40٪، مما سيؤدي إلى ازدياد حجم تدفق البضائع بشكل ملحوظ، وتعزيز قدرة العبور وزيادة فرص الوصول إلى الأسواق الخارجية للبلدان المشاركة في المشروع.

وتخطط روسيا لاستثمار 280 مليار روبل في تطوير ممر “شمال - الجنوب” حتى عام 2030  ووفقًا لتوقعات النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد الروسي مارات خوسولين، التي أُعلن عنها في منتدى قازان 2023، فإن معدل تبادل البضائع بين روسيا ودول منطقة بحر قزوين وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا والخليج العربي "يجب أن يرتفع بضعفين ويصل إلى ما لا يقل عن 30 مليون طن، وبحلول عام 2030 –  إلى 35 مليون طن. وهو ما  يشكل زيادةً بنسبة 155% مقارنة بعام 2021".

ومن المتوقع أن مواصلة تطوير الممر ستفضي إلى زيادة قدرته االاستيعابية تصل الى أكثر من 100 مليون طن من البضائع سنويًا، كما أن الاستثمارات في المشروع تتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة.

وكان علي رضا بيمان باك رئيس منظمة ترويج التجارة الإيرانية أوضح في تصريح سابق أنه "لتعظيم قدرة بحر قزوين، من المهم إنشاء بنية تحتية للموانئ مزودة بمعدات للتفريغ والتحميل. ومن الضروري تعميق وتطهير القاع في منطقة الموانئ. والتعاون في هذا المجال مفيد لجميع الدول المطلة على بحر قزوين".

ويُعد ممر النقل عالي السرعة  بين الشمال والجنوب متعدد الوسائط. وتربطه الطرق البحرية والبرية وشبكة السكك الحديدية، ويبلغ الطول الإجمالي للطريق من بحر البلطيق إلى المحيط الهندي 7200 كيلومتر. إن تطوير البنية التحتية وحل المهام اللوجستية المشتركة في إطار المشروع يوحد عددًا من البلدان التي تمر عبرها وسائل نقل مختلفة, بما في ذلك أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وإيران والهند والعراق وطاجيكستان وأوزبكستان.

وتولي الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا خاصًا بالاستثمار وتطوير الجانب التقني لممر “شمال - جنوب” أيضًا، كما أفاد وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي على هوامش منتدى قازان 2023. وقال إن المشروع يوفر فرصًا جديدةً لتطوير الموانئ الكبرى في الخليج العربي، ويساهم في تطوير الشبكات اللوجستية ليس فقط بين الإمارات وروسيا الاتحادية، بل بين الإمارات ودول أوروبا الوسطى وآسيا الوسطى أيضًا، وسيسمح بتوحيد العديد من الطرق اللوجيستية الموجودة.

ويعتقد نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسولين أن بناء الممر الشمالي الجنوبي أصبح أحد المواضيع الرئيسية في منتدى قازان، لأنه متعلق باهتمام الدول الإسلامية بتصدير السلع الزراعية الروسية والمنتجات الحلال. ومن المفترض أن الطريق السريع الجديد سيتيح فرصةً لنقل المواد الغذائية والمنتجات الزراعية الأخرى للمستهلكين في آسيا الوسطى والخليج العربي وأفريقيا. وبالتالي، فإن ممر النقل هذا سيقدم مساهمة ملحوظة في ضمان الأمن الغذائي العالمي.

ومن المقرر مناقشة فرص جديدة لضمان تسليم البضائع السريع والموثوق، بما في ذلك عبر طريق بحر الشمال، على منصة منتدى قازان المقبل الذي سيجري في مايو 2024 بمشاركة دول منظمة التعاون الإسلامي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إغلاق مطار قازان بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على وسط روسيا

لندن .كييف.موسكو "وكالات": وصفت السفارة الروسية في لندن اليوم اعتزام بريطانيا تحويل أكثر من ملياري جنيه إسترليني (2.5 مليار دولار) لأوكرانيا بدعم من أصول روسية مجمدة بأنه "مخطط احتيالي".وقالت بريطانيا في أكتوبرإنها ستقرض أوكرانيا 2.26 مليار جنيه إسترليني ضمن قرض أكبر بكثير من مجموعة السبع مدعوم بأصول مجمدة للبنك المركزي الروسي لمساعدة كييف في شراء الأسلحة وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.

ووافق زعماء مجموعة الدول السبع، بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي على القروض في يوليو تموز. وتوجد معظم الأصول الروسية المجمدة نتيجة للحرب في دول الاتحاد الأوروبي.

وقالت السفارة الروسية في لندن على وسائل التواصل الاجتماعي "نتابع عن كثب جهود السلطات البريطانية الرامية لتنفيذ مخطط احتيالي لمصادرة عائدات من الأصول الحكومية الروسية 'المجمدة' في الاتحاد الأوروبي".

وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن الأموال ستكون مخصصة للجيش الأوكراني فقط ويمكن استخدامها للمساعدة في تطوير طائرات مسيرة قادرة على السفر لمسافات أطول من بعض الصواريخ بعيدة المدى.

وذكرت السفارة الروسية "التحرك التشريعي المعقد يفشل في إخفاء الطبيعة غير الشرعية لهذا الترتيب".

ووصفت وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي نقل الولايات المتحدة لحصتها من قروض مجموعة السبع البالغة 50 مليار دولار إلى أوكرانيا بأنه "سرقة بكل بساطة".

ميدانيا قالت وسائل إعلام وسلطات الطيران في روسيا اليوم إن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت مدينة قازان مما أدى لإغلاق مطارها مؤقتا.وذكرت وكالات أنباء روسية رسمية أن الهجوم استهدف مجمعا سكنيا في قازان، التي تبعد نحو 800 كيلومتر شرقي موسكو.

وقالت وزارة الدفاع إن المدينة تعرضت للهجوم بثلاثة أسراب من الطائرات المسيرة ونقلت وكالات الأنباء عن السلطات المحلية القول إنه لم ترد بلاغات عن وقوع خسائر بشرية.

ونشرت قناة (بازا) على تيليجرام، المقربة من أجهزة الأمن الروسية، لقطات مصورة لم يتسن التحقق منها تظهر اصطدام جسم طائر ببناء شاهق، وهو ما أعقبه تصاعد كرة كبيرة من اللهب.

وقالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا (روسافياتسيا) عبر تيليجرام إن مطار قازان علق رحلات الوصول والمغادرة.

وأضافت الوكالة أنها فرضت أيضا قيودا مؤقتة بمطار في إيجيفسك، وهي مدينة أصغر تقع شمال شرقي قازان، وبمطار آخر في ساراتوف التي تبعد نحو 650 كيلومترا جنوبي قازان. ورفعت السلطات القيود في مطار ساراتوف في وقت لاحق.

كما تم الغاء جميع الاحتفالات العامة الكبرى خلال عطلة نهاية الأسبوع كإجراء أمني في هذه الفترة التي تسبق عطلة نهاية العام، وفق ما ذكرت جمهورية تتارستان عبر قناتها على تلغرام.

وأتى هذا الهجوم فيما يحقّق الجيش الروسي تقدما في أوكرانيا بوتيرة غير مسبوقة منذ الأشهر الأولى من بدء الحرب في عام 2022.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم إنّ قواتها سيطرت على قرية كوستيانتينوبولسكيه، الواقعة على بُعد ثمانية كيلومترات من مدينة كوراخوفيه التي تبدو على وشك السقوط بأيدي الجيش الروسي.

وسيطر الجيش الروسي على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا في فبراير وعلى مدينة فوغليدار في أكتوبر، وهو الآن يقترب من عدة مدن ذات أهمية عسكرية، مثل بوكروفسك وكوبيانسك.

من جهتها قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم إن روسيا هاجمت أوكرانيا باستخدام 113 طائرة مسيرة خلال ساعات الليل، مضيفة أنها أسقطت 57 منها بينما لم تصل 56 أخرى لأهدافها، غالبا بسبب التشويش الإلكتروني عليها.

وذكرت القوات الجوية أن روسيا أطلقت أيضا صاروخا من طراز إس-400 على وسط أوكرانيا لكنه لم يسفر عن وقوع أضرار.وتشن موسكو هجمات شبه يومية على أوكرانيا باستخدام عشرات الطائرات المسيرة في محاولة لاستنزاف دفاعاتها الجوية.

مقالات مشابهة

  • متحدث الوزراء يكشف تفاصيل مشروع مبنى الركاب رقم 4 بمطار القاهرة الدولي
  • متحدث الحكومة يكشف خطة تطوير مبنى الركاب بمطار القاهرة الدولي
  • أستاذ في العلوم السياسية: الحرب والعقوبات وراء ارتفاع التضخم الاقتصادي في روسيا
  • ميناء دمياط يكشف تفاصيل حركة الصادرات والواردات للبضائع العامة
  • أوكرانيا تنقل الحرب إلى "قلب" روسيا
  • إغلاق مطار قازان بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على وسط روسيا
  • أوكرانيا تقصف منطقة في عمق روسيا
  • بهجمات "الدرونز".. أوكرانيا تنقل الحرب إلى قلب روسيا
  • توقف العمليات مؤقتا بمطارين في روسيا
  • أوكرانيا: روسيا أطلقت 113 مسيرة في هجوم ليلي