فلسطين قضية وجود.. و«القدس» عربية إسلامية
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
نعيش عصر التكتلات السياسية والاقتصادية.. والوحدة سبيل نصرة الأمة
اليهود قادة التزوير وصناعة الزيف عبر التاريخ
نحتاج إلى قراءة جديدة للقرآن بشأن بنى إسرائيل
القوة تحمى الحق.. والضعف دعوة إلى العدوان
بعض الأجيال الجديدة تربت على موائد الثقافة الأمريكية الصهيونية
اللغة والكلمات تقف عاجزة عن التعبير عن بشاعة المحنة التى تمر بها الأمة على أرض فلسطين خاصة وفى البقاع الإسلامية بشكل عام، وهذه المحنة البشعة ليست هى الأولى فى تاريخ الأمة، فقد مرت بالأمة نكبات ومذابح على أيدى أعدائها، فهناك مذبحة الصليبيين فى بيت المقدس فى عهد صلاح الدين، ومذابح الأندلس عند سقوط غرناطة ومذابح المسلمين الهنود وقت انفصال باكستان عن الهند، ومذابح صبرا وشاتيلا ومذابح البوسنة والهرسك والآن المذابح البشعة التى تجرى فى غزة على أرض فلسطين.
«داود» أحد الدعاة الثقات، له دور فى ساحة الدعوة الإسلامية، فهو إضافة إلى كونه أستاذ علم اللغة بكلية الآداب، فهو داعية كبير اشتغل بالدعوة فى دول عديدة، وناقش العديد من القضايا الإسلامية عبر مؤلفاته وبرامجه وكتاباته.
ولد «داود» فى قرية سقارة إحدى قرى مركز البدرشين بالجيزة، ويعمل أستاذا بجامعة قناة السويس، وهو أحد خبراء مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وفاز بجائزة المجمع فى تحقيق التراث عام 2004. له العديد من المؤلفات المهمة فى مجالات متعددة، ففى مجال الدراسات اللغوية، كان أبرز مؤلفاته «معجم الفروق الدلالية بين كلمات القرآن» و«القرآن الكريم وتفاعل المعانى» و«العربية وعلم اللغة الحديث» و«الإعجاز البيانى فى القرآن فى ضوء علم اللغة الحديث»، و«المعجم الوسيط واستدراكات المستشرقين» وفى مجال تحقيق التراث «كشف المعانى فى تشابه المثانى» و«عزيزى الملحد» و«مواقف وعبر» و«آلام أمة بين القدس وغدر اليهود» ومن الموسوعات «موسوعة بيان الإسلام.. الرد على الافتراءات والشبهات»، و«موسوعة الفروق اللغوية واللمحات البلاغية فى آيات الذكر الحكيم» والتى صدر منها أربعة أجزاء حتى الآن.
«الوفد» التقت الداعية الإسلامى الكبير الدكتور محمد داود الأستاذ بكلية الآداب جامعة قناة السويس، وهذا هو نص الحوار.
● هناك عقبات وموانع تقف حاجزًا بيننا وبين اقتحام المستقبل والنهوض من الكبوة التى طال أمدها، فى رأيكم ما السبيل إلى نهضة أمتنا واتخاذها الموقع المناسب على خارطة العالم المعاصر؟
●● أولى هذه العقبات هى تغييب العقل وتحجيم الفكر، وذلك بترديد النصوص الدينية ترديدًا أجوف دون ربطها بالواقع ودون اقتحام هذا الواقع والتعامل مع مشكلاته، ثانيًا: غياب الحرية.. والعلاقة بين الحرية والتقدم الحضارى علاقة وثيقة فإن الإنسان المقهور الذى سلبت حريته وانتقصت إرادته وكرامته لا يستطيع أن يبنى ولا أن يصنع حضارة، فكيف ينهض بالأعباء من يرسف فى الأغلال، ثالثًا: غياب العدالة فالظلم مؤذن بانهيار الحضارات وفناء المجتمعات، حيث لا أمان للأفراد فكيف يعملون وكيف يبدعون، وقد أكد القرآن هذه الحقيقة فى قول الله تعالى: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» (الأنعام:82).. رابعًا: إسقاط قيمة العمل والإنتاج، وقد غاب عنا أو تجاهلنا أن العمل عبادة فرضها الله على عباده وتكرر الأمر بها فى كتاب الله: «وقل اعملوا»، خامسًا: الفردية فى عصر التكتلات السياسية والاقتصادية لم يعد للفردية وجود وإنما الغلبة والظهور والتمكن لمن يعملون بروح الفريق، حيث تتكامل الجهود والأدوار ويستمر جهد المجموع، أما التنازع والتفرق والتشتت فهو مهلكة، سادسًا: عدم إدراك فقه الواقع وترتيب الأولويات، ففقدان الوعى بترتيب الأولويات يهدر طاقات الأمة ويضعها فى غير موضعها، وبالتالى تضعف النتائج ولا تتكامل الجهود ونفقد تأثير اللحظة، سابعًا: تمكن الجهل وافتقاد الروح العلمية، فلا تقوم حضارة إلا على علم أما الجهل فيأتى على كل شىء، والإسلام دعوة للعمل الذى لا يقف عند حدٍ، والقرآن الكريم بين أن أسباب رفعة الإنسان إنما تكون بالعلم والآيات فى ذلك كثيرة ومشهورة، وما لم يتخل المسلمون عن هذه الموبقات السبع فلا مستقبل لهم مهما تغنوا بأمجاد الماضى وكانت منهم الأحلام الوردية فى مستقبل لاحظ لهم فيه لأنهم لم يؤهلوا أنفسهم له.
● أفرد القرآن الكريم الحديث عن اليهود فى العديد من الآيات، فكيف فضح طبائعهم اليهودية؟
●● لم تشهد أمة من الأمم أن أفردها بالحديث فى عشرات الآيات المتوالية بلغت (82) آية متوالية فى القرآن والبقية متفرقات، وفى سورة البقرة تكشف كل الخسائس التى صدرت وتصدر من اليهود فى تعاملهم مع الله عز وجل وفى تعاملهم مع الأنبياء وقتلهم للأنبياء وفى عدائهم للناس والمسلمين، فلننظر إلى لجاجتهم مع أمر الله «إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة» يسر الله لهم فما استجابوا، حيث جاء التعبير ببقرة نكرة لإفادة الشمول والعموم، لتسد أى بقرة، لكنه الجدل واللجاجة مع الله عز وجل فى القصة المعروفة، كذلك سفاهتهم مع الأنبياء على حد ما وصفهم القرآن الكريم فى عدوانهم وتشكيكهم للمسلمين فى مسألة تحويل القبلة «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها» كذلك كشف القرآن عن أنانيتهم ونرجسيتهم حين أرادوا أن يحتكروا النبوة فيهم وأن يحتكروا الجنة لهم، حيث أنهم كانوا يستنصرون بالنبى قبل مولده وكانوا ينتظرونه ليحاربوا معه أعداءهم. وينتصرون عليهم، فلما جاء سيدنا رسول الله من نسل إسماعيل قامت قيامتهم، لأن النبوة خرجت من بنى إسرائيل إلى العرب فكفروا به وناصبوه العداء. يسجل القرآن ذلك فى الآية «فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به» ويوضح القرآن سبب كفرهم فى الآية التى بعدها «حسدًا من عند أنفسهم بغيًا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده» وأما عن أنهم أرادوا أن يختاروا الجنة لهم فذلك فى قوله «لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى». وقد فضح القرآن طبائع اليهود العدوانية، فهم قادة التزوير وصناعة الزيف عبر التاريخ فى قوله تعالى «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» وكتمان الحق إنما هو إخفاء الحقائق، فهم أهل الزيف والتزوير وإخفاء الحقائق، كذلك يؤكد القرآن أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، ففى قضية التحريف الذى دأب عليه اليهود: لى ألسنتهم بكلمة.. راعنا.. والتى تعنى فى العبرية.. يا سيئنا، وتمييز التحريف الأول على عهد سيدنا موسى (يحرفون الكلم عن مواضعه).. والتحريف الثانى.. على عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.. (يحرفون الكلم من بعد مواضعه)، مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (البقرة: 104)، و(منَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِى الدِّينِ وَلَوْ أنهم قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء :46)، و(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) المائدة: 41.
● فى رأيك..هل المسلمون يحتاجون إلى قراءة القرآن بشأن اليهود من جديد؟
●● نعم وكأن القرآن يتنزل بآياته بشأن بنى إسرائيل على أرض غزة وشباب المقاومة الذين تحقق فيهم قول الله عز وجل» عبادًا لنا» وهو الشرط الذى تكون به النصرة الإلهية فى المواجهة فينصرهم الله كما جاء فى قوله تعالى: «فجاسوا خلال الديار».. والمواجهة متعددة إلى يوم القيامة لقوله تعالى «وإن عدتم عدنا» فهذه سارية إلى يوم القيامة، كلها زاد طغيانهم بعث الله عبادًا له ليقضوا على أسطورة الطغيان. واليهود لا عهد لهم ينقضون العهود والمواثيق ويثيرون القلق والاضطراب ومكائدهم بإثارة الفتن لا تنتهى ولننظر إلى تاريخ يهود بنى قينقاع كيف نقضوا العهد وغزوة الأحزاب ودورهم فيها أن القرآن الكريم يقدم للأمة رسائل خالدة فى مواجهة هذا العدو الذى وصفه القرآن بأنه أشد الناس عداوة «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا».(المائدة:82).
● وما رؤيتكم للأوضاع على الأراضى الفلسطينية وفى غزة تحديدًا وكيف تقيم الموقف العربى والأمريكى إزاء هذه القضية؟
●● المقاومة اصطفاء من الله عز وجل لشباب مؤمن بعث بهم الحياة فى قضية أوشكت أن تموت، وكاد أن ينساها العالم كله وفى مقدمتهم الأنظمة العربية ولا أقول الشعوب العربية، تلك الأنظمة التى باتت تعتز بأن تضع يدها فى يد العدو الصهيونى المحتل الغاصب ولا توافق بحالٍ أن تضع يدها فى يد إخوتها العرب والمسلمين تعاونًا ضد هذا العدو، وخذلت الأنظمة فى اجتماعها المخزى شباب المقاومة، لذلك أعز الله هؤلاء الشباب ونصرهم نصرًا عزيزًا من عنده فى الوقت الذى تعتز فيه إسرائيل بأمريكا ودول أوروبا وغيرها بل وبعض الأنظمة العربية التى تدفع ثمن وفاتورة هذه الحرب لإسرائيل، اصطفى الله هذه المقاومة فأعزها بعز عزيز وقدرة قادر، فإن خذلكم العالم كله حتى إخوتكم المسلمون فالله ناصركم. فإسرائيل تتباهى على الملأ بأن أمريكا ومن عاونها معهم والمقاومة تعتز بأن الله معهم، وكأن بدر تتحقق على أرض غزة من جديد، فنسمع لأول مرة تدمير الدبابات الذكية الحديثة من المسافة صفر، ونسمع كذلك عن هروب جنود الاحتلال لتتهاوى أكذوبة الجيش الذى لا يقهر، ثم إنك لتعجب كل العجب من هذه الروح الباسلة عند هذا الشعب الأبى الذى يتباهى بعدد شهدائه فى صمود أسطورى عجيب، ولذلك لا عجب أنه فى الجولة الأخيرة سينطق الله الحجر والشجر ليتعاطف معهم ويسهم فى نصرتهم بعد أن خذلهم القريب والبعيد، ولا عزاء للصهاينة الجدد من العرب الذين خرجوا يدلسون على الأمة بأن نبوءة النبى صلى الله عليه وسلم غير صحيحة الخاصة بالحجر والشجر، لأن الإسلام يمنعنا من أن تقتل من أجل ديانته لأنه يهودى، وكذب هذا الذى ادعى ذلك زورًا وبهتانا، لأن سياق الحديث سياق قتال يقول فيه النبى صلى الله عليه وسلم (تقاتلون اليهود والنصارى وتقاتلون لفظة مفاعلة قتال بين طرفين، فما ضرك أن تكون فى صفوف الموحدين المجاهدين لكن تحققت نبوءة د. عبدالوهاب المسيرى بظهور الصهاينة الجدد فى العربى (الصهيونى الوظيفى) الذى يقوم بدور إسرائيل من بعض الأنظمة ومن بعض العلماء والسياسيين والمثقفين، لكن ذلك يسقط فى مزبلة التاريخ وتبقى المقاومة عزيزة أبية، كانت أبلغ إعلام عن حق الفلسطينيين فى أرضهم وفى المقاومة حتى تعاطفت معهم شعوب الأرض كلها، حيث أن المظاهرات لها أثر عظيم ما بلغته قمم العرب المخزية، الذين يتدثرون بمصالح بقائهم فى السلطة ويضحون بإسلامهم وقيمه ويضحون بأوطانهم وهؤلاء إلى زوال، فالأنظمة العربية لم تقدم شيئًا تستحق به القدس، ولم تقدم شيئًا تستحق به فلسطين، ولم تقدم شيئًا تستحق به النصرة، ما قدمت الأنظمة العربية إلا التخاذل والهرولة إلى التطبيع مع العدو الغاصب، بل وبعضهم يدفع فاتورة الحرب الإسرائيلية، لقد أعلت المقاومة هذا النموذج (عبادًا لنا) أنهم الأحق بالقيادة والأحق بالمواجهة والفائز من يدرك دوره ولا عزاء لكل مستسلم خانع ولا عزاء لكل جبان منحرف مضيع لثروة الأمة.
● فى الوقت الذى انحصرت جهود العرب كلها لصالح فلسطين فى جمع المعونات، كان اليهود يعملون بكل سبيل فى تهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية، وتحويلها إلى مستعمرات ومعابد يهودية.. كيف ترى ذلك؟
●● لم ينتبه المسلمون فى ظل هذا التهويد إلى خطورة القضية؛ فالأمر لا يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية، وإنما هى قضية مصيرية، قضية عقيدة ووجود، وقد أحسن اليهود التعامل معها، فى الوقت الذى باع فيه القضية من باع.. وخانها من خان.. وأهملها من أهمل. وقد بدأ منحى التنازل من سنوات، بجعل القضية عربية وإقصاء البعد الإسلامى عنها وحرمانها من دعمه، ثم جعلها قضية فلسطينية، وإقصاء البعد العربى عنها وحرمانها من دعمه، ثم ظهر تيار خائن صهيوعربى يبرر أحقية إسرائيل فى القدس. أن العرب والمسلمين لم يقدموا جهدًا يستحقون به القدس، فسلبت منهم وهم أذلاء مقهورون. أن المرارة تملأ حلوقنا، والأسى يعتصر قلوبنا بسبب الهوان والمذلة التى تظهر بها الأمة فى مواجهة غطرسة اليهود فى انتزاع القدس، وقتل العُزَّل الأبرياء من المصلين بوحشية غريبة تصل إلى حد الاستفزاز، وتثور فينا أسئلة مريرة: هل عجزت دماء المصلين فى ساحة المسجد الأقصى عن إيقاظ الأمة للدفاع عن مقدساتها؟ أم أن تَوالت النكبات والمآسى دون أن يكون للأنظمة العربية رد فعل إيجابى أصاب الشعوب بالسكتة والإحباط وقطع الأمل؟! أليست القدس فى قلب كل مسلم بجوار الكعبة والحرم المكى والحرم النبوى؟! أليست القدس حقيقة قرآنية، فكانت مسرى رسول الله وأولى القبلتين وثالث الحرمين؟! هل ما زلنا على يقين بأن تسول السلام يُجدى أمام القتل والتهويد؟! أم أننا لسنا أهلًا للمواجهة، وسيذهب الله بنا ويأتى بقوم غيرنا ثم لا يكونون أمثالنا؟! وغير ذلك من التساؤلات التى نبحث لها عن جواب مقنع، يشفى الغليل ويُخمد النار فى الصدور، ولكن هيهات من مجيب!
● من المؤكد أن القضية المحورية فى الصراع العربى الإسرائيلى هى القدس فكيف يلعب عامل اللغة دورًا محوريًا فى قلب المفاهيم وتزييف الحقائق فى الخطاب الإعلامى؟
●● بالفعل.. نحن على يقين بأن القدس هى القضية المحورية فى الصراع العربى الإسرائيلى، وأن إسرائيل تراهن على الزمن، على أساس أن الأجيال القادمة التى تتربى على موائد الثقافة الأمريكية واليهودية عبر الإعلام والفضائيات المسمومة سوف تنسى القضية، ولا يكون لها علاقة بقضية القدس، ونلحظ خلطًا وقلبًا للمفاهيم فى الخطاب الإعلامى فى هذا الخصوص، وتسمية الأشياء بغير أسمائها الحقيقية، ولذلك ننبه على ألا تسمى دولة إسرائيل وإنما الكيان الصهيونى، ولا يسمى الجيش الإسرائيلى وإنما جيش الاحتلال، ولا تسمى المستوطنات وإنما الأرض المغتصبة، ولا يسمى حائط المبكى وإنما حائط البراق، وليسوا عرب إسرائيل وإنما عرب الأرض المحتلة، ولا يسمى معبرًا وإنما حاجزًا، ولا يسمى معتقلًا وإنما أسيرًا، وليست مطالب فلسطينية وإنما حقوق فلسطينية ولا تسمى تل أبيب وإنما تل الربيع، فعامل اللغة هنا ذو أهمية كبيرة، فلو ترسخت هذه الأسماء المغلوطة فى أذهان الأجيال الناشئة لخسرنا جانبًا كبيرًا من المعركة، والآن فإن الصراع المحتدم بين أسطورة الهيكل فى الفكر اليهودى وواقع المسجد الأقصى يفرض علينا أمانة فى أعناقنا، أن عجزنا عن المواجهة الآن فلا أقل من توريث أبنائنا عربية القدس وإسلاميتها وأمانة القضاء على عناصر الشر الصهيونية فى الأقصى لتعود القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين وتنتهى أسطورة الهيكل المزعوم.
● إذن كيف السبيل لمواجهة أكاذيب العدو الصهيونى فى رأيكم؟
●● تتعدد السبل وتتنوع الروافد لتحقيق القوة الرادعة على مختلف الأصعدة، فعلى مستوى المؤسسات السياسية يجب أن تتوحد كلمتنا وأن نسلك كل السبل الدبلوماسية ونسعى فى سبيل القضية فى كافة المحافل الدولية، فما ضاع حق وراءه مطالب، فلابد أن نعلو فوق خلافاتنا وأن نتصلب فى سبيل حق الشعب الفلسطينى الأعزل، وعلى مستوى المؤسسات الإعلامية والتعليمية يجب تخصيص مساحة ثابتة حية إعلامية وتعليمية لمناقشة تاريخ القضية والتمكين للوعى به وعيًا جادًا وموضوعيًا دون تحريف أو تزييف أو ممالأة أو مجاملة، وعلى مستوى الأسرة لابد أن نعيش القضية فى حياتنا لكى تظل حية فى ذاكرة أبنائنا والأجيال المتتابعة فى أمتنا.
● أخيرا.. ما رسالة القرآن للأمة فى الوقت الراهن فى ظل الظروف الصعبة؟
●● رسالة القرآن للأمة أن الحق قبل القوة فى ميزان المؤمنين الصالحين، أما فى ميزان النظم السياسية العلمانية التى تقوم على المصلحة والمنفعة بعيدًا عن القيم والحق، فميزانها من عصر القانون الرومانى (القوة قبل الحق)، (القوة تنشئ الحق وتحميه) ومنطق القرآن الكريم أن كان للباطل قوة تطغيه فينبغى أن يكون للحق قوة تحميه، لأن القوة تسكت الشر وتحمى الحق، والضعف دعوة إلى العدوان، ولذلك قال الله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.......» وترهبون هنا بمعنى أن يكون للمسلمين قوة ردع تمنع العدوان عليهم، لأن التلويح باستخدام قوة الردع تمنع العدوان أيضاً مشهد التفرق والتشتت الذى عليه المسلمون زاد من هوانهم، والله سبحانه وتعالى حذرنا «ولا تنازعوا فتفشلوا» «واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نصرة الأمة عبر التاريخ الأجيال الجديدة
إقرأ أيضاً:
اجتماع بصنعاء يناقش الخطة الإعلامية للمؤتمر الثالث – فلسطين قضية الأمة المركزية
الثورة نت|
ناقش اجتماع بصنعاء اليوم برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء – رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، الترتيبات والخطة الإعلامية للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية المقرر انعقاده في شهر رمضان”.
وتطرق الاجتماع الذي ضم وزير الإعلام هاشم شرف الدين، ونائبه الدكتور عمر داعر، ورئيس اللجنة التحضيرية الدكتور عبدالرحيم الحمران، ونائبه الدكتور أحمد العرامي، وأعضاء اللجنة، إلى الخطة الإعلامية المقدمة من وزارة الإعلام المتصلة بتغطية المؤتمر إعلامياً، والمتضمنة التغطية الإعلامية ومواكبة أعمال المؤتمر والتعريف بأهمية انعقاده في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية مع تزايد الحملات الصهيونية الساعية طمس الهوية الفلسطينية.
واستعرض الاجتماع بحضور نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ – نائب رئيس التحرير محمد عبدالقدوس الشرعي، ومسؤولي المؤسسات الإعلامية التلفزيونية والصحفية والإذاعية، أهداف الخطة الإعلامية لتوضيح الرؤية القرآنية تجاه القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وخطورة التطبيع معه وحشد جهود الإعلام لدعم فلسطين وإبراز التحديات والمخاطر التي تواجهها القضية.
وأقر الاجتماع الخطة الإعلامية الهادفة تسليط الضوء على دور اليمن بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في دعم القضية الفلسطينية سياسياً وعسكرياً وإعلامياً ومساندة الشعب الفلسطيني في كافة المراحل، وإبراز دور القوات المسلحة اليمنية في معركة طوفان الأقصى والدعم المعنوي والعسكري للقضية الفلسطينية كجزء من المشروع التحرري للأمة.
وتضمنت الخطة إعداد المواد الإعلامية قبل وأثناء المؤتمر والترويج له عبر بث برامج حوارية عن الروابط التاريخية والدينية بين اليمن وفلسطين، وإنتاج فلاشات قصيرة وإعلانات تعريفية وفقرات خاصة عن معركة “طوفان الأقصى” وعمل هاشتاقات موحدة لتعزيز الزخم الإعلامي الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وإعلام الشارع، ومرحلة التغطية الإعلامية الواسعة المواكبة لفعاليات المؤتمر.
واعتبر النائب الأول لرئيس الوزراء، انعقاد المؤتمر الثالث لفلسطين – قضية الأمة المركزية ظاهرة نوعية يجب إبرازها والإعداد الجيد للتغطية الإعلامية الواسعة والترويج له قبل انعقاده وكذا التغطية المواكبة لفعاليات المؤتمر وتوزيع المهام والأدوار على مختلف وسائل الإعلام.
وشدد على ضرورة أن يكون المؤتمر هذا العام مختلفاً عن سابقيه بحكم الأحداث الجارية والخبرات التي اكتسبت خلال المؤتمرات السابقة، مبيناً أن قوة التغطية الإعلامية وتناولها للمؤتمر يزيد من أهميته بما في ذلك توثيق الأحداث التي يجب أن يتناولها المؤتمر.
وأشار مفتاح إلى ضرورة تسليط الضوء على تداعيات الأحداث في غزة على سقوط الحزب الديمقراطي الأمريكي واليميني الفرنسي والبريطاني وانكشاف الأنظمة العربية وضعف وهشاشة الموقف الرسمي العربي ومسار القمم العربية والإسلامية وهزالتها والتركيز على كلمات قائد الثورة ومواكبتها للأحداث.
بدوره أكد وزير الإعلام، أهمية اضطلاع وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بدورها في التغطية الإيجابية للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”، وإبراز مظلومية غزة والأراضي المحتلة وإبراز الموقف اليمني بقيادة قائد الثورة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية على مختلف الصعد.
ووجه وسائل الإعلام بالاهتمام بأعمال المؤتمر وتسليط الضوء على محاوره وإبراز أوراق العمل المقدمة من قبل المشاركين في المؤتمر، والمساهمة في إنجاحه لما تمثله فلسطين من محور ارتكاز للأمة والشعب اليمني بوجه خاص.
وأكد شرف الدين الحرص على تجويد الرسالة الإعلامية، موضحًا أن المؤتمر تكمن أهميته في إحياء القضية الفلسطينية التي تمثل قضية الأمة الأولى والمركزية رغم محاولات تصفيتها وشيطنة المقاومة الفلسطينية التي تسطر أروع الملاحم البطولية في مواجهة الصهاينة.
واعتبر مؤتمر فلسطين في دورته الثالثة، أحد مظاهر التحرك العملي اليمني للدفاع عن القضية الفلسطينية، ويمثل في الوقت ذاته عملاً ثقافيا وعلميا لإيصال الرسالة إلى العالم خاصة مع مشاركة عدد من الباحثين والشخصيات الأجنبية، مبينًا أن صوت الشعب اليمني حالياً هو الصوت الأعلى في الدفاع عن الفلسطينيين المظلومين..
فيما أكد رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية الحرص على انعقاد المؤتمر بصورة تتناسب مع موقف اليمن المناصر للشعب والقضية الفلسطينية، وإقامة الندوات والأنشطة المصاحبة التي تُبرز مظلومية الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وضد الإنسانية التي يتعرض لها، وكذا الدور المحوري اليمني في الدعم والإسناد.
وشددوا على أهمية المواكبة الإعلامية للمؤتمر الذي يستمر أربعة أيام بمشاركة عشرات الباحثين والأكاديميين من الداخل والخارج، إضافة إلى الأنشطة التحضيرية والندوات التي ستقام ابتداءً من شهر رجب المقبل، وصولاً إلى المؤتمر وتتويجه بإحياء يوم القدس العالمي.