بوابة الوفد:
2025-05-02@09:22:09 GMT

موقع اجتماعى.. لخدمة مجرمى الحرب!

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

على مدار العقد الماضى، تحول فيسبوك من مجرد منصة للتواصل إلى جزء أساسى ومحورى من حياتنا الرقمية، ومع زيادة شعبيتها أكثر تحولت شبكة الإنترنت إلى مكان مغلق تسيطر عليه أربع أو خمس شركات كبرى، وهو ما يُعرف بـ«مركزية الإنترنت»، وقدم «فيس بوك» مساحة لحرية الرأى والتعبير، وتجلى ذلك خلال «ثورات الربيع العربى»، خصوصاً فى تونس ومصر وسوريا والجزائر، حيث أصبحت المنصة أداة للتنظيم وتبادل المعلومات والخبرات، كما عززت شعور الكثيرين من الشباب العربى بوحدة الهدف وأتاحت لهم التواصل بشكل مباشر، إلا أن تلك الحرية بدأت تتراجع، حيث خلق «فيس بوك» أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التى سخرته لخدمة مصالحها السياسية، فالشعبية المدوية والتأثير اللافت للموقع جعله، كما يرى المحللون، ساحة كبرى للاستغلال السياسى من قبل العديد من الجهات والحكومات فى العالم، حيث سعت هذه الجهات لاستخدام الموقع لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية وأمنية عديدة.

هذا الوضع دفع جوليان أسانج صاحب موقع «ويلكيكس» الشهير إلى وصف موقع «فيس بوك» بأنه «أكبر آلة تجسس اخترعت على مدار التاريخ»، ويرى أن مستخدمى هذا الموقع «يقدمون خدمات مجانية لصالح المخابرات الأمريكية التى بمقدورها الحصول على بيانات هؤلاء المستخدمين بدون موافقة أو علم إدارة «فيس بوك»، التى تقول إنها تتعرض لضغوط متزايدة من قبل حكومات كثيرة من بينها حكومات عربية، للحصول على بيانات بعض المستخدمين.

وفى حرب غزة بداية من يوم 7 أكتوبر 2023، ظهرت واحدة من فضائح «فيس بوك» العالمية، حيث كان واضحًا انحياز الشبكة لإسرائيل ضد غزة وتقييد الحسابات المؤيدة لفلسطين لمدة تتراوح بين 3 و30 يومًا، واستخدمت المنصة خوارزمياتها بصورة وحشية تمامًا، بمجرد أن تظهر كلمات مثل إسرائيل أو فلسطين، يتحول الأمر إلى ما يشبه العقاب الجماعى دون النظر حتى إلى السياق. كما أن رسائل الدعم للمدنيين الفلسطينيين تم إخفاؤها من المنصات، وقام فيسبوك بقمع الحسابات التى دعت إلى احتجاجات سلمية. 

وفى هذا السياق يقول على هذا الخبير السياسى هشام علما: «إن هناك أهدافًا من انتشار مواقع التواصل الاجتماعى بعضها أهداف عامة مثل المعرفة والتثقيف وتبادل الاّراء والأفكار وإبداء كل فرد لرأيه وفكره بدون قيود فى ظل الحجب والحظر، إلا أن الهدف الرئيسى من هذا الأمر هو تحريف الحقيقة وحذفها، برغم أن المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان تنص على أن لكل شخص الحق فى حرية الرأى والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أى تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأى وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية».

ولفت «علما»، إلى أنه يقع على عاتق الشركات التجارية مسئولية احترام حقوق الإنسان من خلال تحديد ومعالجة الآثار الحقوقية لعملياتها، وتوفير سبل إنصاف فعالة، وبالنسبة لشركات التواصل الاجتماعى، تشمل هذه المسئولية التحلى بالشفافية والمساءلة فى الإشراف على المحتوى لضمان أن تكون قرارات إزالة المحتوى ليست مفرطة فى نطاقها أو متحيزة.

وأضاف: أن «فيس بوك» منحاز بشكل واضح لإسرائيل فى أى أزمة عالمية، ويأتى ذلك لعدة أسباب تتعلق بوجود مقر الشركة فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تعتبر إسرائيل صديقة والمنظمات الفلسطينية إرهابية، موضحا أن الفترة الماضية شهدت غلق عدد كبير من الصفحات الشخصية التابعة لمؤسسات لمجرد أنها تنشر بيانات خبرية بحتة عن المقاومة الفلسطينية ودورها وهو أمر لا يمكن أن يصنف سوى انحياز كامل لجانب على حساب الآخر ومحاولة للتحكم فى اتجاهات الرأى العام على مواقع التواصل الاجتماعى، كما أن البديل الأفضل لمواجهة رقابة منصات التواصل على المحتوى الفلسطينى هو تشجيع ناشطين غربيين على تبنى القضية الفلسطينية ونشرها على نطاق واسع، واستقطاب كتاب ورموز غربيين ومؤثرين لنشر الرواية الفلسطينية.

من جانبها، أشارت حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، إلى أنه على الرغم من قدر الحرية الذى يتمتع به الأشخاص الآن بعد أن تحول الإنترنت لوسيلة جديدة يتم التعبير فيها عن آرائهم فى الموضوعات المختلفة التى تطرح على الساحة السياسية، إلا أنها صارت وسيلة للتأثير الاجتماعى والسياسى من خلال ما تتمتع به من سمات تتمثل فى المرونة، والمجانية بشكل نسبى، والتفاعلية والإتاحة المستمرة بين كافة الأوساط والفئات المجتمعية، الأمر الذى جعلها الفاعل الأكثر تأثيرا فى موجات الحراك الجماهيرى التى شهدها العالم كله وليس العالم العربى فقط خلال السنوات الأخيرة.

وأضافت «أبوسكين»، أن الوظائف الأساسية لموقع «فيس بوك» تتمثل فى كونه وسيلة للتواصل الاجتماعى والتعرف على العالم الخارجى ومعرفة الجديد بين رغبة التعلم والاستفادة العلمية، ولكن ما حدث فى العالم العربى هو أن صارت استخدامات الموقع فى غير محلها حتى أصبح وسيلة تهدد الأمن المجتمعى بشكل عام، سواء من خلال بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو إثارة الفتن بين الأفراد والجماعات بل والدول

كما أن «فيس بوك» بات منحازا لمعظم القضايا، بل وانه يقوم بتوجيه الآراء وطمس الحقائق، وأصبحنا نرى أنه لا توجد حرية رأى وتعبير، ولكنه فى بعض الأحيان يساعد على توصيل صوت المواطنين للسلطة، وهناك بعض القضايا التى يناقشها المجتمع يرد عليها مجلس الوزراء سواء بالنفى أو توضيح الحقيقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موقع اجتماع للكيان الصهيونى ضد الفلسطينيين فیس بوک

إقرأ أيضاً:

في ظل الحرب التجارية.. العالم بين مفترق الطرق !

لسان العاقل يقول: «العالم ليس بحاجة إلى أزمات جديدة»، والواقع يؤكد أن العالم يعج بالكثير من تحديات البقاء في ظل تراجع ملموس في رفاهية العيش على الأرض.

فما بين جراح مفتوحة سببتها الكوارث البيئية، والحروب الضروس التي تخلف وراءها الآلاف من القتلى واليتامى والأرامل والمشردين، ينام العالم ويصحو على وجع جديد، يتجلى بوضوح مع أول ضوء للشمس يسطع على هذا الكوكب المزدحم بالمآسي والآلام التي هي من صنع البشر وأطماعهم التي لا تنتهي.

لم تعد بعض الشعوب تحتمل المزيد من الضغوط والقلق؛ فالمشاكل التي يُرَحِّلها الساسة كل عام كفيلة بأن تُشعر جميع الكائنات الحية بالخطر الذي ينتظرها مع اكتمال المشهد المخيف في أي لحظة.

لم تعد الأطماع البشرية وحدها الخطر الداهم الوحيد الذي يهددنا ككائنات تعيش في شقاق ونزاع، بل أصبحت تقلبات المناخ، وما تسببه من انعكاسات، تزيد من حالة التشرذم والتوجس، وتكشف المعطيات عن أنياب ومخالب جديدة، تمزق أجساد الأحياء، وتفرض عليهم واقعًا جديدًا يزيد من معاناتهم، ويخبرهم عن مصير غامض، وتحدٍّ آخر عليهم أن يتنبهوا له جيدًا؛ فهناك قحط قادم، ومجاعات تتربص بكارثة إنسانية، وينابيع مياه بدأت تجف، وأنهار لم تعد قائمة في أماكنها القديمة.

كل ذلك والعالم لا يزال يفكر في كيفية الهيمنة على أرواح الأبرياء وسرقة فرصهم في الحياة والعيش بسلام. ومع كل تلك المؤشرات والإنذارات التي تبعثها الطبيعة، لا يزال الساسة في العالم يجتمعون وينفضّون سريعًا دون أي نتائج ملموسة أو قرارات تخفف من معاناة الشعوب، وتحمي الأرض من الدمار الذي يحيط بها ويهدد ساكنيها. فكل يوم يحمل مستجدات تدفع الناس إلى الخوف من المستقبل المجهول، بينما يتسابق الأقوياء إلى أماكن السيطرة على مفاصل الدول وثرواتها، دون حسيب أو رقيب.

حالة من العداء المفتعل تشتعل في قشّ الأرض لتحرق الأخضر واليابس، بينما الضعفاء هم من يدفعون الفواتير الباهظة من قوت يومهم، ومن مدخراتهم وممتلكاتهم، فقط من أجل أن ينالوا قسطًا من فرص الحياة، أو ضمانًا للعيش وسط ضجيج البنادق وأصوات القنابل.

وإذا كانت الحرب التجارية التي تدور دوائرها عبر فرض رسوم جمركية بين واشنطن وبكين والاتحاد الأوروبي وغيرها من دول العالم وإن كان بنسب متفاوتة، فإن تأثير ذلك لن يكون محدودًا كما يتوقع البعض، بل سيمتد أثره ليصل إلى أعماق أبعد مما نتخيل خلال السنوات المقبلة خاصة إذا استمر العالم في القتال من أجل ثراء الأقوياء، وترك الفقر يجتاح الدول المنكوبة.

في علم الاقتصاد والسياسة، «لا مجال للعواطف أو التمني»، فالمعادلات الحسابية معروفة ومحددة الأطر سلفًا، وما القرارات الاقتصادية إلا وسيلة ضغط على الآخرين، حتى وإن كانت مجحفة، فإنها تبقى جزءًا من سياسة الأقوياء. أما الضعفاء، وإن أبدوا مقاومتهم ورفضهم في البداية، فإنهم لا يصمدون طويلًا تحت نيران الحجب والمنع والإذلال. وحتى يكون هناك أمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فعليهم أن يدركوا ما يجب عليهم فعله، بدون نقاش أو جدال، حتى وإن كان المستقبل بالنسبة لهم غامضًا ومخيفًا.

دائمًا ما تتحول بعض «المفاوضات» إلى «مواجهات»، و«الأسئلة» إلى «اتهامات». فالقوي يقول: ماذا ستقدم لنا كي تنعم بالأمان؟ وماذا لديك لتعطينا لنضمن لك الحماية؟

وهذان السؤالان هما جزء يسير من أسئلة أعمق وأخطر، في زمن التنازلات وانتزاع الحقوق وحجب المطالب، فقط لتبقى واقفًا على قدميك!

إذا كانت هناك جدلية محتدمة حول اعتبار الاقتصاد مرآة للسياسة، فمن الصعب الفصل بينهما، سواء في القوة أو التأثير، فهما توأمان، يكمل أحدهما الآخر.

وكما هو موثق في الكتب: السياسة الحكيمة هي لبّ الحكمة وحسن التدبير من أجل تطور المجتمع وإدارة شؤونه بحرية، وتأمين رقي أفراده. أما الاقتصاد فهو عملية تعمل على تلبية الاحتياجات المادية الضرورية للمجتمع لتحقيق ازدهاره.

لكن في عصر الهيمنة والسيطرة، يخرج هذا التعريف عن مساره، ويتخذ كل منهما طريقًا بعيدًا عن الآخر.

ومع كل ما أُسلف، هل وصل العالم إلى مصطلح «صراع البقاء»؟

أعتقد أن فكرة الصراع من أجل البقاء تطورت، وسلكت منعطفًا خطيرًا..هذا الصراع لم يعد محدود المساحة، بل بات يحتل حيزًا كبيرًا في عقول البشر.. أيضا ليس معناه الاستماتة في تقديم التنازلات من أجل الغذاء والماء والدواء فقط، بل إن حفظ الأرواح من الفناء والإبادة هو ما يدفع الحلقة الأضعف لاستنزاف كل ما لديها من قوة لتضمن الحياة لشعوبها.

مقالات مشابهة

  • مراجعة شاملة لأضخم موقع بناء في العالم: هل تلغي السعودية مشروع نيوم؟
  • نقطة ومن أول السطر.. أهم 20 سؤالا حول حزمة التسهيلات الضريبية
  • هى العاصفة الترابية راحت فين؟ الأرصاد الجوية تجيب على المواطنين
  • في ظل الحرب التجارية.. العالم بين مفترق الطرق !
  • تحرير 147 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • سويلم: تقديرى للجهود المتميزة للعاملين بالري لخدمة المواطنين ودعم مسيرة التنمية
  • إحالة عاطل للجنايات بتهمة حيازة مخدرات وترويجها على مواقع التواصل
  • شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في “جرتق” زواجها
  • شاهد بالصور.. مطربة سودانية معروفة تتزوج من مدير أعمالها بالقاهرة وتغازله: (مبروك لينا يا قلبي)
  • البحيرة: تعرف على الأحوزة العمرانية التى تم اعتمادها خلال الفترة الماضية