«الموقع الأزرق».. عيوب قاتلة ومزايا قليلة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
عشرون عاما مرت على دخول المصريين فى ذلك الكوكب الأزرق المعروف باسم فيسبوك، مدة زمنية طويلة لم تكن لتتحقق إلا بالكثير من الدراسات المستفيضة لطبيعة هذا الشعب ومفاتيح الوصول إلى مشاعره وفهم طبيعة انفعالاته وارتباطه بذكرياته وتوثيقه لأحداث الحياة اليومية بالشكل الذى يراه مرضيا لاهتماماته.
ومع مرور الزمن أصبح «فيس بوك» منصة لنشر الشائعات، حيث إن الخطة الشيطانية التى تنفذها جماعة الإخوان اعتمدت على شراء بعض الصفحات الفنية والمنوعات التى تتمتع بعدد كبير من المتابعين، وبدأت تستغلها لترويج الشائعات ونشر الفيديوهات المفبركة، والترويج لأفكارها الإرهابية وتجنيد الشباب.
تقول ريهام عبدالرحمن الكاتبة والباحثة فى الإرشاد النفسى، أن لكل جيل شيئا مميزا وهذا الجيل فرضت التكنولوجيا وجودها عليه، حتى أصبح الطفل الصغير يستخدم الإنترنت والكمبيوتر بمهارة أكثر من كبار السن، لذا أثر «فيس بوك» كثيراً على العلاقات الاجتماعية بين الناس، وامتدت تأثيراته إلى مجالات عديدة سياسية واجتماعية واقتصادية.
وأضافت «عبدالرحمن» أنه من ضمن عيوب مواقع التواصل الاجتماعى انتشار الخيانة الزوجية وأصبحت نتيجة الجفاء العاطفى والملل بين الزوجين، وبالتالى أصبح يمثل تهديدا لأمن الأسرة وانتشار التفكك الأسرى، كما انه ساهم فى انتشار الزواج العرفى بين الشباب، خاصة أولئك الذين ليس لديهم وعى كافٍ بمعنى بناء أسرة، ومنهم من يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعى للبحث عن شخصيات وهمية، وإضاعة الوقت عليه مما أدى إلى إصابة العديد من الأشخاص بأعراض الاكتئاب، والقلق العام وتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز وتدنى التحصيل الدراسى.
وأوضحت أن الموقع ساهم أيضا فى تسهيل ارتكاب الجرائم؛ نظرا لانتشار فيديوهات الجريمة عليه، فبات البعض يمثلها على ارض الواقع، كما انتشرت فيديوهات الروتين اليومى لبعض البلوجر والمشاهير، والتى تخرج علينا بمشاهد غير أخلاقية تهدد كيان المجتمع وتؤدى إلى انتشار الفجور والرذيلة.
وأكدت أن عيوب «فيس بوك» أكثر من مميزاته، كما أنه يعرض الكثيرين للخطر والذى يبدأ من الابتزاز الإلكترونى للأطفال والفتيات وبالتالى تعرضهم لصدمات اجتماعية ونفسية، بالإضافة لانتشار ظاهرة التنمر، ما يؤثر عليهم بالسلب، خاصة أن العديد منهم لا تكون لديه وسيلة للدفاع عن النفس، بالإضافة إلى خطورة الانسياق وراء الشائعات المغرضة دون تفكير، تضليل العدالة ونشر الفسق والفساد والفجور فى المجتمع، وأيضا انتشار المقارنة وعدم الرضا والغيرة من الآخرين بما يشاهدونه من صور، ما أدى إلى التقليد الأعمى وشعور الإنسان بانخفاض الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات والرغبة فى تقليد الآخر حتى لو على حساب العادات والتقاليد.
تطلق نورهان النجار، استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى، على «فيس بوك» اسم «الملعون الأزرق»، لأن أضراره أكثر من منافعه، وهذا ما ظهر بعد حرب غزة/ حيث تعرى الوجه الحقيقى لأن القائمين على انشائه مواطنون مختلفون عن ثقافتنا وعاداتنا، بل بالعكس ظهر العدو الحقيقى وتحيزهم غير المنطقى للجبهة الأخرى، وبات يضر بالمحتوى الفكرى لأى شخص ذكر اسم فلسطين أو غزة او دعمهم بكلمات، وأضافت أن أهم سبل المعايدة فى عام «فيس بوك» الجديد هو المقاطعة والبحث عن بدائل، لأننا بهذا الشكل سنظل فى قبضة العدو.
وأكدت «النجار» أن «فيس بوك» من أكبر أسباب خراب البيوت وانتشار الطلاق، وذلك لأننا بتنا مطلعين على أسرار البيوت، وساهم فى انتشار الأمراض النفسية نتيجة للمقارنات غير المتكافئة، كما ساهم فى انتشار الطاقة السلبية من خلال الأخبار السيئة فهو بيئة خصبة للاحباط، بالإضافة إلى انتشار التنمر والتحرش الاليكترونى، فضلا عن أنه من المفترض أنه وسيلة تواصل ولكنه فى الحقيقة وسيلة اتصال وبالتالى قلل الزيارات المنزلية بين الأسر، وزاد من أعداد الأشخاص الانطوائيين، وليس هذا فقط بل إنه منبع للشائعات وتسريب المعلومات الخاطئة وانتشار الفتنة، كما أنه يؤثر على الصحة العامة من خلال مرض الإدمان الإلكترونى والذى أصبح مرض العصر، فضلا عن تأثيره على النظر والتركيز وظهر الشخص وعموده الفقرى، وتأثيره على تركيز الأطفال وإنتاجية الكبار فى العمل بسبب انشغالهم به.
وأوضحت «النجار» أن «فيس بوك» يسبب البعد عن الله لأنه يروج لثقافات أخرى، كما أنه يتحكم فى الرأى العام بل ينجرف البعض وراء آرائه واتجاهاته، كما أن كثرة البيانات الشخصية عليه تضر بالفرد، من خلال اللينكات التى تخترق الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر، وقد يتعرض الأشخاص لسرقة أموالهم، وفى النهاية ترى «النجار» أن «فيس بوك» لعنة على البشرية، متمنية من الجميع نشر الوعى المعلوماتى وعدم الانسياق وراء نواياه الخبيثة والبحث عن بديل له.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عشرون عاما باسم فيسبوك فیس بوک کما أن
إقرأ أيضاً:
كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي واجهةً لحبوبٍ مزيفةٍ قاتلة؟.. خبراء يحذرون
أصبحت جرعات الفنتانيل الزائدة سببًا رئيسيًا لوفاة القاصرين خلال السنوات الخمس الماضية تقريبًا، حتى مع انخفاضٍ طفيفٍ في تعاطي المخدرات بشكل عام.
وفي تحليلٍ أُجري عام 2022 لحبوبٍ طبيةٍ مُضافٍ إليها الفنتانيل، وجدت إدارة مكافحة المخدرات أن ستةً من كل عشرةٍ منها تحتوي على جرعةٍ قاتلةٍ محتملةٍ من الدواء.
كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي واجهةً لحبوبٍ مزيفةٍ قاتلة؟وتُمثل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُمكن الحصول على أدويةٍ طبيةٍ مزيفةٍ ومُغشوشةٍ ببضع نقراتٍ فقط، جزءً كبيرًا من المشكلة.
يقول الخبراء وهيئات إنفاذ القانون والمدافعون عن حقوق الطفل، إن شركاتٍ مثل سناب وتيك توك وتيليجرام وميتا بلاتفورمز، المالكة لتطبيق إنستجرام، لا تبذل جهودًا كافيةً للحفاظ على سلامة الأطفال.
ونتيجةً لذلك، أصبح لدينا الآن أغطيةٌ مقاومةٌ للتلاعب على الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية وفي منتجاتٍ أخرى. هذه مسؤوليةٌ جماعية، كما قال.
وأضاف: «لسنواتٍ، كانت شركات التواصل الاجتماعي تعلم بحدوث هذا، ومع ذلك تُواصل تشغيل منصاتها دون أي تغييراتٍ تُذكر».
في حين يصعب الحصول على بياناتٍ حول انتشار مبيعات المخدرات على منصات التواصل، يُقدّر المجلس الوطني للوقاية من الجريمة أن 80% من وفيات التسمم بالفنتانيل بين المراهقين والشباب يُمكن إرجاعها إلى بعض التواصل عبر منصات التواصل.
في تقريرٍ شاملٍ صدر عام 2023 حول هذه المشكلة، وصف المدعي العام لولاية كولورادو توافر الفنتانيل وغيره من المواد غير المشروعة عبر الإنترنت بأنه «مذهل».
وذكر التقرير: «بسبب انتشارها وسهولة استخدامها وغياب التنظيم، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي منصةً رئيسيةً لتوزيع المخدرات، في حين كان المراهقون في السابق يضطرون إلى البحث عن تاجر مخدرات في الشارع، أو مضايقة الأصدقاء، أو تعلم كيفية التنقل عبر شبكة الإنترنت المظلمة للوصول إلى المخدرات غير المشروعة، أصبح بإمكان الشباب الآن تحديد موقع تجار المخدرات باستخدام هواتفهم الذكية - مع السهولة النسبية لطلب توصيل الطعام أو الاتصال بخدمة مشاركة الرحلات».
الجرعات الزائدة العرضية في الولايات المتحدةانخفضت حالات الجرعات الزائدة العرضية في الولايات المتحدة بشكل طفيف سنويًا منذ عام 2021، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويُعزي ديلبونتي هذا الانخفاض جزئيًا إلى زيادة التثقيف والتوعية بهذه القضية.
بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و19 عامًا، سُجِّلت 1622 حالة وفاة بسبب الجرعات الزائدة في عام 2021، ثم 1590 حالة وفاة في عام 2022، و1511 حالة وفاة في العام الماضي.
قبل عقد من الزمان، كان الأشخاص الذين يبحثون عن شراء المخدرات غير المشروعة عبر الإنترنت يلجأون إلى الإنترنت المظلم، لكن هذا سرعان ما تلاشى مع صعود منصات التواصل الاجتماعي والمراسلة، فباستخدام مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، والدردشات المشفرة، وخدمات الدفع والشحن المشروعة، انتقل التجار إلى دائرة الضوء.
وتقول منصات التواصل الاجتماعي إنها تعمل باستمرار على معالجة هذه المشكلة، في حين أحرزت جهات إنفاذ القانون بعض التقدم.
في مايو الماضي، على سبيل المثال، أدت عملية «الميل الأخير» التي نفذتها إدارة مكافحة المخدرات، والتي استهدفت عصابات سينالوا وخاليسكو في المكسيك، إلى اعتقال 3337 شخصًا ومصادرة ما يقرب من 44 مليون حبة فنتانيل ومخدرات قاتلة أخرى.
وذكرت إدارة مكافحة المخدرات أن أكثر من 1100 قضية مرتبطة شملت تطبيقات التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصالات المشفرة.
77% يؤيدون حظر وسائل التواصل الاجتماعي في ألمانيا للمراهقين
77% يؤيدون حظر وسائل التواصل الاجتماعي في ألمانيا للمراهقين