في الوقت الذي تسعى فيه قوات الاحتلال لتدمير الذاكرة الفلسطينية، بالعدوان الغاشم على رمزيات الهوية الفلسطينية، تسعى الثقافة الوطنية في فلسطين، لتأكيد حضورها بطرق متجددة، من خلال المشاركة في الفعاليات الفنية الدولية، وأحدثها الحضور الفعال للفرق الفلسطينية في مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، الذي يقام ضمن احتفاء مصر بظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس في معبد أبي سمبل بأسوان.

«الفالوجا» و«كنعان» فرقتان فلسطينيتان شاركتا في المهرجان الدولي الذي تنظمه قصور الثقافة، وتحكي إيمان حمدي، مدير عام المهرجانات في وزارة الثقافة لـ«الوطن»، عن مشاركة فرقتين هذا العام من فلسطين، تقدمان عروضا من التراث الفلسطيني، موضحة أن هاتان الفرقتان تشاركان للمرة السادسة في المهرجان الذي يقام سنويا قبل أيام من تعامد الشمس على قدس الأقداس بأسوان.

تكشف «إيمان» أن هاتين الفرقتين الفلسطينيتين تقيمان فى القاهرة، وتشاركان فى المهرجان من خلال التنسيق مع السفارة الفلسطينية فى القاهرة، خاصة مع صعوبة تنقل الفرق الفلسطينية بسبب أحداث العدوان الجارية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى.

وشهد مسرح فوزى فوزى في أسوان عدداً من العروض الفنية من التراث الفلسطيني ضمن مهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون فى دورته الحادية عشرة، وقد لاقت المشاركة تفاعلاً كبيراً من الجمهور المتفرج، خاصة هذا العام، إذ قدمت الفرق عروضها بحماس شديد لتوصيل صوتهم ورسالتهم إلى العالم من خلال المشاركة فى الفعاليات المصرية.

وتروى «حمدى» أن وزارة الثقافة المصرية تقدم دعماً للقضية من خلال الحرص على مشاركة الفرق الفلسطينية فى هذه الدورة التى تشهد مشاركة 5 دول بفرقها الفنية المتنوعة.ويقام المهرجان برعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزير الثقافة، واللواء أشرف عطية محافظ أسوان، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وبالتنسيق مع الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، ويستمر حتى 22 فبراير.

وقدمت عدة عروض فنية، منها لفرقة الفالوجا للفنون الشعبية وقدمت خلاله الفرقة مجموعة من فقراتها الفنية منها «دمى فلسطينى، جيناك يا فلسطين»، وتأسست فرقة الفالوجا الفلسطينية للفنون الشعبية عام 1984، وتعمل على حفظ ونقل التراث الفلسطينى بكل أصالته وثرائه، حيث تقدم عروضها عبر المشاركة لسنوات طويلة فى مختلف المهرجانات الدولية وترفع شعار «الفن مقاومة»، مؤكدة على هويتها الفلسطينية وحقها فى الحياة والحرية.

يشار إلى أن المهرجان يقدم عروضه الفنية فى 12 موقعاً بالمحافظة، ويقدم اليوم حفلين لجميع الفرق المشاركة بمدينة أبوسمبل، الأول بمعبد أبوسمبل والثانى بمسرح سوق المدينة، وتختتم الفعاليات بالمعبد صباح يوم 22 فبراير تزامناً مع ظاهرة تعامد الشمس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الثقافة قصور الثقافة وزارة الثقافة فلسطين من خلال

إقرأ أيضاً:

مواهب برنامج صنع في قطر يعكسون التحديات والتطلعات الفنية في قصصهم الإنسانية المصورة

أبرز صناع الأفلام القطريون والمقيمون في قطر، الذين تُعرض أعمالهم في برنامج "صنع في قطر" ضمن مهرجان أجيال السينمائي 2024، أهمية الدعم المستمر من مؤسسة الدوحة للأفلام في تطوير مسيرتهم السينمائية وتحقيق تطلعاتهم الفنية. وقد شارك عدد من هؤلاء المبدعين في لقاءات صحفية نظمت على هامش فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان، حيث ناقشوا تجاربهم وأثر الدعم المؤسسي في تعزيز مشهد السينما المحلية.

أوضح صانع الأفلام القطري علي الهاجري، مخرج فيلم "أرحل لتبقى الذكرى"، أن الدعم الذي تقدمه مؤسسة الدوحة للأفلام، سواء من خلال ورش العمل، الدورات التدريبية، أو جلسات التوجيه، بالإضافة إلى دور مهرجان أجيال السينمائي، كان له أثر بالغ في تعزيز رحلته السينمائية. وفي حديثه عن فيلمه، قال: "فيلمي هو تجربة سردية تجريبية، استلهمت فكرته من حادثة وفاة والدي رحمه الله عندما كنت في سن الثامنة. من خلال هذا العمل، أردت أن أوجه رسالة تؤكد أن الموت ليس نهاية، بل هو انتقال إلى بعد آخر لا ينبغي أن يُنظر إليه كظلام أو شر، بل يحمل في طياته جوانب روحية وإيجابية عميقة، تُمكّننا من تقدير الحياة بشكل مختلف".

أما مخرج فيلم "برشنا"، عبادة جربي، الفلسطيني/الأردني المقيم في قطر، فقد استعرض في فيلمه قصة امرأة تروي رحلة حياتها المليئة بالفقد والمقاومة، حيث كانت تسعى للسلام بعد أن لجأت إلى قطر إثر تعرضها لهجوم إرهابي في كابول. وفي حديثه عن الفيلم، أشار إلى أن "الواقع الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي، بل والعالم بشكل عام، هو واقع مأساوي، ولهذا ليس غريبًا أن تكون معظم الأفلام تعكس هذا الواقع المرير". وأضاف جربي أنه من خلال فيلمه، يسعى إلى إيصال رسالة مفادها أن الشعوب في المنطقة تبحث عن السلام والأمل في المستقبل، وتطمح للعيش حياة طبيعية بعيدًا عن الصراعات.

من جانبه، صرّح كريم عمارة، مخرج فيلم "القوقعة"، الذي حصل على دعم من وزارة الصحة العامة القطرية ويتناول قصة أم مطلقة تجمعها لحظة مع ابنها، بأن الفيلم يمسّه شخصيًا لأنه يعكس مفهوم اللطف والكياسة. وأوضح قائلاً: "لقد أردت استكشاف هذه القيم من خلال لغة سينمائية تعكس الجوانب الإنسانية لهذا الموضوع". وأضاف عمارة: "صناعة هذا الفيلم علّمتني كيفية اتخاذ القرارات في اللحظات العفوية، والتفاعل مع الارتجال، والاحتفاء بجمال الطبيعة الحية التي تُضفي على صناعة الأفلام طابعها الخاص".

ومن وجهة نظره شرح بول أبرهام، مخرج فيلم "قلوي"، قصة فيلمه الذي يتناول العلاقة المعقدة بين أب وابنه، وكيف تؤثر المخاوف الصحية للأب على حياته ومحاولاته فرض نمط حياة معين على ابنه. وأشار إلى أن الفيلم حظي بدعم من وزارة الصحة العامة القطرية ومؤسسة الدوحة للأفلام. وتحدث أبرهام عن قدرة الأفلام على التعبير والسرد القصصي، رغم تخصصه في مجال الهندسة، قائلاً: "السينما هي أداة تعبيرية ووسيلة تواصل عالمية تربط بين الشعوب. من خلال هذا الفيلم، حاولت إيصال رسالة عائلية تعبيرية حول علاقة معقدة يمكن أن يعيشها أي شخص في أي مكان".

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة: الأدب سلاحنا الذي يحمي هويتنا ويعزز صمودنا في وجه التحديات
  • وزير الثقافة:الأدب هو سلاحنا الفكري الذي يحمي هويتنا الوطنية
  • مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في منطقة الفالوجا شمالي قطاع غزة بقصف إسرائيلي
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ٤٥.. سنوات من الريادة الفنية.. القاهرة منارة العرب وأفريقيا وعاصمة الفنون
  • مواهب برنامج صنع في قطر يعكسون التحديات والتطلعات الفنية في قصصهم الإنسانية المصورة
  • مدير «القاهرة السينمائي»: الدورة الحالية تعبر عن تضامن مصر مع القضية الفلسطينية
  • مهرجان القاهرة يختتم دورته الـ 45.. "العام الجديد الذي لم يأت أبدا" يتوج بالهرم الذهبي.. وجائزة الفيبريسي تذهب إلى "دخل الربيع ضحك"
  • فيلم " دخل الربيع يضحك" يتربع على عرش جوائز ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • انطلاق حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للدورة ٤٥
  • عمرو الليثى يصل للسجادة الحمراء لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى