أمريكا.. أقوال لا أفعال ومصر تواجه بمفردها
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
كل الشواهد تؤكد أن قرار وقف الحرب الإسرائيلية البشعة، لم يعد بيد إسرائيل وإنما بأمر الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن التصريحات الأمريكية الظاهرية تعلن اتفاقها مع مصر فى ضرورة منع التهجير القسرى للفلسطينيين وأهمية إنفاذ دخول المساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن هذا بمثابة حبر على ورق.
فما تقوم به أمريكا على الأرض يتناقض تماماً مع ما تفعله إسرائيل والولايات المتحدة.
الحقيقة أن الجهود المصرية الشاقة التى تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب، لا أحد يعترض عليها سواء من الساسة الأمريكيين أو خلافهم داخل المجتمع الدولى، لكن الواقع على الأرض يختلف تماماً، فالولايات المتحدة الأمريكية مازالت تمد إسرائيل بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً لإبادة الفلسطينيين، وإسرائيل مستمرة فى جرائم الإبادة من مجازر ومذابح من أجل تصفية القضية الفلسطينية. والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن، هل فعلاً الولايات المتحدة تريد وقف الحرب؟! وبالتالى الإجابة معروفة. فأمريكا لا تريد استقراراً فى المنطقة. وزرعت الفتنة وغزت العرقيات داخل الدول العربية التى سقطت فى براثن الاضطراب والفوضى، كما هو واقع الآن فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان. وهذه البلدان تواجه الآن إن لم تكن قد وقعت، التشرذم وإسالة الدماء بين أبناء الوطن الواحد.. وأمريكا تهدف إلى ذلك وخططت له كل هذه المؤامرات بزعم أوهام من أجل إحكام سيطرتها، فى واقع مر أليم يعتمد على تصعيد النعرة الطائفية والعرقية لتحقيق الهدف الصهيونى فى تقسيم الأمة العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة وطوائف وملل ومذاهب عرقية أشبه ما تكون بالماضى عندما كانت هناك دويلات الطوائف وبالتالى لا تهش ولا تنش ولا تكون فيمن حضرت أو غابت.
الدليل على ما أقول هو ما تفعله حكومة الاحتلال الصهيونى حالياً فى غزة والضفة الغربية، ونجد المجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا لا يقفون حتى متفرجين على ما يحدث وإنما يؤيدون ويمولون هذه الحرب البشعة بهدف أصيل هو تصفية القضية الفلسطينية وضياع حلم تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. أمريكا وأعوانها من دول المجتمع الدولى يحققون المشروع الصهيونى البشع وكلهم يعدون العدة لهذا الهدف البعيد الذى بدأ بالفعل فى سقوط عدد من الدول المجاورة فى هذه الأزمات والكوارث ولا أحد يعلم متى تعود إلى حالتها الطبيعية، وما يحدث هو أشبه بعمل العصابات الإرهابية وهو سياسة التنكيل الصهيونى البشع والذى بموجبه ثم احتلال فلسطين. ومنذ إنشاء الوطن القومى لليهود على هذه الأرض المباركة من خلال تنفيذ وعد بلفور اللعين، لا يزال المجتمع الدولى يواصل جرائمه فى حق الوطن العربى دولة تلو الأخرى. وفى المقابل تعلب أمريكا دوراً إجرامياً تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتمارس على الأرض كل ما يتعارض تماماً مع هذه الأمور.
ومن المؤسف أن الدول العربية، تنساق وراء الشعارات الزائفة وتنخدع فى السياسات الأمريكية، والواقع بخلاف ذلك تمامًا.. اللهم إلا مصر هى الدولة الوحيدة التى تعرف الحقائق كاملة وتسعى بكل السبل والطرق بمفردها للمواجهة والتحدى، ولذلك كان الله فى عون الدولة المصرية التى تواجه تحديات وصعابًا شديدة، ويتحمل شعبها الكثير والكثير فى سبيل ذلك من أزمات اقتصادية وخلافها، لأن هذا الشعب خصه الله بالثبات والصبر، لأن جند مصر هم خير أجناد الأرض.
السؤال إذن: إلى متى ستظل الأمة العربية تترك مصر وحدها فى كل هذه الأمور؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين أمريكا أقوال لا أفعال الحرب الإسرائيلية الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات إلى قطاع غزة الأرض إبادة الفلسطينيين القضية الفلسطينية المجتمع الدولى
إقرأ أيضاً:
1000 جندي احتياطي في سلاح الجو الإسرائيلي يدعون لوقف الحرب على غزة وتراجع في الولادات بنسبة 15%
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أن نحو 1000 جندي احتياطي في سلاح الجو الإسرائيلي، بينهم ضباط كبار ومتقاعدون، قد دعوا إلى وقف الحرب على قطاع غزة وإعادة المحتجزين، وذلك في خطوة لافتة تأتي في وقت يشهد فيه الوضع العسكري في المنطقة تصعيدًا كبيرًا.
وسائل إعلام عبرية.. سلاح جو الاحتلال يهدد بفصل 970 طيارا لمطالبتهم بوقف الحرب على قطاع غزة عاجل| مصر تدين إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لـ6 مدارس تابعة لوكالة أونروا في القدس الشرقيةووفقًا لما ذكرته قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، فإن هؤلاء الجنود الاحتياطيين يعبرون عن قلقهم العميق تجاه استمرار العمليات العسكرية في غزة، مؤكدين على ضرورة العمل من أجل إعادة المحتجزين وتجنب المزيد من التصعيد الذي يؤثر سلبًا على الجبهة الداخلية في إسرائيل.
تأثير الحرب على الولادات في إسرائيلفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن انخفاض كبير في معدلات الولادة في البلاد خلال عام 2024، حيث بلغ هذا الانخفاض 15%، وهو الأكبر منذ 20 عامًا.
يأتي هذا التراجع نتيجة التأثيرات المستمرة للحرب على المجتمع الإسرائيلي، حيث أثرت الظروف الأمنية المتوترة والأوضاع الاقتصادية على حياة الأزواج الشابة، ما دفع العديد منهم للهجرة خارج البلاد.
وقد أرجع المتحدثون الرسميون في وزارة الصحة الإسرائيلية هذا الانخفاض إلى التحديات التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي بسبب الحرب المستمرة، إضافة إلى الضغوط النفسية والاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.
الهجرة وتأثيرها على المجتمع الإسرائيليوتشير التقارير إلى أن العديد من الأزواج الشابة في إسرائيل قد اختاروا مغادرة البلاد بحثًا عن بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا، وهو ما أسهم في تقليص عدد الأسر الجديدة وتراجع معدلات الإنجاب.
يثير هذا التوجه قلقًا في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل، حيث يعتبر البعض أن هذه الظاهرة قد تؤثر على مستقبل المجتمع الإسرائيلي على المدى البعيد.
تستمر الأزمة العسكرية في قطاع غزة في التأثير بشكل كبير على الحياة اليومية في إسرائيل، حيث تتراوح تداعياتها من الناحية الأمنية والاجتماعية إلى الاقتصادية.
وقد شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في الأصوات المطالبة بوقف الحرب وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة، وهو ما يعكس حالة من الاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي في ضوء الحرب المستمرة.