بوابة الوفد:
2025-02-02@05:42:16 GMT

أمريكا.. أقوال لا أفعال ومصر تواجه بمفردها

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

كل الشواهد تؤكد أن قرار وقف الحرب الإسرائيلية البشعة، لم يعد بيد إسرائيل وإنما بأمر الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن التصريحات الأمريكية الظاهرية تعلن اتفاقها مع مصر فى ضرورة منع التهجير القسرى للفلسطينيين وأهمية إنفاذ دخول المساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن هذا بمثابة حبر على ورق.

فما تقوم به أمريكا على الأرض يتناقض تماماً مع ما تفعله إسرائيل والولايات المتحدة.

فالواقع يؤكد أن هناك إصراراً شديداً على إبادة الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. أما كل التصريحات الأمريكية فهى بمثابة دخان فى الهواء لا يحقق أملاً فى أى شىء. وهذا الأمر معروف لكل مواطن فى أى بقعة بالأرض.

الحقيقة أن الجهود المصرية الشاقة التى تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب، لا أحد يعترض عليها سواء من الساسة الأمريكيين أو خلافهم داخل المجتمع الدولى، لكن الواقع على الأرض يختلف تماماً، فالولايات المتحدة الأمريكية مازالت تمد إسرائيل بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً لإبادة الفلسطينيين، وإسرائيل مستمرة فى جرائم الإبادة من مجازر ومذابح من أجل تصفية القضية الفلسطينية. والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن، هل فعلاً الولايات المتحدة تريد وقف الحرب؟! وبالتالى الإجابة معروفة. فأمريكا لا تريد استقراراً فى المنطقة. وزرعت الفتنة وغزت العرقيات داخل الدول العربية التى سقطت فى براثن الاضطراب والفوضى، كما هو واقع الآن فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان. وهذه البلدان تواجه الآن إن لم تكن قد وقعت، التشرذم وإسالة الدماء بين أبناء الوطن الواحد.. وأمريكا تهدف إلى ذلك وخططت له كل هذه المؤامرات بزعم أوهام من أجل إحكام سيطرتها، فى واقع مر أليم يعتمد على تصعيد النعرة الطائفية والعرقية لتحقيق الهدف الصهيونى فى تقسيم الأمة العربية وتحويلها إلى دويلات صغيرة وطوائف وملل ومذاهب عرقية أشبه ما تكون بالماضى عندما كانت هناك دويلات الطوائف وبالتالى لا تهش ولا تنش ولا تكون فيمن حضرت أو غابت.

الدليل على ما أقول هو ما تفعله حكومة الاحتلال الصهيونى حالياً فى غزة والضفة الغربية، ونجد المجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا لا يقفون حتى متفرجين على ما يحدث وإنما يؤيدون ويمولون هذه الحرب البشعة بهدف أصيل هو تصفية القضية الفلسطينية وضياع حلم تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. أمريكا وأعوانها من دول المجتمع الدولى يحققون المشروع الصهيونى البشع وكلهم يعدون العدة لهذا الهدف البعيد الذى بدأ بالفعل فى سقوط عدد من الدول المجاورة فى هذه الأزمات والكوارث ولا أحد يعلم متى تعود إلى حالتها الطبيعية، وما يحدث هو أشبه بعمل العصابات الإرهابية وهو سياسة التنكيل الصهيونى البشع والذى بموجبه ثم احتلال فلسطين. ومنذ إنشاء الوطن القومى لليهود على هذه الأرض المباركة من خلال تنفيذ وعد بلفور اللعين، لا يزال المجتمع الدولى يواصل جرائمه فى حق الوطن العربى دولة تلو الأخرى. وفى المقابل تعلب أمريكا دوراً إجرامياً تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتمارس على الأرض كل ما يتعارض تماماً مع هذه الأمور.

ومن المؤسف أن الدول العربية، تنساق وراء الشعارات الزائفة وتنخدع فى السياسات الأمريكية، والواقع بخلاف ذلك تمامًا.. اللهم إلا مصر هى الدولة الوحيدة التى تعرف الحقائق كاملة وتسعى بكل السبل والطرق بمفردها للمواجهة والتحدى، ولذلك كان الله فى عون الدولة المصرية التى تواجه تحديات وصعابًا شديدة، ويتحمل شعبها الكثير والكثير فى سبيل ذلك من أزمات اقتصادية وخلافها، لأن هذا الشعب خصه الله بالثبات والصبر، لأن جند مصر هم خير أجناد الأرض.

السؤال إذن: إلى متى ستظل الأمة العربية تترك مصر وحدها فى كل هذه الأمور؟!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وجدى زين الدين أمريكا أقوال لا أفعال الحرب الإسرائيلية الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات إلى قطاع غزة الأرض إبادة الفلسطينيين القضية الفلسطينية المجتمع الدولى

إقرأ أيضاً:

يسرا زهران تكتب: أصحاب الثروات في خدمة المجتمع.. مليونيرات أمريكا الوطنيون: زيادة أجور الموظفين رفاهية للجميع

ليس من المعتاد أن تجد كتاباً اقتصادياً لا يركز فقط على العمل، وإنما على العامل. لا ينظر فقط إلى تكاليف الأعمال، وإنما إلى التكلفة البشرية التى يتحملها من يعملون، أو يعانون، فى مؤسسة ما. ليس من المعتاد أن تجد صاحب عمل يخرج ليعلن أنه لا بد من زيادة أجور موظفيه ما دام عمله قد أصبح مزدهراً بفضل جهودهم، ولا صاحب ثروة يقول إن نجاح أى اقتصاد لا يقوم على زيادة ثروته هو ومن معه، وإنما على أن يجد عامة الناس فى جيوبهم ما يكفيهم لشراء ما يحتاجون.

إلا أن هذا بالضبط هو ما يقوله كتاب أمريكى صدر فى الشهر الماضى بعنوان «ادفعوا للناس: لماذا تُعد الأجور العادلة أمراً جيداً للأعمال وأمراً عظيماً بالنسبة لأمريكا؟!».

مؤلفا الكتاب هما «جون دريسكول» و«موريس بيرل». كلاهما من أغنياء أمريكا، وكلاهما لديه خبرة كبيرة فى الإدارة التنفيذية لمؤسسات وشركات تساوى قيمتها مليارات الدولارات.

وكلاهما ينتمى لمجموعة من رجال الأعمال والأثرياء الأمريكان الذين يطلقون على أنفسهم اسم «المليونيرات الوطنيين»، والذين يعتبرهم كثيرون الصوت المقابل لغالبية الأثرياء الذين يحتلون المشهد الاقتصادى الأمريكى ولا يهتمون إلا بزيادة ثرواتهم دون اهتمام كبير بمن يعملون فى ظروف اقتصادية قاسية لا ينالون فيها إلا الحد الأدنى لأجور لا تصل بهم إلى الحد الأدنى من الأمان المالى والنفسى.

لا يتردد الكتاب الأمريكى فى القول صراحةً إن بعض رجال الأعمال لا يفهمون حقاً كيف يسير الاقتصاد

. هم يركزون فقط على التقارير التى تُظهر أرباحهم وتكلفة أعمالهم، مثل مصاريف العمالة والضرائب التى تدفعها مؤسساتهم، والقوانين والتشريعات التى تحكم ذلك. هم أشبه بمن يجلس فوق قمة جبل ولا يفكر إلا فى الكيفية التى يجعل بها هذا الجبل أكثر طولاً. إلا أن الواقع أن قوة الاقتصاد وحيويته لا تهبط من قمة الجبل إلى ما تحته، لكنها تنبت من القلب والقاع، ثم تنمو إلى ما فوقها.

مقالات مشابهة

  • يسرا زهران تكتب: أصحاب الثروات في خدمة المجتمع.. مليونيرات أمريكا الوطنيون: زيادة أجور الموظفين رفاهية للجميع
  • ما جدوى الكتابة إن لم تترجم إلى أفعال؟
  • "الخارجية الصينية" تعليقا على الرسوم الجمركية الأمريكية: لا فائز في الحرب التجارية
  • محلل مالي: رسائل المصريين أقلقت ترامب ومصر قد تواجه ضغوط اقتصادية بسبب رفض التهجير
  • محللون: الأونروا تواجه تحديات وستعمل بكامل طاقتها بمجرد فتح معبر رفح
  • هاشتاج «معاك يا ريس» و«لا للتهجير» يتصدر قائمة الأكثر رواجا على «إكس» في أمريكا
  • صلاح عبد العاطي: أمريكا لن تضحي بعلاقاتها مع الأردن ومصر
  • بسبب المهاجرين غير الشرعيين.. أزمات تواجه الولايات المتحدة بعد عودة ترامب
  • «الأمم المتحدة»: صراعات وتحديات أمنية وإنسانية لا تزال تواجه سوريا
  • تحمل جامعة القاهرة مصروفات طلاب منح الوكالة الأمريكية