بوابة الوفد:
2024-11-15@14:34:52 GMT

وكأنه لم يسبقه شيء

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

كل يوم يتكشف شيء جديد فى معالم الطريق الذى أدى إلى هجوم السابع من أكتوبر، الذى قامت به كتائب عز الدين القسام على المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة.. وربما كان أنطونيو جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، هو أشهر الذين واجهوا اسرائيل بهذه الحقيقة.. أعنى الحقيقة التى تقول أن الهجوم لم يقع من فراغ، وأنه يستند إلى أسباب قوية أدت إليه، ولم يكن من الممكن أن تؤدى إلى سواه.

 

من بعدها غضبت تل أبيب على الرجل، وقال عنه وزير خارجيتها إنه لا يصلح للجلوس على رأس المنظمة الدولية، ولا تزال اسرائيل غاضبة عليه طبعًا، ولكنه لا يبالى بغضبها ويتصرف بما يرى أن ضميره يمليه عليه. 

وقد صدرت صحيفة واشنطون بوست الأمريكية، لتكشف بدورها فى عدد أخير لها، عن سبب آخر من مسببات هجوم السابع من أكتوبر، أو عن زاوية أخرى كانت شبه غائبة عنا، ولم يسبق لأحد أن تكلم فيها كما فعلت الصحيفة. 

السبب الذى كشفت عنه هو أن اتفاقيات السلام الإبراهيمى قد همشت الفلسطينيين، وأن هذا التهميش قد غذى الغضب فى داخلهم، وبما إن كتائب عز الدين القسام جزء من الفلسطينيين، فمن الوارد جدًا أن يكون هذا السبب قد حضر لدى هذه الكتائب، وأن يكون أثره قد تراكم لديها، حتى ولو لم تتكلم فيه أو تذكره صراحةً فى مرحلة ما بعد الهجوم. 

أما اتفاقيات السلام الإبراهيمى فهي الاتفاقيات التي وقعتها تل أبيب مع أربع عواصم عربية آخر أيام الرئيس الأمريكى دونالد ترمب.. كان ذلك فى عام ٢٠٢٠، وكان ترمب ينوى أن يمضى فيها إلى عواصم عربية أخرى، لولا أنه فشل فى السباق الرئاسي الذى جرى فى نوفمبر من تلك السنة. 

وقتها كان ترمب يتحدث باعتباره الراعى الأمريكى للإتفاقيات، وكان يقول أن لها عدة جوانب ايجابية، وأن جانبًا منها يتعلق بإيجاد حل لقضية فلسطين، وكان الجانبان الإسرائيلى ومعه الجانب العربى المنخرط فى الإتفاقيات يتحدثان اللغة نفسها. 

ولكن ما حصل فى الواقع أن الاتفاقيات مضت فى كل طريق، إلا طريق النظر إلى قضية فلسطين، وبدا من بعد التوقيع عليها بين الطرفين الإسرائيلى والعربى متمثلًا فى العواصم الأربع، أن الطرف الأول لا يهمه فيها إلا ما يمكن أن يعود عليه من ورائها اقتصاديًا.. أما القضية، وأما أصحابها، وأما حلها، فلم يكن كل ذلك يشغل اسرائيل فى شيء.. وقد استمر الوضع هكذا إلى أن استيقظ العالم، وليس إسرائيل وحدها، على الهجوم الذى هزها بقوة. 

والأمل أن تنتبه تل أبيب بعد ما أوردته الواشنطون بوست فى تقريرها المنشور، إلى أن الهجوم كانت له أسبابه المنطقية، وأن عليها أن تتعامل معها فلا تتوقف بنظرتها القاصرة عند يوم الهجوم، وكأنه هجوم لم يكن يسبقه شيء يمهد له ويؤدى إليه ! 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة هجوم السابع من أكتوبر كتائب عز الدين القسام المستوطنات الإسرائيلية أنطونيو جوتيريش

إقرأ أيضاً:

بعد أربيل.. السوداني يصل السليمانية للقاء المسؤولين فيها

بعد أربيل.. السوداني يصل السليمانية للقاء المسؤولين فيها

مقالات مشابهة

  • الامم المتحدة تتهم اسرائيل بـاستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين
  • هجوم لبناني على اسرائيل بـ مسيّرات انقضاضية
  • كيف تناولت الصحافة العالمية نبأ قطع تركياعلاقاتها مع اسرائيل؟
  • المسيرات العراقية تهاجم أهدافا حيوية في اسرائيل
  • وسائل إعلام أمريكية: ماسك يتصرف وكأنه شريك ترامب في رئاسة الولايات المتحدة
  • أمريكا تسرب وثائق سرية لإيران تتعلق بخطط اسرائيل السابقة قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير!
  • اسرائيل تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت
  • بعد أربيل.. السوداني يصل السليمانية للقاء المسؤولين فيها
  • اسرائيل تواصل غاراتها العنيفة على الضاحية الجنوبية وتدعو السكان للاخلاء
  • اسرائيل ترضخ لأوامردخول المساعدات قبل انتهاء المهلة الأمريكية