مع استمرار العدوان الغاشم الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد فرضت قوات الاحتلال حصاراً قاتلاً على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي، خصوصاً المناطق الشمالية، التي أصبحت على مشارف مجاعة حتمية، لاسيما مع اضطرار الآلاف من أهالي غزة إلى تناول أعلاف الحيوانات، لمواجهة شبح الجوع، الذي بات الآن يفتك بهم، أكثر من عدوان الاحتلال.

وما زاد الأمر سوءاً، هو إعلان برنامج الغذاء العالمي وقف تسليم المساعدات إلى شمال غزة، إضافة على تعطيل عدد من الدول تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بسبب إدعاءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأن موظفيها ساهموا في عملية «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر الماضي.

الخبز حلم الأهالي في غزة

ونشرت شبكة «BBC» البريطانية فيديو يوثق معاناة طفلة فلسطينية من أهالي غزة، أبكاها الجوع، في ظل الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قالت باكية: «افتقد الخبز».

كما انتشر مقطع فيديو آخر، يظهر رجلاً أجبره نقص الغذاء على محاولة تجميع بقايا الطحين المسكوبة على الأرض، بعد توزيع بعض المساعدات، ولم يستطيع الحصول على جزء منها، بسبب الأعداد الكبير التي تهافتت للحصول على الطعام.

وحذرت العديد من المنظمات الأممية والحقوقية من حالة المجاعة الشديدة التي يعيشها سكان شمال قطاع غزة، لاسيما مع تعنت جيش الاحتلال المستمر في منع دخول المساعدات.

تحذير من مجاعة في شمال غزة

اتهم المرصد الأورومتوسطي الاحتلال الإسرائيلي بانتهاج سياسة متعمدة لتجويع السكان المدنيين في قطاع غزة، وقال إن أعداد ضحايا الجوع، والأمراض المرتبطة به، قد يتخطي أعداد الشهداء الذين راحوا ضحايا عداون الاحتلال، والذين بلغ عددهم مايقرب من 30 ألف شهيد، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ووصف المرصد الأورومتوسطي قطاع غزة بأنه أصبح مسرحاً للابادة الجماعية، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر، وشدد على أن من ضمن أساليب الإبادة، التي يتبعها جيش الاحتلال، هو تجويع الشعب الفلسطيني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي الخبز الاحتلال الإسرائیلی السابع من أکتوبر جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ما الذي اختلف بين سورية ولبنان في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”؟

يمانيون../
تشهد سورية اليوم عدواناً “إسرائيلياً” برياً وجوياً واسعاً، وذلك بالتوازي مع توليف عملية تغيير جذري وواسع للسلطة، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وحيث لم يتخط هذا العدوان الأسبوعين حتى الآن، لا يبدو أنه سوف يتوقف أو ينحسر أو حتى ينحصر قريباً.

عملياً، ودون أي شكل من أشكال المقاومة أو الدفاع او التصدي، نجحت وحدات العدو في تحقيق مروحة واسعة من الإنجازات الميدانية والعسكرية والاستراتيجية، تمثلت في النقاط الآتية:

– احتلال مساحات واسعة من الجنوب السوري ضمن ما كان محرراً من الجولان السوري، كما واستطاعت الاقتراب من دمشق ومن المعبر الرئيسي مع لبنان في المصنع، مع بدء إطلاق عملية توسع شرقاً نحو وادي اليرموك ومناطق في درعا، وفعلياً أيضاً، لا يبدو أن جغرافية منطقة السويداء جنوب شرق سورية، ستكون بمنأى عن هذا التوسع.

– تدمير (تقريباً) كل قدرات الجيش السوري وعلى المستويات والإمكانيات والأسلحة والمنشآت كافة، ووضعه في موقع ضعيف دون أية قدرة لا أمنية ولا عسكرية، وبعيد جداً عن موقع الجيش الذي كان من بين الأوائل في المنطقة، تسليحاً وعديداً وعقيدة ونفوذاً.

– انتزعت “إسرائيل” من خلال هذا العدوان موقعاً إستراتيجياً مهماً، من خلاله، أصبحت قادرة على فرض نسبة تأثير ضخمة في أي سيناريو إقليمي أو دولي يمكن أن تُستهدف فيه سيادة سورية ووحدة أراضيها وموقفها من القضية الفلسطينية ومن مشاريع التطبيع مع كيان الاحتلال.

هذا لناحية نتائج العدوان “الإسرائيلي” على سورية، أما لناحية العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، فيمكن الإضاءة على النقاط الآتية:

يمكن القول، إن العدوان “الإسرائيلي” على لبنان قد انتهى مبدئياً مع استمرار بعض الخروقات المتمثلة باعتداءات جوية ومدفعية موضعية، وباحتلال بعض المناطق الحدودية. ويرتبط الانتهاء من كل هذه الخروقات وانسحاب العدو من المناطق المحتلة، واكتمال مسار تطبيق اتفاق تنفيذ القرار ١٧٠١ بانتشار الجيش اللبناني وتنفيذه الخطة الأمنية موضوع القرار المذكور.

عملياً، في سورية تخطت “إسرائيل” اتفاقية فض الاشتباك بينها وبين سورية عام ١٩٧٤، والتي حصلت برعاية مجلس الأمن بعد توقف الحرب عام ١٩٧٣، ونجحت في سورية، وفي فترة وجيزة، بتحقيق ما ذكر أعلاه ميدانياً وعسكرياً وإستراتيجياً، بينما في لبنان، وبعد عدوان واسع استمر لأكثر من خمسة عشر شهراً، أقصى ما تحقق هو التزام الطرفين (اللبناني والإسرائيلي) بتطبيق القرار ١٧٠١، والذي كانت “إسرائيل” قد امتنعت عن تطبيقه منذ صدوره حتى اليوم، والأهم أنها فشلت في تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعتها لعدوانها، المعلنة منها وأهمها إنهاء المقاومة وإعادة المستوطنين والأمان إلى شمال فلسطين المحتلة، وغير المعلنة منها، وأهمها السيطرة على منطقة جغرافية عازلة، مماثلة للمنطقة العازلة التي احتلتها مؤخراً في الجنوب السوري.

من هنا، وفي ظل هذا الفارق الفاضح بين ما حققته “إسرائيل” في سورية بمدة وجيزة، وبين الهزيل مما حققته في لبنان بمدة طويلة، يبقى الفاصل الأساس هو ثبات رجال حزب الله في الميدان، ويبقى لصمود المقاومة في المواجهات المباشرة وعلى مسافة صفر، وللدماء الذكية التي نزفت بين أحياء وحارات ومنازل البلدات الحدودية المعروفة، التأثير الأكبر والحاسم في تحقيق انتصار صارخ بوجه عدو قادر وغادر، يحمل في فكره إستراتيجية تاريخية دينية، مشبعة بالأطماع وبأهداف التوسع والاحتلال.

العهد الاخباري ـ الكاتب : شارل أبي نادر

مقالات مشابهة

  • التربية الفلسطينية: 12.799 طالباً استشهدوا منذ 7 أكتوبر العام الماضي
  • تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة: استشهاد 10 فلسطينيين وتفاقم الوضع الإنساني
  • ما الذي اختلف بين سورية ولبنان في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”؟
  • إدانة إسلامية لقرار الاحتلال التوسّع في الاستيطان بالجولان.. العدوان الإسرائيلي يبيد 10 % من سكان قطاع غزة
  • وزير المالية الإسرائيلي يكشف طريقة إخضاع حماس
  • ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ45028 شهيدا منذ 7 أكتوبر 2023
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45 ألفا و28 شهيدا
  • ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ45028 شهيدا و106962 مصابا
  • الجامعة العربية : العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسفر عن إبادة 10% من سكان القطاع
  • داخلياً وخارجياً.. تعرّف على مظاهر الفوضى السياسية التي يشهدها الاحتلال