بوابة الوفد:
2024-07-11@10:16:37 GMT

التضامن العربى فى يوم الوحدة

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

«اليوم 22 فبراير»، مناسبة توقيع ميثاق الجمهورية العربية المتحدة يوم 22 فبراير 1957 من قبل الرئيسين المصرى جمال عبدالناصر والسورى شكرى الفونلى، واختير عبدالناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة.

غير أن الجمهورية الوليدة سرعان ما عانت خلافات وأزمات لتنهار بعد ذلك عقب انقلاب فى دمشق، قاده عبدالكريم النحلاوى أعلن إثره قيام الجمهورية العربية السورية فى 28 سبتمبر 1961، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971 عندما سميت باسمها الحالى «جمهورية مصر العربية».

وتأتى الوحدة بين مصر وسوريا ضمن سلسلة محاولات دول عربية للاتحاد فيما بينها، من ضمنها الاتحاد العربى الهاشمى بين العراق والأردن، واتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا فى عهد أنور السادات وحافظ الأسد ومعمر القذافى، والجمهورية العربية الإسلامية بين ليبيا وتونس فى عهد معمر القذافى والحبيب بورقيبة، إضافة إلى كثير من المحاولات الأخرى للوحدة، باءت كلها بالفشل نتيجة خلافات وأزمات وانقلابات.

اتسمت الحقبة الناصرية، والتى استمرت نحو عقدين بدءًا من عام 1952 حتى 1970 يتوهج مشاعر القومية العربية، والثورة ضد الاستعمار، وتطبيق مبادئ الاشتراكية، إضافة إلى توجهات وطنية بتأميم الاقتصاد المصرى، وتعزيز القوات المسلحة، وساعد الثقل الذى كانت تمثله مصر فى الوطن العربى، بشريًا وحضاريًا وجغرافيًا، على استقطاب الزعامة الناصرية للجماهير العربية فى النصف الثانى من الخمسينيات، وكانت هناك من جمال عبدالناصر بأن يحشد العرب خلفه ضد القوى الاستعمارية العظمى عبر أحداث «تضامن عربى».

هناك أسباب كثيرة ترددت حول أسباب إلغاء الوحدة، رغم وضع دستور جديد مؤقت للجمهورية الجديدة فى 5 مارس 1958 وإجراء توحيد برلمانى للبلدين عام 1960 فى مجلس الأمة بالقاهرة، وإلغاء الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة، وجرى اختيار أعضاء مجلس الأمة التشريعى عبر آلية يعيش بموجبها رئيس الجمهورية بصفتهم، والنصف الآخر يختاره عبدالناصر أيضا من بين أعضاء مجلس النواب السابقين فى مصر سوريا.

يذهب محللون سياسيون إلى أن الهيكل السياسى الذى قامت عليه الوحدة، وإلغاء عبدالناصر للأحزاب السياسية، أدى إلى نشوب خلافات بين ساسة دمشق والقاهرة، إضافة إلى البعد الجغرافى حيث لا تمتلك مصر وسوريا حدودًا مشتركة تسهل حركة المواطنين بين البلدين، ووجود الكيان الإسرائيلى الشديد العداء للبلدين.. كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى الانفصال، الذى تبوأ خلاله عبدالكريم النحلاوى السلطة فى دمشق وأنهى الوحدة مع القاهرة.

ما أحوجنا اليوم إلى الوحدة العربية، ليس عن طريق دمج الدول، ولكن بالعلاقات والتعاون المشترك، وياحبذا لو تم إحياء فكرة السوق العربية المشتركة لتقوية الاقتصاد العربى، والدفاع المشترك لمواجهة الأطماع الاستعمارية، نحتاج إلى ذلك لمواجهة الصهيونية التى استفلحت وتحاول التهام الدول العربية عن طريق الانفراد بكل دولة على حدة.

لن ينجو العالم العربى من المخطط الغربى الذى يريد السيطرة على ثرواته وضرب قوته العسكرية إلا بالوحدة والوقوف يدًا واحدة فى مواجهة المخططات التى تغرز أنيابها حاليا فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، وفلسطين وتسعى للالتفاف على البقية الباقية.

التضامن العربى وتصفية الخلافات آلية مهمة للنجاة من أنياب الاستعمار الجديد، بعد أن تحول المجتمع الدولى من راعِ للسلام إلى حامٍ للعنف، وغض الطرف عن إبادة الأبرياء وانحيازه للقاتل، وهضم حق القتيل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن مصر وسوريا الجمهوریة العربیة

إقرأ أيضاً:

حرب إعلامية ضد السودان

يواجه السودان الشقيق حربًا اعلامية ممنهجة من الغرب وبعض الدول بهدف استهداف الجيش السودانى.

وصل الأمر الى الادعاء بأن قائد الجيش السودانى الفريق البرهان تعرض لمحاولة اغتيال واحتجاز من قبل قوات الدعم السريع أثناء قيامه بإحدى الجولات على تخوم بعض مناطق القتال فى السودان.

والحقيقة أن الجيش السودانى يعانى من قلة الدعم الدولى ولا يجد دولاً عربية تدعمه مباشرة مثل الدعم الذى تتلقاه قوات الدعم السريع من عدة دول مأساة السودان من الواضح انها سوف تطول بسبب تشابك مصالح عدة دول تحاول السيطرة من خلال قوات الدعم السريع.

مجلس الأمن الدولى والدول الغربية تحاول إخراج تلك القوات من خانة القوات المتمردة وتحويلها الى طرف فى صراع مع الجيش الشرعى السودانى.

الدور المصرى المتوازن فى السودان هو الدور الحقيقى الذى يؤكد على الحفاظ على السودان موحدًا، ويدعو جميع الأطراف الى وقف التصعيد والعودة لمفاوضات تحافظ على السودان وشعبه، دخول أطراف عدة الى المعادلة السودانية يزيد من تعقيد المشكلة يومًا بعد يوم وتحاول هذه الأطراف قلب المعادلة لصالح قوات الدعم السريع المكروهة شعبيًا، ثروات السودان وموقعه الجغرافى تحولت من نعمة الى نقمة بسبب هذا الصراع المميت الذى يتم على أراضيه.

الحرب الجديدة على السودان حرب إعلامية مدعومة من وسائل إعلام أمريكية وموجهة بشكل مباشر ضد الجيش السودانى.

ماذا يفعل السودان فى مواجهة تلك الحرب الإعلامية وبدون أى إمكانيات وفى نفس الوقت تواصل قوات الدعم السريع طريقها لحسم الصراع لصالحها؟.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • الملتقى العربى السابع لرواد الكاريكاتير يعلن عن أسماء المكرمين
  • أول قرار للرجل
  • سقوط سوناك
  • حرب إعلامية ضد السودان
  • فن.. التيك توك!
  • وزير الأوقاف يستقبل سفيرة الإمارات بالقاهرة ويستعرضان آفاق التعاون
  • افتتاح معرض دار الكتب والوثائق بالمجلس الأعلى للثقافة (صور)
  • السودان سلة الغذاء العربى
  • المواطن أولًا
  • فرط الرمان