3 مدن عُمانية تنضم للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو.. ماذا تعرف عنها؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
مسقط- أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) قبل أيام 3 مدن عمانية -مسقط ونزوى وصور- في "شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم" التي تشمل 64 مدينة من 35 دولة، بينها مدن في بلدان مثل المغرب وقطر والسعودية ومصر.
وتجمع الشبكة العالمية بين المدن التي تتميز بتعزيز التعلم مدى الحياة بين سكانها، ووفقا لبيان المنظمة فإن هذه المدن توظف مختلف القطاعات لتعزيز التعلم الشامل والجيد، من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، وتنشيط التعلم داخل الأسر والمجتمعات، وتسهيل التعلم في العمل، مع توسيع استخدام تقنيات التعلم الحديثة.
وتتوزع المدن الثلاث في 3 محافظات عمانية، حيث تقع مدينة نزوى بمحافظة الداخلية، ومدينة مسقط في محافظة مسقط عاصمة سلطنة عمان، وولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية.
شبكة دولية لليونسكووبشأن مدن التعلم وأهدافها، قالت أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم آمنة بنت سالم البلوشية في حديثها للجزيرة نت إن الشبكة العالمية لمدن التعلم هي شبكة دولية ينسقها معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة منذ 2012 موجهة لدعم سياسات وتحسين ممارسات التعلم مدى الحياة في مدن العالم من خلال تعزيز الحوار حول السياسات والتعلم من الأقران من المدن والأعضاء، وإقامة الروابط وتعزيز الشراكات وتوفير تنمية القدرات وتطوير أدوات لتشجيع والاعتراف بالتقدم المحرز في بناء مدن مستدامة حول العالم.
أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم آمنة بنت سالم البلوشية (الجزيرة)ويستند عمل الشبكة على وثيقة إعلان بكين حول مدن التعلم ووثيقة الملامح الرئيسية لمدن التعلم، وتركز الشبكة وفق الإستراتيجية التي تم إطلاقها في عام 2019 على 7 محاور أساسية هي: التعليم من أجل التنمية المستدامة، ومحو الأمية وريادة الأعمال، والصحة والرفاهية، والإدماج والإنصاف وتعليم المواطنة العالمية، والتخطيط التربوي، والمتابعة، والتقييم.
ويبلغ عدد المدن التي انضمت إلى الشبكة حتى الآن أكثر من 350 مدينة موزعة في أكثر من 80 دولة، منها 7 مدن في قطر، و5 مدن بالسعودية، و3 مدن في الإمارات، بحسب البلوشية.
وتقدم المدن الراغبة في الانضمام إلى الشبكة طلبها عن طريق اللجان الوطنية لليونسكو في دولها، ومن أجل الانضمام للشبكة يتعين على الجهات المختصة بالمدينة -مثل البلديات أو مكاتب الولاة حسب التقسيم الإداري في المدينة- متابعة تحقيق رؤية توفير التعلم مدى الحياة والتحول إلى مدينة تعلم.
وعلى المدن الأعضاء أن تقدم تقريرا مرحليا كل عامين توضح فيه بالتفصيل ما تم تنفيذه من مشاريع في مدينة التعلم، حيث تعمل التقارير على دعم رصد إنجازات المدن من خلال التأكيد على السياسات والإستراتيجيات والتدابير والشراكات والإجراءات الفعالة، ولكل دولة أن تقدم 3 مدن كحد أقصى خلال كل فترة تقديم والتي تكون كل عامين، بحسب أمينة اللجنة الوطنية العُمانية.
مواصفات مدن التعلموبشأن مزايا المدن التي تنضم إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، قالت أمينة البلوشية إن هناك مجموعة من المواصفات وهي أن تكون مدينة مستدامة، ويتمثل ذلك في العمل على تخضير المدينة، وأن تكون مدينة صحية، ويتم ذلك من خلال عمل مسارات خاصة للمشي والدراجات الهوائية وأجهزة اللياقة، واستخدام الطاقة النظيفة من خلال الإنارة بالطاقة الشمسية واستخدام المواد المعاد تدويرها.
وبالإضافة إلى ذلك يفترض أن تتبنى مدن التعلم الأعمال الخيرية والتشجيع عليها، ويتم ذلك من خلال تقديم مساعدات لذوي الدخل المحدود، وتفعيل دور المؤسسات الخيرية في الولاية، ودمج الوافدين في المجتمع على سبيل المثال: اللغات المتعددة في خطب الجمعة وحملات تثقيفية للوافدين.
وفي مجال التعليم -بحسب البلوشية- تتبنى "مدن التعلم" الاحتفال بالأيام الدولية، وحملات توعوية لطلبة المدارس والمجتمع المحلي، وضرورة إشراك مؤسسات التعليم العالي وإنشاء مكتبات والتشجيع على إنشائها، كما يجب أن تهتم بذوي الإعاقة وكبار السن.
وشرحت أمينة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم مكاسب سلطنة عمان من الانضمام إلى الشبكة، والتي تتمثل في: تبني ولايات سلطنة عمان إطلاق وتنفيذ مبادرات وأنشطة ومشاريع تخدم التنمية المستدامة، ودخول ولايات سلطنة عمان في الشبكة ترويج سياحي وثقافي للسلطنة، ورفع ترتيب سلطنة عمان في مؤشرات الهدف الرابع والتعليم من أجل التنمية المستدامة.
وتكمل البلوشية "بالإضافة إلى نشر الوعي عن التعليم من أجل التنمية المستدامة في المجتمع المحلي عن طريق مدن التعلم، وتفعيل دور المحافظات في سلطنة عُمان وتعزيز الشراكة بينها وبين الجهات الحكومية الأخرى، وتثيبت اسم سلطنة عمان مع الدولة الخليجية والعربية المنظمة للشبكة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العالمیة لمدن التعلم التنمیة المستدامة سلطنة عمان مدى الحیاة مدن التعلم من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
المؤيد الراشدي .. من شغف الأخشاب إلى ريادة الأعمال الفنية في سلطنة عمان
وجد المؤيد بن سعيد الراشدي في الأخشاب المحلية جمالًا أخّاذًا وتفاصيل ساحرة، دفعته إلى تقديم لمسات فنية تُبرز هذا الجمال للجمهور، ليشاركهم عشقه لهذه الخامة الفريدة وأسس ورشة "مِيس".
انطلق المؤيد في رحلته الفنية عام 2019، حين كان يعتني بطيور الزينة، ومع الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، لم يتمكن من شراء قفص جديد لطيوره، فقرر صنعه بنفسه مستخدمًا بقايا الأخشاب. "استغرق مني صنع أول قفص 30 يومًا"، يقول المؤيد، "لكنها كانت تجربة غيرت مساري بالكامل، حيث بدأت أبحث في مجال النجارة وصناعة الأثاث".
بدأ المؤيد في صناعة ملحقات الحدائق المنزلية من الخشب وبعض قطع الأثاث مثل الكراسي والطاولات وبعد إحدى الكوارث الطبيعية التي حصلت في الولاية تساقطت الأشجار بسبب جريان الأودية، ففكرت في إعادة تدوير أخشاب هذه الأشجار واتجهت إلى صناعة الأعمال الفنية من الأخشاب الطبيعية العُمانية.
وأشار المؤيد إلى أن الطريق لم يكن سهلًا، حيث واجه صعوبات في تعلم أساسيات النجارة والتعامل مع الأخشاب، لكنه تغلب على هذه التحديات بالالتحاق بدورات تدريبية داخل وخارج سلطنة عمان، تحمل تكاليفها بنفسه، مما ساعده على تطوير مهاراته وصقل موهبته.
شارك المؤيد في العديد من المعارض والمنتديات بدعم من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كان أبرز إنجازاته تمثيل سلطنة عمان في معرض بنان الدولي بالمملكة العربية السعودية عام 2024، ضمن 10 حرفيين عمانيين من بين 500 حرفي من 26 دولة. "هذه المشاركة فتحت لي آفاقًا جديدة، وأطمح لتحقيق المزيد من الإنجازات العالمية".
يعتبر المؤيد فنه مزيجًا من الهواية والمصدر المالي قائلا: "هذا الفن يدر دخلًا مباركًا إذا تم تقدير الفنان وفنه بالشكل الصحيح"، مضيفًا أنه يقضي معظم وقته في العمل على أعماله الفنية دون أن يشعر بالملل، حيث يجد في ذلك متعة لا توصف.
يستلهم المؤيد أعماله من المعالم التاريخية والصناعات العالمية، مثل الأبراج الشهيرة والفنون الفارسية التي تعلّمها في مدينة شيراز بإيران. كما يستلهم من الطبيعة العُمانية، مثل تصميمه المفضل "مزهرية حَدَش". ويروي المؤيد قصة هذه المزهرية المصنوعة من شجرة "العتم" العريقة التي عاشت أكثر من ألف عام بالقرب من مسجد حدش في ولاية نخل. "أردت أن أخلّد أثر هذه الشجرة العظيمة من خلال تصميم مزهرية تعكس جمالها الطبيعي".
يشير المؤيد إلى أن تقبل المجتمع للأعمال الفنية ما زال محدودًا، وأنه يتعين على الجميع تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية من خلال أمسيات وفعاليات فنية تثقيفية. ويوجه المؤيد نصيحته للمبتدئين قائلاً: "ابحثوا عن شغفكم وجربوا العمل على أرض الواقع، فالتجربة خير برهان".
وعن طموحاته المستقبلية، يسعى المؤيد لافتتاح معرضه الخاص الذي يضم أعماله الفنية، وتحقيق جوائز عالمية تعكس تميزه في مجاله.
يختم المؤيد حديثه برسالة ملهمة للشباب: "ابحروا في عالم الفن، وابدعوا فيه، واحرصوا على الحفاظ على إرثنا الجميل".