«الحرازين»: فضحت الجرائم المرتكبة من قِبل الاحتلال وعمليات التهويد والاستيطان.. و«هريدى»: قانونية منهجية أثبتت الجرائم وبيّنت موقف «القاهرة» الداعم للقضية

أشاد محللون وقانونيون فلسطينيون بمرافعة مصر التى قدمتها الدكتورة ياسمين موسى، المستشار القانونى بمكتب وزير الخارجية، أمام محكمة العدل الدولية فى «لاهاى»، أمس، بشأن الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، إذ استندت فى مرافعتها إلى عدة حقائق مُوصفة بالقوانين استعرضتها أمام المحكمة.

وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون الدولى الفلسطينى، لـ«الوطن»، إن حجم الحقائق والمواقف المذكورة والتوصيف القانونى الذى ذكرته الدكتورة ياسمين موسى مستشار وزير الخارجية، يدل على أن مصر كانت ولا تزال حاضنة للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المرافعة وضعت النقاط على الحروف فى العديد من القضايا ليس بعملية سردية وإنما بحالة من التوصيف القانونى، خاصة عندما ربطت كافة الجرائم أو الممارسات التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بالعديد من قرارات الشرعية الدولية سواء المتعلقة بميثاق الأمم المتحدة أو بالنصوص والاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع.

وتابع أستاذ القانون الدولى الفلسطينى أن المرافعة تطرقت إلى الاستيطان باعتباره جريمة متواصلة ومستمرة للاحتلال الإسرائيلى وهى جريمة يحاسب عليها القانون الدولى بل تعد إحدى الجرائم التى لا يمكن إغفالها أو القفز عليها، بالإضافة إلى إشارتها للقرارات المتعلقة بمجلس الأمن والبالغة 87 قراراً وأكثر من 675 قراراً صادراً عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وأكثر من 200 قرار عن مجلس حقوق الإنسان الدولى، فضلاً عن قرارات المنظمات والهيئات الدولية، كما أشارت إلى الرأى الاستشارى للمحكمة المتعلق بالجدار العازل عام 2004، إذ أقرت المحكمة أن الجدار هو جدار فصل عنصرى، وأن الاستيطان غير شرعى وهناك احتلال للأراضى الفلسطينية فى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، إلا أن الاحتلال ما زال يخالف القانون والاتفاقيات الدولية.

وأكد «الحرازين» أنّ مرافعة مصر أشارت إلى الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال وما يجرى فى الضفة الغربية من خلال عمليات التهويد ومواصلة الاستيطان والاعتداء على أبناء الشعب الفلسطينى، مؤكداً أن ما طُرح فى المرافعة يعكس الموقف المصرى الساعى دائماً لحل القضية، إذ تحدثت المستشارة بشكل موسع عن أن منطقة الشرق الأوسط تتعرض إلى حالة من الصراع القانونى نتيجة وجود الاحتلال حيث لا يمكن إنهاء هذا الصراع فى ظل مواصلة الاحتلال حربه على الشعب الفلسطينى، وإذا أراد العالم والمجتمع الدولى أن يكون هناك موقف حقيقى وإنهاء للصراع فى الشرق الأوسط وحل كافة القضايا، فيجب أن يبدأ بإنهاء الاحتلال والضغط الحقيقى على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية وعدم التغول على القانون الدولى بالمزيد من عمليات القتل والإبادة.

واختتم أستاذ القانون الدولى تصريحه قائلاً: «المرافعة المصرية شاملة ووافية خلقت تكييفاً قانونياً يتفق مع مواد ميثاق الأمم المتحدة ومع القوانين الدولية، خاصة القانون الدولى الإنسانى وقانون حقوق الإنسان الدولى والقانون الدولى العام، وكذلك الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع، وما طرح فى المرافعة أمس جاء فى سياق الموقف الحقيقى الذى يمثل مصر، والتى مثلت حاضنة للقضية ومدافعة عنها فى كافة السياقات طوال العقود الماضية»، موضحاً أن المرافعة المصرية التاريخية أكدت أن ما يحدث فى العالم من ازدواجية المعايير لم يعد مقبولاً، وأن إشارة مصر إلى الحديث عن ضرورة الانسحاب من الأراضى الفلسطينية، يؤكد سعى مصر الدائم من أجل السلام الدولى، فضلاً عن تعويض الشعب الفلسطينى عن السنوات التى عانى خلالها من الاحتلال.

من جهته، قال الدكتور عبدالمهدى مطاوع، المحلل السياسى الفلسطينى، إنّ المرافعة تطرقت إلى نقاط مهمة فى تاريخ الشعب الفلسطينى، وما تبع ذلك من تأثير على حقوقه والجرائم المرتكبة ضده، مؤكداً أن المرافعة ستمثل إلى جانب المرافعات الأخرى وثائق مهمة جداً لمحكمة العدل الدولية التى سترد بفتوى للأمم المتحدة، وهى خطوة من خطوات مواجهة الاحتلال للوصول النهائى لحل القضية، مؤكداً أن الشعب الفلسطينى يدرك أن هذا الطريق طويل، لكنه خطوة مهمة جداً.

وأضاف أن المرافعة التى قدمتها مصر خطوة من أجل رفع عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة من مراقب إلى دولة كاملة العضوية تحت الاحتلال، مشيراً إلى أن المرافعة المصرية تعزز الرأى الاستشارى لصالح فلسطين، إذ أشارت المستشارة «موسى» إلى أهم الانتهاكات التى قامت بها إسرائيل منذ احتلال الأراضى الفلسطينية وسياستها للفصل العنصرى، ومحاولة تغيير الوضع الديموغرافى الفلسطينى بالقوة، وجلب المستوطنين من أنحاء العالم لتغيير هذا الوضع بفرض واقع جديد.

وأكد المحلل الفلسطينى أن مصر قدمت أدلة وأسانيد، خصوصاً أنها تعد من أكثر الدول الداعمة للقضية منذ بدايتها، وأن كل هذا يعطى ثقلاً للمرافعة المصرية، وأن الأدلة التى قدمتها مساندة للطلب الفلسطينى، وستكون فى صالح فلسطين بإقرار عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلى، لأنه يخالف كافة المواثيق الدولية، وعدم شرعية الاستيطان، بما يساهم فى الدفع بالقضية الفلسطينية للأمام.

رسائل عديدة ونقاط مهمة تطرقت إليها الدكتورة ياسمين موسى، المستشارة القانونية بمكتب وزير الخارجية، أمام محكمة العدل الدولية فى «لاهاى»، حول الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، الأمر الذى لقى صدى واسعاً من جانب عدد من الدبلوماسيين الذين وصفوا ما قدمته «ياسمين» بالمرافعة التاريخية.

السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، علق على المرافعة المصرية، مشيراً إلى أنها جاءت ضمن 51 مرافعة قدمتها دول عدة أمام محكمة العدل الدولية، ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق المرافعة المصرية بأنها قانونية منهجية منطقية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأراضى الفلسطينية المحتلة تقع تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى منذ 1967، فضلاً عن توثيقها للممارسات الإسرائيلية المخالفة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وعبَّر السفير محمد الشاذلى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن فخره بمرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية، مشيداً بأداء الدكتورة ياسمين موسى: «فخور بدبلوماسيى مصر الذين شرفونا فى كل المحافل الدولية»، لافتاً إلى أنها سجلت جرائم إسرائيل التى طالت الأطفال والنساء، بما يؤكد دور الدبلوماسية المصرية فى توضيح الحقائق المتعلقة بتلك القضية الوجودية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة محكمة العدل الدولية الإحتلال أمام محکمة العدل الدولیة المرافعة المصریة القانون الدولى وزیر الخارجیة الأمم المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المنظمات الأهلية الفلسطينية: قرار «الجنائية الدولية» خطوة محورية لمحاسبة إسرائيل

قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بداية مهمة، إذ أن هذا القرار يُمثل بالفعل خطوة محورية نحو محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية.

القرار يعكس معاناة الفلسطينيين الذين عانوا من ويلات الاحتلال

وأضاف «الشوا»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن القرار يعكس معاناة الفلسطينيين الذين عانوا من ويلات الاحتلال، حيث سقط حتى الآن عشرات الآلاف من الضحايا، بما في ذلك الأطفال والنساء، كما أن هناك تدميرا ممنهجا وتجويعا متعمدا يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ولا يزال مستمرًا.

قرار «الجنائية الدولية» بداية لتحقيق العدالة

وتابع: «نأمل أن يكون هذا القرار بداية لتحقيق العدالة للضحايا الذين فقدوا أرواحهم في هذا الصراع، وأن يسهم في تحفيز المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف العدوان بكل أشكاله، وحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة».

وواصل: «نتطلع إلى تحرك فعّال من الدول الـ123 التي صادقت على نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، لتكون هذه المحكمة صوتًا للحق، حيث أكدت اليوم أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية، وأن رئيس وزرائها يقود هذه الانتهاكات، مشددا على أن الصمت لن يكون خيارًا والملاحقة القانونية يجب أن تستمر، ولا تتوقف حتى يتم تحقيق العدالة.

مقالات مشابهة

  • الفرق بين المحكمتين "الجنائية والعدل" الدوليتين.. خبير قانوني: الإبادة الجماعية القصد منها تدمير جماعة وطنية أو إثنية
  • غليون لـ عربي21: قرار الجنائية الدولية ضغط قانوني وأخلاقي جديد على الاحتلال
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: قرار «الجنائية الدولية» خطوة محورية لمحاسبة إسرائيل
  • الرئاسة الفلسطينية: قرار الجنائية الدولية يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته
  • "الحرية المصرى": قرار الجنائية الدولية خطوة مهمة لحماية الشعب الفلسطينى من جرائم الاحتلال
  • غدًا.. ختام القاهرة السينمائى الدولى الـ45
  • بالفيديو.. جنود الاحتلال يفرّون أمام مقاتلي المقاومة الفلسطينية في شمال غزة
  • القيصر الروسي في عزلته المجيدة
  • مرافعة النيابة في رشوة وزارة الري: من غشنا ليس منّا
  • خانوا العهد.. المحكمة تستمع إلى مرافعة النيابة العامة برشوة وزارة الري