لم تكن الجهود الدبلوماسية وحدها هى التى تحكم المعادلة والتحرك المصرى فى التعامل مع إسرائيل وتداعيات الحرب على غزة.. ولكن كان هناك طريق آخر خاصة عندما جنح المسئولون الصهاينة ووصل بهم الأمر إلى حد العبث والتصرفات غير المسئولة.
.. فمثلا عندنا رفض الرئيس السيسى استقبال مكالمات من نتنياهو كان ذلك بمثابة لطمة على وجه العنجهية الصهيونية.
ليس هذا فحسب.. بل أصدرت الخارجية المصرية بيانا من أقوى البيانات التى صدرت فى الفترة الاخيرة ردًا على وزير المالية الإسرائيلى «سيموتريتش» الذى اتهم مصر اتهامات واهية لا تصدر الا من سياسى أحمق، وكم كان الرد المصرى قويا عندما قال له لا تدارى فشلك باتهامات ترددها بحق مصر.. نحن نحمى حدودنا جيدا ونسيطر بشكل كامل على أراضيها ولا نسمح لأى طرف بأن يقحم اسم مصر فى اية محاولة فاشلة للتغطية على القصور فى أدائه.
رد بيان الخارجية على تصريحات الوزير الإسرائيلى بعبارات قوية، حيث وصفها بأنها تحريضية وغير مسئولة ولا تكشف الا عن نهم للقتل والتدمير وتخريب لأى محاولة لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة.
واعتبرت الخارجية المصرية مثل هذه التصريحات غير مقبوله جملة وتفصيلا.
ولم تتوقف قوة البيان عند تصريحات وزير المالية العنصرى، بل جمع بينها وبين تصريحات باقى أعضاء الحكومة، حيث استغلت الخارجية الفرصة لتوجيه جرس إنذار للحكومة الإسرائيلية بكاملها، ومفاد ذلك أننا نتابع جيدا ما تقولون ونرد فى الوقت المناسب.. حيث قال البيان إن تصريحات وزير المالية ما هى الا استمرار لمسلسل التصريحات غير المسئولة التى تصدر من بعض العناصر المتطرفة فى الحكومة الإسرائيلية والتى لا تستهدف سوى التصعيد وزيادة التوتر والتدمير فى قطاع غزه وقتل الفلسطينيين.
واتهم المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبوزيد بعض العناصر فى الحكومة الإسرائيلية بسكب الزيت على النار لإشعال المزيد من الحرائق على المنطقة وتفجير الوضع داخل القطاع.
البيان المصرى كان فى منتهى القوة ووضع النقاط فوق الحروف ولجم وزراء الكيان الصهيونى، وهو ما دفع وسائل الإعلام العالمية إلى تناول الرد المصرى بالدراسة والتحليل.
الضربات المصرية توالت الواحدة تلو الأخرى سواء بإرسال الدبابات بالقرب من الحدود، أو بنشر أوراق رسمية ووثائق من حرب أكتوبر المجيدة بخط يد الأبطال الذين زلزلوا الأرض تحت أقدام العدو وألحقوا به هزيمة سيظل يذكرها التاريخ العسكرى على مر السنين.. وهنا وصلت الرسالة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر قادرة 2 رسالة حب الجهود الدبلوماسية إسرائيل الحرب على غزة الرئيس السيسي
إقرأ أيضاً:
تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين ووزير الخارجية الروسي عن الصحراء تكشف “صراع العروش” لكسب ود المغرب
زنقة 20 | الرباط
و صدرت في الآونة الأخيرة تصريحات مثيرة للإنتباه حول قضية الصحراء المغربية من قبل كبار المسؤولين في دول عظمى و يتعلق الأمر بالولايات المتحدة و روسيا.
البداية كانت مع سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الذي صرح بأن المغرب بلد صديق لروسيا ، و بلاده تعمل على مساعدته في حل الاشكالات التي تدخل ضمن اختصاص وزارة الخارجية، وفي مقدمتها مشكلة الصحراء.
وزير الخارجية الروسي، و خلال مؤتمره الصحفي السنوي لعرض نتائج الدبلوماسية الروسية لعام 2024، استغل قضية الصحراء لمهاجمة الولايات المتحدة ، حيث هاجم الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بعد اعترافه بمغربية الصحراء، حيث قال : “عندما كان ترامب في البيت الأبيض، أصدر ببساطة مرسوما مفاده أن الصحراء الغربية تابعة للمغرب”. وقارن لافروف ذلك بتصريحات ترامب حول نيته استعادة قناة بنما.
لافروف أكد أن “حل مثل هذه القضايا من جانب واحد لا يؤدي إلا إلى إثارة عاصفة من شأنها أن تندلع مرة أخرى في وقت لاحق. نحن بحاجة إلى البحث عن اتفاقيات مقبولة من الطرفين”.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الروسية :”نحن نعلم مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة للمغرب، وسنحاول أن نبذل قصارى جهدنا و تسهيل ذلك بكل الطرق الممكنة، ولكن لا يمكن حل هذه القضية إلا على أساس الموافقة المتبادلة، وليس بفرض شيء على جانب واحد.”
بعد تصريحات لافروف، صدرت تصريحات عن ماركو روبيو، وزير الخارجية المقبل في إدارة دونالد ترامب، و الذي أكد في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، قبيل توليه منصب أن أفريقيا تتيح إمكانات إقتصادية هائلة، والإستثمارات الأمريكية ستركز على هذه المنطقة من العالم، وما علينا سوى إعطاء المثل بالمملكة المغربية، وهو بلد يتيح إمكانات جيدة، ونموذج جيد في محاربة الإرهاب و الفرص الإستثمارية.
وأشار روبيو في مداخلته بأن الشراكة مع المغرب ستزدهر بصفته بلد نموذجي في القارة الأفريقية على كافة الأصعدة.
ولمح روبيو لقرب فتح القنصلية الأميركية في مدينة الداخلة، بفضل الإتفاقيات التي سبق لترامب توقيعها مع المغرب عقب الإعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وكذا لتدفق الإستثمارات الأمريكية على الصحراء المغربية، بصفتها بوابة القارة الأفريقية بمينائها الضخم الذي يشرف على نهاية الأشغال به.
ويعتبر ماركو روبيو، السيناتور عن ولاية فلوريدا، أكبر السياسيين المقربين من دونالد ترامب، وحليف قوي لإسرائيل وألذ أعداء روسيا و إيران.
و في تصريح لافت من داخل الكونغرس الأمريكي، وصف السيناتور الأمريكي جو ويلسون جبهة البوليساريو بأنها “جماعة إرهابية” تساهم في زعزعة استقرار منطقة غرب إفريقيا.
واعتبر ويلسون أن دعم إيران وكوبا لجبهة البوليساريو يساهم في تأجيج هذا الصراع المفتعل، الذي يدعمه النظام الجزائري، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القارة الإفريقية.
وأكد السيناتور الأمريكي أن هذا التحالف يشكل تهديدًا للمغرب، الذي يعد شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا النزاع الطويل.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد اتخذ موقفًا حاسمًا لصالح المغرب، حين اعترف بمغربية الصحراء ، وهو موقف يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم الوحدة الترابية للمملكة.
و يبدو أن قضية الصحراء المغربية لم تعد شأناً إقليمياً فحسب، بل أصبحت ملفاً يحظى باهتمام دولي واسع النطاق، خصوصاً داخل أروقة السياسة الأمريكية.
تصريحات المسؤولين الكبار في الإدارة الامريكية أكدت دور النظام الإيراني في دعم جبهة البوليساريو ، ما يعكس بوضوح حجم التحديات التي تواجهها المنطقة في ظل محاولات زعزعة استقرارها.