مصر حائط الصد الأول عن القضية الفلسطينية.. خبراء : إسرائيل تخترق القانون الدولى ومواثيق واتفاقيات ترتكز عليها قواعد السلام
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
على مدى ثلاث ايام قامت مصر بعرض موقفها مما يحدث من ابادة جماعية للشعب الفلسطينى على يد (الكيان الصهيونى).. اسرائيل مخترقة بذلك معاهدة السلام والقانون الدولى الخاص ومواثيق واتفاقيات دولية ترتكز عليها قواعد السلام والامن في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط مما يقوض أمان ملايين الشعوب ويبيد شعب فلسطين ويقتلع القضية الفلسطسنية من جذورها ويصفيها تماما بتهجير 2 مليون فلسطينى قسريا الى سيناء جبرا تحت القصف ويهدد امن مصر القومى ويضع المنطقة كلها فوق صفيح ساخن وطالبت مصر بوقف اطلاق النار فورا وتوقف الابادة الجماعية التى تمارسها ضد الفلسطينيين.
قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية لـ"البوابة نيوز " ، الموقف المصري هو حائط الصد الاول عن فلسطين في كل عصور التاريخ وقدمت مصر وشعبها أقصى دعم اقتصادي بإعادة الاعمار لغزة والضفة كلما دمرتهما اسرائيل كل عدة سنوات وتعلنها في كل المحافل الدولية والسياسية تحديدا وعلى رأس ثوابت مصر في سياستها الخارجية دعم القضية الفلسطينية ورفضها لتصفيتها على حساب دول الجوار.
واكد أن حدث السابع من أكتوبر كان سقوط ورقة التوت عن عورات الاحتلال ،أى أنه كحدث وكواقعة فضح رغبات الكيان الصهيوني في استغلال الوقائع والاحداث لتنفيذ مخططه القذر وانكشف السعي الإسرائيلي بكل قوة لتصفية القضية الفلسطينية ، وكلها ثوابت للموقف المصري ويتم تأكيدها مرارا وتكرارا في كل مناسبة وأن مصر لن تسمح باي شكل من الاشكال بتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، والدليل تحرك القيادة المصرية منذ اللحظة الأولى ما جعل هناك تغير حقيقي في الموقف الدولي وخاصة بعدما قامت الدكتورة ياسمين موسى بعرض وتوضيح مدى عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الابادة الجماعية التى يرتكبها على مدى 75 عام منذ اعتراف منظمة الامم المتحدة .
اتهامات إسرائيل الباطلة بغلق معبر رفحوأضاف فارس : أن القاهرة ردت على اتهامات إسرائيل الباطلة بغلق معبر رفح من خلال كلمتها التي القتها الدكتورة ياسمين موسى في ساحة محكمة العدل الدولية في لاهاي ومنذ اللحظة الأولى نجحت مصر في كسر الحصار على قطاع غزة وفرض إرادتها على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حيث كان هناك تعنت إسرائيلي واضح في منع إدخال المساعدات لأهالى قطاع غزة والعمل على اباداتهم بالقصف الصاروخى المستمر ليل نهار على مدى اربعة اشهر ، مما جعل الرئيس الأمريكي يشيد بالموقف المصري، وذلك قبل تصريحاته غير المتزنة الأخيرة فى حق مصر .
إسرائيل تخترق بأفعالها المواثيق والمعاهدات الدوليةولفت إلى أن النوايا الإسرائيلية أصبحت ظاهرة بشكل فج ومتزايد في كل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين دون أي خجل يذكر من خرقهم معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التى وقعت في واشنطن في 26 مارس 1979 و اتفاقية أوسلو، التي تم توقيعها في 13 سبتمبر 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير .. و في قمة جامعة الدول العربية في بيروت عام 2002، تبنت 22 دولة بالإجماع مبادرة السلام العربية ــ وهي وثيقة تاريخية قدمت صيغة ليس فقط لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
واوضح ان اسرائيل تنتهك ببجاحة منقطعة النظير كل قواعد القانون الدولي الخاص وتؤكد بكل قوة عدم رغبتها فى إنهاء هذه الحرب، إلا بتحقيق انتصار زائف والبحث عن كيفية هدم قيام دولة فلسطينية وعدم قبولها حل الدولتين ، الى جانب ان هناك تحركات كثيرة وتصريحات غير متزنة من المسؤولين الإسرائيليين، مؤكدا أن الهادف الأسمى لإسرائيل هو انهاء القضية الفلسطينية، ومصر هي حائط الصد الأول في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
خارجيا: محكمة العدل الدوليةوقال الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية لـ"البوابة نيوز "، الموقف المصري حاسم وقاطع خارجيا وداخليا
وجاء واضحا على لسان الدكتورة ياسمين موسى التي اتهمت بالادلة إسرائيل بمنع وصول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، والتخطيط لاقتحام رفح التي يسكنها أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني وأكدت في كلمتها ايضا تقديم إفادة مفصلة مصر أمام محكمة العدل الدولية حول ممارسات الابادة الجماعية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن فلسطين تعرضت لأطول وابشع احتلال في تاريخ البشرية، مشيرة إلى أن إسرائيل تسمح بعنف المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، فضلا عن التوسع في المستوطنات وخرق كل القواعد القانونية الدولية مما يقوض أسس حل الدولتين والسلام في المنطقة .
وكشفت أن عدد المستوطنين وصل الآن إلى 750 ألفا مما يغير بشكل طبوغرافى متعمد طبيعة الأراضي الفلسطينية المحتلة على خلاف المتفق عليه فى المعاهدات والاتفاقيات الدولية ذو الاطراف المتعددة دوليا والموثقة فى المنظمات الدولية والمتفقة مع القانون الدولى الخاص
واوضح :أدركت مصر منذ يوم السابع من اكتوبر 2023 ان هذا المخطط الإسرائيلي الخبيث يسير فى اتجاه ابادة الشعب الفلسطيني ، وأعلنت مرارا وتكرارا رفضها للتهجير القسري للفلسطينيين ولتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي المصري.
داخليا: هيئة الاستعلاماتواعتبر أحمد سيد أحمد ان رد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، يكشف رفض مصر للتهجير القسري للشعب الفلسطيني الى مصر وتحديدا الى سيناء ، مؤكدا أن ما يحدث الآن هو جريمة ابادة جماعية ترتكب على مرأى ومسمع الدول الكبرى وهى حرب تستهدف بشكل مباشر تصفية القضية الفلسطينية ، وأن الموقف المصري ضد المخطط الإسرائيلي شكل حائط الصد الأول ، وصمام الأمان ضد أي مخطط إسرائيلي خبيث يستهدف القضاء على ما تبقى من القضية الفلسطينية .
وٌنوهًأن مصر كان لها رد واضح وتعتبر أن التهجير القسري خط أحمر، ولن تشارك في جريمة حرب وكانت رسالة مهمة إلى الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي والدول التي تتبنى مواقف داعمه للاحتلال، أن الموقف المصري تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو جزء من الثوابت السياسية المصرية، مشددًا على أن مصر لم تغلق المعابر ثانية ىواحدة منذ السابع من أكتوبر 2023 وان مصر حائط الصد وصمام الأمان للشعب الفلسطيني والحامية والداعمة للحق الفلسطيني وتحركت على المسار الإنساني لإدخال المساعدات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر حائط الصد الأول القضية الفلسطينية خبراء دوليون إسرائيل مخترقة بذلك معاهدة السلام والقانون الدولى الخاص واتفاقيات دولية ترتكز عليها قواعد على رأس ثوابت سياستها
إقرأ أيضاً:
NYT: بعد 7 أكتوبر غيّرت إسرائيل قواعد الاشتباك ولم تعد تهتم بالمدنيين
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، لمجموعة من مراسليها قالت فيه إنّ: "إسرائيل تساهلت في القواعد لملاحقة مقاتلي حماس بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما أدى إلى مقتل المزيد من المدنيين في غزة".
وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "أصدر في الساعة الواحدة مساء تماما من يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر أمرا أطلق العنان فيه لواحدة من أكثر حملات القصف كثافة في الحروب المعاصرة".
وأضاف: "اعتبارا من ذلك الوقت، بات لدى الضباط الإسرائيليين من ذوي الرتب المتوسطة سلطة ضرب آلاف المسلحين والمواقع العسكرية، وهي التي لم تكن أبدا أولوية في الحروب السابقة في غزة".
وأضاف: "بموجب الأمر أصبح للضباط الآن فرصة ملاحقة ليس فقط كبار قادة حماس، ومستودعات الأسلحة وقاذفات الصواريخ التي كانت محور الحملات السابقة، ولكن أيضا المقاتلين من ذوي الرتب الدنيا".
"سمح الأمر للضباط في كل ضربة، بالمخاطرة بقتل ما يصل لـ20 مدنيا. ولم يحدث أن صدر هذا الأمر، الذي ليس له مثيل في تاريخ إسرائيل العسكري. ومنح ضباط الوسط صلاحية لضرب أكبر عدد من الأهداف ذات الأهمية العسكرية وبثمن كبير على المدنيين" وفقا للتقرير نفسه.
وأكد: "كان هذا يعني على سبيل المثال، ضرب الجيش للمسلحين العاديين وهم في منازلهم ووسط أقاربهم وجيرانهم، بدلا من استهدافهم فقط عندما يكونون بمفردهم في الخارج".
وأبرز: "في الصراعات السابقة مع حماس، لم تتم الموافقة على العديد من الضربات الإسرائيلية إلا بعد أن خلص الضباط بعدم تعرض أي مدني للخطر"، مردفا: "في بعض الأحيان، كان الضباط يخاطرون بقتل ما يصل إلى خمسة مدنيين، ونادرا ما ارتفع الحد إلى 10 أو أكثر، على الرغم من أن عدد القتلى الفعلي كان أعلى من ذلك بكثير في بعض المرات".
وأكد: "لكن القيادة العسكرية غيّرت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر قواعد الاشتباك، حيث اعتقدت أن إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا، وفق مسؤول عسكري أوضح الأمر بشرط عدم الكشف عن هويته".
وقال المسؤول، وفقا للصحيفة، إنه: "بعد ساعات من دخول مقاتلي حماس إسرائيل وسيطرتهم على بلدات وقواعد عسكرية، وقتل 1,200 شخص واحتجاز 250 أسيرا، خشيت إسرائيل من غزو يأتي من الشمال وتنفذه الجماعات الموالية لإيران، مثل حزب الله اللبناني".
وفي خطاب ألقاه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في 7 تشرين الأول/ أكتوبر: "كل الأماكن التي انتشرت فيها حماس بغزة، وكل الأماكن التي اختبأت فيها حماس وتعمل منها، سوف تتحول إلى أنقاض".
إلى ذلك، توصل تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أضعفت بشدة نظام الضمانات الذي كان يهدف إلى حماية المدنيين، واعتمدت أساليب تعاني من القصور للعثور على الأهداف، وتقييم خطر وقوع إصابات بين المدنيين.
كذلك، بحسب التحقيق نفسه: "فشلت بشكل روتيني في إجراء مراجعات ما بعد الضربة وتقييم الأذى الذي لحق بالمدنيين أو معاقبة الضباط على المخالفات وتجاهلت التحذيرات من داخل صفوفها ومن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن هذه الإخفاقات".
إثر ذلك، راجعت الصحيفة عشرات السجلات العسكرية وأجرت مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول، بمن فيهم أكثر من 25 شخصا ساعدوا في فحص الأهداف أو الموافقة عليها أو ضربها.
وتوفر رواياتهم مجتمعة صورة لا مثيل لها لكيفية شن الاحتلال الإسرائيلي لواحدة من أعنف الحروب الجوية في هذا القرن. فيما نقلت الصحيفة شهادات الجنود والإسرائيليين شريطة عدم الكشف عن هويتهم. وقامت "نيويورك تايمز" بالتثبت من الأوامر العسكرية مع ضباط على معرفة بمحتواها.
وجد التحقيق الذي قامت به "نيويورك تايمز" الآتي:
أولا: وسع الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير نطاق الأهداف العسكرية التي يسعى إلى ضربها في الغارات الجوية الاستباقية، وزاد في الوقت نفسه عدد المدنيين الذين قد تعرضهم أوامر الضباط للخطر في كل هجوم.
ما أدّى إلى إسقاط ما يقرب من 30,000 قذيفة على غزة في أول 7 أسابيع من الحرب، وهو ما يزيد عن عددها في الأشهر الثمانية التالية مجتمعة.
ثانيا: في عدد من المناسبات، وافق المسؤولون البارزون على هجمات ضد قادة حماس، كانوا يعرفون أنها تعرض حياة 100 من المدنيين أو غير المقاتلين لخطر الموت.
ثالثا: ضرب جيش الاحتلال بوتيرة سريعة، كان من الصعب التأكد فيما إن كان يضرب أهدافا شرعية. استنفدت الغارات كل الأهداف العسكرية التي تم التأكد منها في قاعدة بيانات ما قبل الحرب، وخلال عدة أيام.
وتبنى الجيش نظاما لم تتم الموافقة عليه للبحث عن أهداف جديدة واستخدم الذكاء الاصطناعي وعلى قاعدة واسعة.
رابعا: اعتمد جيش الاحتلال على نموذج إحصائي بدائي لتقييم خطر إلحاق الضرر بالمدنيين، وفي بعض الأحيان شنّ غارات على الأهداف بعد عدّة ساعات من تحديد موقعها، الأمر الذي زاد من نسبة الخطأ.
واعتمد النموذج بشكل أساسي على تقديرات استخدام الهاتف المحمول في الأحياء، بدلا من المراقبة المكثفة لمبنى محدد، كما كان شائعا في الحملات الإسرائيلية السابقة.
خامسا: منذ اليوم الأول للحرب، قلّل جيش الاحتلال ممّا يطلق عليه الطرق على الأسطح أو الطلقات التحذيرية التي منحت المدنيين فرص الهروب من هجوم محتوم. وعندما كان بوسع الجيش استخدام ذخائر أصغر حجما وأكثر دقة لتحقيق نفس الهدف العسكري، كانت الضربات تتسبب أحيانا بأضرار أكبر من خلال إسقاط "القنابل الغبية"، فضلا عن القنابل التي تزن 2,000 رطل.
إلى ذلك، تعلق الصحيفة أن الحملة العسكرية ضد غزة كانت في أعلى المستويات كثافة خلال الأشهر الأولى الخمسة من الحرب. واستشهد أكثر من 15,000 فلسطيني، أو ثلث الحصيلة الكاملة للقتلى، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 فصاعدا، بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتقليل من الهجمات وتشديد قواعد الاشتباك، وخفض عدد المدنيين الذين قد يتعرضون للخطر عند ضرب المسلحين من ذوي الرتب المنخفضة الذين لا يشكلون أي تهديد وشيك، إلى النصف.
وفي الأسابيع الأولى من الحرب، استشهد أكثر من 30,000 فلسطيني. وفي الوقت الذي شككت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي بالأرقام إلا أن أعداد الشهداء استمرت بالارتفاع.
وعندما قدمت الصحيفة نتائج تحقيقها لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رد ببيان مكتوب من 700 كلمة، اعترف فيه بأن قواعد الاشتباك تغيرت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما زعم أن قواته استخدمت وبشكل متناسق الوسائل والأساليب الملتزمة بقواعد القانون.
وأضاف البيان أن: "التغييرات جاءت في سياق صراع غير مسبوق ولا يمكن مقارنته بمسارح أخرى للأعمال العدائية في جميع أنحاء العالم"، مبررا أنها أتت إثر هجوم حماس وجهود المسلحين للاختباء بين المدنيين في غزة وشبكة الأنفاق الواسعة.
وكان أقارب أحد القادة في حركة مرتبطة بحماس، شلدان النجار، أول الضحايا لتغير قواعد الاشتباك الإسرائيلية. فعندما ضرب طيران الاحتلال الإسرائيلي بيته قبل 9 أعوام لم يصب أحد من أفراد عائلته بمن فيها نفسه.
ولكن بحسب التقرير، عندما استهدفت البيت في الحرب الجديدة لم يقتل النجار فحسب بل و20 فردا من عائلته، وذلك حسب شقيقه سليمان الذي عاش في البيت الذي ضرب وشاهد آثار ما بعد الضربة مباشرة.
وتزعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، المتّهمة بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية أنها تتخذ الإجراءات قبل الضربات، من ناحية إفراغ مدن بكاملها وإسقاط الملصقات.
وبحسب البروتوكول العسكري الإسرائيلي فهناك أربع فئات لتجنب تعريض المدنيين للخطر: مستوى صفر، الذي يمنع الجنود من تعريض المدنيين للخطر. مستوى واحد، ويسمح بقتل خمسة مدنيين. مستوى اثنين، ويسمح بقتل على الأقل 10 مدنيين. مستوى ثلاثة، ويسمح بقتل 20 مدنيا على الأقل. وقد أصبح الأخير هو المعيار المعمول به بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفجأة، أصبح بإمكان الضباط أن يقرّروا إسقاط قنابل تزن طنا واحدا على قطاع من البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك مخازن الذخيرة الصغيرة ومصانع الصواريخ، علاوة على قتل جميع مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي.
وكان تعريف الهدف العسكري يشمل أبراج المراقبة والصرافين المشتبه في تعاملهم مع أموال حماس، وكذا مداخل شبكة الأنفاق تحت الأرض. ولم يكن الحصول على إذن من كبار القادة مطلوبا إلا إذا كان الهدف قريبا للغاية من موقع حساس، مثل مدرسة أو منشأة صحية، رغم أن مثل هذه الضربات كانت تتم الموافقة عليها بانتظام أيضا.
وكان الأثر حاسما، فقد وثقت "إيروارز"، التي ترصد النزاعات من مقرها في لندن، 136 هجوما قتل فيها على الأقل 15 مدنيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتقول المنظمة إن الرقم هو خمسة أضعاف ما وثقته في نزاع آخر، ومنذ بداية عملها قبل عقد من الزمان. وبحسب أربعة ضباط إسرائيليين شاركوا في اختيار الأهداف، سمح أحيانا باستهداف حفنة من قادة حماس، طالما وافق كبار الجنرالات أو القيادة السياسية في بعض الأحيان.
وقال ثلاثة منهم إن واحدا من المستهدفين كان إبراهيم بياري، وهو قائد كبير في حماس استشهد في شمال غزة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، في هجوم قدرت منظمة "إيروارز" أنه أسفر عن استشهاد 125 آخرين على الأقل.
أمر آخر، أصدرته القيادة العسكرية العليا في الساعة 10:50 مساء يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر ويعطي صورة عن حجم الخسائر المدنية التي تعتبر مقبولة. وقالت إن الضربات على الأهداف العسكرية على غزة سمح لها بتعريض ما يصل إلى 500 مدني للخطر كل يوم.
ووصف المسؤولون العسكريون الأمر بأنه إجراء احترازي يهدف للحد من عدد الضربات التي يمكن أن تحدث كل يوم. وقال الباحث في الأكاديمية العسكرية، ويست بوينت، مايكل شميدت، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ: "الأمر قد يفهم من قبل الضباط من ذوي الرتب المتوسطة على أنه حصة يجب عليهم الوصول إليها".
كذلك، زاد الخطر على المدنيين بسبب الاستخدام الواسع النطاق لجيش الاحتلال الإسرائيلي للقنابل التي يبلغ وزنها 1,000 و2,000 رطل، وكثير منها من صنع الولايات المتحدة، والتي شكلت 90 في المئة من الذخائر التي أسقطها الاحتلال الإسرائيلي في الأسبوعين الأولين من الحرب.
وبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر، قال ضابطان، إن: القوات الجوية ألقت عددا كبيرا من القنابل التي يبلغ وزنها طنا واحدا حتى أنها بدأت تعاني من نقص في مجموعات التوجيه التي تحول الأسلحة غير الموجهة، أو "القنابل الغبية"، إلى ذخائر موجهة بدقة. وهو ما أجبر الطيارين على الاعتماد على قنابل أقل دقة.