مخاطر اجتياح رفح تهديد السلم والأمن الدوليين
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
إذا لم يتم وقف حرب الإبادة الجماعية التى تخوضها قوات الاحتلال الصهيونى على المدنيين الأبرياء فى قطاع غزة، سوف تتعرض المنطقة لمخاطر وكوارث تهدد السلام والأمن الدوليين، وخصوصاً إذا تمدد جموحها واجتاح رفح الفلسطينية، وهذا ما تتمسك به حكومة الكيان الصهيونى وتصر على تنفيذه، ومعارضة قوية من مصر تحذر من كوارثها وتحد من جموحها، ولقد وضعت الحرب العدوانية على غزة المجتمع الدولى أمام مسئولية إنسانية كبيرة، بحكم قواعد القانون الدولى الإنسانى الذى وضعته الشرعية الدولية فى تنظيمه، جعلت الانتهاكات الإسرائيلية التى ترتكب فى حق الأهالى فى القطاع، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية لهم، تشكل جرائم ضد الإنسانية أوجبتها المادة السابعة الفقرة «1/ب» المعمول بها فى النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية، وهذه الانتهاكات السافرة حملت حكومة إسرائيل المسئولية الجنائية لجرائم حرب ارتكبت ولا تزال ترتكب ضد الأهالى فى القطاع، ما جعل جنوب إفريقيا تقاضيها أمام المحكمة الجنائية الدولية، بناءً على تقديم شكوى لها وهذا ما صرح به وأعلنه رئيسها «ما تاميلا رامافوزا».
إن التلويح باستخدام غطرسة القوة فى قصف رفح الفلسطينية، هو تهديد لا ينذر بكارثة إنسانية فقط، ولكنه سوف يكون هجوما مدمرا بما تحدده المعانى والكلمات، بل سوف يكون تقويضا لعملية السلام بين مصر وإسرائيل فى المقام الأول، وتفقد المنطقة الأمن والأمان والاستقرار، ويستحيل عودة الهدوء والاطمئنان إليها، أو حتى العودة لما كانت عليه الأوضاع قبل العدوان الغاشم على غزة، وإن تمسك وتشبث رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بتنفيذ عمليته العسكرية الواسعة النطاق على رفح الفلسطينية، وهذا واضح من تهديده ويؤكدها بحشده العملى الضخم للقوات الإسرائيلية، بالهجوم على القاعدة الأساسية لمركز تجمعات العمليات الإنسانية لسكان غزة، وإن حدث ذلك لا قدر الله سوف يكون إبادة جماعية وإزهاق أرواح أكثر من مليون ونصف المليون إنسان جميعهم آمنون سالمون متشبثون بحقهم فى الحياة، فإن تداعيات هذا العمل الإجرامى خطيرة تؤدى إلى إشعال حرب عدوانية فى أهم وأخطر منطقة اقتصادية فى العالم، بالتالى ينهار الاقتصاد العالمى كما ضاع من قبله السلام، وتكون العلاقات الإنسانية بين الدول فى خطر، ما يؤدى إلى شعور الرأى العام العالمى بالإحباط، على همجية ووقاحة إسرائيل على توسعها الاستعمارى غير المشروع، بضمها المزيد من الأراضى الفلسطينية وتفريغها من سكانها الأصليين.
إننا لسنا نجهل موقف إسرائيل من حقيقة هذا الاجتياح الذى تدعمه وتسانده أمريكا، حيث إنه الهدف الأساسى للمخطط الشيطانى بالتهجير القسرى للفلسطينيين ونزوحهم إلى أرض سيناء، إلا أنه هدف صعب المنال تحقيقه، أمام دولة ذات سيادة لن تقبل بأن تخترق سيادتها أو المساس بأمنها القومى مهما أملت عليها الظروف والأحداث ذلك، لأن هذه الخطط وتلك الأغراض تؤدى إلى توسيع دائرة الصراع لكى تشمل دول المنطقة كلها، وأن القيادة السياسية والمؤسسة الوطنية العسكرية يقظة ومتنبهة لخطر هذا المخطط الذى يتربص بنا جميعاً، ويهيب كاتب هذه السطور بشعب مصر العظيم بالوقوف صفا واحدا بجانب الدولة المصرية، ومؤسساتها الوطنية من الجيش والشرطة ودعم قيادتها السياسية، لأن الفضل يرجع إلى الله ثم إلى هذه المؤسسات تحت ظل قيادة قائدها الأعلى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والذين بفضلهم عاد الأمن وشعر به الناس وزادت فى ظله حركة التنمية والعمران إلى جانب الحراك الاجتماعى والاقتصادى فى ربوع مصر كلها، فيجب علينا أن نتفق على هذا التوافق والذى يأتى من منطلق تاريخنا وإيماننا الوطنى المشرف، فى حفاظنا على كيان الدولة المصرية والذى يعتبر أمرا جوهريا ومسئولية وطنية وهدف الجميع أن يتفق على هذا التوافق، فى هذه الفترة الفارقة من تاريخ مصر، والتى يتربص بها المتربصون بتهديد أمن وسلامة البلاد والاعتداء على أراضيها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مخاطر اجتياح حرب الإبادة الجماعية قوات الاحتلال الصهيونى رفح الفلسطينية السلام والأمن الدوليين
إقرأ أيضاً:
العراق يأمل بـ"نتائج ملموسة" للتحقيق في أعمال العنف الدامية في سوريا لضمان "السلم المجتمعي"
بغداد - اعرب العراق الجمعة 14مارس 2025، عن أمله ب"نتائج ملموسة" يتوصل اليها التحقيق الذي فتح في سوريا في شأن اعمال العنف الدامية التي استهدفت خصوصا الاقلية العلوية، وذلك لضمان "السلم المجتمعي".
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يتحدث خلال استقباله للمرة الاولى في بغداد نظيره السوري اسعد الشيباني الذي دعا الى مزيد من التعاون الاقتصادي والامني.
وندد السياسيون العراقيون بالمجازر الاخيرة التي ارتكبت في سوريا ونسبت الى قوات الامن ومجموعات مسلحة رديفة لها، وأسفرت بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل نحو 1400 مدني، معظمهم ينتمون الى الاقلية العلوية.
وقال وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري "ناقشنا ما حدث في الساحل السوري وما حدث للطائفة العلوية وعبرنا عن قلقنا. وفي الوقت نفسه، ناقشنا لجنة التحقيق المشكلة من قبل الإدارة الجديدة، ونتمنى ان تخرج هذه اللجنة بنتائج ملموسة ونتائج تفرض السلم المجتمعي في سوريا".
واضافت الوزير العراقي "الاستقرار في سوريا يهمنا والامن في سوريا يوثر سلبا او إيجابا" على العراق.
وتتعامل بغداد بحذر مع السلطات السورية الجديدة بقيادة الرئيس الانتقالي احمد الشرع منذ إطاحة نظام بشار الاسد في كانون الاول/ديسمبر الفائت.
وتهيمن على السلطة في العراق أحزاب شيعية موالية لايران وفصائل مسلحة تدور في فلك طهران، سبق ان قاتلت الى جانب النظام السوري السابق.
من جانبه، اعلن وزير الخارجية السوري أن السلطات السورية مستعدة "لتعزيز التعاون" مع بغداد بهدف التصدي لجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال الشيباني إن "الأمن مسؤولية مشتركة"، مضيفا "نحن مستعدون لتعزيز التعاون مع العراق لمكافحة داعش على طول حدودنا. الإرهاب لا يعرف حدودا".
Your browser does not support the video tag.