بوابة الوفد:
2024-11-08@03:11:38 GMT

الحاج محمود العربى

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

قالوا فى الأمثال إن أقوى الأشجار ترتفع من بين شقوق الصخور، ولهذا فكل من اعتمد على ذاته واجتهد وعافر وواجه المحن صنع لنفسه مكانة وحفر بصمته، وظلت جذوره ثابتة راسخة، وبقى نجاحه ملهمًا لكل من جاءوا بعده، والحاج محمود العربى واحد من المعافرين، قاتل ليصنع اسمه، وجاهد ونحت فى الصخر ليحقق حلم أمن به، خاض المعركة بصبر وتحمل المتاعب من أجل هدفه، فكان نجاحه كبيرًا والأهم أنه نجاح دام واستمر وأنتج من يحافظ عليه ويكمل المسيرة، بقى اسم العربى ملهمًا للآخرين، ليس فى النجاح فقط بل فى الانتماء أيضاً، الانتماء للمجتمع الذى تربى وعاش فيه، وانتماء للصنعة التى أحبها، والوطن الذى عشقه، لم يتعامل العربى يوما مع مجتمعه الذى عاش فيه وخاصة قريته بتكبر بل كان الأبسط والأكثر تواضعًا والأسرع فى تقديم الدعم والمساندة لغيره، وفى صنعته لم يغلق بابها على نفسه ولم يحتكرها بل فتح الطريق لكل من اجتهد وساعد كل من طلب الدعم، وتبنى تقديم أجيال من أصحاب المهارة فى تخصصه الصناعى، أما وطنه فكان مقدمًا عنده على كل شيء، لم يبخل عليه ولم يتهرب من واجب تجاهه، بل كان سباقًا فى مسارات الخير، لم يزايد يومًا على بلده ولم يسع للتربح أو الضغط على دولته، لم يساوم على استثماراته كما يفعل بعض رجال الأعمال حاليًا، ولم يعش العربى حياة البذخ التى اشتهر بها أبناء هذه الفئة رغم أنه كان يملك أن يفعل ما يشاء، لكن المال عنده لم يكن سوى وسيلة لصناعة ما يبقى، والحياة عنده ليست رغدًا وابهة وإنما بناء يستمر وعمل يدوم ويبقى اسمه، فكانت مشروعاته الصناعية العملاقة، وفى الوقت نفسه كان دوره الاجتماعى الذى تجسد فى الكثير من المشروعات سواء بناء المستشفيات أو المدارس أو المعاهد الدينية وغيرها من المشروعات الخيرية التى تسهم فى نهضة المجتمع وبناء إنسان قادر على صناعة المستقبل دون السقوط فى فخ العوز أو أن يسلك طريقًا غير سوى يضر به وبالمجتمع.

كان العربى نموذجًا حيًا لرجل الأعمال الذى يجمع بين الوطنية الخالصة والإبداع فى طرق النجاح، ليس لنفسه فقط بل لكل من حوله، لم يتردد فى أن يسعد الجميع بمشروعات تفتح الرزق لهم ولأولادهم فى مجال الصناعة والتكنولوجيا الحديثة لأنه كان يؤمن بدور العامل فى بناء الاقتصاد المصرى من خلال منظومة عمل شاملة.

عندما تقرأ كتاب «سر حياتى» الذى يحكى قصة الحاج محمود العربى تجد فيه رسائل عديدة لا يستغنى عنها كل من يريد النجاح الحقيقى فالكتاب يحكى مشوارًا من الجهد والعرق، والإخلاص والتفانى وفيه سر خلطة النجاح وكيف يحقق الإنسان حلمه ولا يستسلم للصعب، ولا يتنازل عن قيمه ولا أخلاقه، فالهوية والقيم كانت دستور الحاج محمود العربى الذى لم يخالفه فى مشواره بل سار عليه واحتمى به أمام كل تحد.

إن قصة محمود العربى يجب أن تدرس وأن تكون عبرة لكل رجال الأعمال ليس فى مصر، على الأقل حتى نجد رجال أعمال وليس انتهازيين ونجد صناعًا وتجارًا يعرفون معنى الضمير والمسئولية وليس محتكرين ومتربحين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحاج محمود العربي الدعم والمساندة محمود العربى

إقرأ أيضاً:

"هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق

 

أتابع عبر الشاشات و منصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا و تشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية  للرئاسة التى بدأت صباح الثلاثاء ، أتابع و أنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية الأول ينحاز لترامب و الثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه و كأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم و هى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس و ترامب و جهين لعملة واحده. بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم  مريح إلى حد ما فى بعض الأمور لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكي فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، و سيظل "الفيتو" الأمريكي موجود لتعطيل و تعديل أى قرار ضد الكيان الصهينونى، و ستظل المساعدات العسكرية و المالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها و هناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق و يقتل و يرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى" مصاص الدماء" بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف،و تجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل و سيدة و كبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة و حولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء"الأبناء الأب  الأم "، احدهما او كلاهما شهيد، و هناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، و بسلاح و مسانده و دعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف و بأى وجه أجد بعض العرب يبنون  آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد  متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر .
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان و حريصة على بقائها، و بقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، و نحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل و النهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، و مصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما و متى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة و الموت ، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض،الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين،  و أمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل. 
و بالنسبة لنا كعرب  أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم و الميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم،و وكر الافاعى، لكنها تمثل نفس الامر  لدول كثيرة حول العالم تضررت منها  و ذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر و الشئ العجيب أن كل الاقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى و أمريكا و رغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا 
قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا، اقرأوا 
هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما، 
منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948حتى عام 2022 تلقت  158 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق في التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر.فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة و لم و لن تتغير .

تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها. فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته و مصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا 
التعهد الذى قطعته  نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، و لا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة ان امريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق  الذى  هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان "الامريكى- الصهيونى" .

مقالات مشابهة

  • قرية البصيرة بالعامرية بلا خدمات
  • «ملكات» أشباه الرجال!؟ لو أحبتك «٢»
  • غزة لن ترفع الراية البيضاء
  • عودة «ترامب» للبيت الأبيض
  • عادل حمودة يكتب: مفاجأة العدد 1000
  • «هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
  • الرئيسة هاريس!!
  • ضريبة النجاح القاسية
  • "هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق
  • بعيو: رجال بنغازي يعملون دون ملل ويتنافسون فقط على النجاح