بوابة الوفد:
2024-07-11@00:35:35 GMT

اسبيتالية نيرمين دياب

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

تعرفت على الكاتبة «نيرمين دياب» من فترة قصيرة، وأول ما استوقفنى فى شخصيتها مشروع ابتسامة لا يختفى من وجهها، ولكنه فى ذات الوقت يخفى خلفه حزنا غامضا، لا أعرف له سببا أو جذورا بحكم مساحة الزمن القصيرة التى تعرفت عليها خلالها، وأيضا بحكم التجربة الإنسانية المحدودة بيننا.

 صدر للكاتبة نيرمين دياب مؤخرا رواية «سر حكايات موظفى الاسبيتالية» وهى مجموعة قصصية منفصلة ومتصلة، وشديدة الارتباط بالواقع المعاش، ولكل منها كما تقول الكاتبة حكاية ورواية».

  تركت «حكايات موظفى الاسبيتالية» لدى قناعة بأن نيرمين دياب نفسها تكتب من داخل هذه الاسبيتالية ولم ولن تغادرها لأنها ببساطة هى الحياة التى نعيشها، هى الشوارع والحارات والناس ولحظات الفرح المسروقة، وأوقات الألم العاصفة. أعتقد أن قراءة رواية الكاتبة نيرمين دياب مهمة لكل من يحيره سؤال – ما معنى الحياة دون هذا المزيج من المشاعر والناس والأحداث؟ أحداث رواية نيرمين دياب مكانها المحدد والمرتبط بالشخصيات هو مكان العمل، لكن جمال الرواية أن هذا المكان الذى قد يكون مكتبا صغيرا أو شركة كبيرة، هو مجرد مشهد صغير من مكان أكبر بمساحة الحياة فى كل مكان، وكل عصر.

الكاتبة نيرمين دياب إن لم تكن هى بطلة روايتها فهى بالتأكيد صانعة الشخصيات، وهى من منحتهم صفاتهم، ومشاعرهم ومصائرهم أيضا، وهنا استشعرت مدى اندماجها مع كل الشخصيات ومحاكاتها لحيواتهم، وهذا ما جعلنى أقول إنها ربما تكون بطلة الرواية، متخفية وراء ستار أديبة تبدو هادئة ومسالمة ومتصالحة مع العالم، وإن كنت أشك انها قد أبرمت يوما معاهدة سلام طويلة الأمد مع نفسها، وهذا سر الابداع الذى سيتفجر داخلها بين الحين والحين.

تقول الكاتبة نيرمين دياب فى مقدمة روايتها «إذا أردت معايشة الحياة اليومية لهؤلاء الموظفين –شخصيات الرواية– فما عليك إلا أن تتبع قصصهم المضحكة تارة، والمرعبة تارة أخرى، والملهمة مرة ثالثة، قد تتألم أحيانا ولكنك تتعلم دروسا عميقة، وقد تكون مخيفة، ولكنها الحقيقة التى لا مناص منها».

هذه هى الأديبة والروائية الواعدة نيرمين دياب والتى تقدم لنا عملا أدبيا جميلا، فضلت أن يكون أشبه بسباحة فى أعماق النفس الإنسانية، حتى وإن بدا مجدافها الروائى ضحكات وسخرية لاذعة، لأن الحقيقة بأعماق اسبيتالية نيرمين دياب تقول إننا منساقون دوما تجاه مصائر من صنع أيدينا، وليست مقادير هابطة علينا من المجهول.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د كمال عبدالفتاح فترة قصيرة رواية

إقرأ أيضاً:

أول صماء تتطلع لدخول البرلمان السوري: أسعى لأكون صوت من لا صوت لهم… صور

سوريا – مع إعلانها الترشح إلى “مجلس الشعب”، أضحت (هدى محمد) أول شخص أصم يتطلع إلى الحياة البرلمانية في سوريا. الشابة القوية التي تنتظر بشغف دخول السباق الانتخابي الذي ينطلق منتصف الشهر الجاري، تختصر نجاحها في حديثها لـ “سبوتنيك”: “وُلدت في عائلة متواضعة، واجهت تحديات كبيرة بسبب إعاقتي السمعية، ولكني لم أسمح لمصاعب الحياة أن تهزمني، ولا أن تعيقني عن تحقيق أحلامي”. بعدما تزوجت وأنجبت طفلتها الأولى (جودي)، قررت هدى الانخراط في دراسة الماجستير في الإرشاد الإجتماعي، لتنالها بدرجة “تفوق” مسجلة بذلك حضورها كأول السوريات اللواتي يحصدن هذه الشهادة العلمية، لم يكن الأمر يتلك السهولة، لكنه في المقابل كان حقلا جديدا للانتصار على الظروف الشخصية والعامة الاستثنائيتين: “إرادتي دفعتني قدما للاندماج بمجتمع الجامعة، حاصرت خوفي، لم أنعزل عن العالم، واستطعت أن أوازن بين دراستي وبين مسؤوليتي تجاه منزل وزوج وطفلة.. وبالرغم من التعب الذي عانيته، إلا أنني أثبت للجميع قدراتي، وأولهم نفسي”. أول صماء تتطلع لدخول البرلمان السوري: أسعى لأكون صوت من لا صوت لهم تسعى الشابة هدى حاليا لدخول عالم السياسة من خلال الترشح لعضوية مستقلة في البرلمان السوري (مجلس الشعب)، يحدوها الأمل والعمل إلى تحويل حضورها البرلماني لما يشبه مضخم الصوت الخاص بإيصال مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة ممن تكاد أصواتهم وحقوقهم ومصالحهم تتلاشى في بيئة اجتماعية غمرها الحرب والحصار الاقتصادي، بالكثير من المآسي. تطوع.. وأحلام تقول هدى: “بعد حصولي على الماجستير، أصبح طموحي أكبر، وقررت تأسيس جمعية لدعم الأشخاص الصم ودمجهم بالمجتمع حملت اسم (لغتي إشارتي) وقدمت عبرها مع فريق من المتطوعين أنشطة ودورات تدريبية مختلفة”. كما نجحت هدى في اكتساب خبرات كبيرة في ميدان نشاطها التطوعي من خلال المشاركة بفعاليات عالمية في سوسيرا وألمانيا، والاستفادة من تجاربها ضمن بلدها سوريا. اليوم، ثمة مساحة جديدة للأحلام، إذ تتمنى هدى بأن تحظى بعضوية مجلس الشعب لتكون ممثلة داعمة للأشخاص ذوي الإعاقة: “في حال نجحت في الانتخابات، لن أشعر بأن هنالك تحديات مستحيلة، وخاصة بوجود أشخاص مساعدين متقنين للغة الإشارة، سيكونون صوتي وسمعي” تحت قبة البرلمان. لن تكون المنافسة التي تنتظر هدى في نيل الأصوات الكافية لدخول البرلمان السوري بالسهلة، ففي فئة المستقلين سيكون هنالك منافسين كبارا من القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، وهؤلاء لديهم الملاءة الكافية للإنفاق بشكل كبير على حملاتهم الانتخابية. ومع ذلك، تبدو الشابة المثابرة متفائلة بما تفعله، وفي الوقت نفسه، متصالحة مع النتائج الممكنة لهذه المنافسة المتوقعة بشراستها: “تقدمت بترشيحي للانتخابات التي ستجري في 15 تموز (يوليو)، سأفعل كل ما أستطيع، وفي كل الأحوال، فكلّي ثقة بأنها تجربة متميزة حتى لو لم أنجح فيها”. برنامج انتخابي تتمتع المرشحة البرلمانية السورية برؤية واضحة ومتراكمة من حياتها الشخصية والعملية لما تطرحه وتدافع عنه تحت قبة البرلمان. تقول هدى: “سأسعى لإعادة تفعيل دور المعاهد الخاصة بذوي الإعاقة في دمشق وباقي المحافظات، وإعادة ترميم ما دمرته الحرب الإرهابية لاسيما أن هناك عددا من الأشخاص ذوي الإعاقة حرموا من التعليم بسبب عدم وجود أقسام داخلية في المعاهد، كما سأفرد مساحة للجوانب الاجتماعية والتعليمية من خلال إقامة دورات مستمرة وأنشطة متنوعة وسأعمل على تطوير هذا العمل ونقله إلى خارج دمشق”. وتتطلع الشابة في حال وصولها إلى البرلمان السوري، إلى “معالجة جذرية للتشريعات الخاصة بذوي الإعاقة حيث يجب تعديل القديم منها وإحداث تشريعات جديدة تواكب العصر”. وفي اختزال ممكن لرؤيتها وإيمانها، تقول المرشحة البرلمانية: “رسالتي لا شيء مستحيل على الإنسان خاصة الشباب وعليهم أن يعملوا على تحقيق أهدافهم إذا توفرت الإرادة والعزيمة وعليهم أن لا يترددوا أبدا للوصول إلى أهدافهم أي كانت الصعوبات والتحديات”. العائلة سرّ النجاح لأسرة هدى دور كبير في تحقيق طموحاتها، حيث تقول هدى: “تلقيت أول دعم من أسرتي والدتي رحمها الله التي كانت مرافقة لنجاحي ووالدي الذي كان سندا لي وإخوتي…وأيضا معهد المعوقين سمعيا بدمشق الذي كان له دور كبير في نجاحي وأساتذتي في الجامعة الذين لم يبخلوا علي بالمساعدة”. وتتابع هدى أنها بعدما تزوجت وتفرغت للمنزل: “أنجبت طفلتي الأولى.. بدأت أفكر في إكمال دراستي.. درست، ونجحت، فرحتي كانت كبيرة وبعد التشاور مع زوجي والأهل، قررت دخول الجامعة”. تستطرد المرشحة البرلمانية السورية حديثها لـ “سبوتنيك”: “في البداية، كان هناك خوف شديد فحياة الجامعة تختلف عن حياة المدرسة.. كنت الطالبة الوحيدة الصماء.. في الأيام الأولى، ساورني الارتباك في هذه البيئة المفتوحة، لكني بدأت أكسر حاجز الخوف لأعتمد على نفسي”. لم يمر وقت طويل حتى أصبح لدى هدى صديقات يتواصلن فيما بينهن بسهولة، بعدما علمتهم لغة الإشارة، تضيف المرشحة البرلمانية: “طبعا أن أكون ربة منزل، وأما لطفلتين، وطالبة جامعية، وأفتقد للتواصل الحر مع العالم، هذا الأمر ليس بالسهل، تعب مضاعف وسهر ودراسة.. ولكني والحمد لله استطعت أن أنجز”. أم وزوجة ناجحة تحكي هدى المرشحة الصماء للبرلمان، قصتها عن كيفية تحقيق التوازن بين العمل والأمومة، رغم إعاقتها السمعية، إلا أن هدى لم تدع لهذه الإعاقة ممرا أمام واجباتها في تربية أبنائها بشكل مسؤول. تقول المرشحة البرلمانية: “منذ أن أنجبتهم، واجهت تحديات كبيرة في التواصل معهم وفهم احتياجاتهم، ولكن بفضل الله وإصراري وحبي العميق، استطعت تجاوز هذه التحديات وتكوين علاقة قوية وصحية مع أطفالي”. بالرغم من إعاقتها، تستخدم هدى وسائل الاتصال البصرية والإشارات للتواصل مع أبنائها بشكل فعال، كما تضع خططا محكمة لتنظيم وقتها بين العمل والوقت المخصص لأولادها، مما يساعدها على تحقيق التوازن المثالي بين الحياة المهنية والأسرية. بفضل صبرها وتفانيها، تمكنت هدى من تربية أبنائها بكل حب واهتمام، مبرزة بذلك قدرتها في التغلب على التحديات وتحقيق التوازن بين الأمومة والعمل ، ليجعلها ذلك نموذجا يحتذى به للأمهات ذوات الإعاقات.

مقالات مشابهة

  • فوز رواية هوارية بجائزة آسيا جبار للرواية في دورتها السابعة
  • حكايات العالم وأساطيره تُروى في العاصمة المغربية الرباط
  • نقيب الصحفيين: المرأة المصرية حاضرة بنضالاتها لانتزاع كل الحقوق المشروعة
  • قراءة في «بوصلة السراب»
  • ميديابارت: الماكرونيون خسروا كل شيء باستثناء الغرور
  • كويتي يفوز بجائزة غسان كنفاني للرواية عن رواية "باقي الوشم"
  • حنقلا
  • أول صماء تتطلع لدخول البرلمان السوري: أسعى لأكون صوت من لا صوت لهم… صور
  • الرواية الرسمية لقوات دفاع شبوة بشأن اغتيال مساعد طبيب في مدخل مدينة عتق
  • فصل من رواية العاشق البدوي: ليس لذوي القلوب الضعيفة