كيف تتعامل مع شريك يعيش دور الضحية؟ هل من حل للمشكلة؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
تمر العلاقات الزوجية بكثير من التحديات الطبيعية، والتي يعمل الزوجان عادة على تجاوزها معا. ولكن العيش مع شريك تتملكه عقلية الضحية، يعد من التحديات الصعبة التي تتسبب في انهيار كثير من العلاقات.
تعرّف الاختصاصية النفسية الدكتورة سلام عاشور عقلية الضحية بأنها "نمط تفكير يرى فيه الشخص نفسه ضحية للظروف أو لسلوك الآخرين، دون أن يتحمل أي مسؤولية عن تجاربه".
وفي سياق العلاقات الزوجية، يمكن أن تتجلى هذه العقلية بعدة طرق، مثل:
الشعور الدائم بالظلم: يشعر أنه يتعرض للظلم من قبل شريكه سواء من خلال الإهمال أو الإساءة أو عدم التقدير. اللوم المستمر: يميل إلى إلقاء اللوم على شريكه في جميع المشاكل الزوجية دون الاعتراف بأي دور له فيها. الشعور بالعجز: يشعر أنه لا يملك أي سيطرة على حياته الزوجية، وأن كل شيء خارج عن إرادته. الاستسلام: يستسلم للوضع ويعتقد أنه لا يمكنه تغيير أي شيء، مما قد يؤدي إلى شعوره باليأس والاكتئاب.وتوضح المتخصصة عاشور أن عقلية الضحية قد تتسبب في العديد من المشاكل التي تؤثر على الزواج مثل:
الشعور بالاستياء والغضب: الشعور الدائم بالظلم واللوم يمكن أن يؤدي إلى تراكم مشاعر الاستياء والغضب، مما قد يهدد استقرار العلاقة. فقدان الثقة: قد يفقد الشخص الثقة بنفسه وبشريكه، مما يجعل من الصعب عليه التعبير عن مشاعره واحتياجاته. التباعد العاطفي: قد ينعكس الشعور بالظلم والغضب على العلاقة العاطفية بين الزوجين، مما يؤدي إلى التباعد والانفصال العاطفي. الطلاق: في بعض الحالات، قد تؤدي عقلية الضحية إلى الطلاق، خاصة إذا لم يتم معالجتها بشكل مناسب. كيف يمثلون "دور الضحية"؟من جانبها، تقول المستشارة الأسرية الدكتورة أمل بورشك إن بعض الأزواج يلعبون أحيانا "دور الضحية" لأنهم "يرون فيه طريقا لتحقيق ما يرغبون به على حساب الآخرين. يفتقد هذا النوع من الناس عادة للقدرة على تحمل المسؤولية، وينزعون إلى البقاء في مناطق الراحة، بسبب التعاطف الذي يبديه المحيطون بهم".
وتشرح بورشك حديثها للجزيرة نت، "يبقى من يلعب دور الضحية حبيس منطقة راحته، دون أن يحاول بذل أي جهد، ولا يتحمل عواقب أي قرار، بل يلقي اللوم على من حوله، ويكثر الشكوى مما يعانيه. لذا إذا تأكدت من أنه بارع في لعب دور الضحية، فأنت تتعامل مع من سيطر عليه الشعور بالتعاسة، أو يعاني بداية اكتئاب أو اضطراب نفسي".
ويؤثر هذا النمط من التفكير على العلاقات الزوجية والأبناء، "لذا عليك تجنب التعاطف مع أصحاب عقلية الضحية أو تحميل نفسك مسؤولية ما يشعرون به. اكبح جماح رغبتك القوية في إعطائه النصائح والحلول، قل له: لماذا تعيد وتكرر ما تمر به كثيرا، وتتهمني بعدم القدرة على حله؟".
وتقول المستشارة الأسرية إن التعامل معه بهذه الطريقة، "يجعله يمل من كثرة كلامه وتكرار شكواه. حاول بخفة دم أن تستنكر وتتعجب من وصف وضعه المأساوي بأسلوب مضحك مازحا دون استهزاء، فهو يحاول جذب الاهتمام وامتصاص طاقتك بلوم الحكومة أو الأبناء أو الآخرين، فالوُجود مع شخص "شكاء" (كثير التذمر) أمر مجهد نفسيا ومكلف للشريك الآخر معنويا وجسديا".
وتضيف "يعكس صاحب عقلية الضحية تعاسته على الشريك والأبناء، فيكونون غير سعداء إطلاقا بوجودهم إلى جانبه، لكثرة استيائه وغضبه وعدم رضاه، فهو لا يقدر مجهود الآخرين، ولا يبذل أي جهد لإنجاح علاقته بهم، بل يطالب الطرف الآخر بما يفوق قدراته".
تقدم عاشور بعض النصائح للتغلب على عقلية الضحية، وهي:
الوعي الذاتي: أول خطوة للتغلب على عقلية الضحية هي أن يصبح الشخص واعيا بمشاعره وأفكاره وسلوكه. تحمل المسؤولية: يجب على الشخص أن يتحمل مسؤولية مشاعره وأفكاره وسلوكه، وأن يتوقف عن لوم شريكه على كل شيء. التواصل الفعال: يجب على الشريك أن يتعلم كيفية التواصل مع شريكه بشكل فعال، وأن يعبر عن مشاعره واحتياجاته بوضوح. التعاطف: يجب على الشخص أن يحاول فهم وجهة نظر شريكه ومشاعره، وأن يُظهر التعاطف معه. طلب المساعدة: إذا كان الشريك يجد صعوبة في التغلب على عقلية الضحية بمفرده، فيمكنه طلب المساعدة من معالج مختص أو مستشار زواج.وطرح موقع "ذا هيلثي ماريج" عدة خطوات يمكن القيام بها عندما يتبنى الشريك عقلية الضحية، ويكون لها تأثير سلبي على الزواج، ومنها:
اسمح لشريكك بالتعبير عن آرائه: إذا كان زوجك يشعر أنه ضحية، فإن مقاطعته أو التحدث معه لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، لذا من الضروري أن تسمح له بالحديث دون مقاطعة، وغالبا ما يكون ذلك بمساعدة أحد المستشارين. إعادة صياغة ما يقول: غالبا ما يشعر الضحية بأنه غير مسموع، لذلك، قد يكون من الجيد إعادة صياغة ما قاله. حافظ على هدوئك: قد يكون من الصعب مناقشة بعض الأمور مع شخص يملك عقلية الضحية، لأنه لا يتحمل عادة المسؤولية عن أفعاله. إذا تمكنت من الحفاظ على هدوئك وموضوعيتك، فمن المرجح أن يحقق كل منكما بعض التقدم.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دور الضحیة
إقرأ أيضاً:
يتناولها مسلسل «حكيم باشا» رمضان 2025.. كيف تتعامل مع طمع وغيرة الأقارب؟
أحداث شيقة ومثيرة يشهدها مسلسل «حكيم باشا»، بطولة الفنان مصطفى شعبان، خلال السباق الرمضاني هذا العام، تدور في مجملها حول فكرة الصراع بين الأقارب مدفوعين بمشاعر الغيرة والحقد والغضب والطمع في المال.
قصة مسلسل حكيم باشاوجاء تسليط الضوء على فكرة الصراع بين الأقارب من أجل المال في مسلسل «حكيم باشا»، بطولة الفنان مصطفى شعبان، من خلال سير الأحداث حول شخصية حكيم باشا، كبير عائلة الباشا التي تعمل في تجارة الآثار، الذي تمتع بذكاء شديد فوضع عمه كل أملاك العائلة في يده متجاهلًا أبناؤه، ما أتاح فرصة لنشوب مشاعر الحقد والطمع بين أبناء العم، وبالتالي وقوعهم في الصراع على المال.
وبينما يتشوق الجمهور لانطلاق السباق الرمضاني هذا العام، ومن واقع مسلسل «حكيم باشا»، نوضح كيف تتعامل مع طمع وغيرة الأقارب في مالك وثروتك حتى لا يصل الأمر إلى الصراع، وفي الوقت ذاته تحمي حقوقك.
كيف تتعامل مع طمع وغيرة الأقارب؟وحسب ما ورد على موقع «سبوتنيك»، فإن التعامل مع غيرة وطمع الأقارب في المال والثروة يمكن أن يكون تحديًا، ولكنه يتطلب بعض الحكمة والحذر، ولذلك هناك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها خلال هذا التحدي للحفاظ على حقوقك وتجنب التورط في صراع، منها: