اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين تهيمن عليه غزة وأوكرانيا
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
ريو دي جانيرو "أ ف ب": بدأ وزراء خارجية مجموعة العشرين اليوم اجتماعا يستمر يومين في البرازيل تثقل نتائجه المحتملة نزاعات وأزمات من حربي غزة وأوكرانيا إلى الانقسامات المتنامية.
ويشارك وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف في الاجتماع الذي يعقد في ريو دي جانيرو، وهو أول لقاء رفيع المستوى لمجموعة العشرين هذا العام.
وفي عالم تمزقه النزاعات والانقسامات، عبرت البرازيل التي تسلمت الرئاسة الدورية للمجموعة من الهند في ديسمبر، عن الأمل حيال ما اعتبره الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "المنتدى الذي يحظى بأكبر قدرة على التأثير إيجابا على جدول الأعمال الدولي".
غير أن مسعى لولا لجعل مجموعة العشرين مساحة لإيجاد أرضية مشتركة، شهد انتكاسة الأحد عندما أشعل الزعيم اليساري عاصفة دبلوماسية باتهامه إسرائيل بارتكاب "إبادة" وقارن عمليتها العسكرية في قطاع غزة بالهولوكوست.
وأثارت تصريحاته غضبا في إسرائيل التي أعلنته "شخصا غير مرغوب فيه"، وقد ترخي بظلالها على أي محاولة لنزع فتيل التوتر من خلال مجموعة العشرين.
وقال الخبير في العلاقات الدولية إيغور لوسينا لوكالة فرانس برس "إذا كان لولا يتصور إنه سيقترح حلولا للسلام في إسرائيل أو أوكرانيا، فإن ذلك بات مستبعدا عن طاولة المحادثات".
وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من أكتوبر داخل إسرائيل التي تعهدت القضاء على الحركة، لا تلوح في الأفق مؤشرات على تقدم نحو إرساء سلام.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) خلال التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف لإطلاق النار. وقالت إن النص يعرض للخطر المفاوضات الجارية ومنها تلك المتعلقة بالرهائن المحتجزين لدى حماس.
والآفاق قاتمة أيضا بشأن حرب روسيا في أوكرانيا والتي ينقسم أعضاء مجموعة العشرين حولها.
ورغم ضغط من دول الغرب نحو إدانة المجموعة للغزو الروسي، انتهت القمة السابقة التي عقدت في نيودلهي في سبتمبر ببيان مخفف ندد باستخدام القوة لكن من دون أن يسمي صراحة روسيا التي تقيم علاقات ودية مع أعضاء مثل الهند والبرازيل.
وفي ضوء الجمود داخل مجموعة العشرين، ستعقد مجموعة السبع التي تضم أكبر الاقتصادات (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة) وجميعها من حلفاء أوكرانيا، اجتماعا عبر الفيديو بشأن الحرب يوم السبت المقبل الذي يصادف الذكرى الثانية للغزو الروسي.
إخماد حرائق
وبدأ وزراء مجموعة العشرين اجتماعهم الذي يعقد على واجهة ريو دي جانيرو البحرية، بجلسة بشأن "التصدي للتوترات الدولية".
وسيناقش الوزراء إصلاح الحوكمة العالمية، وهي من المواضيع المفضلة لدى البرازيل التي تريد صوتا أقوى لدول الجنوب في مؤسسات مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وقال كبير الدبلوماسيين البرازيليين في المفاوضات السياسية لمجموعة العشرين ماوريسيو ليريو إن "عدد النزاعات وخطورتها عادا إلى مستوى الحرب الباردة. وهذا يجعل المسألة أكثر إلحاحا".
وصرح للصحفيين الثلاثاء "نحن بحاجة لتكييف النظام الدولي للحؤول دون اندلاع نزاعات جديدة" مضيفا "نكتفي الآن بإخماد حرائق".
وتريد البرازيل أيضا استغلال رئاستها للمجموعة لدفع الحرب على الفقر والتغير المناخي قدما.
وسيتيح الاجتماع فرصة عقد لقاءات ثنائية، وإن كان من غير المرجح حصول لقاء بين بلينكن ولافروف نظرا للتوتر الشديد المتعلق بوفاة المعارض الروسي أليسكي نافالني في السجن الجمعة.
ويعود آخر لقاء مباشر بين الوزيرين إلى اجتماع مجموعة العشرين في الهند في مارس 2023.
فوضى انتخابات
تأسست مجموعة العشرين التي تضم غالبية اقتصادات العالم الكبرى في 1999.
وكانت أساسا منتدى اقتصاديا قبل أن يتزايد انخراطها في السياسات الدولية.
غير أن آمال تحقيقها انجازات كبرى تبدو ضئيلة في عام يشهد انتخابات في 50 دولة من بينها دول أعضاء في مجموعة العشرين مثل الولايات المتحدة وروسيا، وفق لوسينا خبير العلاقات الدولية.
وقال "سيكون من الصعب التوصل لاتفاقات كبيرة". أضاف "إنها ليست بيئة مواتية لحل نزاعات".
وقال مصدر في الحكومة البرازيلية إنه بعد صعوبات واجهتها مجموعة العشرين مؤخرا من أجل التوصل إلى توافق في الآراء، ألغت الدول المضيفة شرط صدور بيان مشترك عن كل اجتماع، باستثناء القمة السنوية لزعماء الدول المقرر عقدها في نوفمبر في ريو.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
صراع روسيا وأوكرانيا تحول إلى كابوس عالمي.. تصعيد جديد وتلويح بالحرب النووية
يزداد التوتر عالميًا بعد قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن المُفاجئ بشأن السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي ومخاوف من ضربة نووية تشنها موسكو، في أعقاب ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحرب الروسية الأوكرانية أصبحت «عالمية»، فما هي أبرز تطورات الحرب التي أطلق عليها «النووية».
مصادر أمريكية مُطلعة، قالت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تخلى لفترة طويلة عن معارضته لقيام أوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية على أهداف في عمق روسيا، ردًا على مزاعم دخول قوات كورية شمالية الحرب، وهو تحول في السياسة الأمريكية اكتسبن أهمية إضافية بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر الجاري، بحسب وكالة «رويترز».
نشر جنود من كوريا الشمالية وتصعيد الحربوأكد مسؤولًا أمريكيًا كبيرًا ومصدرين آخرين مطلعين على الأمر، إن قرار موسكو نشر جنود كوريين شماليين في منطقة كورسك الروسية يمثل تصعيدًا كبيرًا يتطلب الرد.
علاقة دونالد ترامب بالتطورات الأخيرة في الحربوقال مصدران آخران، إن انتخاب دونالد ترامب، الذي يشكك بشدة في الدعم الأمريكي لأوكرانيا - أضاف ضغوطًا على الإدارة الأمريكية الحالية لتخفيف القواعد المتعلقة باستخدام الأسلحة، واتخاذ خطوات أخرى لدعم أوكرانيا في الوقت الذي تعاني فيه من خسائر في ساحة المعركة.
الرئيس الروسي يحذر ويستعدوقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الحرب في أوكرانيا تتصاعد نحو صراع عالمي بعد أن سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب روسيا بأسلحتهما، كما حذر الدول الغربية من رد موسكو، مشيرًا إلى أن روسيا أطلقت نوعًا جديدًا من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى فوق سرعة الصوت على منشأة عسكرية أوكرانية، مضيفًا أن المدنيين سيتلقون تحذيرات قبل شن المزيد من الهجمات بمثل هذه الأسلحة، وذلك في خطابه أمس الخميس.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة عبر قنوات الحد من المخاطر النووية قبل إطلاق الصاروخ الباليستي على مدينة دنيبرو الأوكرانية.
زعيم كوريا الشمالية: نواجه مخاطر حرب نوويةمن جانبه، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون اتهم الولايات المتحدة بتصعيد التوتر والاستفزازات، قائلًا إن شبه الجزيرة الكورية لم تواجه قط مثل هذه المخاطر من الحرب النووية كما هو الحال الآن.
وأكد «كيم» أنه حاول التفاوض مع واشنطن لكن،سياسة واشنطن العدوانية والعدائية ضد بيونج يانج مستمرة.
وفي التطورات على الأرض، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخين من طراز ستورم شادو البريطانيين، و9 صواريخ من طراز هيمارس من صنع الولايات المتحدة، و67 طائرة بدون طيار «مسيرة».