المقاومة الفلسطينية تواصل التنكيل بقوات العدو الصهيوني شمال قطاع غزة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
يمانيون|
أعلنت كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، أنّ مجاهديها قنصوا جندياً إسرائيلياً في حي الزيتون شمال قطاع غزة، وأصابوه إصابةً مباشرة.
كما أفادت باستهداف دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا 4” بقذيفة “الياسين 105” جنوبي حي الزيتون.
وأكّدت كتائب القسام في وقت لاحق أيضاً أنّ مجاهديها تمكّنوا من استهداف مجموعة من جنود العدو الصهيوني تحصّنت داخل منزل بقذيفة “TBG” مضادة للتحصنيات، ما أدّى إلى مقتل 3 جنود، وأنه تمّ رصد هبوط مروحية إسرائيلية لإجلائهم من شمال حي الأمل غربي مدينة خان يونس.
بدورها، أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تدمير آليتين عسكريتين إسرائيليتين وقعتا في حقل من العبوات البرميلية من نوع “ثاقب” في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
أمّا كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح، فقد أفادت من جهتها بأنّ مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود وآليات العدو الصهيوني بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ “R.P.G” في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وأشارت إلى أنّ مجاهديها استهدفوا آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة “عاصف”، ثم ألحقوها بقذيفة “R.P.G” في حي الزيتون.
وأكّدت استهداف تجمّع لجنود العدو الإسرائيلي وآلياته العسكرية بعدد من قذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى في حي الزيتون.
من جهتها، أعلنت كتائب المجاهدين – الجناح العسكري لحركة المجاهدين أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، وذلك في محور تقدّم آليات العدو الصهيوني في حي الزيتون، مؤكّدةً أنها حققت إصابات مباشرة.
وفي اليوم الـ138 للعدوان، أفادت مصادر في المقاومة الفلسطينية للميادين، في وقت سابق اليوم، بوقوع اشتباكات ضارية مع قوات العدو الصهيوني في المناطق الجنوبية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، مشيرةً إلى أنّ المقاومة استهدفت دبابات العدو بالأسلحة المضادة للدروع، ما أجبرها على التوقّف عند “مفترق دولة” وأطراف “شارع 8” ومدخل “شارع المستوصف”.
كذلك، أشارت المصادر إلى أنّ طائرات العدو الصهيوني الحربية تنفّذ أحزمة نارية كثيفة في وسط حي الزيتون، مستهدفةً منازل مدنيّة وأراضي زراعية، ما أسفر عن ارتقاء عددٍ كبير من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض.
وبالتوازي مع تصدّي المقاومة للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في قطاع غزة، وإيقاعها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح في صفوف “جيش” الاحتلال، أقرّ الأخير اليوم بمقتل رقيب أول وإصابة 3 آخرين إصابات خطيرة في معارك شمالي قطاع غزة. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ الرقيب القتيل هو مقاتل في الكتيبة 932 لواء “الناحال” الإسرائيلي.
وتحدّث إعلام العدو الصهيوني عن 3 حوادث قاسية خلال معارك حي الزيتون، أحدها اشتباك بين قوة “غولاني” ومقاومين، وذلك من مسافة قريبة في أحد أزقّة حي الزيتون، والتي سقط فيها الجندي أبراهام أوبغن.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الجناح العسکری لحرکة العدو الصهیونی فی حی الزیتون قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حين يقابَــلُ الحصارُ بالحصار والقصفُ بالقصف
علي راوع
يدخل اليمنيون رمضان هذا العام وهم يحملون في قلوبهم جراح الأُمَّــة، جراح غزة التي تستمر في النزف تحت وطأة العدوان الصهيوني الغاشم. فالمشاهد القادمة من هناك ليست مُجَـرّد أخبار عابرة، بل هي صرخات ألم واستغاثات شعب يواجه الإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق يهدف إلى تركهم بين الموت جوعًا أَو القتل بالقصف الوحشي.
وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن للشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك الحوثي أن يقفوا موقف المتفرج، فالصمت في مثل هذه الأوقات خذلان، والخذلان خيانة للأخوة والدين والمبادئ. لقد أصبح واضحًا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وأن المعادلة يجب أن تتغير، فكما يحاصرون غزة، يجب أن يحاصروا، وكما يقصفون المدنيين العزل، يجب أن يشعروا بلهيب الردع.
رمضان لم يكن يومًا شهر الخمول أَو الاستسلام، بل هو شهر الجهاد والانتصارات الكبرى في تاريخ الأُمَّــة. من بدر إلى حطين، ومن عين جالوت إلى انتصارات المقاومة في العصر الحديث، كان هذا الشهر محطة فاصلة في مسيرة التحرّر من الطغيان والاستعمار. واليوم، يواصل اليمن مسيرته في خط المواجهة، حَيثُ تقف قواته البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر كسدٍ منيع أمام أطماع العدوّ، معلنين أن استهداف السفن الإسرائيلية وشركاتها في البحر الأحمر لن يتوقف حتى ينتهي العدوان على غزة.
لم يعد اليمن بعيدًا عن المعركة، بل أصبح قلبها النابض، فرسالته للعالم واضحة: لا يمكن أن يصوم اليمنيون عن نصرة غزة، ولا يمكن أن تظل الموانئ الصهيونية آمنة بينما يموت أطفال فلسطين تحت الركام. فكما استهدفت ضربات صنعاء الاقتصادية العمق الإسرائيلي، فَــإنَّها كشفت هشاشة العدوّ وأربكت حساباته، وجعلته يدرك أن كلفة الاستمرار في العدوان باتت أعلى من قدرته على التحمل.
لقد بات واضحًا أن الحصار الذي يفرضه العدوّ على غزة لن يمر دون رد، وأن القصف الذي يطال الأبرياء لن يبقى دون عقاب. فاليمن، الذي عرف الحصار والمعاناة طيلة السنوات الماضية، يعلم جيِّدًا ما يعنيه الجوع والحرمان، لكنه أَيْـضًا تعلم كيف يحول المعاناة إلى قوة، وكيف يجعل من الحصار وسيلة لتركيع العدوّ بدلًا عن أن يكون أدَاة لخنقه.
إن الرسالة التي يبعث بها اليمن اليوم، ليست مُجَـرّد شعارات، بل هي خطوات عملية بدأت بالفعل، وما زالت تتصاعد. فإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والشركات الداعمة لها لم يكن سوى البداية، والقادم سيكون أشد تأثيرا إن استمر العدوان. إن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد تضامن، بل هو شراكة حقيقية في معركة المصير، حَيثُ تقف صنعاء وغزة في خندق واحد، وتواجهان نفس العدوّ الذي يسعى إلى كسر إرادَة الشعوب وإخضاعها لمخطّطاته الاستعمارية.
لم يكن رمضان يومًا شهرَ الاستسلام، بل هو شهر العزة والصمود، واليوم يُكتب تاريخ جديد بمداد المقاومة. ففي الوقت الذي يسعى فيه العدوّ لتركيع غزة وإبادتها، يقف اليمن ومعه محور المقاومة ليقول: لن تكونوا وحدكم، ولن يكون رمضان شهر الخضوع بل شهر النصر.
اليوم، يثبت اليمن من جديد أن قضية فلسطين ليست مُجَـرّد شعار، بل هي التزام ديني وأخلاقي، وأنه مهما بلغت التضحيات، فَــإنَّ القضية لن تُنسى، ولن يُترك أهل غزة يواجهون الموت وحدهم. فكما عاهد السيد عبدالملك الحوثي الشعب الفلسطيني على المضي في دعم المقاومة، فَــإنَّ هذا العهد يُترجم إلى أفعال، وإلى عمليات ميدانية تعيد للعدو حساباته، وتجعل من البحر الأحمر مقبرة لمشاريعه الاقتصادية والعسكرية.
إنها معادلة جديدة تُرسم بدماء الشهداء، وبإرادَة لا تلين، لتؤكّـد أن الأُمَّــة التي تصوم عن الطعام، لا تصوم عن الكرامة، وأن رمضان لن يكون شهر الركوع، بل سيكون شهر الردع والانتصار.