فبراير 21, 2024آخر تحديث: فبراير 21, 2024

رامي الشاعر

كاتب ومحلل سياسي

إن التحديات التي تواجه قضيتنا ومشوار نضالنا اليوم خطيرة للغاية، لذا قررت التوجه إليكم بهذه الرسالة لأوضح حقيقة الوضع الراهن وما يتطلبه لإنقاذ تلك المسيرة الطويلة وقضية شعبنا الفلسطيني من أجل العيش بحرية وكرامة والتمتع بالدولة الفلسطينية المستقلة.

لا أود الخوض في تفاصيل الخلافات ومسارات الانشقاق الفلسطيني وما أدى إليه، وإلى تشكيل قيادتين للشعب الفلسطيني إحداهما في الضفة الغربية والأخرى في قطاع غزة، لكني أريد التركيز على المستجدات التي وقعت بعد السابع من أكتوبر من العام الماضي، وما يشهده العالم أجمع من إبادة جماعية وتصفية عرقية لشعبنا الفلسطيني، وتدمير كامل وشامل للبنى التحتية في قطاع غزة. وسأضع نصب عيني السؤال الأساسي الذي سأحاول الإجابة عليه.

ما الذي يجب علينا أن نقوم به نحن الفلسطينيون لإنقاذ قضيتنا وشعبنا؟

الإجابة القصيرة على هذا السؤال هي: إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية فوراً.

لهذا السبب، يتعين علينا الاستفادة من مبادرة موسكو لدعوة ممثلي جميع التنظيمات والفصائل الفلسطينية نهاية الشهر الجاري في موسكو، وأعتبر شخصيا أن هذه المبادرة من قبل القيادة الروسية هي خدمة جليلة ومهمة جدا من حيث حساسية التوقيت في وقت تؤيد فيه غالبية دول العالم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأريد هنا بهذا الصدد أن أحذر مما يعتقد كثيرون من أن الولايات المتحدة هي الأخرى قد أعلنت “موافقتها” على الدولة الفلسطينية المستقلة، ذلك أن الولايات المتحدة تريد دولة فلسطينية منقوصة دون سيادة ودون أي حقوق وتابعة لإسرائيل، وهو أمر نرفضه جميعاً جملةً وتفصيلاً.

وحتى لا نفوّت الفرصة التاريخية في إعلان الاتفاق على صيغة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، يجب الاستفادة من التجارب السابقة للقاءات التي جرت في موسكو، واللقاء الأخير الذي جرى في مدينة العلمين بمصر، شهر يوليو 2023، للأمناء العامين للتنظيمات الفلسطينية، بهدف بحث سبل إنهاء الانقسام والاتفاق على رؤية وطنية سياسية جامعة مشتركة، إلا أن كل هذه المحاولات، مع الأسف الشديد، فشلت. لكننا ننتهز الفرصة هنا لتوجيه جزيل الشكر للسلطات المصرية لتنظيم هذه اللقاءات، كما نشكر القيادة المصرية لموقفها الوطني الشريف لإفشال كافة المحاولات لتهجير شعبنا الفلسطيني من غزة.

لقد تغيرت الظروف الآن بعد 7 أكتوبر، وهو ما يحتم علينا، من موقف المسؤولية الوطنية أن نتفق كفصائل فلسطينية وبشكل شامل وجامع على تشكيل قيادة وطنية موحدة تعزز النهج التشاركي في القرار الوطني الفلسطيني والمسؤولية الوطنية الجماعية دون المساس بمنظمة التحرير الفلسطينية، الإطار الجامع للشعب الفلسطيني المعترف به دوليا، والذي يجب أن يضم كافة القوى والفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

بهذه المناسبة أود الإشارة لشعبنا الفلسطيني وأصدقائه إلى أهم القضايا التي تعيق التنظيمات الفلسطينية عن التوصل إلى اتفاق واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية:

البعض يعترض على تحديد حدود فلسطين بأراضي عام 1967 والقدس الشرقية.

كما أن هناك من يصر إلى اليوم أن ما حدث في غزة هو انقلاب يجب التخلص من تداعياته، ويصر على أن النضال يجب أن يقتصر فقط على المقاومة الشعبية السلمية.

هناك من يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، ويطرح الالتزام بنظام واحد وقانون واحد وسلاح شرعي واحد، وهنا أود الإدلاء برأيي في هذا الصدد وهو أنني أتفهم ذلك لو كنا نعيش في دولتنا الفلسطينية المستقلة، لكننا اليوم حركة تحرر وطنية، تعيش في ظل احتلال كامل، وقد انتهى اتفاق أوسلو، والذي لم يكن يحظى بالأساس بتأييد كامل من الشعب الفلسطيني، وكان بمثابة تجربة، وأحد الخيارات في محاولة للتوصل إلى حل سلمي وعادل لقضيتنا الفلسطينية، لكن أن يضع أحد شروطاً بهذا المضمون (نظام واحد وقانون واحد وسلاح شرعي واحد)، لا سيما بعد ما حدث في الأشهر الأخيرة، فإنني أعتقد أنه اقتراح غير بناء.

أفضل أن يستفيد الجميع من الوضع السابق، الذي كان قبل الانقسام الفلسطيني والوحدة الفلسطينية التي كانت سائدة آنذاك، ولا داعي لأي اشتراطات أو فرض التزامات طرف على طرف آخر، وما هو مطلوب اليوم هو موقف فلسطيني موحد يتمسك بالحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني وحقه في العيش بدولته الفلسطينية المستقلة، ولنترك لكل تنظيم وفصيل رؤيتهم وأسلوبهم في النضال من أجل تحقيق الهدف المشترك لنا جميعاً.

والخيار، في نهاية المطاف، سيكون لشعبنا الفلسطيني، ومن يؤيده لقيادته، وهو الشعب المعلم والمناضل والمثقف وذو التجربة النضالية على مدى 76 عاما، والعالم بأجمعه يراقب ويرصد ويؤيد بطولاته ونضاله وقدرته الهائلة على الصبر والتحمّل.

أرجو كذلك أن نبتعد عن أي أفكار “تنتصر” لأي من الطرفين، حيث سمعت، مع الأسف، إلى فكرة مفادها أن استعادة الوحدة الفلسطينية الآن ستعد “انتصارا لحماس والجهاد الإسلامي”، ما يمكن أن يعزز موقعهما، لذلك يفضّل تأجيل ذلك إلى فترة لاحقة. هل يعقل هذا؟!

إن إعلان إسرائيل رفضها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة واستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو يوم أمس لمنع قرار لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رغم تأييد غالبية أعضاء المجلس يشجّع إسرائيل على المضي قدما في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع والعقوبات الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس أيضاً. ولم يعد هناك أمل الآن في الوقوف أمام ذلك سوى باستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية كدليل على تصميمنا جميعاً على النضال وإفشال كل مخططات المراهنة على الانقسام الفلسطيني وإضعاف إمكانيات الجهود الدولية ودعم الأصدقاء لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

يجب علينا أن نضع شعبنا الفلسطيني في صورة وتفاصيل الوضع لأنه وحده من سيتحمل التبعات الكارثية لافتقاد قيادة فلسطينية موحدة، وهو الذي نقف جميعاً أمامه بإجلال واحترام وتقدير يحتم علينا أن نضطلع بمسؤولياتنا الثقيلة وأن نزيح كافة المصالح السياسية والأيدلوجية الضيقة جانباً لصالح قضيتنا العادلة وأهدافنا المشروعة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الدولة الفلسطینیة المستقلة الانقسام الفلسطینی لشعبنا الفلسطینی شعبنا الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بـ ذكرى انتصار أكتوبر المجيد

بعث اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، برقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر المجيد.

وجاء بالبرقية: يسعدني وهيئة الشرطة بمناسبة الاحتفال بانتصار أكتوبر المجيد، أن نبعث لسيادتكم بأصدق التهاني مقرونة بأطيب الأمنيات بموفور الصحة ودوام التوفيق، لقد استقر تاريخ السادس من أكتوبر في ضمير الأمة ووجدانها.. وصار رمزاً متجدداً لبطولات قواتنا المسلحة الباسلة.. التي خاضت ومازالت أشرس المعارك لتحرير الوطن ودفع مسيرته نحو التقدم والنماء.. وسيظل هذا العبور العظيم مبعثاً للفخر والإعتزاز.. ببطولات رجال أعلوا قيم التضحية والعطاء.. فكل عام ومصر كنانة الله في أرضه بخير ونماء.. وتتجدد مع كل ذكريات أيام المجد الخالدات طاقات العمل والفداء.. لتجتاز مصر بقيادتكم الحكيمة.. كل التحديات والصعوبات.. وتنطلق للمزيد من التنمية والإزدهار، وكل عام وسيادتكم بخير،

كما بعث اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ببرقية تهنئة للفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، جاء بها: يَسرني وهيـــئة الشــــرطة بمناســــبة الاحتفال بذكرى الســـادس من أكتـوبـــر أن نَبعث لســـيادتكـــم والمجلــس الأعلـى للقــوات المسلحـة والقــــادة والضـــباط وضــباط الصــف والجنــود والصـناع العســكريين وزملائهم في مأموريات حفظ السلام بخالص التهنئة وأصدق الأمنيات، لقد كان عطاء قواتنا المسلحة الباسلة.. وسيظل متصلاً بمسيرة العمل الوطني وقد سجل التاريخ بأحرف من نور دورها الوطني في كل معارك التحرير ومواقف النضال وميادين البذل والعطاء.. وتذخر ملحمة العبور العظيم في السادس من أكتوبر ببطولات أبهرت العالم وحازت على تقديره واحترامه.. حفظ الله قواتنا المسلحة عريناً للأبطال.. ومهداً للتضحيات.. ونبراساً للوطنية والعطاء.. إنه تعالى نعـم المولـى ونعـم النصــير، وكل عام وسيادتكم بخير.

وبعث وزير الداخلية ببرقية تهنئة للفريق أحمد فتحي خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة.. جاء بها: يطيب لي وهيئة الشرطة بمناسية الاحتفال بذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد، أن نتقدم لســـيادتكـم والقادة والضباط وضباط الصف والجنود والصناع العسكريين وزملائهم في مأموريات حفظ السلام بأطيب التهاني مقرونة بأطيب الأمنيات بـدوام التوفيـق والســداد، حفظ الله قواتنا المسلحة.. ورحم أبطالها وشهدائها.. وكلل مسيرتكم الوطنية المعطاءة بالتوفيق والسداد، وكل عام وسيادتكم بخير،

اقرأ أيضاًالسيطرة على حريق فيلا طبيبة شهيرة في حدائق الأهرام

نشرت فيديوهات مخلة.. إحالة الراقصة ليلى إلى المحكمة الاقتصادية

سوزي الأردنية من فلوس التيك توك لـ «الشارع اللي وراه».. القصة كاملة

مقالات مشابهة

  • أحمد ناجي قمحة: الرد الإيراني جاء لطمأنة المنظمات والفصائل المتعاونة معها
  • وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بـ ذكرى انتصار أكتوبر المجيد
  • تداول 58 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تداول 58 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر
  • فصائل المقاومة الفلسطينية: إطلاق الصواريخ الإيرانية رسالة قوية لردع جرائم “إسرائيل”
  • وزيرا دفاع امريكا واسرائيل يناقشان تهديدات ايران والفصائل العراقية
  • تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • أسرار عَظَمة القائد النقيّ والشعب الوفيّ والجيش الأبيّ
  • حي سكني بدون شبكة للماء الصالح للشرب بأيت ملول (+فيديو)
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود