بعد هزيمة البحر الأحمر.. الجماعات التكفيرية بيدق أميركي متجدد لزعزعة اليمن
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
يمانيون| صحافة|
في عمليةٍ أمنية كبيرة، نجحت الأجهزة الأمنية اليمنية في تحقيق إنجازٍ لافت بعد مباغتتها أوكار تنظيم “داعش” الإرهابي، فجر أمس الثلاثاء، في منطقة الخشعة في محافظة البيضاء اليمنية. وشنّت الأجهزة عملية استباقية تمكّنت خلالها من تطهير المنطقة، كما نجحت في تصفية عددٍ من أخطر عناصر التنظيم، إلى جانب قياديين، بعدما كانوا يحضّرون لعمليات انتحارية في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات.
وتأتي هذه العملية في ظل تقارير تحدثت، مؤخراً، عن محاولات أميركية – بريطانية لتحريك أدواتها من الجماعات التكفيرية والإرهابية، لاستخدامها بيدقاً متجدداً لإحداث فتنة في الداخل اليمني، ولاستخدامها ورقةً ميدانية ضد الدولة والشعب اليمني، في مواجهة مواقفه البطولية في إسناد ونصرة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
مسارات من الفشل واجهتها واشنطن أمام جبهة صنعاء منذ العدوان على اليمن عام 2015. وفي الشهور الأخيرة ونتيجة لموقف صنعاء الداعم لغزة، وجبهة الضغط التي شكلتها في البحر الأحمر، بدأت الولايات المتحدة الأميركية خطوتها التالية القائمة على تفجير الأوضاع في اليمن. فالولايات المتحدة فشلت في تأمين ملاحة السفن المتّجهة نحو موانئ الاحتلال الإسرائيلي، كما برز إخفاقها في حشد الدول وضمّها إلى تحالفات قياساً مع تشكيلات سابقة كانت فيها القطب الأوحد، وما التحالف الذي أنشأته بوجه اليمن (تحالف الازدهار) إلّا دليلٌ على ذلك، إذ تبيّن أنه فاشل، كما رفضت عدة دول أوروبية الانضمام إليه.
والأمر لم يقتصر على ذلك، إذ لم ينجح العدوان الأميركي – البريطاني المتجدد على المحافظات اليمنية في إضعاف وتيرة عمليات صنعاء، وثني عملياتها في البحرين الأحمر والعربي. إلى جانب ذلك، فشل تهديد الولايات المتحدة بإيقاف عملية السلام في اليمن.
لذا، عندما أصبح “العدو يائساً”، بحسب تعبير قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، وبعدما أدرك عدم فاعلية الخطوات التي اتّخذها ضد اليمن، التجأ بالتالي إلى محاولة زعزعه أمن البلاد عبر أجنداته الداخلية، أي “داعش” وأخواتها.
تحركات واشنطن “مكشوفة”
وفي هذا الإطار، رأى المستشار القانوني اليمني، عبد الوهاب الخيل، أنّ تحريك الولايات المتحدة لهذه الخلايا الإرهابية في هذا التوقيت الحساس يسعى إلى تحييد اليمنيين عن دعم غزة.
وأكد الخيل، في حديثٍ للميادين نت، أنّ “واشنطن تحرّك هذه الخلايا في المناطق التي تريد أن تغرقها في مستنقع الإرهاب ومشاكله، وتسعى في ما بعد إلى إخضاع هذه المناطق أو إشغالها”، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة “تعتقد أنها ستُخضع اليمن عبر استهداف الجبهة الداخلية وتفكيكها، بغرض التشويش على معركتنا في دعم غزة، ومواجهة الكيان الصهيوني والأميركي والبريطاني”.
وبيّن القيادي اليمني أنّ واشنطن تسعى لإيجاد أرض خصبة للإرهاب في اليمن، لافتاً إلى أنّ هذه التحركات تهدف إلى “تحريك النعرات والفتن الأهلية والمذهبية في الداخل”.
ولفت الخيل، في هذا السياق، إلى أنّ الولايات المتحدة تحاول، عبر “داعش”، “تخذيل الناس وتخويفهم لثنيهم عن الخروج للمسيرات الكبيرة الداعمة لغزة”، مشدداً في الوقت نفسه على أنّ “التحركات الأميركية مكشوفة، ونعلم بها، وقد عدّينا العدة لمواجهتها”.
كذلك، طمأن أنّ الجبهة الداخلية اليمنية محصّنة ضد المؤامرات الأميركية، لافتاً إلى أنّ “الأجهزة الأمنية تقوم بجهود كبيرة في هذا الجانب، بالتوازي مع الجهود الكبيرة المبذولة على الجبهة الخارجية”.
العراق و”داعش”.. والورقة نفسها
في العراق، لا يختلف المشهد كثيراً. إذ يشي الحراك المتصاعد لتنظيم “داعش” في العراق بتغييرات طرأت على خطّة عمله مؤخراً، حيث يقول مراقبون إنّ واشنطن “بدأت في النفخ في بوق عودة التنظيم الإرهابي”، حيث تعمل على إعادة إحيائه ذراعاً ميدانياً لها في البلاد.
وجاءت هذه التحركات الإرهابية في ظل عمليات المقاومة الإسلامية العراقية المساندة لغزة، والتي لم تقتصر استهدافاتها على قواعد الاحتلال الأميركي في كل من سوريا والعراق، بل عبرت الحدود، وصولاً إلى معاقل الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وذلك ضمن استراتيجية وحدة الساحات لفصائل المقاومة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس مركز “ارتقاء” للبحوث والتواصل الجماهيري، عباس العرداوي، في تصريحاتٍ للميادين نت، أنّ الولايات المتحدة تحاول جاهدةً الضغط على العراق بكافة الوسائل، “لأنه طالب بمغادرتها بعد الأحداث الدامية واستهدافها لأبناء الشعب العراقي، وبعد موقفه من استهداف إخواننا في غزة”.
وأشار العرداوي إلى أنّ واشنطن تحاول أن تتعكز على ورقة الاقتصاد عبر الضغط على الدينار العراقي من خلال الدولار الأميركي تارةً، أو من خلال المجاميع الإرهابية التي تعيد تفعيلها تارةً أخرى.
وشدّد على أنّ ورقة “داعش” هي من الأوراق الأساسية والمهمة والتي تمّ الضغط بها على العديد من المناطق العراقية، مشيراً إلى وجود 20 إلى 30 ألف من الإرهابيين الموجودين في مخيم الهول وغيره، “وهذه أوراق مهمة يتم العمل على إعادة إحيائها”.
وبحسب ما تابع، يشهد العراق عمليات جديدة لـ “داعش” والعصابات الإرهابية، بالإضافة إلى استهدافات للقوات الأمنية وتفعيل بعض الخلايا الأمنية تحت ذرائع متعددة. كذلك، أوضح أنّ تنظيم “داعش” هو ورقة أميركية تسعى واشنطن لأن تضغط بها في المنطقة، بهدف إرباك المقاومة وإشغال المنطقة، لترك الفرصة للاحتلال الإسرائيلي لإكمال جريمته في غزة.
وأكد العرداوي للميادين نت وجود جهوزية عالية جداً للحشد الشعبي والقوات الأمنية، مشيراً إلى عمليات اصطياد لشخصيات أساسية ومهمة داخل عصابات “داعش”.
هكذا، يتضح مجدداً أنّ “داعش هو ورقة من الأوراق التي تُستخدم أميركياً، لكن لا قدرة لها على التأثير في تغيير المعادلة، ولا سيما معادلة المقاومة في الوقوف إلى جانب غزة ومجاهديها والانتصار للقضية الأساس، فلسطين”، وفق الباحث العراقي.
المصدر/ الميادين نت/
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تسليم مسوّدة مقترح هدنة أميركي في لبنان.. لـبرّي
ذكر وسائل إعلام لبنانية، اليوم (الخميس)، أن السفيرة الأميركية، ليزا جونسون، سلّمت رئيس البرلمان، نبيه بري، ورقة خطية تتضمن اقتراحاً لوقف إطلاق النار في لبنان. ولم يتوفر مزيد من التفاصيل على الفور.
اقرأ ايضاًغارات كثيفة على لبنان بالتزامن مع ترويج إسرائيلي لاتفاق وشيككان موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي قد نقل، في وقت سابق اليوم، عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة توصلت إلى تفاهمات مع الإسرائيليين بشأن اتفاق لوقف الحرب، وتسعى إلى تفاهمات مع الجانب اللبناني.
بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، اليوم (الخميس)، أنّ إعادة انتشار الجيش في جنوب لبنان «محوري تماماً» لأي حل دائم يؤدي إلى وقف الحرب بين جماعة «حزب الله» وإسرائيل.
اقرأ ايضاًبالفيديو.. سقوط مسيرة أطلقت من لبنان جنوب حيفا
ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال لاكروا خلال لقاء مع صحافيين قرب العاصمة بيروت، إنّ «إعادة نشر القوات المسلّحة اللبنانية عامل محوري تماماً لأي حل دائم»، وذلك في ظل تصعيد القتال بين الحزب والدولة العبرية منذ 23 سبتمبر (أيلول).
وأجرى لاكروا زيارة للبنان استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها مسؤولين من بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعدّ حليفاً مقرّباً لـ«حزب الله» ويتولى نيابة عنه التفاوض بشأن سبل وضع حد للحرب، وقائد الجيش جوزف عون. كما زار مقرّات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند تسليم مسوّدة مقترح هدنة أميركي في لبنان.. لـ"برّي" "الجهـاد الإسلامي" تنعى ثلة من عناصرها قضوا بدمشق بالفيديو.. سقوط مسيرة أطلقت من لبنان جنوب حيفا غارات كثيفة على لبنان بالتزامن مع ترويج إسرائيلي لاتفاق وشيك ما هي قصة خبز العباس في ترند لا تتمادى؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter