موقع النيلين:
2025-01-24@06:33:06 GMT

العَيْن الثالثة

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT


كالأشجار نَموت واقفين

ونحن صغار، نُمرغ أجسادنا المنتفخة بالأمل في تراب الطفولة التي لا تَرحل عن عيوننا التواقة إلى تسلق أعمدة الكهرباء والعبث بالطين والماء. أما ونحن كبار، فلا نكف عن السخط والتذمر، لأننا بقدر ما نكبر نصبح أقل مقاومة لأدنى تيار كهربائي يصعقنا تحت سماء الحياة، صَدِّق يا صاحبي أنها الحياة التي تتلذذ بكوننا نموت.

نموت مع إخفاقنا في قطف عنب النجاح الذي يخبئه ثعلب ماكر في جيب الصداقة الوهمية، نموت كلما تأخر لبن الحظ الذي لا يحضر إلا متعثرا، نموت تحت غيمة القَدَر الممطِرة بالأمل والألم تباعا، نموت بين تضاريس المناخ النفسي ذاك الذي لا ينصفنا إلا جثثا طريحة اليأس، نموت، كالأشجار نموت واقفين، ولا ننحني لمن زاد عيبُه وقلَّ رُطَبُه.

مع كل تنهيدة نطفئ حرائقَ زمنٍ لم يُنصفنا صُنَّاعُها، مع كل بوحٍ نُفجر أنهارا تتربع على حجرها سدرة القسوة الحالفة ألا يبخل علينا شوكها بعناق، ومع كل صباح نمدِّدُ آية الكرسي على ألسنة كفاها الزهد أن تندفع لتنبس ببنت شفة أخرى لا تليق بمنفى الربيع.

طاحونة الأيام تُهَرِّبُ خبزَ المحبة الصافية لوجه الله بعيدا عن لهفة العين، وغِربان الظلام لا تَترك لاجتهادنا مُتَنَفَّسا إلا لتُعْمِيَ بصائر من يهابهم البصرُ، والبشرُ صَدِّقْ يا صاحبي أن أكثرهم كأعجاز النخل بلا رؤوس، يفكرون بلا منطق يحتكم إلى شريعة العقل، يبيعون الوهم، ويفصلون الحضور على مقاس المزاج.

السنوات تَأكل من الواحد ما يأكله المنشار، والمواقف وطن أكثره منفى لا دفء يسري في العروق ولا رائحة تنبعث مع كل حبة تراب.

السطو! السطو على العقل أبشع أنواع الغزو! غير أننا مازلنا نَدبّ، ندبٌّ دبيب دودة عمياء لا تخونها ثقة بقية الحواس فيها، ونَزحف زَحْفَ بطريق يُجيد اللعب بريشه الأبيض والأسود وهو يجني بطولة شطرنج التمويه على امتداد مساحة الزمن البارد.
لَوْز مُرّ:

وفي قلب الليل أنفاس، تجهش الأنفاس التي قَيَّدَها الحرمان بدموع الأمومة المهرَّبَة مع تين الشتاء بعيدا عن كفّ الممكن.

أما آن لمسطرة قانون حفار القبور أن تُنْصِفَ الموتى بعيدا عن صرخة نفاق جرذان الوقت الحالفة أن تَقضم كَفَنَ الحُلم والحِلم؟!

صرخة واحدة لا تَكفي ليُجِيدَ الفمُ ترتيب شفتيه إذعانا لأمر الروح التي فاتها أن تُغادِرَ معركة النضال الزمني مغادرةً طَوعيةً من باب ترتيب أوراق الجسد الذي نسي أن يَحمل مظلة المقاومة عند سقوط آخِر ورقة من أوراق شجرة التحدي الحالفة أن تُعَرِّيك يا جسدَ الأيام الأمَّارة باستمرار رحلة العته بعيدا عن قطار منتصف الرغيف.

سعاد درير – هسبريس المغربية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بعیدا عن

إقرأ أيضاً:

بادوسا تتأهل لأول قبل نهائي لها في بطولة كبرى

تغلبت الإسبانية باولا بادوسا على المصنفة الثالثة كثيرة الأخطاء كوكو غوف 7-5 و6-4 في دور الثمانية لبطولة أستراليا المفتوحة للتنس اليوم الثلاثاء لتبلغ قبل النهائي في إحدى البطولات الأربع الكبرى لأول مرة في محاولتها الثالثة.

وكان الفوز مستحقاً تماماً لبادوسا على ملعب رود ليفر، لتضرب موعداً مع الفائزة من مباراة حاملة اللقب في آخر نسختين أرينا سبالينكا والروسية انستاسيا بافليوتشينكوفا.
وخسرت المصنفة 11 في دور الثمانية بالبطولات الأربع الكبرى مرتين مخيبتين للآمال، ونزلت على ركبتيها غير مصدقة بعدما حسمت الفوز بضربتها الناجحة الخامسة عشرة في المباراة.
وقالت اللاعبة الإسبانية (27 عاماً) بعد فوزها الأول على إحدى المصنفات العشر الأوليات بإحدى البطولات الأربع الكبرى "أنا عاطفية بعض الشيء، كما تعلمون، أنا شخصية عاطفية للغاية.
"مباراة دور الثمانية في آخر بطولة كبرى لي كانت صعبة للغاية، لذلك أردت اليوم أن أقدم أفضل ما لدي. أعتقد أنني نجحت في ذلك.. أنا فخورة للغاية بالمستوى الذي قدمته اليوم. هذا حلم أصبح حقيقة".
وتعثرت محاولات جوف لبلوغ قبل النهائي في بطولة كبرى للمرة الخامسة والثانية على التوالي في ملبورن بارك بسبب ضعف إرسالها وارتكابها ما لا يقل عن 28 خطأ سهلا في ضرباتها الأمامية.
وقالت غوف بعد خسارتها الأولى في عشر مباريات في 2025 "كانت باولا تلعب بشكل رائع.
"أعتقد أن الأمر يتطلب الكثير من العمل، لكنني أشعر بخيبة أمل بالطبع، لكنني لست محطمة تماماً. أتطلع إلى الكثير".
وأظهرت بادوسا نواياها في وقت مبكر من المجموعة الأولى المتكافئة وهاجمت الضربة الأمامية للاعبة الأمريكية (20 عاماً) لتحصل على نقطتين لكسر الإرسال في الشوط الثالث.
وأنقذت جوف النقطتين لكن بادوسا عادت في الشوط 11 وحصلت على نقطة كسر الإرسال الثالثة بضربة خلفية مباشرة من على الشبكة ثم حسمت كسر إرسال منافستها بضربة أمامية قوية ناجحة.
وكافحت اللاعبة الأمريكية بقوة لاستعادة إرسالها لكن ضربتين قويتين ساعدتا بادوسا في الوصول إلى نقطة الفوز بالمجموعة ونجحت في حسمها عندما أرسلت المصنفة الثالثة ضربة أمامية خارج الملعب.
وواصلت بادوسا الضغط في الشوط الافتتاحي للمجموعة الثانية والذي استمر 14 دقيقة، إذ بدأ إرسال جوف في التراجع واستغلت اللاعبة (27 عاماً) النقطة الخامسة لكسر إرسال منافستها لتتقدم.
ونجحت جوف، بطلة أمريكا المفتوحة السابقة، في العودة من تأخرها بمجموعة لتفوز بأخر مباراتين لها ضد بادوسا، وزادت من قوتها لتكسر إرسال منافستها وتتعادل 2-2.
وسمح الخطا المزدوج الخامس في ضربة الإرسال من جوف لبادوسا في العودة بالشوط التالي لكسر إرسالها للمرة الثالثة، بينما تسبب خطأ آخر في الشوط السابع في تقدم اللاعبة الإسبانية 5-2.
وأدركت بادوسا أنها على وشك دخول منطقة مجهولة في مسيرتها واستغلت جوف توترها لتكسر إرسالها مرة أخرى لكن المصنفة الأولى في إسبانيا لم ترتكب أي خطأ عندما أرسلت للفوز بالمباراة في محاولتها الثانية.
وكان الانتصار أكثر خصوصية بالنسبة لبادوسا نظرا للطريق الطويل الذي قطعته لاستعادة لياقتها البدنية بعد تعرضها لكسر في العمود الفقري في بطولة إيطاليا المفتوحة عام 2023.
وقالت "قبل عام، كنت هنا مع مشكلة ظهري ولم أكن أعرف إذا كان عليّ اعتزال هذه الرياضة، والآن أنا هنا ألعب ضد الأفضل في العالم. لقد فزت اليوم وأنا في الدور قبل النهائي."

مقالات مشابهة

  • قرعة كأس آسيا للناشئين 2025: المنتخب الوطني في المجموعة الثالثة
  • أخنوش في البرلمان الاثنين المقبل مدافعا عن سياساته
  • أحمد عبد القادر يقود تشكيل قطر ضد السد في الدوري القطري
  • القاضي زيدان: عملنا على تعزيز استقلال القضاء للعمل بحرّية وحيادية بعيدا عن أيّ تأثيرات- عاجل
  • مدير مشروع القطار الكهربائي: إنجاز 95% من المرحلة الثالثة في آخر 2025
  • 4 سنوات حبسا لشابين تورطا في السطو على مجوهرات بقيمة نصف مليار
  • محاكمة مافيا من مقاولين ومحافظين ونجل محامي حاولوا السطو على عقار محكمة أصيلة وشوارع عمومية وتحفيظها بأسمائهم
  • تفاصيل استشهاد العقيد فتحي سويلم داخل أحد البنوك بالفيوم.. وحقيقة السطو المسلح
  • يستعد للخروج من المستشفى.. سيف علي خان يتعافى من طعنة سكين خلال السطو على منزله
  • بادوسا تتأهل لأول قبل نهائي لها في بطولة كبرى