حَدَث اكتشافٌ نادرٌ في مستشفى أستر بالمنخول مؤخراً عندما قدم رجل يبلغ من العمر 51 عاماً يشكو من آلام في الصدر. وبعد إجراء فحص طبي شامل، تم تشخيص إصابة الرجل بحالة غير عادية في القلب تُعرف باسم القلب ثُلاثي الأُذَينات (Cor Triatriatum Sinister)، وهو طفرة نادرة تؤدي إلى قلب به ثلاثة أذينين (الغرف العلوية من القلب، ومعظم الناس لديهم أذينين).

وتم التعامل مع هذا الاكتشاف النادر بنجاح دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية، مما يسلط الضوء على خبرة المستشفى في مجال الرعاية الشاملة للقلب.
القلب ثُلاثي الأُذَينات (Cor Triatriatum Sinister)، هو تشوه خلقي نادر للغاية حيث ينقسم الأذين الأيسر إلى حجرتين بواسطة غشاء، مما يؤدي إلى وجود ثلاثة أذينات داخل القلب. ولدى هذا المريض بالذات، تشكلت غرفة إضافية داخل الأذين الأيسر إلى جانب البطينين (البطين الأيمن والبطين الأيسر)، بسبب وجود الغشاء المميز للقلب ثُلاثي الأُذَينات. لذلك، وعلى الرغم من وجود أربع غرف داخل القلب من الناحية العملية، فإن التشوه يتعلق بالأذين الأيسر، مما أدى إلى تكوّن خمس حجرات في قلب هذا المريض.
ومن المهم أيضاً ملاحظة أن المرضى الذين يعانون من مرض القلب ثُلاثي الأُذَينات قد يكون لديهم عيوب خلقية أخرى في القلب، مما يتطلب تقييماً وتصويراً دقيقاً. وفي الواقع، يوجد عيب الحاجز الأذيني (ASD) المرتبط بهذا المرض في 70% من الحالات. كما تبلغ نسبة الذكور 1.5 مقابل كل أنثى في مرض القلب ثُلاثي الأُذَينات، مما يشير إلى انتشار أعلى قليلاً لدى الذكور. ويحدد حجم الاتصال بين حجرات الأذين الأيسر نوع مرض القلب ثُلاثي الأُذَينات. وإذا كان تدفق الدم مقيداً بسبب ضيق الفتحة، فقد يعاني المريض من الأعراض في وقت مبكر من حياته. وعلى العكس من ذلك، فإذا كانت الفتحة غير مقيدة، فقد يظل المرضى بدون أعراض حتى وقت لاحق من حياته. إلا أن الفتحة المتصلة قد تخضع لتغيرات بمرور الوقت بسبب التليف والتكلس، مما قد يؤدي إلى ظهور الأعراض، لذلك فإن المراقبة المستمرة والمتابعة المنتظمة ضرورية لهؤلاء المرضى.
وعلى الرغم من ندرته، إلا أن الفريق الطبي في مستشفى أستر بالمنخول، بقيادة د. ساشين أوباديايا، أخصائي أمراض القلب، قام على الفور بتحديد الحالة لدى المريض وعلاجها، مما مكنه من استئناف حياته الطبيعية في أقصر فترة زمنية.
وشدد د. أوباديايا على أهمية إجراء فحص شامل عند التعامل مع أعراض القلب غير النمطية، وقال: “تؤكد هذه الحالة أهمية إجراء فحوصات القلب الشاملة لدى البالغين بعد سن 35 عاماً، خاصة عندما تبدو الأعراض غير عادية، كما أنه من المهم لكل من المتخصصين الطبيين والجمهور أن يدركوا أن الأعراض غير الشائعة قد تشير إلى حالات كامنة تتطلب فحصاً دقيقاً والتدخل في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات المحتملة.”
لقد عانى المريض من ألم في الصدر استمر لمدة أسبوعين، مصحوباً بثقل عرضي في الصدر يتفاقم عند زيادة النشاط. وعلى الرغم من الطبيعة غير النمطية للأعراض، فقد كشف التقييم الشامل الذي يتضمن تخطيط كهربية القلب وتخطيط إيكو القلب عن وجود القلب ثُلاثي الأُذَينات، ثم تم التأكد أكثر من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (CMR)، والذي أظهر نوعاً غير مُقيِّد من القلب ثُلاثي الأُذَينات مع عدم وجود حالات شاذة مرتبطة به.
وأضاف د. أوباديايا: “إن المعالجة الناجحة لهذه الحالة دون جراحة تسلط الضوء على فعالية التقييم الشامل والأساليب غير الجراحية في علاج حالات القلب النادرة، و قد أصبح المريض خالياً من الأعراض في غضون أيام قليلة وهو يستمر في العمل بشكل جيد، وذلك بفضل التقييم التفصيلي للحالة والعلاج الطبي.”
القلب ثُلاثي الأُذَينات (Sinister Cor Triatriatum ) حالة نادرة جداً (نسبة حدوثها 0.004% في عموم البشر الطبيعيين و0.1 إلى 0.4% ممن لديهم تشوهات قلب خلقية)، كما يمكن أحياناً تشخيص القلب ثُلاثي الأُذَينات كنتيجة عرضية خاصة عند البالغين، وهو يتطلب تقييماً دقيقاً لتحديد نوعه الفرعي والأعراض المرتبطة به، بالإضافة إلى التخطيط لمزيد من العلاج.
يؤكد مستشفى أستر المنخول التزامه بتقديم رعاية استثنائية للقلب، والاستفادة من خبراته وقدراته التشخيصية المتقدمة لمعالجة أمراض القلب النادرة والمعقدة بفعالية


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حدث فلكي نادر: ظهور نجم جديد في السماء

في الأيام القادمة، يتوقع العلماء أن تكون الأرض على موعد مع حدث فلكي نادر وغير مسبوق، وهو ظهور نجم جديد في سماء الليل.

هذا النجم ليس جديدًا تمامًا، بل هو نجم ميت يُسمى "T Coronae Borealis"، ويقع في كوكبة "الإكليل الشمالي" على بعد 3000 سنة ضوئية من الأرض.


أقرأ أيضاً.. هل أسرت الأرض القمر؟ دراسة جديدة تكشف تفاصيل مذهلة

 

 


النجم "T Coronae Borealis" هو قزم أبيض، وهو نوع من النجوم الميتة التي استهلكت وقودها النووي بالكامل. بعد انتهاء دورة حياة النجوم، تتبقى هذه الأجسام، والتي تكون عادةً أصغر وأكثف بكثير من النجوم العادية.

تتشكل هذه النجوم عندما تنهار نوى النجوم الكبيرة تحت تأثير جاذبيتها، مما يؤدي إلى تكوين قزم أبيض. النجم "T Coronae Borealis" يتغذى على المواد من نجم عملاق أحمر قريب. تتم هذه العملية عندما يسحب القزم الأبيض الغاز من النجم العملاق، مما يؤدي إلى تراكم المادة على سطحه. يمكن أن يؤدي هذا التراكم في النهاية إلى حدوث انفجار.



 

يعتبر هذا الحدث نادرًا للغاية بسبب فترات الانفجار الطويلة. "T Coronae Borealis" ينفجر عادةً مرة واحدة كل 80 عامًا تقريبًا، وكانت آخر مرة انفجر فيها في عام 1946. لذا فإن هذه الفترة الطويلة تجعل من رؤيته فرصة شبه نادرة في حياة الإنسان. كما أن عدم توفر التلسكوبات الحديثة خلال آخر انفجار للنجم، يعني أننا اليوم لدينا فرصة فريدة لرصد هذا الحدث باستخدام تقنيات متقدمة.



أقرأ أيضاً.. رصد ندبة على نجم قزم أبيض "آكل" للأجرام السماوية


أخبار ذات صلة رائدا فضاء يصلان إلى محطة الفضاء الدولية المشي على القمر.. وأنت في الأرض.. حقيقة أم خيال؟

عندما تتجمع كمية كبيرة من المادة على سطح القزم الأبيض، تصل درجة الحرارة والضغط إلى مستويات عالية جدًا، مما يؤدي إلى انفجار نووي. هذا الانفجار يعرف بـ "السوبرنوفا" أو "النوفا"، ويكون عادةً مذهلاً من حيث اللمعان. العلماء يراقبون حاليًا انخفضًا في سطوع النجم، وهو علامة على أن الانفجار قد يكون وشيكًا. لكنهم العلماء غير متأكدين من التوقيت الدقيق.




 

عندما ينفجر النجم، سيكون مرئيًا للعين المجردة لبضعة أيام، مما يتيح لهواة الفلك فرصة للاستمتاع بعرض كوني مذهل. خلال هذه الفترة، سيتفوق بريقه على العديد من النجوم الأخرى في السماء. العلماء سيستخدمون تلسكوبات متقدمة، مثل تلسكوب "فيرمي" للأشعة السينية و"جيمس ويب" لالتقاط تفاصيل الانفجار. هذه الأدوات ستساعدهم على قياس اللمعان ودرجة حرارة المادة المنبعثة من النجم، مما يمنحهم معلومات قيمة حول طبيعة هذا الحدث الفلكي.


 

يمتلك هذا الحدث أهمية علمية كبيرة، حيث سيوفر للعلماء معلومات قيمة حول كيفية تفاعل النجوم مع بعضها البعض وكيف تتطور خلال مراحلها المختلفة. سيمكنهم فهم آليات الانفجارات النجمية بشكل أفضل، وهو موضوع لا يزال غير مفهوم تمامًا. علاوة على ذلك، سيتعاون علماء الفلك من جميع أنحاء العالم في مراقبة هذا الحدث، مما يعزز التعاون الدولي في مجال العلوم الفلكية. ستعمل تلسكوبات مختلفة معًا لمراقبة النجم من زوايا وأطوال موجية مختلفة، مما يتيح لهم جمع بيانات شاملة حول الانفجار.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينجح بإعادة قدرة المشي لطفل يعاني من انزلاق غضروفي نادر بالورك
  • وزير التموين: الدعم النقدي هو الوسيلة الأيسر لعدم وقوع الفساد
  • نجاح أول عملية قسطرة قلبية في هيئة مستشفى الثورة بالحديدة
  • حدث فلكي نادر: ظهور نجم جديد في السماء
  • النظام الإسرائيلي يبلغ سكان جنوب بيروت بالاخلاء الفوري
  • انخفاض جديد يصل إلى 150 جنيها بقفص الطماطم في مصر.. تعرف علي أهم 7 عوامل لقلب السوق
  • عالم أزهري: شفاء المريض بسبب السحر بيد الله وليس له علاقة بفك العمل
  • اكتشاف فأس من العصر البرونزي عمره 5 آلاف عاماً
  • اليونان: العثورعلى جثث ما لا يقل عن 8 سائحين هذا الصيف بسبب موجة الحر الشديدة
  • إصابة 16 شخصا فى حادث تصادم بالشرقية