يكشف الاستطلاع الذي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي أن غالبية الإسرائيليين، اليهود والعرب على حد سواء، يشككون في إمكانية تحقيق "النصر المطلق" في صراع إسرائيل مع حماس. 

وبحسب الاستطلاع فإن 51% من اليهود الإسرائيليين و77.5% من العرب الإسرائيليين يعتقدون أن تحقيق النصر الكامل غير مرجح.

لقد ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا هدف "النصر الكامل" في خطاباته، مؤكدا أن الحرب لن تنتهي إلا عندما يتم تحقيق هذا الهدف.

ومع ذلك، تشير نتائج الاستطلاع إلى تباين في الرأي بين الإسرائيليين، حيث أعرب 84% من المشاركين من اليسار، و63% من المشاركين من الوسط، و55% من المشاركين من اليمين عن شكوكهم في تحقيق النصر المطلق.

علاوة على ذلك، يسلط الاستطلاع الضوء أيضًا على التباينات فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية. وبينما يعارض 63% من اليهود الإسرائيليين هذه الفكرة، فإن أغلبية كبيرة من 73% من العرب الإسرائيليين تؤيدها.

توفر نتائج الاستطلاع نظرة ثاقبة لوجهات النظر المتنوعة داخل المجتمع الإسرائيلي فيما يتعلق بالصراع المستمر وآفاق حله.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

النصر الإسرائيلي الزائف

 

 

تكليف الحكومة الإسرائيلية لأحد الضباط الإسرائيليين بوظيفة حاكم عسكري لقطاع غزة خطوة إعلامية تثير السخرية، فكل متابع للأحداث في قطاع غزة، وكل قارئ لتاريخ الاحتلال، وكل عارف ببواطن الأمور، يدرك أن الجيش الإسرائيلي لم يرفع حصاره عن قطاع غزة على مدار عشرات السنين، وقد مارس أحد ضباط الجيش الإسرائيلي الرقابة والمتابعة لكل شؤون قطاع غزة الاقتصادية والحياتية قبل معركة طوفان الأقصى؟ فقطاع غزة الذي طرد الصهاينة من داخل غزة سنة 2005، عجز عن كسر الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي من الخارج، ولم تتحرر غزة من تدخل الجيش الإسرائيلي في شؤونها الحياتية والمعيشية، منذ هزيمة 1967، وحتى اليوم.
ترقية ضابط إسرائيل من رتبة عقيد إلى رتبة عميد، وتكليفه بإدارة شؤون غزة، وكل ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية المقدمة لسكان غزة، هذا التعيين تحاول إسرائيل أن تظهره كانتصار، وتوحي بأنه متغير استراتيجي، وأن الجيش الإسرائيلي قد تمكن من السيطرة على غزة، وبسط نفوذه على مناطقها بالكامل، وقد صار للجيش اليد الطولي في شؤون حياة الناس الخاصة والعامة، ولا مناص لأهل غزة إلا اللجوء للحاكم العسكري الإسرائيلي الجديد، لتسهيل سفرهم، وتنقلهم، وطعامهم وشرابهم، وشراء حاجاتهم الحياتية من التجار الإسرائيليين، وهذه هي الكذبة الإسرائيلية الكبرى، فما كان لتجار غزة من قبل أن يستوردوا شيئاً دون التصريح الإسرائيلي، وما كان لعمال غزة من التحرك للعمل دون موافقة الجهات الإسرائيلية المختصة، وما كان لشركة الكهرباء الفلسطينية استيراد ما تحتاجه من كهرباء دون موافقة المسؤولين الإسرائيليين، وما كان لصيادي الأسماك في قطاع غزة من دخول البحر إلا وفق المسافة التي يحددها الضابط الإسرائيلي، فما الذي سيضيفه هذا العقيد الإسرائيلي من إجراءات عقابية ضد أهالي قطاع غزة؟ لقد ترافق تعيين حاكم عسكري لغزة، مع قرار الحكومة الإسرائيلية مواصلة السيطرة على محور صلاح الدين “فيلادلفيا”، رغم اعتراض وزير الحرب على القرار، الذي يعكس خلافات عميقة بين المستويين السياسي والعسكري. السيطرة على محور صلاح الدين “فيلادلفيا” ليس بالجديد، فقد كان الجيش الإسرائيلي يسيطر على هذا المحور قبل عشرين سنة، ومع ذلك، عجز الجيش الإسرائيلي عن حماية نفسه، ومواصلة السيطرة على هذا المحور، في ذلك الوقت الذي كانت مواقع الجيش محمية بشريط المستوطنات، فكيف حال قوت الجيش الإسرائيلي في هذ الأيام؟ وكيف لهم السيطرة على محور صلاح الدين “فيلادلفيا”؟ وهم يواجهون رجال المقاومة، الذين بدأوا عملية الحفر من تحت الأرض، للوصول إلى المواقع الإسرائيلية التي عرض خرائطها نتانياهو على الحكومة، وبكل تأكيد سيصل المقاومون إلى المواقع الإسرائيلية في غضون أسابيع أو أقل، وسيفجرونها بما احتوت من معدات وجنود، وهذا الذي تدركه جيداً قيادة الجيش، وهي ترفض البقاء في المحور، وتعترض على خطة رئيس الوزراء، وتختلف معه بلسان وزير الحرب العارف بأدق تفاصيل العجز العسكري. ضابط برتبة عميد كحاكم عسكري لغزة بمثابة تخبط سياسي، يستحق الاستخفاف والسخرية، ولاسيما أن الجيش الإسرائيلي المهزوم، لا يمكث في مدن وشوارع غزة أكثر من عدة أيام، ويهرب بدباباته من المكان، فكيف سيحكم غزة من داخلها، ضابط إسرائيلي لا وجود لقواته على الأرض؟ وكيف سيقيم الضباط الإسرائيليون مواقعهم في محوري وادي غزة “نتساريم” ومحور صلاح الدين “فيلادلفيا” في الوقت الذي يفر فيه الجيش الإسرائيلي من المدن والمخيمات والقرى في قطاع غزة، رغم تدميرها؟ القرار الإسرائيلي بشأن حاكم عسكري لقطاع غزة، وبشأن بقاء الجيش الإسرائيلي في محور صلاح الدين، قرارات حكومة تحاول أن تصدر نفسها لأمريكا على أنها انتصرت في الحرب، وتحاول أن تقدم نفسها للمجتمع الإسرائيلي على أنها قد انتصر النصر المطلق في الحرب، وتحاول أن توهم الأنظمة العربية، بأن إسرائيل لا تهزم أبداً، وأنها انتصرت، وأنها على حق، وهي تواصل حربها ضد المدنيين في قطاع غزة، وتحاول الحكومة الإسرائيلية من وراء هذه الحملة الإعلامية أن تؤثر على موقف رجال المقاومة على طاولة المفاوضات، وهذا ما لم يتحقق لجيش وقف عاجزاً أمام بوابات غزة.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .

مقالات مشابهة

  • استطلاع لـABC: أغلبية الناخبين الأميركيين يعتقدون أن ترامب يتمتع "بصحة بدنية وحضور ذهني" أفضل من هاريس
  • تحقيق الجيش الإسرائيلي: مقتل عائشة ليس متعمدا
  • تواصل أعمال استطلاع ثقة المستهلك بسلطنة عُمان
  • استطلاع رأي يظهر تقاربًا شديدًا بين ترامب وهاريس في السباق الرئاسي الأمريكي
  • استطلاع رأي يظهر تعادل هاريس وترامب في المرحلة الأخيرة من السباق الانتخابي
  • النصر الإسرائيلي الزائف
  • استطلاع: هاريس وترامب متعادلان تقريبًا قبل نهاية الحملات الانتخابية
  • استطلاع رأي يظهر تقاربا شديدا بين ترامب وهاريس
  • هاريس أم ترامب.. ماذا يقول أحدث استطلاع للرأي؟
  • هاريس وترامب متعادلان تقريبا في استطلاع جديد