لجريدة عمان:
2024-12-17@02:50:14 GMT

المواطنة الصالحة

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

تواصل سلطنة عمان عبر العديد من المسارات الاهتمام بالمواطنة الصالحة، وتنشئة جيل متمسك بعاداته وتقاليده ومعتز بوطنه وهويته وتراثه، في إدراكٍ لأهمية الحفاظ على فكر ناصع وواع للأجيال، يستطيع من خلاله مواجهة ما يتعرَّض له من استهداف ممنهج يحاول المساس بالهوية والمواطنة العمانية وتراثها الأصيل.

وفي كل مرة تتزايد فيها موجة الاستهداف للنيل من فكر الأجيال والناشئة، ومحاولات التسلل لتحجيم هويتهم وتراثهم ومنجزات أوطانهم، يرتفع سقف الوعي المجتمعي ليشكّل سدًا منيعًا لا يمكن اختراقه، مستندا في ذلك إلى توجيهات القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الداعي دائما للاعتزاز والتمسك بالهوية العمانية والتراث الأصيل والسمت العماني الرزين.

وعزز ما كشف عنه صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، في جلسات ملتقى (معا نتقدم) في نسخته الثانية بإصدار الموسوعة العُمانية للناشئة التي من المتوقع تدشينها قريبا، الجهود التي تبذلها سلطنة عمان ممثلة بالجهات الحكومية والرسمية؛ لترسيخ المواطنة والاهتمام بالأجيال والنشء باعتبارهم عماد المستقبل الذين تعتمد عليهم الأوطان لحمل الأمانة وبناء الغد المشرق لعمان.

كما أن ما كشف عنه معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام في الملتقى ببدء العمل على مشروعين استراتيجيين للقوة الناعمة يشملان الثقافة والرياضة والإعلام والهوية وحضارة سلطنة عُمان لتعظيم مكانتها وتاريخها ونقلها للأجيال القادمة، يؤكد العمل على مسارات متعددة لترسيخ الهوية الوطنية والتركيز على حماية فكر الأجيال من أي تسلل فكري يستهدف هويتهم وتراثهم وأصالتهم، من خلال تبنّي رسالة إعلامية ومحتوى إعلامي عبر وسائل الإعلام، التي تعد واحدة من أهم الوسائل وتسهم في تعزيز الهوية وترسّخ الفكر الوطني لدى الأجيال وحبهم واعتزازهم بتاريخهم المجيد.

إن سلطنة عمان ممثلة في المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، أمام مرحلة جديدة من العمل لأجل إنجاح التوجه الرامي إلى ترسيخ الهوية الوطنية لدى الأجيال، والجميع في هذه المرحلة مطالب أن يسهم في هذا المشروع الوطني الذي يستهدف نواة المستقبل وفكرهم وتعزيز انتمائهم الوطني، عبر تعزيز فكرهم وحث روحهم المعنوية على أن تكون معتزة بما تملكه من إرث وتاريخ وحضارة عمانية ضاربة في عمق التاريخ، لها إسهامات إنسانية ومواقف تاريخية مشرّفة يفخر بها كل عماني، وهذه المنجزات والشواهد التاريخية التي تقف شاهدة في كل شبر من هذا الوطن العزيز، يجب أن تعرفها الأجيال وأن تصل إليها وتتعرّف على ما صنع الآباء والأجداد من أمجاد لتكون عمان كما هي اليوم.

كما أن ما خطّته كتب التاريخ وما ترويه سيرة أبناء الخليج والتاريخ العربي عن سيرة وأمجاد أبناء عمان عبر التاريخ جديرة أن تقرأه الأجيال وتتعرف عليه، لتتفتح عقولهم وأفكارهم على إرث عريق مليء بالفخر والاعتزاز.

إن التوجه نحو ترسيخ نهج (المواطنة الصالحة) يتطلب عملا متكاملا، حيث يأتي دور الأسرة والمجتمع كواحد من قواعد نجاح التوجه لتنشئة جيل قادر على تجاوز التحديات وثورة وسائل التواصل الاجتماعي التي أسهمت في دخول بعض الأفكار إلى المجتمع خاصة الشباب والأجيال الناشئة، ومن هنا يأتي دور الأسرة لتمارس واجباتها تجاه تنشئة الأجيال في بذل المزيد من الجهود لتربية الأبناء تربية صالحة وغرس الهوية الوطنية والاعتزاز بالوطن والمواطنة، واستنهاض روحهم المعنوية لتكون دائما شامخة معتزة بنفسها وواثقة في تاريخها ومستقبلها.

سلطنة عمان تمتلك إرثًا حضاريًا وتاريخيًا ضاربًا في القِدم، توارثه العمانيون جيلًا بعد جيل، حافلًا بالمفاخر ومرصّع بالاعتزاز، وتشهد عليه قارات العالم وشعوبها، لذلك فإننا عندما نتحدث عن الاعتزاز بالهوية والتاريخ والأصالة فإننا نتحدث عن مفخرة حقيقية يحق لنا ولأجيالنا أن نعتز بها ونتفاخر ونتمسك بها، وأن لا نصغي لكل من يشكك بهذا الإرث الكبير الحافل بالمنجزات عبر التاريخ.

وعندما تتضافر الجهود وتتحد الأفكار ويعمل الجميع وفق منظومة وطنية متكاملة وهدف واحد، فإن النجاح دائما سيكون حليفا لهذا العمل، خاصة إذا ما كان العمل مخلصا تجاه الأجيال والوطن ورفعته ومستقبله الزاهر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

التضخم في سلطنة عمان من بين أدنى المعدلات عالميا

مسقط - العُمانية
ظلت ظاهرة التضخم المتفاقم عالميًّا موضع الاهتمام والمتابعة طوال السنوات الماضية لاحتواء معدلاته ضمن مستهدفات السياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية لسلطنة عُمان, وتجنب تفاقمه للمعدلات التي شهدها الكثير من الدول المتقدمة والناشئة والنامية، مما أثر على نمو الاقتصاد وعلى مستويات المعيشة في هذه الدول.

وأدى تفشي الجائحة في عام 2020 وما صاحبها من إغلاقات وقيود على الحركة والأنشطة الاقتصادية إلى مشكلات في سلاسل التوريد والإمداد وحركة التجارة العالمية وارتفاع كلفة الخدمات وأسعار الغذاء، وواصلت الصعود بفعل تداعيات الأزمة في أوكرانيا وتأثيراتها على أسعار الطاقة والخدمات وكلفة الشحن والتأمين، والسلع الغذائية مثل الحبوب والبذور والزيوت النباتية والحليب، وأسفرت كافة هذه التطورات عن تفاقم التضخم عالميا ليصل إلى أعلى مستوياته خلال عام 2022.

وفي ظل هذه الأزمة، انعكست تأثيرات الارتفاعات العالمية على الأسواق المحلية مع استيراد الاحتياجات من السلع والمنتجات، وقد أسهمت التدابير والسياسات الاستباقية لسلطنة عمان في إبقاء معدلات التضخم عند مستوى معتدل حتى خلال ذروته عالميًّا في عام 2022, وكان التضخم في أسعار المستهلكين في سلطنة عُمان من بين أدنى المعدلات في العالم وضمن الحدود الآمنة المستهدفة في الخطة الخمسية العاشرة 2021-2025.

وتشير بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن متوسط معدل التضخم وفقا للأرقام القياسية لأسعار المستهلكين في سلطنة عُمان سجل نحو 1.7 بالمائة خلال الفترة من 2021-2023, وانخفض إلى ما يقل عن واحد بالمائة في نهاية عام 2023, وخلال العام الجاري 2024, بلغ معدل التضخم في أسعار المستهلكين نحو 0.8 بالمائة خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر الماضي .

وتفاوتت معدلاته بين مختلف المحافظات حيث سجل التضخم أدنى المعدلات في محافظة جنوب الباطنة بنسبة 0.4 بالمائة, وبنسبة 0.6 بالمائة في محافظتي مسقط وظفار, وبنسبة 0,7 بالمائة في كلٍّ من محافظتي الظاهرة والبريمي, و0.8 بالمائة في محافظة شمال الباطنة, في حين تم تسجيل أعلى معدل للتضخم في محافظة جنوب الشرقية بنسبة 1.9 بالمائة وفي كل من محافظتي مسندم والوسطى بنسبة 1.6 بالمائة ومحافظة شمال الشرقية بنسبة 1.3 بالمائة ومحافظة الداخلية بنسبة 1.1 بالمائة, وبشكل عام يرتبط تفاوت معدلات التضخم على النطاق الجغرافي بعدد من العوامل أهمها الموقع الجغرافي ونشاط الاقتصاد المحلي في كل محافظة.

ويأتي تراجع التضخم على أساس سنوي بنهاية أكتوبر من عام 2024 مقارنة مع نفس الشهر من عام 2023 في ظل استقرار الأسعار القياسية لمجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى, ومجموعة الاتصالات, ومجموعة التبغ, وتراجع الأرقام القياسية لأسعار مجموعة النقل بنسبة 2.6 بالمائة, مع ارتفاع أسعار مجموعة السلع الشخصية المتنوعة والخدمات بنسبة 4.8 بالمائة ومجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 3.5 بالمائة ومجموعة الصحة بنسبة 3.2 بالمائة, مع زيادات محدودة في مجموعات المطاعم والفنادق, والملابس والأحذية, والأثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية وأعمال الصيانة, والتعليم.

وأشار التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي في نوفمبر الماضي إلى تراجع التضخم في سلطنة عُمان إلى 0.6 بالمائة خلال الفترة من بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري 2024، مقابل نسبة تضخم بلغت 0.9 بالمائة في عام 2023, لتظل معدلات التضخم في أسعار المستهلكين عند مستويات منخفضة في سلطنة عمان.

وتتوقع وزارة الاقتصاد أن يظل معدل التضخم معتدلا وضمن المستهدفات على المدى المتوسط، كما تتابع الوزارة من خلال مؤشر تنافسية المحافظات تطورات التضخم في مختلف المحافظات بهدف تحديد تفاوتات الأسعار والعوامل المؤثرة على التغير في الأسعار للمساعدة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات تحد من هذه التفاوتات وتحقق توازن الأسواق والأسعار.

وأكدت وزارة الاقتصاد على أن تعزيز الإنفاق الاجتماعي وعلى الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم والإسكان يمثل أولوية حافظت عليها سلطنة عُمان لتحسين مستويات المعيشة وتخفيف أعبائها وترقية الخدمات حتى إبان فترة تأثر الوضع المالي للدولة بتبعات الجائحة وتراجع أسعار النفط, حيث تم إطلاق حزمة من المبادرات الاجتماعية التي أسهمت في مساندة الفئات المتأثرة بتبعات الأزمات العالمية.

ومن المتوقع أن ينخفض التضخم الكلي عالميًّا إلى نسبة 5.8 بالمائة في 2024, مما يشير إلى أن جهود البنوك المركزية تحقق نجاحا متزايدا في احتواء التضخم, وبناء على هذه التطورات, قام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته للتضخم خلال العام المقبل, وبعد أن كانت التوقعات تشير إلى معدل تضخم متوقع يبلغ 4.4 بالمائة في عام 2025، تم خفض التوقعات إلى 3.5 بالمائة مع حلول نهاية العام القادم 2025.

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم
  • سلطنة عمان .. “العمل” تُصدر قرارين لتنظيم حماية الأجور وانتقال القوى العاملة غير العمانية
  • كلمة سلطنة عمان أمام لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • تأثُّر أجواء سلطنة عُمان بموجة غبار قادمة من إيران
  • التضخم في سلطنة عمان من بين أدنى المعدلات عالميًا
  • التضخم في سلطنة عمان من بين أدنى المعدلات عالميا
  • رئيس "جهاز الرقابة" يُدشن الهوية البصرية الترويجية لمحافظة الداخلية.. غدًا
  • عُمان تشهد حراكا دبلوماسيا واقتصاديا كبيرا
  • النجد.. سلة الاكتفاء الغذائي في سلطنة عمان
  • رئيس جمهورية بيلاروس يصل سلطنة عمان