٣٠٠ شاب عربي ومصري يزرعون الأشجار بالأقصر ضمن حائط صد للمتغيرات المناخية
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
شارك ٣٠٠ شاب وفتاة من ١٠ دول عربية من الشباب الحاضرين للمؤتمر الثاني عشر الذي ينظمه الاتحاد العربى للشباب والبيئة بعنوان "الماء والأمن الغذائى ..قضايا حياة"، تحت رعاية الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، ومظلة جامعة الدول العربية واليونسيف ووزارة البيئة واكساد، في زراعة العديد من الأشجار بالغابة الشجرية بمنطقة الحبيل بمدينة البياضية بالاقصر ، للتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وأعرب المشاركون عن سعادتهم بالمشاركة في هذه التجربة نظرًا لأهمية تلك الأشجار في الحد من آثار التغيرات المناخية وتحسين جودة الهواء لما تنتجه من كميات كبيرة من غاز الاكسجين اضافة الى توفير العديد من فرص العمل لاهالى قرية البياضية فى انتاج الاخشاب من هذه الغابات والتى يتم ريها من محطات معالجة الصرف الصحى بالمحافظة.
وطالبوا بمزيد من الفعاليات وعقد مجموعة من اللقاءات بمختلف الجامعات المصرية لتأهيل الشباب للمساهمة في الحفاظ على البيئة والتعرف على التحديات التي تواجه البيئة.
من جانبه، أكد ممدوح رشوان رئيس المنتدى، أن مشاركة الشباب من شتي الدول العربية والجامعات المصرية بزراعة أشجار كرسالة تضامنية للمساهمة في الحفاظ على البيئة والتعرف على التحديات التي تواجه البيئة والمياه والتغيرات المناخية خاصة وان بيئة الغابات الشجرية تساعد كثيراً فى مواجهة أزمات التصحر، معربا عن سعادته بمشاركة الشباب في تقديم الرؤى والأفكار لوضعها ضمن توصيات المنتدي التي سوف ترفع للجهات المعنية للاخذ بها ووضعها في حيذ التنفيذ .
وقال الدكتور إيهاب عبد العزيز مدير برنامج الإصحاح البيئى بمنظمة اليونيسيف "قمنا اليوم بزراعة شجرة لمشاركة الشباب فى هذه الفاعلية الهامة التى تعرف الشباب من خلالها على كيفية استخدام مياه الصرف المعالج فى رى الاشجار.
من جانبه، أكد المهندس وليد صبحي المدير التنفيذي للمنتدى الحرص على أن يشارك الشباب العربي والمصري المشارك في المنتدي بزراعة أشجار لكل الدول وبخاصة دولة فلسطين وحرصت كل الوفود المشاركة علي التقاط صورة تذكارية كرسالة تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن زراعة الأشجار في كل منتدي عادة سنوية يقوم بها الاتحاد العربي لنشر التوعية بالحفاظ على البيئة في إطار توعية الشباب بأهمية الحفاظ على المياه وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
وأشار صبحى الى أن الاتحاد العربي في الفترة المقبلة لديه خطة عمل لإقامة مجموعة من الفعاليات لتثقيف الشباب إضافة لزراعة الاشجار ضمن إستراتيجية عمل الاتحاد لتعريف الشباب بأهم المناطق الصالحة للزراعة وبدورنا التوعوي لتدريب وتأهيل الشباب، لوضع حلول لحل مشكلة الأمن الغذائي ، مثمنا مشاركة اللواء أحمد محمد رمضان ،رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر ، المهندس عوض شفيق، استشارى الغابات الشجرية، والمهندس محمد علي احمد مدير الغابات الشجرية .
وعلى هامش الفاعلية، قام المهندس عبدالله البيز ممثلا عن المملكة العربية السعودية بزراعة شجرة خاصة وأنه سبق وان قام خلال عام ٢٠٠٨ بزراعة شجرة مماثلة، معربا عن سعادته لرؤيتها تنمو فى الغابة الشجرية وتساهم فى تحسين جودة الهواء حيث تنتج الشجرة الأكسجين النقيّ الضروري للتنفس، وتصفى أوراقها الجوّ من الغبار والملوثات الضارة مثل الأوزون، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وغيرها من الجسيمات الملوثة للهواء.
بدوره، قال محمد شعبان المنسق الإعلامي للاتحاد العربي للشباب والبيئة إن التغيرات المناخية تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي حيث تسبب هذه التغيرات في تأثيرات سلبية على العديد من الجوانب الحيوية للإنسان، بما في ذلك الأمن المائي والغذائي حيث تؤدى التغيرات المناخية إلى زيادة في درجات الحرارة وتقليل كمية الأمطار مما يؤثر على توزيع الموارد المائية وزيادة ندرتها وبالتالي قد يؤدي هذا إلى نزاعات مائية بين دول مختلفة وانعكاسات سلبية على استقرار المجتمعات جدير بالذكر أن الغابة الشجرية بمحافظة الأقصر أصبحت أكبر غابة شجرية في مصر بعد أن وافقت الأجهزة المعنية على ضم 1941 فدانا إضافيا إليها تعتمد في ريها على مياه الصرف الصحي المعالجة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة
إقرأ أيضاً:
حقول المستقبل الذكية تقاوم هبات التهديدات المناخية
أولت الكثير من الدول مواجهة التحديات في القطاع الزراعي من خلال برامج دعم الابتكارات الزراعية وإطلاق استراتيجيات للحد من التأثيرات المناخية، وشمل هذا الدعم تمويل دراسات وأبحاث في مجال الابتكارات الزراعية إضافة إلى تبني استراتيجيات خلق الوعي لدى المزارعين حول التغيرات المناخية وطرق مواجهتها. وقد بدأ مفهوم الزراعة الحديثة Modern Agriculture بالظهور في بدايات القرن الثامن عشر، وأدى هذا المفهوم إلى ثورة كبيرة في عالم الإنتاج الزراعي خلال وقت قصير من الزمن، فتمّ اتباع أساليب زراعية جديدة ومبتكرة كان من شأنها زيادة الناتج الزراعي بشكل كبير جدا، وتم من خلال هذا النظام استغلال الموارد الزراعية المتوفرة بشكل مثالي، ومن الأساليب الزراعية التي ظهرت في تلك الفترة هو تغيير نظام دورة المحاصيل من ثلاثة محاصيل إلى أربعة، كما أصبحت عمليات إكثار المحاصيل ذات النوعية الممتازة (التهجين الانتقائي) تتم بشكل كبير، ثم تم إدخال الجرارات الآلية لحرث الأرض، وقد تم حماية المحصول من التلف كوضع السموم للأعشاب الضارة التي تنمو بين المحاصيل، والحرص على زراعة أنواع من المحاصيل ذات قدرة على مقاومة الأمراض، فضلا عن استخدام العديد من المواد الطبيعية كالسماد الطبيعي، ولقد تطورت أساليب الزراعة الحديثة مع التقدم العلمي، وتطوير مصادر طاقة جديدة، ففي حين كان المزارع العادي في بدايات القرن العشرين ينتج محصولا يكفي لعائلته فقط، أصبح بإمكانه الآن إنتاج محصول زراعي يكفي لعشرات العائلات. إن استخدام تكنولوجيا الزراعة الحديثة لم يسهم فقط بالتأثير بشكل إيجابي على المجال الزراعي، بل إن له دورا في المضي قدما بعجلة التنمية الحضرية وتطور الثورة الصناعية، إذ أدت إمكانية الحصول على ناتج جيد من المحاصيل بأيد عاملة قليلة إلى توفير هذه الأيدي وتوجيهها إلى قطاعات أخرى كالصناعة. وفي ضوء التغيرات المناخية وما أحدثته من تحديات لقطاع الزراعة، ظهر ما يعرف بالزراعة الذكية وتعني انتهاج أساليب زراعية جديدة تأخذ في الحسبان التغيرات المناخية، ويقوم نهج الزراعة الذكية على تطوير استراتيجيات زراعية تضمن الأمن الغذائي المستدام.
تعديل البيئة الزراعية وتحويرها من بين الأساليب الزراعية والتقنيات المبتكرة والمستخدمة في مجال الإنتاج الزراعي المطبقة في الزراعة المحمية وتعرف Protected Agriculture وهي أحد الأساليب الزراعية القائمة على تعديل البيئة الطبيعية وتحويرها للوصول إلى المستوى الأمثل لنمو النباتات فيها، حيث يتيح هذا الأسلوب في الزراعة زيادة إنتاجية المحاصيل الخضرية والبستانية بجودة عالية في بيوت زجاجية، وفي المناطق التي تعاني من مشاكل تجعل الزراعة التقليدية فيها مستحيلة، ويتم ذلك من خلال التحكم في عوامل بيئية؛ كالإضاءة، ودرجة الحرارة، والرطوبة، والتهوية عن طريق مراوح وأجهزة تكييف خاصة. الأمر الذي شجع الباحثين إلى التوجه إلى دراسة وتقييم هذه التقنيات وباستخدام مواد متوفرة في سلطنة عمان ويمكن شراؤها بسهولة. وفي هذا المجال قامت الوزارة ممثلة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بعمل العديد من الدراسات البحثية ذات العلاقة باستخدام التقنيات الحديثة في البيوت المحمية والزراعة المائية، وإيجاد أصناف من محاصيل الخضر والفاكهة والمحاصيل الحقلية ذات إنتاجية وجودة عالية، إضافة إلى استخدام تقنيات التحسين والتهجين للحصول على الأصناف المتحملة للظروف المناخية للسلطنة. وتم تنفيذ تجارب تتعلق بإنتاج الخضار في غير موسمها للتغلب على التحديات المرتبطة بالمناخ وذلك باستخدام التقنيات الزراعية للبيوت المحمية المبردة وتقنية الزراعة المائية والأحيومائية وذلك بهدف تحسين الإنتاجية والتقليل من استهلاك المياه، حيث تم نقل هذه التقنيات لدى المزارعين في مختلف المحافظات. ومن بين البحوث التي تم تنفيذها تبريد المحلول المغذي المستخدم في الزراعة المائية لتقليل تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل. والتي أسهمت بشكل كبير في رفع الإنتاجية إلى حوالي 40% من خلال تهيئة الظروف الملائمة للنباتات لامتصاص الأسمدة بكافة مكوناتها، وقد تم نشر هذه التقنية لدى المزارعين من خلال برامج نقل التقنية الذي تقوم به الوزارة في مختلف أنحاء سلطنة عمان. وفي الزراعة المائية التي تعرف بـHydroponic التي هي أحد الأساليب الزراعية القائمة على استبدال التربة بمحلول يحتوى على العناصر الغذائية التي تحتاجها النبتة، ويتم استخدامها لزراعة الخس، والطماطم، والفلفل، والخيار، والفراولة، إلخ.. يتم في هذه التقنية تزويد الماء بالعناصر الغذائية المناسبة حسب نوع المحصول المراد إنتاجه، حيث تم إجراء دراسة في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية حول تأثير المحاليل المغذية على إنتاجية الخيار تحت ظروف البيوت المحمية المبردة باستخدام تقنية الزراعة دون تربة (النظام المفتوح)، وقد أشارت الدراسة إلى أن المحلول المغذي الجديد قد تفوق في إنتاجية أصناف الخيار بنسبة (8%)، وتم نشر هذه التقنية مع المزارعين من خلال برنامج نقل تقنيات الزراعية المحمية.
| |