خبير آثار يشيد بترميم مخطوط سفر المزامير بالمتحف القبطي
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
شهد السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، فعالية الاحتفال بمرور 114 عام على إنشاء المتحف القبطي بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة وافتتح قاعة عرض مخطوط سفر المزامير بعد الانتهاء من ترميمه وتوثيقه.
وفى ضوء ذلك يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بأن مبنى المتحف القبطي نفسه مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، تم إنشاؤه عام 1898م وافتتاحه رسميًا عام 1910، ليصبح بذلك المتحف الأول والوحيد بالعالم المتخصص في الآثار القبطية.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن واجهة المتحف القبطى هى رسالة سلام ومحبة فى حد ذاتها باعتبارها لوحة معمارية استثنائية لا مثيل لها فى العالم وقد قام مؤسس المتحف القبطى مرقص سميكة باشا بنسخ واجهة جامع الأقمر الفاطمى بشارع المعز لتكون واجهة المتحف القبطى حين تأسيسه لتؤكد قيم التلاحم والتعانق بين الأديان فى مصر وأن العمارة المسيحية والإسلامية فى مصر هى منظومة تواصل حضارى وتأثير وتأثر وتشابك والتحام فى نسيج واحد بخيوطه من سداه ولحمة.
الرموز المسيحية
وتعد هذه الواجهة نموذجًا طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر وقد أضاف إليها الفنان التشكيلى راغب عياد الرموز المسيحية، وولد مرقص سميكة عام 1864 فى عائلة قبطية عريقة تضم رجال دين ورجال قضاء وعمل بالآثار القبطية حتى وفاته وكان عضوًا فى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلى دار الآثار العربية وعضو مجلس الأثريين فى لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ومن مؤلفاته دليل المتحف القبطى والكنائس الأثرية فى مجلدين باللغتين العربية والإنجليزية ووضع فهارس المخطوطات العربية والقبطية الموجودة بالمتحف القبطى.
ويضيف الدكتور ريحان بأن المتحف القبطى يقع بمنطقة مصر القديمة أمام محطة مترو الأنفاق وقد أفتتح رسميًا عام 1910 وأنشئت المبانى الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض التابعة لأوقاف الكنيسة القبطية قدمها البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 وقد سمح أيضًا بنقل جميع التحف والأدوات القبطية الأثرية كالمشربيات والأسقف والأعمدة الرخامية والنوافذ واللوحات والحشوات الخشبية المنقوشة والأبواب المطعمة والأرائك والبلاطات الخزفية التى كانت فى منازل الأقباط القديمة و ظل المتحف القبطى ملكًا للبطريركية حتى عام 1931حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة لأنه يمثل حقبة هامة من سلسلة حقبات الفن والتاريخ المصرى القديم وتقديرًا لمرقص سميكة باشا قامت الحكومة بعمل تمثال نصفى له على نفقة الدولة أقيم وسط الحديقة الخارجية أمام مدخل المتحف.
وتابع الدكتور ريحان بأن المتحف القبطى يضم حوالي 16000 قطعة أثرية مرتبة فى 12 قسم ترتيبًا تاريخيًا، ومن أهم مقتيناته شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ (نهاية القرن 4م)، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية (القرن 6م)، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح (القرن 7م)، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب (القرن 7م)، مسرجة من البرونز لها مقبض على شكل الهلال والصليب (القرن 13م).
ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الأثاث الخشبية والأبواب المطعمة والباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، كما يضم لفائف نبات الأكانتس وأوراق العنب وأفاريز مزدانة بأرانب وطواويس وطيور، علاوة على مخطوطات للكتاب المقدس
ونوه الدكتور ريحان إلى أن مخطوط مزامير داود هو أقدم نسخة كاملة من كتاب المزامير، عثر عليه تحت رأس مومياء طفلة في مقبرة تعود إلى الفترة المسيحية المبكرة في محافظة بني سويف خلال فترة الثمانينات، تاريخه يرجع إلى الفترة بين القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ويتضمن 151 مزمورًا مكتوبة باللغة القبطية، موزعة على 244 صفحة مصنوعة من الرق “جلد الغزال”.
عرض للمرة الأولى داخل المتحف القبطي عام 2006، وبقي داخل “فاترينة” زجاجية لسنوات حتى تقرر تشكيل لجنة في 2019 للوقوف على حالته ومدى حاجته للترميم، حيث اكتشفت اللجنة أن المخطوط لحقت به كثير من الأضرار، وأن صفحاته مصابة جميعها بالجفاف الشديد الذي يعرضها للكسر، فضلًا عن التصاق الصفحات وتآكل أجزاء منها، ما كان يعني ضرورة التحرك لترميمه، وهي العملية التي انتهت بنجاح وتم إعادة عرض المخطوط أمام الجمهور داخل المتحف القبطي أمس فى احتفالية كبرى
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القبطي المتحف القبطي إنشاء المتحف القبطي مجمع الأديان سفر المزامير مخطوط سفر المزامير المتحف القبطی الدکتور ریحان
إقرأ أيضاً:
افتتاح فعاليات المؤتمر الطلابي الثاني بكلية آثار جنوب الوادي
انطلقت كلية الآثار بـ جامعة جنوب الوادى، فعاليات المؤتمر الطلابى الثانى تحت عنوان «الآثار فى صعيد مصر الأعلى عبر العصور"، تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوى، رئيس الجامعة.
جاء ذلك بحضور الدكتور بدوى شحات نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والدكتور وائل بكرى رشيدى، عميد كلية الأثار، والدكتور عصام حشمت محمد، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب والدكتور محمود سيد، وكيل كلية الآثار بجامعة الأقصر، والدكتورة إيمان أبوزيد، عميد الكلية السابق ووكلاء الكلية وأعضاء هيئة التدريس.
تعليم قنا يبحث مع مجلس الآمناء سبل التعاون وحل المشكلات بالمدارس محافظ قنا يفتتح محطة رفع الصرف الصحى الفرعية بـ قفط
أعرب الدكتور أحمد عكاوى، رئيس جامعة جنوب الوادى، عن سعادته بالمشاركة فى هذا العرس العلمي، مؤكداً أنه دائماً يجد نفسه سعيداً حين ينعقد مؤتمر أو ندوة أو أى فعالية علمية، وأن هذا هو الدور الحقيقي للجامعة مع الأنشطة الطلابية.
وقدم عكاوى، الشكر لكلية الآثار وأساتذتها، مؤكداً انها تعد كنز من كنوز جامعة جنوب الوادي بما تضمه من مبدعين وأصحاب فكر، مشيداً بدورهم في محافظتهم على التراث من خلال إشرافهم على نقل مكتبة القبة بالجامعة بما تحويه من مخطوطات وكتب نادرة.
وأشار رئيس جامعة جنوب الوادى، إلى أن اهتمام الجامعة بتنمية مهارات البحث العلمى لدى طلاب المرحلة الجامعية الأولى يساهم فى توسعِها وتطورها وكذلك يعمل على تأهيل هؤلاء الطلاب لسوق العمل بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، مشيدا بالقائمين على تنظيم المؤتمر، مؤكداً ضرورة التوسع فى إقامة مثل هذه المؤتمرات العلمية.
وقال الدكتور وائل بكرى رشيدى، عميد كلية الآثار، إن المؤتمر فى عامه الثانى يشهد مشاركة أكبر من العام السابق، حيث شارك في هذا المؤتمر 76 طالب وطالبة بزيادة عن العام الماضي بنحو 46 طالب وطالبة، مما يدل على إقبال وحرص الطلاب على المشاركة في مثل هذه الفعاليات العلمية.
وأشار عميد كلية الآثار ، إلى أن عدد المشاركين من الكلية 36 طالب، بالإضافة إلى 40 طالب من خارج الجامعة من كليات الآثار على مستوى الجمهورية، كما يشارك ٥ طلاب من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بدولة الجزائر وطالبة من كلية الآثار جامعة سامراء.
وقال الدكتور عصام حشمت، وكيل كلية الآثار لشؤون التعليم والطلاب ومقرر المؤتمر، إن المؤتمر يهدف إلى تنمية مهارات البحث العلمي لدى طلاب المرحلة الجامعية الأولى من خلال تدريبهم على البحث العلمي بإتباع أساليب ومناهج علمية وذلك بقصد تنمية قدرات الطلاب الإبداعية وتحفيزهم على الابتكار.
وأوضح حشمت، أن نشر ثقافة البحث العلمي يعد أحد الركائز الأساسية للتنمية من خلال الاستثمار في البشر، وأن المؤتمر يتضمن عدة محاور تتعلق بالدراسات الاثرية بمختلف تخصصاتها على مر العصور والاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في الحفاظ على هذا الإرث الحضارى.
وأشار الدكتور محمود سيد، وكيل كليه الآثار لشؤون التعليم والطلاب بجامعة الأقصر ، إلى أن مشاركة جامعة الأقصر فى هذا المؤتمر جاء حرصاً منها على التعاون المستمر مع جامعة جنوب الوادى وخدمة الدراسات الأثرية وتنمية قدرات طلاب الكلية.