إعادة تقييم حل الدولتين.. تحليل نقدي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
في مقالة مثيرة للفكر نُشرت مؤخراً في مجلة فورين أفيرز، يتعمق الباحثان مارك لينش وشبلي تلحمي في الواقع المرير للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويتحديان جدوى حل الدولتين الذي طال أمده. يقدم المقال الذي يحمل عنوان "سراب الدولتين: كيفية كسر دائرة العنف في واقع الدولة الواحدة"، حجة مقنعة ضد النهج التقليدي لحل الصراع المستمر في المنطقة.
يقدم لينش وتلحمي نقدًا لاذعًا لرد إسرائيل على هجوم حماس في 7 أكتوبر، مسلطين الضوء على العواقب الإنسانية الكارثية للصراع. ومع مقـ تل ما يقدر بنحو 24.000 فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 10.000 طفـ ل، وتدمير أو تضرر 70 بالمائة من منازل غزة، يرسم المؤلفون صورة مروعة للدمار الذي أحدثته العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويؤكدان على الحاجة الملحة لإعادة تقييم المسار الحالي للصراع، بحجة أن حل الدولتين التقليدي لم يعد خيارًا ممكنًا.
ويؤكد المؤلفان أن العوامل الرئيسية، بما في ذلك صعود القيادة الإسرائيلية اليمينية المعارضة لإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم شعبية السلطة الفلسطينية بين الفلسطينيين، وانتشار المستوطنات الإسرائيلية، جعلت حل الدولتين غير قابل للاستمرار. ويؤكدان أن استمرار سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، إلى جانب رفضها لإقامة دولة فلسطينية، يشير إلى واقع الدولة الواحدة بحكم الأمر الواقع الذي يتميز بحكم أشبه بالفصل العنصري.
علاوة على ذلك، ينتقد لينش وتلحمي دور الولايات المتحدة في إدامة الوضع الراهن، ويتهمان الإدارات المتعاقبة بتمكين الحكومة اليمينية في إسرائيل والفشل في احترام القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان. ويجادلان بأن دعم واشنطن الثابت لإسرائيل يقوض مصداقيتها كمدافع عن القيم الليبرالية والنظام الدولي القائم على القواعد.
في ضوء هذه التحديات، يدعو المؤلفان إلى تغيير نموذجي في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويدعوان إلى الابتعاد عن السعي العقيم لتحقيق حل الدولتين ويحثان الولايات المتحدة على إعطاء الأولوية للالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والمساءلة لجميع الأطراف المعنية. ويقترحان ربط المساعدات المقدمة لإسرائيل بالامتثال لهذه المبادئ ويؤكدان على أهمية تعزيز التوصل إلى حل عادل ومنصف للصراع.
عموماً، يقدم مقال لينش وتلحمي تقييماً واقعياً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويدعو إلى اتخاذ إجراءات جريئة لمعالجة أسبابه الجذرية. ومن خلال تحدي الحكمة التقليدية والدعوة إلى إعادة تقييم سياسة الولايات المتحدة، فإنهما يساهمان برؤى قيمة في النقاش الدائر حول أحد أكثر الصراعات استعصاءً على الحل في الشرق الأوسط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسرائیلی الفلسطینی الولایات المتحدة حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر الفلسطيني: التحقيق الإسرائيلي في مقتل المسعفين "مزيف"
انتقدت خدمة الإنقاذ الفلسطينية الرئيسية في غزة، يوم الاثنين، التحقيق الإسرائيلي في مقتل 15 من المسعفين الشهر الماضي، وقالت إنه "تحقيق مزيف".
وفي بيان، قالت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" إن التحقيق يؤكدة "إصرار الاحتلال على إخفاء الحقيقة عن العالم".
واتهمت الجمعية إسرائيل بتقديم "مزاعم كاذبة" بأن فرق الإنقاذ الطبية هي جزء من حماس وسألت لماذا تواصل إسرائيل احتجاز مسعف نجا من الهجوم.
وأضافت "ندعو المجتمع الدولي إلى الامتناع عن تصديق وقبول نتائج التحقيق الملفق التي أعلنها الاحتلال".
نتائج التحقيق
وأعلن الجيش عن نتائج تحقيقه يوم الأحد، قائلا إنه وجد "إخفاقات مهنية" وأقال نائب قائد كتيبة في ما وصفه بأنه حادث.
وقد قتل 15 شخصا في الواقعة التي حدثت يوم 23 مارس الماضي من بينهم ثمانية من أفراد الهلال الأحمر الفلسطيني وستة من عناصر الدفاع المدني التابع لحكومة حماس وموظف تابع للأمم المتحدة.
وقامت القوات بجرف الجثث مع المركبات المحطمة ودفنهم في مقبرة جماعية.
ولم يتمكن عمال الإغاثة والأمم المتحدة من الوصول إلى الموقع لاستخراج الجثث إلا بعد مرور أسبوع.
مقطع فيديو يدحض الرواية الإسرائيلية
يذكر أن إسرائيل زعمت في البداية أن سيارات المسعفين لم تكن تحمل إشارات طوارئ عند تعرضها لإطلاق النار من قبل الجنود، لكنها تراجعت لاحقا عقب نشر مقطع فيديو تم استرجاعه من هاتف محمول لأحد المسعفين يدحض الرواية الإسرائيلية الأولى لإطلاق النار.
وتظهر لقطات مصورة تم الحصول عليها من الحادث أن أضواء سيارات الإسعاف كانت تصدر وميضا، عكس ادعاء الجيش الإسرائيلي.
وخلص التحقيق العسكري إلى أن نائب قائد الكتيبة "بسبب ضعف الرؤية خلال الليل"، اعتقد أن سيارات الإسعاف تابعة لمسلحي حماس".
وذكر التحقيق أن القوات الإسرائيلية "اعتقدت بالخطأ أنها تواجه تهديدا حقيقيا من قوات معادية".
وأوصى الجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات تأديبية بحق ضباط كبار من كتيبة الاستطلاع المشاركة في الحادث، حيث تقرر إعفاء نائب قائد الكتيبة الذي أشرف على العملية ميدانيا من منصبه بسبب تقديمه تقريرا "غير كامل وغير دقيق حول ما حدث"، أما قائدها الأعلى فسيتلقى توبيخا رسميا