سكورسيزي ممثلا.. المخرج الأميركي يخوض مغامرة جديدة في بين يدي دانتي
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
انضم المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، المرشح لجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon)، إلى فريق عمل فيلم "بين يدي دانتي" (In the Hand of Dante)، لكنه لن يمارس مهنته التي اشتهر بها منذ أكثر من 50 عاما، بل سيمثل دورا صغيرا في العمل الذي يخرجه جوليان شنابل.
ونشرت مجلة "فارايتي" تقريرا أكدت فيه أن سكورسيزي سيظهر في دور صغير -لكنه مؤثر- إلى جانب كل من الممثلين أوسكار إيزاك وغال غادوت وجايسن موموا وجيرارد بتلر وآل باتشينو.
وقصة "بين يدي دانتي" مقتبسة من رواية للكاتب نيك توشيس، تحمل نفس الاسم، وتدور أحداثها بين القرنين الـ14 والـ21، وينسج الكاتب خلالها قصتين منفصلتين، تدور أحداث إحداهما في القرن الـ14 في إيطاليا وصقلية، ويظهر فيها دانتي أليغييري، فيما تدور أحداث الأخرى في خريف عام 2001، وتتميز بنسخة خيالية من نيك توشيس باعتباره بطل الرواية.
تتفاعل القصتان، التاريخية والحديثة، حيث يحاول دانتي الانتهاء من كتابة أعظم أعماله، ويذهب في رحلة للمعرفة الصوفية في صقلية. في هذه الأثناء، يتم استدعاء توشيس، باعتباره خبيرا في دانتي، من قبل تجار السوق السوداء للشهادة على صحة مخطوطة ملحمة "الكوميديا الإلهية" التي من المفترض أن دانتي كتبها بنفسه.
ودانتي أليغييري الذي يدور حوله الفيلم هو شاعر إيطالي ومؤلف ملحمة "الكوميديا الإلهية"، التي تعتبر واحدة من أهم القصائد في العصور الوسطى، وتعتبر أعظم عمل أدبي في اللغة الإيطالية.
دور صغيرتدور قصة الفيلم حول المخطوطة الأصلية لكتاب دانتي أليغييري "الكوميديا الإلهية"، والتي تظهر مهربة في السوق السوداء في مدينة نيويورك، ويتم تعيين شخصية إسحاق من قبل العصابة للتحقق من صحتها، لكنه يسرقها، وينطلق هاربا. في هذه الأثناء، تتكشف قصة أليغييري نفسه عندما يهرب من زواج بلا حب إلى صقلية ليكتب ملحمته الفنية.
وكشف المخرج جوليان شنابل أن شخصية سكورسيزي الحكيم، الذي لم يتم الكشف عن اسمه في العمل، أرسلها الشاعر الإيطالي غيدو كافالكانتي لإرشاد أليغييري في رحلته في "الكوميديا الإلهية"، وقد أثرت الشخصية على أليغييري لـ20 عاما، كانا يلتقيان خلالها كثيرا.
وأشاد شنابل بأداء المخرج البالغ من العمر (81 عاما) قائلا "لا يمكنك أن ترفع عينيك عنه".
وفي فيلم "بين يدي دانتي"، يجسد الموسيقي والممثل البريطاني بنيامين كليمنتين شخصية شيطانية تنتقل بين الماضي والحاضر، ومن بين أعضاء فريق التمثيل البارزين الآخرين جون مالكوفيتش ولويس كانسيلمي. تم تصوير الفيلم في إيطاليا، وقد يظهر لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي القادم.
سكورسيزي الممثلولن تكون مشاركة سكورسيزي كممثل هي الأولى في تاريخه، وإنما ظهر في أدوار صغيرة في أفلام، مثل "آنا بافلوفا" (Anna Pavlova) في 1983، المستوحى من السيرة الذاتية لراقصة الباليه الروسية الأسطورية، كما شارك في فيلم "نحو منتصف الليل" (Round Midnight) في 1986 للمخرج الفرنسي برتراند تافيرنييه، والذي يدور حول موسيقي أميركي موهوب ونصف مجنون، يقرر الهروب لباريس، وهناك يلقى الدعم ويحقق النجاح.
وفي أفلامه كمخرج، ظهر سكورسيزي في فيلم "سائق التاكسي" (Taxi Driver) في عام 1976 بدور راكب سيارة أجرة للحظات على الشاشة، وظهر أخيرا في فيلمه الشهير" قتلة زهرة القمر"(Killers of the Flower Moon). الذي حصل على 10 ترشيحات لجوائز الأوسكار، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل مخرج، وتعلن نتائجها النهائية في العاشر من مارس/آذار القادم.
توج مارتن سكورسيزي بجوائز من أرفع المهرجانات الدولية، ومنها السعفة الذهبية بمهرجان كان الفرنسي عن "سائق التاكسي"، وعاد ليفوز بجائزة أحسن إخراج في المهرجان ذاته عن فيلم "بعد ساعات" (After Hours) في 1986، وحصل على الأسد الذهبي في مهرجان البندقية لأحسن إخراج عن فيلم "الأصدقاء الطيبون" (Goodfellas) في 1990، ثم الأسد الذهبي الشرفي عام 1997.
وكرمته فرنسا أيضا بمنحه جائزة سيزار الشرفية عام 2000، وانتظر المخرج طويلا قبل أن يعلن عن اسمه فائزا بأوسكار أحسن مخرج عن فيلم "المغادرون" (The Departed) في 2007.
وتوّج بجوائز الغولدن غلوب أكثر من مرة، انطلاقا من جائزة أحسن إخراج عن "عصابات نيويورك" (Gangs of New York) في 2003، والجائزة نفسها عام 2007 عن "المتسللون"، مرورا بجائزة سيسيل دي ميل عام 2010، وصولا إلى جائزة أحسن إخراج عن فيلم "هوغو" (Hugo) عام 2012.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أحسن إخراج فی فیلم عن فیلم
إقرأ أيضاً:
FT: أردوغان يخوض رهانا محفوفا بالمخاطر بشأن السلام مع الأكراد
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريرًا، يسلّط الضوء على محاولة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التوصّل لاتفاق لإنهاء الصراع مع الأكراد؛ مبرزًا دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، عبد الله أوجلان، أتباعه، لإنهاء الكفاح المسلح، ما قد يحقق لأردوغان دعمًا سياسيًا حاسمًا رغم وجود تحديات كبيرة أمام تحقيق هذا السلام.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "الهجوم الذي وقع في تشرين الأول/ أكتوبر على مقر شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية كان تذكيرًا صارخًا بأن حزب العمال الكردستاني لا يزال يشكل تهديدًا مميتًا على الرغم من الحملة العسكرية التي لا هوادة فيها ضد مسلحيه".
وتابع: "الآن، بعد أربعة عقود من القتال وفقدان 40 ألف شخص، يلوح في الأفق أمل حذر بشأن إمكانية انتهاء الصراع الذي يطارد تركيا، ففي يوم الخميس الماضي، دعا عبد الله أوجلان، الذي أسّس حزب العمال الكردستاني سنة 1978 ويقضي عقوبة السجن مدى الحياة، أتباعه، إلى إلقاء أسلحتهم وحلّ الحزب".
وأبرز: "في حال استجاب حزب العمال الكردستاني لدعوة أوجلان، فإنّ ذلك سيحقق لأردوغان تحولًا سياسيًا قد يضمن لأطول زعيم تركي في الحكم دعمًا حيويًا من المشرعين المؤيدين للأكراد".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "الحاجة إلى حل النزاع أصبحت أكثر إلحاحًا بعد أن أطاحت القوات المدعومة من تركيا بنظام الأسد في سوريا؛ حيث يمكن أن تقوض جماعة مسلحة يهيمن عليها الأكراد جهود أردوغان للمساعدة في تحقيق الاستقرار في البلاد".
واسترسلت: "غير أن هذا المسعى محفوف بالمخاطر؛ فقد انهارت آخر محاولة قام بها أردوغان للتفاوض على حل سياسي مع حزب العمال الكردستاني في عام 2015 في أسوأ قتال منذ عقود".
"قد جرت المحادثات الأخيرة مع أوجلان خلف جدار من السرية، ومن غير المعروف ما الذي يرغب أي من الطرفين في التنازل عنه، وقد قال حزب العمال الكردستاني إنه يأمل في إطلاق سراح أوجلان، وسعى في الماضي إلى إصدار عفو واسع النطاق عن المقاتلين في صفوفه" بحسب التقرير نفسه.
وأشار إلى قول الجماعة، السبت، إنها ستعلن وقف إطلاق النار استجابة للدعوة ولكن نزع السلاح يتطلب "قيادة عملية" من أوجلان، وذلك وفقًا لبيان صادر عن اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، نُشر على مواقع إخبارية مقربة من الجماعة.
وأوضحت الصحيفة أنّ: "الكثير من أكراد تركيا، البالغ عددهم 17 مليون نسمة، ينظرون إلى أوجلان باعتباره القائد الرمزي للنضال من أجل حقوق الأكراد"، وقال في مناشدته، إنّ: حزب العمال الكردستاني تأسّس عندما كانت "السياسة الديمقراطية" محرمة على الأكراد، لكن قبول تركيا للهوية الكردية والتحسينات الأخرى تعني أن حزب العمال الكردستاني: "قد أكمل عمره الافتراضي وبات حله ضروريًا".
وأردف: "قدرة أوجلان على التأثير على مقاتلي حزب العمال الكردستاني البالغ عددهم نحو 5,000 مقاتل سوف تكون الآن على المحك".
وذكرت الصحيفة أنّ: "المحاولة الأخيرة لتأمين السلام تضمّنت مناقشات حول تعزيز الحقوق الثقافية والسياسية للأكراد، لكنها انهارت بعد أن فاز حزب سياسي مؤيد للأكراد بأكبر حصة من الأصوات على الإطلاق، وحرم حكومة أردوغان من الحكم".
واسترسلت: "ردّ الجيش التركي بهجوم شرس في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية في جنوب شرق البلاد، وطرد حزب العمال الكردستاني الذي تقلص حجمه إلى حد كبير".
ووفق الباحث في المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول، جمعة تشيتشك، فإنّ: "التركيز على نزع سلاح حزب العمال الكردستاني دون معالجة المظالم الكردية قد يقضي على الجهود الرامية إلى تأمين سلام طويل الأمد".
وقال تشيتشك، الذي ألّف كتابًا عن الصراع والمحاولات السابقة لإحلال السلام، إنّ: "القضية الكردية أكبر من مجرد حزب العمال الكردستاني، وأن التوصل إلى حل دائم يتطلب إرساء الديمقراطية والقضاء على التفاوت الاقتصادي والتمييز الذي يواجهه الأكراد".
وأوضح التقرير: "لم يتقدم أوجلان بأية مطالب للحكومة، ولكن حزب الشعوب الديمقراطي والمساواة، ثالث أكبر كتلة برلمانية، والذي يتألف أغلب أعضائه من الأكراد، ظل لفترة طويلة يطالب بتعليم اللغة الكردية وإطلاق سراح آلاف الساسة والناشطين من السجون".
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن بعض المحللين أنّ: "أردوغان قد يضطر إلى تلبية بعض أهداف الحزب الديمقراطي من أجل الفوز بدعمه إما لتغيير الدستور لإلغاء القيود على مدة الولاية أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، إذا ما ترشح للرئاسة مرة أخرى".
وأضافت: "كما يمكن أن يؤدي تحقيق السلام مع حزب العمال الكردستاني إلى تحقيق تقدم كبير في مهمة أردوغان لتحقيق الاستقرار في سوريا في ظل حكومة جديدة صديقة؛ حيث تعدّ قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة هي التهديد الأكبر لهؤلاء الحكام الجدد، والتي يهيمن عليها الأكراد والمقربة من حزب العمال الكردستاني".
ووفقا لمدير مركز الدراسات الكردية في ديار بكر، ريها روهافي أوغلو، فإنّ: "النجاح مع حزب العمال الكردستاني سوف يمهد الطريق للمصالحة مع أكراد سوريا"، مبرزا: "غير أن إقناع قوات سوريا الديمقراطية بالتراجع لن يكون سهلُا أيضُا".
وأشار: "قال قائدها مظلوم عبدي، يوم الخميس، إنه يرحب بدعوة أوجلان -التاريخية- إلا أنه ليس لنا علاقة بها في سوريا". فيما أشارت الصحيفة إلى أنّ: "أردوغان يأمل على الأرجح أن يساعد السلام في الداخل في إقناع واشنطن بالتخلي عن دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، وأعربت إدارة ترامب عن أملها في أن تخفف دعوة أوجلان من مخاوف تركيا بشأن الجماعة السورية".
وتابعت: "سواء نجحت مناورة أردوغان أو انتهت بمزيد من العنف، فإن الرئيس التركي سيكون "الرابح الأكبر" في نهاية المطاف، بحسب غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن".
وختمت بالقول: "لكن بالنسبة لفاطمة، وهي عاملة نسيج تبلغ من العمر 42 سنة توفي شقيقها الذي كان يقاتل في صفوف حزب العمال الكردستاني، فإن رسالة أوجلان تقدم أول بصيص أمل منذ عقد من الزمن: للأكراد والأتراك الذين سئموا الحرب".