أرشيف بدوي.. معرض صور فوتوغرافية يروي قصة الإسكندرية في 80 عاما
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
في استديو تصوير صغير يقع في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية، بدأت الحكاية التي تشبه الأفلام السينمائية، حيث دخل مجموعة من الأصدقاء إلى مكان مهجور، ليكتشفوا هناك أنهم على مقربة من اكتشاف كنز لم يخطر في بالهم.
هذا بالضبط ما حدث للأصدقاء الثلاثة، عبد العزيز بدوي (32 عاما)، وحازم جودة (35 عاما)، وأحمد ناجي دراز (37 عاما)، وهم يمتهنون التصوير الصحفي، ويجمعهم شغف التصوير وحب الكاميرا.
ومن خلال الصدفة البحتة، اجتمعوا على مشروع جمع وتوثيق وأرشفة ما تركه جد الأول، أحمد بدوي، المصور الأشهر في الإسكندرية خلال أربعينيات القرن الماضي.
أحمد بدوي المصور السكندري الأشهر منذ أربعينيات القرن الماضي (الجزيرة) دعوة من حفيد بدويبدأت القصة بدعوة عبد العزيز بدوي لصديقيه لزيارة استديو جده، والمغلق منذ وفاته في عام 2013، في زيارة عادية لاستديو التصوير القائم منذ الأربعينيات في بناية آيلة للسقوط.
لكن الزيارة لم تنته نهاية عادية، إذ اكتشف المصورون الثلاثة "الكنز" الذي تركه بدوي الجد في قبو الاستديو، مئات الأفلام المحمضة وآلاف الصور لأحداث وتفاصيل الإسكندرية، صور الشواطئ والبنايات والشوارع والحدائق والأزقة، وجوه ومناسبات عائلية، لقاءات فنية وصور رسمية، أرشيف هائل من الصور التي تروي تاريخ محافظة الإسكندرية وأحيائها ومبانيها وأهلها منذ عام 1939 وحتى عام 2007 حين أصيب بألزهايمر، وبدأ في الانزواء بعيدا عن هوايته الأثيرة.
زائرة تقف مشدوهة لحرفية المصور العبقري الذي سبق زمانه بزمن (الجزيرة) كنز من الصورجلس الأصدقاء الثلاثة أمام كنز أحمد بدوي مشدوهين، ليس فقط لأهمية الصور التوثيقية، لكن "لحرفية المصور العبقري الذي سبق زمانه بزمن"، كما يقول المصور أحمد ناجي دراز للجزيرة نت، و"المفاجأة ليست فقط في الصور والكم الهائل من الذكريات، لكن أيضا المدرسة التي استخدمها أحمد بدوي، والتي تتفوق على المدارس الحالية في التصوير، فرغم التطور الذي شهدته الصورة الفوتوغرافية حاليا، فإن صور بدوي أكثر تطورا من وقتنا الحالي".
يحكي دراز عن الجد بدوي وعن شغفه بالتصوير الذي بدأ من أوائل عمره حين عمل مع المصورين الأجانب القدامى في الإسكندرية قبل أن يفتتح الاستديو الخاص به في كوم الدكة منذ عام 1939، لتبدأ قصته مع الصورة وهي القصة التي يقول عنها دراز "يجب أن تروى".
رواد المعرض يطالعون باهتمام صور الإسكندرية في 80 عاما (الجزيرة) المتحف اليوناني الروماني يستقبل أرشيف بدويضمن فعاليات أسبوع الإسكندرية للصورة، دشن الأصدقاء الثلاثة معرضهم تحت عنوان "أرشيف بدوي".
المشروع الذي بدأه الأصدقاء الثلاثة لإنقاذ أرشيف الأستديو القديم وترميمه وتوثيقه تاريخيا، لم يحظ بالدعم حتى من عائلة بدوي نفسه، وعى الرغم من توارث المهنة عن الأب، فإن الشغف الحقيقي لا يورث، وانقرضت المهنة من بينهم، ولم يتذكر أحد منهم الأهمية التاريخية لما تركه الوالد إلا بعد أن رأوه معلقا يُحتفى به في "أسبوع الصورة" والذي أفتتح مطلع فبراير/شباط الجاري، في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
الجد بدوي عمل مع المصورين الأجانب القدامى في الإسكندرية قبل أن يفتتح الاستديو الخاص به عام 1939 (الجزيرة)"تحمسنا للمشروع كان أكبر من كونه مجرد شغف بالفن، لكنه شعور بأهمية تلك الصور، وأهمية وجودها كأرشيف لحظي لكل ما مرت به الإسكندرية خلال 80 عاما".
ويحكي دراز عن الحماسة التي جمعت ثلاثتهم، وعلمتهم أشياء جديدة في أنفسهم لم يكونوا يعلمون حتى بوجودها، مثل "ترميم الصور وأرشفتها وتأريخها وتقسيمها، لم نكن نعلم عنها شيئا، وبدأنا كل أعمال الإصلاح والأرشفة بالاستعانة بأساتذة لنا، وحتى أعمال النجارة والكهرباء أثناء المعرض كلها تعلمناها ومارسناها لأول مرة من أجل بدوي".
التجربة أشبه بفتح ألبوم الصور القديمة للعائلة بحسب رواد معرض أرشيف بدوي (الجزيرة) أرشيف بدوي.. ألبوم عائلة كبيروكانت التجربة أشبه بفتح ألبوم الصور القديمة للعائلة، هكذا كانت تدور أغلب تعليقات الزائرين لمعرض أرشيف بدوي، صور الأفراح والشواطئ والبورتريهات والاحتفالات بالثورة والنكسة والحرب، كلها أحداث مرت على ملايين المصريين، فوجدوها أمامهم من جديد في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
كثيرون ممن تابعوا المعرض نشروا ذكرياتهم مع المصور أحمد بدوي (الجزيرة)يقول دراز للجزيرة نت "من ألطف المواقف التي حدثت بالمعرض أن سيدة كانت تتجول في المتحف، وتشاهد الصور وفجأة وقفت أمام صورة لها في شبابها معلقة في المتحف، كانت قد تصورتها في استديو بدوي منذ سنوات طويلة، لم تكن الحادثة الوحيدة، ولكن كثيرين ممن تابعوا المعرض نشروا ذكرياتهم مع المصور أحمد بدوي، الذي تملك كل عائلة في الإسكندرية صورا لها من تصويره".
سيدة تقف أمام صورة لها في شبابها معلقة في المتحف، كانت قد تصورتها في استديو بدوي منذ سنوات طويلة (الجزيرة)وليست الصور فقط هي التي يحتويها المعرض، فهناك بعض أدوات التصوير المستخدمة قديما، حيث احتفظ بدوي بكاميراته المختلفة على مدى عمره.
ويأمل دراز وصديقاه أن يكملا المشروع لنهايته وتوثيق تراث المصور السكندري أحمد بدوي، الذي لم يلق تكريما ملائما قبل أن يتم نشر أعماله من خلال المعرض، وأن يتم توثيق الأرشيف بما يتلاءم مع كونه ثروة موثقة لـ80 عاما مرت على محافظة الإسكندرية.
كل عائلة في الإسكندرية لها صور فوتوغرافية في أرشيف بدوي (الجزيرة)ويتمنى دراز أن تصبح تلك الصور متاحة مؤرشفة وموثقة من خلال موقع إلكتروني يسهل العمل عليها للباحثين والمؤرخين والكتاب والصحفيين.
كما يأمل الحفيد عبد العزيز بدوي أن يحصل اسم جده على تكريم لائق بتاريخه وما قدمه من إسهام في توثيق تاريخ محافظة الإسكندرية على مدار 80 عاما، وأن يجد ما تبقى من أرشيف، لم يتم الكشف عنه لصعوبة التعامل الفردي معه، اهتماما كافيا ليظهر للنور في معارض أخرى تحمل اسم المصور السكندري الأشهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الإسکندریة فی المتحف أحمد بدوی مع المصور
إقرأ أيضاً:
"السويسي الذي خدع اسرائيل".. وثائقي في احتفالية بحضور أسرة الهوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بحضور ابنة وحفيد البطل أحمد الهوان (جمعة الشوان) ابن السويس ورجل المخابرات المصرية، قام صالون "سواسية" الثقافي بعرض الفيلم الوثائقي (السويسي الذي خدع اسرائيل) بمشاركة رواد الصالون وحشد من المثقفين والقائمين والمهتمين بالشأن العام، وقدم الاحتفالية الإذاعي أحمد عامر.
عقب عرض الفيلم، الذي أنتجه الصالون، استعرضت مها أحمد الهوان وحفيده (محمد هشام) ذكرياتهم العائلية والانسانية بالبطل مع مقارنته بأحداث المسلسل الذي قدم فيه الفنان عادل إمام شخصية (الشوان) تجسيداً للدور الوطني لابن السويس فى مسلسل (دموع فى عيون وقحة) عن ملف المخابرات وقصة صالح مرسي.
ودار نقاش واسع من جمهور الصالون حول أهمية الاهتمام بالانتماء الوطني للشباب والأجيال القادمة خصوصاً ما يقوم به العدو الإسرائيلي من مجازر بشرية وجرائم ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.