المسلة:
2025-02-02@08:45:55 GMT

إيران في عيد ثورتها الـ45.. هل من قراءة جديدة؟

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

إيران في عيد ثورتها الـ45.. هل من قراءة جديدة؟

21 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

إحتفل الإيرانيون في الأسبوع الماضي بالذكری الخامسة والأربعين لانطلاق الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الراحل آية الله الخميني عام 1979؛ وسط تحديات يشهدها الداخل الإيراني من جهة والمحيط الإقليمي من جهة أخرى.

لطالما طرح كثيرون وجهات نظرهم إزاء الثورة الإيرانية وموقفها من قضايا المنطقة الساخنة منذ 45 عاماً حتى يومنا هذا.

ومن الطبيعي جداً أن ينطلق هؤلاء في مقارباتهم من الموقع السياسي الذي يتخندقوا هم فيه. منهم المعارض ومنهم المؤيد وثالثهم بين بين؛ منهم من قال عن “الثورة” إنها “أم الفوضی” ومنهم من بارك لها “إنجازاتها” برغم عمرها القصير؛ منهم من قيَّمها من زاوية طائفية مذهبية ومنهم من نعتها بأنها “عنصرية”.. وهكذا دواليك. لنفترض أن تعدد وجهات النظر والإشكاليات هو أمر إيجابي لمصلحة جمهورية صاعدة ولكنها تستمر محل أخذ ورد عند النخب والمثقفين العرب بسبب دورها وانخراطها في كافة الملفات الإقليمية ولا سيما منها العربية.

ما يُريح الإيرانيون أنهم يرون محيطهم مهتماً بهم حتی وإن كان هذا الإهتمام يتخذ أبعاداً متعددة بين النقد والتفهم والتهجم لأن ذلك يعني ـ حسب مفهوم الإيرانيين ـ أنهم باتوا مؤثرين إلى حد كبير في واقعهم الإقليمي.

إتهم البعض الإيرانيين في يوم ما بأنهم باتوا مسيطرين علی أربع عواصم عربية.. وفي يوم آخر قال بعضهم إنهم أسّسوا جيوشاً وميليشيات في بلدان عربية معينة؛ فيما ردّد آخرون أن ما تشهده المنطقة هو انتقام لدماء الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة بأمر من رئيسها السابق دونالد ترامب قبل أربع سنوات قرب مطار العاصمة العراقية. يفضي ذلك كله إلى الإستنتاج أن إيران اليوم لا تنام علی حافة السرير الإقليمي بل هي منخرطة في التفاصيل من أجل تمرير وترسيخ مشروعها في المنطقة وأحد أبرز ركائزه مقاومة الإحتلال الإسرائيلي وجعل المنطقة خالية من التواجد العسكري الأجنبي لأنها تعتقد أن هاتين الركيزتين من شأنهما تحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة وجعل دول المنطقة تعيش بعيداً عن الحروب والأزمات والتوترات لتَعارض الأهداف والمنطلقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ودول المنطقة وشعوبها من جهة أخری. في الوقت نفسه، ثمة اشكالات تُواجِه النظام السياسي في إيران، ورُبّ قائل إن دستور الدولة لم يُقدّم نموذجاً حضارياً قادراً على التعايش والإندماج مع المحيطين الإقليمي والدولي أو أن النظام نجح في استغلال عواطف شعوب المنطقة التي انسجمت مع قيم الثورة التي بشّر بها الإمام الخميني، ولا سيما لجهة كسر الهيمنة الغربية وبناء بدائل وطنية تستند إلى الإمكانات الوطنية التي من شأنها حفظ كرامة شعوب عانت مطولاً من الإحتلال والاستغلال والديكتاتورية والظلم والإستبداد.

لقد أوردت هذه المقدمة الطويلة لعلمي بأن الإشكاليات مطروحة في أكثر من دائرة في محيطنا العربي لكن يجب أن ننظر إلى هذه الثورة وفق مفاهيم أخری ليس من أجل تغيير قناعاتنا وانما من أجل تحديد الموقف الصحيح لآلية التعامل مع النظام السياسي الإيراني لأنه في نهاية المطاف هو جزء منا كدول عربية؛ وهو موجود بيننا كدول إقليمية؛ وهذه الضرورة تتطلب أن يفهم بعضنا الآخر علی حقيقته وليس كما نتمنی أو كما نُفكّر أو نعتقد. الإيرانيون قاموا بثورة عام 1979 ونجحوا في إسقاط نظام دكتاتوري مستبد يحظى بدعم غربي وأمريكي واضح جعله “شرطي الخليج” لأعوام عجاف. نظّموا استفتاء علی شكل النظام وعلی الدستور الذي كتبته أقلام إيرانية قبل أن يتم تشكيل الجمهورية الإسلامية التي استندت إلی صناديق الإقتراع في تعيين الرئيس والبرلمان ومجالس المحافظات وحتی المرشد عبر مجلس خبراء القيادة الذين ينتخبون بواسطة تلك الصناديق. كل ذلك تم في دولة من الدول النامية في وقت كان الاستبداد هو السائد في أكثر من دولة من دول العالم الثالث. هل كان ذلك إجهاضاً لحركة الشعب الإيراني الذي ثار وأسقط الديكتاتورية والإستبداد؟ هل أنه بلغ ما كان يطمح إليه؟ أنا أعتقد أننا كعرب وشعوب في هذه المنطقة يجب أن نحترم إرادة هذا الشعب لأنه هو الذي اختار نظامه السياسي وضحّی من أجل ذلك وما زال يسلك هذا المسار. وفي الأسبوع الماضي، شاهدنا كيف خرج 25 مليون شخص في كافة المناطق الإيرانية من أجل الإحتفال بذكری ثورتهم، بعد 45 عاماً من التحديات والإنجازات والإخفاقات وسوف يتوجه بعد أسبوعين إلى صناديق الإقتراع من أجل انتخاب أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس خبراء القيادة الذي يتكفل باختيار المرشد في حال فراغ المنصب؛ وتتحدث استطلاعات الرأي الأولية عن مشاركة أكثر من 50 في المئة من المواطنين “علی الأقل” في هذه الإنتخابات.

هذه المشاركة المرتقبة تأتي في الوقت الذي تواجه فيه إيران تحديات وتهديدات سياسية وأمنية وإقتصادية انعكست بشكل ملموس علی الأوضاع الإجتماعية والمعيشية للشعب الإيراني، لكن في مقابل ذلك، نجح النظام في الحفاظ علی تماسكه وقدرته علی تحويل هذه التحديات والتهديدات إلی فرص من أجل التقدم في المجالات العلمية والتقنية والعسكرية، علماً أن هذه التحديات أسقطت أنظمة سياسية في منطقتنا وفي غيرها خلال العقود الماضية. من الصعب أن نُشاهد بعض النخب العربية تخطىء في تقديراتها عندما تُقيّم النظام السياسي في إيران ليس لأنه يُبعد هذه النخب عن الواقع لكنه أيضاً يُعطي تصوراً بعيداً عما يُفكّر به النظام السياسي في إيران؛ وتكون المشكلة أكثر تعقيداً عندما تدخل مثل هذه التصورات والتقديرات في القرار السياسي أو الأمني.

وفي نهاية المطاف، يسود إعتقادٌ أن هذه النخب أخطأت في مسار تقييم الجمهورية الإسلامية، مثلما أخطأت في آلية التعاطي مع القيم والمبادیء التي جاءت بها هذه الجمهورية، سعياً إلى أهداف داخلية، لكن في الوقت نفسه، من أجل أهداف تؤمن التعايش السلمي بين دول الجوار بعيداً عن التوتر والأزمات والحروب ودرءاً للتهديدات التي تواجه دول وشعوب هذه المنطقة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: النظام السیاسی من جهة من أجل

إقرأ أيضاً:

خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران

بغداد اليوم - بغداد

كشف العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية، عباس صروط، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، عن ثلاثة أسباب رئيسة تمنع الولايات المتحدة من شن ضربة واسعة ضد إيران، رغم تصاعد التوترات في المنطقة.

وقال صروط، لـ"بغداد اليوم"، إن "المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط استراتيجية ومتعددة الأبعاد، وتلعب دورًا حاسمًا في قرارات البيت الأبيض لا سيما أن هذه المنطقة تمد العالم بنحو نصف احتياجاته من الطاقة، ما يجعل أي توتر غير محسوب مصدر قلق كبير لواشنطن، لما قد يترتب عليه من ارتدادات خطيرة على الاقتصاد العالمي".

وأضاف، أن "إيران تمتلك قدرات تمكنها من استهداف مواقع استراتيجية أمريكية في المنطقة ما يجعل أي ضربة شاملة محفوفة بالمخاطر خاصة أن طهران لديها العديد من الأدوات والوسائل القتالية التي قد تفاجئ واشنطن".

وأشار إلى، أن "البيت الأبيض يخشى من أن تدفع أي ضربة شاملة إيران إلى التفكير جديًا في امتلاك السلاح النووي كخيار دفاعي، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا يثير قلق صناع القرار الأمريكيين".

وأكد صروط، أن "أي مواجهة عسكرية واسعة في الشرق الأوسط لن تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل ستكون لها ارتدادات إقليمية وعالمية خطيرة، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى تجنب هذا السيناريو، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الضغوط الاقتصادية والمناورات السياسية بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها دون الانجرار إلى حرب مفتوحة".

وفي ذات السياق كشف مصدر مطلع، الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.

وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".

وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".

ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".


مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن “مدينة صواريخ” جديدة تحت البحر
  • عراقجي: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • إيران: مهاجمة مواقعها النووية تؤدي لحرب شاملة
  • شهرود وسمنان.. إيران تسارع سرّا نحو السلاح النووي
  • أهالي حماة يحيون الذكرى السنوية الـ 43 لمجزرة حماة الكبرى التي ارتكبها النظام البائد عام 1982.
  • عراقجي للجزيرة: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • إهانة جديدة لإسرائيل.. تعرف على السلاح الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها أسيرة بجباليا؟
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا