العدل الدولية تواصل جلساتها العلنية بشأن تبعات ممارسات (إسرائيل) في الأرض الفلسطينية المحتلة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
لاهاي-سانا
واصلت محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم جلساتها العلنية لليوم الثالث بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات “إسرائيل”، وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.
وأكدت ممثلة الفريق القانوني لمصر في إحاطتها أمام المحكمة أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خطير جداً، وهو أطول احتلال في التاريخ ويقوم على فرض الوقائع على الأرض ويجب إنهاؤه، مشيرة إلى أن الاحتلال ينتهك القانون الدولي الإنساني عبر تغييره معالم الأرض الفلسطينية على المستويين الجغرافي والديمغرافي، من خلال إقامة المستوطنات وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وإحلال المستوطنين الإسرائيليين مكانهم.
وشددت على أن ما يقوم به الاحتلال هو عدوان، فهو يحرم الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره السياسي وممارسة حقوقه، ويمنع الحركة في الأراضي الفلسطينية، ويعمل على تقطيع وفصل هذه الأراضي بعضها عن بعض، ويتحكم بجميع المعابر جواً وبراً وبحراً، الأمر الذي يشكل جريمة حرب، مجددة موقف مصر بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وقالت: إن الرأي الاستشاري للمحكمة سيكون مرشداً لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران لعام 1967، مطالبة دول العالم بدعم الشعب الفلسطيني ورفض ممارسات الاحتلال وإجراءاته العدوانية والعنصرية بحقه.
بدورها، أكدت ممثلة كوبا أن الشعب الفلسطيني ما زال يتعرض لاعتداءات “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال بالشراكة مع الولايات المتحدة التي تشجع الإبادة الجماعية وانتهاك إنسانية الفلسطيني وتقويض إمكانية عيشه وحركته بكرامة والحفاظ على وجوده، لافتة إلى أن الوضع السائد في الأرض الفلسطينية لا يمكن أن يستمر، وهذه مسؤولية دول العالم، لوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت: المسألة المطروحة أمام المحكمة هي توضيح للعناصر القانونية المتعلقة باستخدام القوة لاحتلال الأراضي، ومن هنا نرى أن المادة الـ 22 من الميثاق تنص على احترام المبادئ القانونية للشعوب وعدم التنكر لها، ولا بد أن نبين أن قرار مجلس الأمن رقم 242 يطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها عام 1967، مشددة على أن احتلال الأراضي الفلسطينية وضمها غير قانوني، وهناك قرارات صدرت عن مجلس الأمن الدولي بخصوص ذلك، وأن مثل هذه الأعمال في القدس والضفة والجولان السوري غير معترف بها من وجهة نظر دولية.
وأضافت: دول العالم حددت أن الممارسات الإسرائيلية والمشاركة فيها انتهاك للقانون الدولي، ولا بد من وقف هذه الأعمال، ولا يمكن القبول بالممارسات الاستعمارية التي يخضع لها الشعب الفلسطيني الذي له حقوق ولا يمكن التغاضي عنها، مشيرة إلى أن الاستيلاء على الأراضي وإقامة المستوطنات والجدار العنصري وتشريد الفلسطينيين وسرقة مواردهم الطبيعية انتهاكات واضحة للقانون الدولي، وأن “إسرائيل” تهدف للتخلص من الشعب الفلسطيني الذي من حقه تقرير مصيره.
ولفتت إلى أن اتفاقية الحماية من الإبادة الجماعية تضمن حماية المدنيين، وتجرم المحرضين والمشجعين والمشاركين الدوليين في الإبادة الجماعية، ولا بد من وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، مؤكدة ضرورة أن تتخذ محكمة العدل موقفاً قوياً من أجل وقف انتهاكات الاحتلال، ووقف جرائم الإبادة الجماعية، وأن تصدر حكماً يوضح عدم مشروعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتعزيز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن مسؤولية الدول الأعضاء أن تعمل من أجل تطبيق الالتزامات الملقاة عليها بموجب القانون الدولي.
وكانت المحكمة استمعت في اليوم الأول من الجلسات العلنية لمرافعة دولة فلسطين، فيما قدمت أمس جنوب إفريقيا والجزائر والسعودية والبرازيل وهولندا وبنغلادش وبلجيكا وبوليفيا وتشيلي إحاطاتها أمام المحكمة في جلستين صباحية ومسائية.
وتستمر الجلسات العلنية حتى الـ 26 من شباط الجاري للاستماع إلى إحاطات 52 دولة، إضافة إلى الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وتأتي هذه الجلسات في سياق طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصول على رأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لدولة فلسطين بما فيها القدس.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأرض الفلسطینیة الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی إلى أن
إقرأ أيضاً:
مظاهرات حاشدة في أوروبا لإحياء يوم الأرض الفلسطيني والمطالبة بوقف العدوان على غزة
شهدت مدن ألمانية، إلى جانب لندن وباريس ومانشستر، مظاهرات حاشدة أمس السبت، إحياءً لذكرى يوم الأرض الفلسطيني، حيث طالب المحتجون بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ودعم الشعب الفلسطيني.
احتجاجات في ألمانيا وفرنسا وبريطانيافي ألمانيا، خرجت مظاهرات ووقفات احتجاجية في دورتموند وبون وفرانكفورت، بدعوة من مؤسسات فلسطينية وعربية ومجموعات مناصرة للقضية الفلسطينية. إلا أن السلطات الألمانية تدخلت لوقفها في بعض المدن، ما أثار انتقادات من الناشطين الحقوقيين بشأن التضييق على حرية التعبير فيما يخص القضية الفلسطينية.
وفي برلين، شاركت حركات ومنظمات بارزة مثل "الصوت اليهودي"، و"عين على فلسطين"، و"فلسطين تقاوم" في مظاهرات طالبت بوقف دعم الحكومة الألمانية لإسرائيل، ونددت بما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة. وانطلقت المسيرة من ساحة بوتسدام وسط العاصمة، حيث دعا المتظاهرون الحكومة الألمانية إلى وقف تزويد إسرائيل بالسلاح ووقف شلال الدم الفلسطيني.
أما في فرنسا، فقد نظّمت جمعية "يورو فلسطين" مظاهرة حاشدة تحت شعار "فلسطين لا يمكن أخذها ولا بيعها". وانطلقت المسيرة من محطة الشرق للقطارات واتجهت نحو محطة شاتليه وسط باريس، حيث طالب المشاركون بوقف الدعم الفرنسي لإسرائيل ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم في غزة.
وفي بريطانيا، خرج مئات المتظاهرين في مدينة مانشستر، مطالبين بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ونددوا بما وصفوه بـ"التواطؤ البريطاني في جرائم الحرب" من خلال استمرار تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. ورفع المشاركون شعارات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل ومحاسبة قادتها بتهمة الإبادة الجماعية.
ويُحيي الفلسطينيون يوم 30 مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض، الذي يعود إلى عام 1976، حين اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين في أراضي الـ48 وقوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، بعد مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ فلسطينية. وأصبح هذا اليوم رمزًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان، حيث يتم إحياؤه سنويًا بفعاليات ومظاهرات تؤكد تمسك الفلسطينيين بأرضهم وحقوقهم الوطنية.