موقع النيلين:
2024-10-03@07:00:01 GMT

رخصة القوامة

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT


المتعارف عليه في الثقافة الشعبية أن القوامة ذات رائحة ذكورية بحتة، والقرآن الكريم أكد على الفكرة، فيقول الله تعالى في سورة النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْۚ).. صدق الله العظيم.

و”القوامة” في اللغة جمع قوام على وزن فعال للمبالغة من القيام على الشيء وحفظه، يقال: قام فلان على الشيء وهو قائم عليه وقوام عليه، إذا كان يرعاه ويحفظه ويتولاه، ويقال: هذا قيم المرأة وقوامها للذى يقوم بأمرها ويهتم بحفظها وإصلاحها ورعاية شئونها، والمصدر تقويم، وهو يعني تحديد الشيء وحسابه لتغييره من حال إلى حال، ويصبح تقويم قبلي ثم تقويم تكويني ثم تقويم ختامي، وفي البحث العلمي فإن التقويم يعني التقييم مضاف إليه التعديل، وفي علوم الاقتصاد يعني قياس قيمة الشيء والعمل على دعم نقاط القوة، والتخلص من الثغرات الكامنة في نقاط الضعف لأى مشروع.

وتقويم المجتمع يأتى على هيئة تصحيح مسارات وتعديل سلوك وترسيخ قيم، ولهذا فإن الله عزوجل لم يمنح القوامة للرجل على اعتبارها تزكية تفضيلية، ولكنها تكليف لأنه سبحانه وتعالى أعلم بأنه أقدر لإدارة شئون الحياة القاسية، فقد خلق حواء من ضلع آدم الأقرب الى قلبه لطبيعتها الرقيقة والحساسة والعاطفية.

ولأن الرجل هو القيم اي القائم على شئون المرأة ورعايتها وخدمتها، فعليه أن يجتاز العديد من الاختبارات للحصول على رخصة موثقة للقوامة تلك!

فالأمر ليس بالهين، عزيزي آدم لقد خلقت ونزلت على هذه الأرض لتعمرها وتتدبر شئونها والأحق والأجدر بالاهتمام هي حواء ذاتها التى أوصى عليها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في خطبة الوداع قبل رحيله قائلا: “رفقًا بالقوارير”.

والتقويم الموضوعي يعتمد على تقدير علاقة احتمالية بين الأداء الملاحظ للفرد في المقياس أو القدرات التى تكمن وراء هذا الأداء وتفسيره.

وهذا يعني أيها السادة الرجال أن المسئولية الملقاة على عاتقكم كبيرة للغاية، فلابد أن تلاحظ حواء وتتابعها وتهتم بشئونها وتفاصيلها الصغيرة، وتسعى بكل ما أوتيت من كياسة لحل مشكلاتها وتحسين أوضاعها، فضلا عن تسديد احتياجاتها التى لم تقتصر على المادة فقط وهنا أعني الإنفاق المالي، فاحتياجاتها الحسية والفكرية والإنسانية أكثر تأججا بداخلها، وهنا فلابد أن تجيب على استمارة استبيان بها مجموعة من الأسئلة حتى تسهل على نفسك عملية التقويم:

ــ هل أنت قادر نفسيًا على تحمل عيوبها قبل مميزاتها؟

ــ هل أنت على دراية بأهم أولوياتها واهتماماتها في الحياة ؟

ــ هل تعلم سيرورة يومها منذ الصباح وحتى الخلود إلى النوم؟

ــ هل قمت بإشباع رغباتها المتناثرة داخل أغوار النفس؟

ــ هل تأكدت أنها تخلد إلى النوم يوميًا في سبات عميق؛ لأنها ملتحفة بمعطف الأمان الذي قمت بحياكته لأجلها؟

ــ هل قمت بقياس درجة حرارة مشاعرها لتتأكد من استقرارها دون أن تتأرجح بين قشعريرة البرودة وصهد الحرارة؟

ــ هل قدمت لها عقار “الطبطبة” على سبيل تسكين الأوجاع المتراكمة دون أن تطلبه منك؟

ــ هل أكد اختبار النظر أن رؤيتك لأعماقها ودواخلها جاءت واضحة بما يكفي، وأنك لا تعاني من استجماتيزم حسي؟

ــ هل استطعت الحصول على كلمة المرور الخاصة بذاتها حتى تتمكن من فتح كل ما تحمله من ملفات وتطبيقات وملاحظات؟

ــ هل تحملتها في أوقات غضبها واحتويتها في أوقات ضعفها وساعدتها على الشفاء وقت مرضها، وشاركتها الفرحة في أوقات نجاحها وانتصارها؟

عليك الإجابة على كل ما سبق بوضع درجة واحدة أمام كل سؤال، ولابد ألا يقل مجموعك عن 8 من 10 على الأقل، وإلا فلا تلومن إلا نفسك؛ لان هذه النتيجة تؤكد اخفاقك في اجتياز القبول كقائم على حواء، وبالتالي فلا يمكن أن تحصل على رخصة للقوامة عليها.

فالقوامة لا تخضع لتضخم حسابك البنكي أو لامتلاء جيوبك وانتفاخ عضلاتك واستقامة قامتك، ولا تخضع أيضًا لوضعك العائلي ومركزك الاجتماعي وأناقة هيئتك الفرعونية، وإنما لها حسابات خاصة قد تجتازها المرأة ويتعثر فيها الرجل، فلا تخلطوا الأمور وتتمسكوا بالموروثات الثقافية المهترئة والعادات والتقاليد المتحجرة..

فالقوامة قيمة لا يمتلكها إلا من يستحقها.. فاستقيموا.

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

من حلف وصداقة.. إلى عداوة لدود

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل مع اندلاع حرب الإبادة الصهيونية فى قطاع غزة واستشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله فى غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحركة التى تسلحها وتمولها إيران.

وتعتبر دول عديدة حزب الله أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها فى عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

وسلطت التطورات الأخيرة الضوء على حجم العداء الشديد بين البلدين، فمنذ أواخر سبعينيات القرن الماضى أصبحت الدولتان «ألد أعداء» وفى الوقت الذى تهدد فيه إيران بمحو إسرائيل من الخريطة تعتبر الأخيرة طهران أشد خصومها، فما جذور العداء بين البلدين؟

قبل قيام ثورة الخمينى فى إيران عام 1979 كانت إسرائيل وإيران حليفتين، فقد كانت طهران من أوائل الدول التى اعترفت بإسرائيل بعد قيامها عام 1948 وفى حين اعتبرت إسرائيل حينئذٍ إيران حليفة لها ضد الدول العربية رأت طهران فى إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة ثقل توازن مقابل الدول العربية فى المنطقة.

وأثمر هذا التعاون عن قيام إسرائيل بتدريب خبراء إيرانيين فى مجال الزراعة وأيضا المساعدة فى إنشاء القوات المسلحة الإيرانية وتدريبها. وكان الشاه الإيرانى يقوم بدفع الثمن عن طريق شحن دفعات من النفط الإيرانى إلى إسرائيل التى كان اقتصادها فى ذاك الوقت بحاجة إلى النفط.

كانت إيران فى تلك الفترة موطناً لثانى أكبر طائفة يهودية خارج إسرائيل، لكن عقب قيام الثورة غادر العديد من اليهود إيران فيما تقول تقديرات إن أكثر من 20 ألف يهودى ما زالوا يعيشون فى إيران.

وألغت إيران كافة الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل بالتزامن مع توجيه قائد الثورة انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب احتلالها أراضيَ فلسطينية. وبمرور الوقت تبنت إيران لهجة خطاب عنيفة ضد إسرائيل بهدف كسب تأييد مواطنيها والدول العربية، فالنظام الإيرانى كان حريصاً على تعزيز نفوذه الإقليمي.

وفى عام 1982 حين أرسلت إسرائيل قواتها إلى جنوب لبنان- لاجتياحه من أجل التدخل فى الحرب الأهلية اللبنانية- قام الخمينى بإرسال عناصر من الحرس الثورى إلى بيروت لدعم الميليشيات الشيعية. ويقول خبراء إن ميليشيا حزب الله -التى كانت إحدى ثمار هذا الدعم الإيراني- باتت الآن تلعب دور وكيل إيران الرئيسى فى لبنان.

ومع تولى آية الله على خامنئى القيادة ظلت إيران على نفس القدر من العداوة تجاه إسرائيل فيما شكك المرشد الإيرانى والقادة فى عدة مناسبات فى وقوع ما يسمى الهولوكوست.

ومن أجل تعزيز موقفها ضد إسرائيل والسعودية، دعمت إيران حزب الله فى لبنان وحماس فى غزة. كما تدخلت فى الحرب بسوريا عبر دعم الرئيس بشار الأسد. وفى اليمن والعراق، تمضى طهران قدماً فى دعم الحوثيين وما يُطلق عليه اسم حركة المقاومة فى العراق.

وكان يقف وراء ما يمكن وصفه بـ«حرب الظل» قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» فى الحرس الثورى والمكلف بالتخطيط وتنفيذ العمليات الخارجية لإيران والذى قُتل فى غارة أمريكية بطائرة مسيرة مطلع عام 2020. وعقب إبرام الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة (5 + 1) التى تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا عام 2015، اعتبر نتنياهو الاتفاق «خطأ تاريخيا». وأضاف أن بلاده سوف تمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية بكل الوسائل المتاحة فيما سعت فى عدة مرات إلى تخريب البرنامج النووى الإيراني.

وكشفت تحقيقات لصحيفتى «نيويورك تايمز» و«الجارديان» إلى وجود أدلة تشير إلى أن اغتيال العالم الإيرانى النووي، محسن فخرى زاده، عام 2020 جرى على يد عناصر من وكالة الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد». ولم تؤكد إسرائيل أو تنف وقوفها وراء عملية القتل.

ويقول مراقبون إن قضية العداء لإسرائيل لا تحظى بدعم كافة الإيرانيين وهو ما برز من تصريحات سابقة أدلت بها الناشطة الإيرانية فائزة رفسنجانى ابنة الرئيس الإيرانى السابق هاشمى رفسنجاني.

وخلال مقابلة أُجريت عام 2021 قالت فائزة إنه «يجب على إيران إعادة تقييم علاقتها مع إسرائيل لأن موقفها لم يعد يتماشى مع العصر»، مضيفة أنَّ أقلية الإيغور المسلمة فى الصين ومسلمى الشيشان فى روسيا يتعرضون للاضطهاد ورغم ذلك فإن «علاقة إيران بموسكو وبكين وثيقة».

وانتقد المفكر الإيرانى البارز صادق زيباكلام -الذى يدرِّس فى جامعة طهران–سياسة بلاده تجاه إسرائيل، قائلا إن «هذا الموقف أدى إلى عزل إيران على الساحة الدولية».

كما خرجت أصوات داخل إسرائيل متضامنة مع الشعب الإيرانى فيما تعد حملة «إسرائيل تحب إيران» التى أطلقها نشطاء إسرائيليون على فيسبوك عام 2012، المثال الأبرز على ذلك. ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل فى عام 2023 حرى تدشين حملة مماثلة لدعم الاحتجاجات الإيرانية عقب مقتل مهسا أميني.

 

مقالات مشابهة

  • الوحدة 8200
  • من حلف وصداقة.. إلى عداوة لدود
  • تقسيم غَزة واحتلال بيروت!!
  • الشيخ الفيزازي: نصر الله عدو للمغاربة ولا يجوز الترحم عليه
  • استمرار الاحتفالات بميلاد النبي "صلى الله عليه وسلم" بأوقاف الفيوم.. صور
  • حسن نصر الله أسد المقاومة
  • سكرتير عام «مُنتجي الألبان»: اللبن سلعة استراتيجية مثل العيش.. وأمن قومي علينا التكاتف للحفاظ عليه
  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: إهدار المال وعدم شكر النعم يعد إثما شرعيا ويحاسب عليه الله
  • رئيس برلمان لبنان: ملتزمون بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأمريكي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • الفيزازي: نصر الله قاتل المغاربة ولا يجوز الترحم عليه