المتعارف عليه في الثقافة الشعبية أن القوامة ذات رائحة ذكورية بحتة، والقرآن الكريم أكد على الفكرة، فيقول الله تعالى في سورة النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْۚ).. صدق الله العظيم.
و”القوامة” في اللغة جمع قوام على وزن فعال للمبالغة من القيام على الشيء وحفظه، يقال: قام فلان على الشيء وهو قائم عليه وقوام عليه، إذا كان يرعاه ويحفظه ويتولاه، ويقال: هذا قيم المرأة وقوامها للذى يقوم بأمرها ويهتم بحفظها وإصلاحها ورعاية شئونها، والمصدر تقويم، وهو يعني تحديد الشيء وحسابه لتغييره من حال إلى حال، ويصبح تقويم قبلي ثم تقويم تكويني ثم تقويم ختامي، وفي البحث العلمي فإن التقويم يعني التقييم مضاف إليه التعديل، وفي علوم الاقتصاد يعني قياس قيمة الشيء والعمل على دعم نقاط القوة، والتخلص من الثغرات الكامنة في نقاط الضعف لأى مشروع.
وتقويم المجتمع يأتى على هيئة تصحيح مسارات وتعديل سلوك وترسيخ قيم، ولهذا فإن الله عزوجل لم يمنح القوامة للرجل على اعتبارها تزكية تفضيلية، ولكنها تكليف لأنه سبحانه وتعالى أعلم بأنه أقدر لإدارة شئون الحياة القاسية، فقد خلق حواء من ضلع آدم الأقرب الى قلبه لطبيعتها الرقيقة والحساسة والعاطفية.
ولأن الرجل هو القيم اي القائم على شئون المرأة ورعايتها وخدمتها، فعليه أن يجتاز العديد من الاختبارات للحصول على رخصة موثقة للقوامة تلك!
فالأمر ليس بالهين، عزيزي آدم لقد خلقت ونزلت على هذه الأرض لتعمرها وتتدبر شئونها والأحق والأجدر بالاهتمام هي حواء ذاتها التى أوصى عليها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في خطبة الوداع قبل رحيله قائلا: “رفقًا بالقوارير”.
والتقويم الموضوعي يعتمد على تقدير علاقة احتمالية بين الأداء الملاحظ للفرد في المقياس أو القدرات التى تكمن وراء هذا الأداء وتفسيره.
وهذا يعني أيها السادة الرجال أن المسئولية الملقاة على عاتقكم كبيرة للغاية، فلابد أن تلاحظ حواء وتتابعها وتهتم بشئونها وتفاصيلها الصغيرة، وتسعى بكل ما أوتيت من كياسة لحل مشكلاتها وتحسين أوضاعها، فضلا عن تسديد احتياجاتها التى لم تقتصر على المادة فقط وهنا أعني الإنفاق المالي، فاحتياجاتها الحسية والفكرية والإنسانية أكثر تأججا بداخلها، وهنا فلابد أن تجيب على استمارة استبيان بها مجموعة من الأسئلة حتى تسهل على نفسك عملية التقويم:
ــ هل أنت قادر نفسيًا على تحمل عيوبها قبل مميزاتها؟
ــ هل أنت على دراية بأهم أولوياتها واهتماماتها في الحياة ؟
ــ هل تعلم سيرورة يومها منذ الصباح وحتى الخلود إلى النوم؟
ــ هل قمت بإشباع رغباتها المتناثرة داخل أغوار النفس؟
ــ هل تأكدت أنها تخلد إلى النوم يوميًا في سبات عميق؛ لأنها ملتحفة بمعطف الأمان الذي قمت بحياكته لأجلها؟
ــ هل قمت بقياس درجة حرارة مشاعرها لتتأكد من استقرارها دون أن تتأرجح بين قشعريرة البرودة وصهد الحرارة؟
ــ هل قدمت لها عقار “الطبطبة” على سبيل تسكين الأوجاع المتراكمة دون أن تطلبه منك؟
ــ هل أكد اختبار النظر أن رؤيتك لأعماقها ودواخلها جاءت واضحة بما يكفي، وأنك لا تعاني من استجماتيزم حسي؟
ــ هل استطعت الحصول على كلمة المرور الخاصة بذاتها حتى تتمكن من فتح كل ما تحمله من ملفات وتطبيقات وملاحظات؟
ــ هل تحملتها في أوقات غضبها واحتويتها في أوقات ضعفها وساعدتها على الشفاء وقت مرضها، وشاركتها الفرحة في أوقات نجاحها وانتصارها؟
عليك الإجابة على كل ما سبق بوضع درجة واحدة أمام كل سؤال، ولابد ألا يقل مجموعك عن 8 من 10 على الأقل، وإلا فلا تلومن إلا نفسك؛ لان هذه النتيجة تؤكد اخفاقك في اجتياز القبول كقائم على حواء، وبالتالي فلا يمكن أن تحصل على رخصة للقوامة عليها.
فالقوامة لا تخضع لتضخم حسابك البنكي أو لامتلاء جيوبك وانتفاخ عضلاتك واستقامة قامتك، ولا تخضع أيضًا لوضعك العائلي ومركزك الاجتماعي وأناقة هيئتك الفرعونية، وإنما لها حسابات خاصة قد تجتازها المرأة ويتعثر فيها الرجل، فلا تخلطوا الأمور وتتمسكوا بالموروثات الثقافية المهترئة والعادات والتقاليد المتحجرة..
فالقوامة قيمة لا يمتلكها إلا من يستحقها.. فاستقيموا.
د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سحب 984 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة
سحبت الأجهزة الأمنية 984 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة.
يذكر أن أبرز مزايا الملصق الإلكتروني:
وجود شريحة تحتوي علي رقم المركبة وبياناتها المسجلة للاستعلام بالحاسب الآلي، بحيث يتيح توفير منظومة معلومات دقيقة تقوم الجهات المعنية من خلالها بحصر أماكن الكثافات المرورية والتعامل معها وإصدار تقارير وإحصائيات للمساهمة في إدارة وتنظيم حركة المرور.
ويحدد الملصق مسار حركة المركبات وتصنيفها "سيارة - دراجة نارية - نقل - مقطورة" ويكشف مدى أحقية المركبات في السير بالمسار المخصص لها "الحارة المرورية" مع توجيه وإرشاد مستخدمي الطرق.
ويُتيح لأجهزة الأمن وضع نظام آلي لفحص المركبات أمنيًا ويمكن من خلاله التعرف علي المركبات المطلوبة أمنيًا والمنتهية التراخيص من خلال الربط مع قاعدة بيانات السيارات، وتطبيق قواعد المرور وتسجيل المخالفات بطريقة إلكترونية وموحدة علي كل المواطنين بأنحاء الجمهورية ويساهم في التعرف علي المركبات التي انتهت فترة السماح بتواجدها داخل البلاد عن طريق المنافذ الجمركية، وكذا مركبات المناطق الحرة.
كما يهدف الملصق الإلكتروني إلي التسهيل علي جمهور المواطنين في تنقلاتهم واستخدامهم للطرق من خلال سداد الرسوم المستحقة بأنواعها المختلفة "المرور علي الطرق - الانتظار وغيرها" دون توقف، ويتم إرسال رسالة نصية عقب كل عملية "خصم - مخالفة - رسوم" تشير إلي رسوم العملية والرصيد المتبقي لدى تفعيل هذه المنظومة.
ويساهم الملصق في رفع معدلات ضبط السيارات المبلغ بسرقتها عن طريق إدراجها بشكل إلكتروني يضمن سرعة ضبطها.