«زعابيب أمشير» تهب على «يوتيوب».. أغاني «النكد والوجع» في ليالي الشتاء الحزينة!!
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
"أحب الاستماع إلى الموسيقى الحزينة عندما أشعر بالحزن، فهي تبدو صادقة للغاية، وقد تدفعني إلى البكاء، وأحيانًا يكون البكاء هو الشيء الوحيد الذي يجعلك تشعر بالتحسن"، هكذا تحدثت الروائية الأمريكية إليزابيث برج عن سبب اختيار "قائمة أغانيها المفضلة"، ربما هذا ما يدفعنا لسماع "أغنية حزايني"، نتذكر معها "خساراتنا" و"انكساراتنا"، نجتر أحزان الفقد والضياع (لأي سبب كان)، نبكي معها، وبانتهاء الأغنية "الحزايني" تكون طاقة الدموع المنهمرة قد نجحت في "زحزحة" جبل التعاسة بداخلنا، ولو شبر واحد، فيتحرك مؤشر الحزن (قليلاً) نحو خانة الارتياح والاسترخاء.
وفي كتابه "قصاصات قابلة للحرق"، يقول الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق: "جو الشتاء الحزين ودفء البیت والحنین لشيء ما.. كل ھذا يغريك بأن تلصق أنفك بزجاج النافذة وتحلم"، أما معشر الشعراء فقد "نزفوا" في الشتاء مرارات الوجع، أطل نزار قباني يقول: "إذا أتى الشتاء، يبتدئ النزيف في قلبي، كأنما الأمطار في السماء تهطل في داخلي"، واعترف صلاح جاهين: "حاجات كتير بتموت في الشتا"، وبكى صلاح عبد الصبور: "ينبئني شتاء هذا العام أننى أموت وحدى"، وغرد فاروق جويدة: "نشتاق صدراً يحتوينا كلما عصفت بنا أيدي الشتاء وشردت أحلامنا"، دون أن يتوصل العلماء لتفسير علمي لما يطلق عليه "متلازمة اكتئاب الشتاء"، التي تصيب البشر، باختلاف أجناسهم وألوانهم، وربما دفع ذلك نجوم الغناء في بلادنا، إلى التعبير عن تلك "الشجون الخفية"، في اتفاق "شبه ضمني" خلال الفترة الماضية (ذروة الشتاء)، على طرح أغانٍ حزينة للعزف على كل أوتار الفراق والذكرى والهجران.
افتتح "موسم النكد الغنائي"، بنهاية يناير، مَن يطلق عليه جمهوره "ملك الأحزان"، المطرب تامر عاشور، بأغنيته "هيجيلي موجوع"، عبر "يوتيوب"، لتقترب من "40" مليون مشاهدة، من جمهور تامر الذي يأتيه حاملاً "المناديل" لتجفيف بحار الدموع التي تفيض مع كل كلمة ونغمة و"بحة صوت"، وعاد القيصر كاظم الساهر، بعد غياب "10" سنوات"، بباقة من " أغاني الفيديو كليب"، قصائد باللغة الفصحى تقطر مرارة الفراق: "يا وفية"، ثم "يا قلب"، وفيما يشبه "اللوحة التشكيلية الباكية" أطلت اللبنانية نوال الزغبي بالأسود، تحمل شمسية تقيها مطر الشتاء، تشكو وجع فراق حبيبها بأغنية "بحكي عنك"، وبنفس الفكرة والعنوان تقريبًا، طرح رامي صبري أغنيته "بحكي عليكي"، ليتبعها بـ"بين الحيطان"، وفيها نقش كل ألوان الوجع.
وبعكس طبيعة أغانيها الشقية، طرحت "روبي" أغنية "لو يرجع"، تنويعة على وجع الفراق، وبنفس الإحساس المرير صدحت "الديفا" سميرة سعيد، بأغنية "كان"، وبعد غياب، عاد المطرب الكبير هاني شاكر لممارسة هوايته القديمة في "إبكاء الجمهور"، بأغنيته الجديدة "خانك"، وعلى وتر "الخيانة" وخيبة الأمل في الحبيب المخادع، عزف صاحب صولات وجولات الأغاني التراجيدية "مالهمش في الطيب، الأيام الحلوة"، إيهاب توفيق، بأغنيته "أيوة يا غشاش"، أما المطرب صاحب الصوت الشجي بهاء سلطان، طرح أغنية "قبل ما امشي"، نطقت بكل ما في جوفه من وجع، وعرض أحمد سعد، أغنيته الحزينة "بعتذر لك"، قبل "مصالحة جمهوره" بأغنية "رومانسية ناعمة" دويتو مع السورية أصالة، والتي بدورها اختارت إطلالتين باللهجة المصرية واللبنانية للعزف على أوتار الوجع، بأغنيتي "أعراض الغياب"، و"صندوق"، وكلاهما ينكأ جراح الحب الضائع، وبلهجة بلاده، طرح الإماراتي حسين الجسمي أغنيته "مرة شكراً"، وباللهجة المصرية عبّر المطرب المغربي عبد الفتاح الجريني عن مشاعر الندم بأغنية "على بالي".
وبرغم صدورها منذ فترة، قرر المطرب تامر حسني تصوير أغنيته "موضوع رجوعنا"، فيديو كليب وطرحها منذ أيام، ثم عاد "كريم محسن" من غياب طويل، بعد اكتشاف "تامر حسني" له، وطرح أغنية "عاندنا ليه"، وبنفس نبرة الفقد طرح رامي جمال أغنيته "بعده فارق"، وفي عالم الأغنية الشعبية، اتفق الكل (ضمنيًا) على "نصب سرادق العزاء"، ودغدغة مشاعر الحنين، وبعد تحقيقه أكثر من نصف مليار مشاهدة لأغنيته السابقة "اتنسيت"، طرح "مسلم" دويتو مع "علي لوكا"، بعنوان "يا ساتر"، وبنفس الحالة الشعورية والاسم، أصدر عمر كمال أغنيته الجديدة، كما شارك دويتو "حزايني أيضاً" مع محمود الليثي بعنوان "قصف جبهة"، وبعد غياب عاد "ملك النكد الشعبي" طارق الشيخ، بأغنيته "آسف يا نفسي"، كما طرح رضا البحراوي أغنيته "الملعب واسع"، بينما قررت المطربة الشعبية (سابقاً) بوسي، طرح أغنيتها التراجيدية "زيه تاني"، وظهرت إطلالتان حزينتان لاثنين من الأصوات الناعمة الشابة: كارمن سليمان (بأغنية كنا في مكان)، وهنا يسري (لو سامحنا)، التي اشتهرت بأغنية "بنت ابوها" في مسلسل "موضوع عائلي".
وعلى مدار عقود، بأغاني "أديش كان في ناس"، و"ليالي الشتاء الحزينة" لفيروز، ثم "لما الشتا يدق البيبان" لعلي الحجار، و"أواخر الشتا" لإليسا، وغيرها، ظلت أغاني الشجن مرتبطة بالفصل المدلل للحنين (الشتاء)، بحسب تعبير الشاعر محمود درويش، واتفقت معظم دراسات "علم النفس الموسيقى" على نجاح الموسيقى الحزينة في تعزيز التواصل مع المشاعر السلبية، وتخفيف الشعور بالوحدة، وتحسين المزاج، والتعافي من آلام الفراق، وتجاوز العلاقات "Move On".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تامر حسني روبي كريم محسن هاني شاكر يوتيوب
إقرأ أيضاً:
إقبال جماهيري.. قصور الثقافة تختتم "ليالي المحروسة" بالسامر
اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن برنامج وزارة الثقافة، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، العرض المسرحي "ليالي المحروسة" والذي قدمته على مدار أسبوع على مسرح السامر بالعجوزة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ضمن مشروع "مسرحة المناهج".
شهد العرض الختامي الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، والفنان محمد النبوي مدير فرقة السامر، والمخرج محمد صابر، مدير عام المواهب، ولفيف من المثقفين والفنانين.
عرض تفاعلي يبسط التاريخ
يتناول العرض المسرحي تاريخ مصر الحديث بشكل مبسط، بدءا من فترة حكم المماليك لمصر، مرورا بالحملة الفرنسية وفترة حكم محمد علي باشا، وحتى ثورة 25 يناير، ويعد بمثابة تجربة جديدة للمهتمين بأحداث تلك الحقبة التاريخية، وليس للطلاب فقط، من خلال تناول الأحداث في قالب فني مبسط وهادف يجعل من يشاهده، يتعايش مع التفاصيل.
فريق العمل المسرحي"ليالي المحروسة" للمخرج عصام سعد، إعداد درامي وأشعار حمدي نوار، غناء وألحان باسم عبد العزيز، استعراضات ماهر مفتاح، ديكور وملابس رانيا حداد، فيديو ومونتاچ محمود صلاح، ماكياچ رانيا صابر، تصميم إضاءة عز حلمي، ومخرج منفذ محمد ممدوح الهادي.
العرض بطولة سمر الشاذلي، نهال أحمد، إيمان أمين، طارق أنور، عاطف كساب، أشرف شكري، أسامة نعيم، محمود الشوكي، نجلاء عامر، ثريا ربيع، ماجد علي، عبد الله مهني، علي شندي، أحمد يونس، أنس سليمان، وعبد الرحمن سليم.
تفاعل يفوق التوقعات
أعرب مخرج العرض عن سعادته بالإقبال الجماهيري الكبير الذي شهده طوال فترة تقديم العمل المسرحي، مشيرا إلى أن اليوم الختامي جاء مميزا للغاية، خاصة عقب مشاهدة تفاعل الطلاب وأسرهم مع الأحداث بشكل يفوق التوقعات.
وتابع قائلا: "ليالي المحروسة" أثبت بالفعل أن المسرح قادر على تحويل مادة التاريخ إلى قصة نابضة بالحياة، فتلك التجربة التفاعلية ساعدت في تعريف الطلاب والجمهور بجذورهم التاريخية بشكل فني مبتكر.
إشادة بالتجربة الفريدة
وأشادت الفنانة سمر الشاذلي إحدى بطلات العرض، بتلك التجربة ووصفتها بأنها "استثنائية" كونها جمعت بين التثقيف والترفيه، وقال الفنان طارق أنور: إن العرض فرصة فريدة قُدم فيها التاريخ بشكل يلامس مشاعر الجمهور، كما أشاد كل من أسامة نعيم ومحمود الشوكي بروح التعاون التي سادت بين فريق العمل، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على جودة الأداء وبالتالي نجاح العرض.
تفاعل كبير من الجمهوروحظيت المسرحية بإعجاب كبير من الطلاب الحضور، قالت ليلى أحمد: شعرت وكأنني سافرت عبر الزمن لأعيش تلك الحقب التاريخية، وأشاد كريم سعيد بفكرة تلك التجربة التعليمية الشيقة، وأعربت الكثير من الأسر عن امتنانها بمثل هذه العروض التي تسهم بدورها في تعزيز حب مادة التاريخ والفن.
مسرحة المناهجالعرض أقيم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، وقدمته فرقة السامر المسرحية، ويعد العرض هو الثاني لهيئة قصور الثقافة، بمشروع مسرحة المناهج عقب مسرحية "سر حياتي" التي تم تقديمها خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، لتبسيط منهج مادة العلوم لطلاب المرحلة الابتدائية من خلال تقديمه في قالب غنائي استعراضي للأطفال.