الأرجل الأربعة لطاولة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
إن التاريخ والواقع الجيوسياسي وعلم الاجتماع علّمونا حقيقة واحدة؛ وهي إذا اعتبرنا الشرق الأوسط طاولة يجب أن تقف منتصبة، فيجب أن تكون لها أربع أرجل: تركيا، السعودية، مصر، إيران.
وإذا كسرت إحدى أرجل هذه الطاولة، فلن تتمكن من الوقوف بشكل مستقيم.
فإذا أردنا تناول الطعام على طاولة منتصبة، يجب أن تكون الدول الأربع واقفة شامخة ومتناغمة ومتعاونة.
ومع ذلك، تُظهر لنا الحقائق السياسية الواقعية أن هذا ليس مستحيلًا، بل أصبح ضروريًا. فبعد الحرب العالمية الثانية، اجتمعت إنجلترا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، التي كانت تذبح بعضها بعضًا وتسببت في مقتل 70 مليون شخص، لتشكيل الاتحاد الأوروبي، ولم يكن أحد ليصدّق هذا في ذلك الوقت.
ولكن عندما تم النظر في مصالح الدول والشعوب التي تعيش فيها، أصبح من الواضح أن تأسيس هذا الاتحاد أمر ضروري.
في عام 1957، في قاعة أورازي كيورازي في قصر كامبيدوجليو في روما أمام تمثال البابا، وقعوا على هذه الاتفاقية، بينما لم يجف دم الحرب على أيديهم بعد.
لقد وضعوا جانبًا دماء الماضي والمشاجرات والضغائن، ووقّعوا اتفاقية يستفيد منها الجميع. في النهاية، يبدو أن الجميع قد استفاد من هذه الاتفاقية؛ فما الذي يمنعنا من فعل الشيء نفسه؟
يواجه العالم الإسلامي التحدي الأكبريعيش الشرق الأوسط اليوم أكبر حالة من الفوضى بعد الحرب العالمية، فهناك حرب أهلية في 5 دول، وهناك اضطرابات كبيرة وعدم استقرار في 10 دول؛ بسبب الانقلابات العسكرية والأزمات الاقتصادية والهجمات الإرهابية.
أيضًا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وقتله حوالي 30 ألف مدني في غزة، ناهيك عن اليمن وسوريا ولبنان التي تتعرّض للقصف من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
وبينما تحدث كل هذه الأمور، لا يمكن للدول الإسلامية العمل معًا أو اتخاذ قرارات أو التدخل في الأحداث؛ فنحن نعيش حالة من الشلل والفوضى الكاملة.
لم يشهد العالم الإسلامي مثل هذا التشتت من قبل. عندما تتشاجر الدول الأربع.. تحدث مثل هذه الفوضى الكبيرة.
لكن هناك طريقة وحيدة للتغلب على ذلك، وهي إصلاح الطاولة المنهارة. ولهذا يتطلب الأمر اجتماع الدول الأربع الكبرى والأهم في المنطقة، وهي الدول التي تشكّل أرجل الطاولة.
نعم، هناك مشاكل كبيرة بينها، وخلافات عقائدية خطيرة واختلافات في الرأي والصراعات. لكن صدقوني، هذه ليست أكثر من المشاكل بين الدول التي تشكل الاتحاد الأوروبي.
كلما تشاجرت هذه الدول الأربع المهمة، تعرض العالم الإسلامي للغزو، وهدمت مدنه، ونزح الملايين من الشعوب من ديارهم.
إن الدول الغربية تسعى دائمًا إلى إثارة الفتنة والصراع بين هذه الدول الأربع المهمة لمنعها من الاجتماع والحفاظ على استقرار الطاولة.
وبسبب صراع مصر وتركيا، وإيران والسعودية، تتمتع إسرائيل بحرية التصرف واحتلال فلسطين.
لهذا السبب، يمكن لروسيا دخول سوريا بسهولة وإنشاء قاعدة. ولهذا السبب، يمكن لفرنسا قصف ليبيا بسهولة وتقسيمها إلى قسمين. ولهذا السبب، يمكن لبريطانيا والولايات المتحدة قصف اليمن بسهولة. ولهذا السبب، يمكن لإسرائيل قصف لبنان وسوريا بسهولة واغتيال شخصيات. وهناك ما هو أسوأ.تستفيد الدول الإمبريالية من الصراعات بين هذه الدول الأربع والدول الأخرى تحت تأثيرها، وتبيعها أسلحة بمليارات الدولارات. حتى إن هؤلاء يخفضون أسعار الأسلحة لتشجيعهم على قتل بعضهم بعضًا أكثر.
سيكون هناك احتلال وإبادة جماعية أخرىنعم، لدينا شخصيًا اعتراضات على سياسات هذه الدول وهياكلها العقائدية وأفعالها، لكن حان الوقت لنسيان كل هذا.
إنَّ عدم اتخاذ قرارات مشتركة في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، وعدم تقديم المساعدة لفلسطين هو أيضًا بسبب عدم اتفاق هذه الدول الأربع.
نعيش في زمن خطير للغاية، إذا لم يجتمع العالم الإسلامي- وخاصة هذه الدول الأربع- ويتفقوا، فإن الاحتلال والإبادة الجماعية اللذين عانت منهما فلسطين ستعاني منهما دول أخرى.
الفوضى التي نعيشها هي فرصة كبيرة للدول الإمبريالية في الشرق والغرب التي تطمع في الموارد الطبيعية والنفط والتجارة للدول الإسلامية.
وهنا لا ننسى أيضًا أن شوارع الدول الإسلامية في حالة من الغضب الشديد؛ بسبب قضية فلسطين، فردود الفعل على سياسات دولهم كبيرة جدًا. حتى في بعض الدول التي حظرت المظاهرات من أجل فلسطين، تحاول شعوب تلك الدول التعبير عن دعمها لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الضغط والاختلاف في السياسة لن يستمرا على هذا النحو؛ حيث ستبدأ الاحتجاجات والمظاهرات ضد الحكومات في الشوارع قريبًا.
لن تكون هناك أي منطقة جغرافية ليعيش فيها أطفالنايجب ألا تنتظر هذه الدول الأربع حتى تشتعل الشوارع ويحدث المزيد من الاحتلال والإبادة الجماعية من قبل الدول الغربية. بل يجب أن تجتمع وتتفق، ثم تقنع الدول الأخرى بتغيير مصير الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
ففي زيارات الرئيس أردوغان إلى السعودية والإمارات ومصر، تصافحوا لوضع الخلافات جانبًا.
الآن حان الوقت لكي تفعل الدول الأخرى الشيء نفسه، ويجب على طهران والرياض والقاهرة وأنقرة استضافة رؤساء الدول وإرسال رسائل قوية للعالم.
وإلا فلن يبقى لدينا مكان ليعيش فيه أطفالنا.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العالم الإسلامی الشرق الأوسط یجب أن
إقرأ أيضاً:
نجوى كرم تواكب موضة البدل النسائية لـ 2025
خطفت النجمة اللبنانية نجوى كرم عدسات الصحافة والإعلام بمجرد ظهورها بأحدث إطلالتها الساحرة وشاركت متابعيها ببعض الصور عبر الإنستجرام.
وبدت نجوى كرم بإطلالة ساحرة، تمزج بين الأناقة والجاذبية في آن واحد، بمواكبة أحدث صيحات موضة 2024-2025، مرتديه بدلة أنيقة التصميم، صممت من قماش الجلد باللون المسطردة.
ونسقت معه حقيبة صممت من الجلد باللون اللبني وتزينت ببعض الإكسسوارات العصرية المتناغمة مع إطلالتها.
وفضلت ترك خصلات شعرها منسدلة وراء ضهرها بطريقة الويفي الواسع ووضعت مكياجًا ناعمًا مرتكزًا على الألوان الترابية مع تحديد عينيها بالكحل والماسكراء السوداء ولون البينك في الشفاه.
نجوى كرم
نجوى كرم (26 فبراير 1966 -)، مغنية لبنانية، تعتبر من أكثر الفنانات شعبية وجماهيرية في الوطن العربي. ولدت في قضاء زحلة لعائلة مارونية. بدأت حياتها كمدرسة وانطلقت في الغناء في فترة ثمانينات القرن العشرين. في عام 1985 شاركت في برنامج «ليالي لبنان» وحصلت على الميدالية الذهبية. أطلقت في عام 1989 أول ألبوم لها بعنوان «يا حبايب»، ثم أصدرت ألبومها الثاني «شمس الغنية» عام 1992 الذي حقق نجاحا كبيرًا، وأطلقت في السنوات التالية عدة ألبومات أخرى بمعدل ألبوم في السنة الواحدة. أطلق الإعلامي اللبناني جورج إبراهيم الخوري عليها لقب شمس الأغنية اللبنانية.
في عام 2011 شاركت نجوى كرم في برنامج أرابز غوت تالنت كأحد أعضاء لجنة التحكيم، وتوالى ظهورها منذ ذلك الحين في جميع المواسم الستة للبرنامج. في عام 2017 صنفت مجلة فوربس الشرق الأوسط نجوى كرم في المرتبة الخامسة على قائمة أفضل 100 شخصية عربية مع أكثر من 26 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي. في عام 2018 أدرجت مجلة كوزموبوليتان نجوى كرم في قائمتها لأكثر 15 امرأة إلهامًا في الشرق الأوسط، كما حلت في المركز الحادي عشر في القائمة التي نشرتها مجلة فوربس في عام 2018 لأفضل 10 نجمات عربيات على المسرح العالمي.
صعدت كرم إلى النجومية طوال التسعينيات ونالت لقب شمس الغنية من ألبومها الذي يحمل نفس الاسم. من أنجح ألبوماتها في التسعينات: (نجمة حب) و (ما بسمحلك) و (مغرومة) و (روح روحي). في عام 2000 أصبح الألبوم العاشر لنجوى (عيون قلبي) الألبوم الأكثر مبيعًا لها. في عام 2001 بيع من ألبومها (ندمانة) ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم وحازت على جائزة الموريكس الذهبية لأفضل فنان عربي وجوائز من شركة روتانا للتسجيلات بما في ذلك فنان العام وألبوم العام والألبوم الأكثر مبيعًا لهذا العام. بحلول الوقت الذي صدر فيه ألبومها (سهرني) في عام 2003 كانت قد أثبتت نفسها كواحدة من أبرز المطربين اللبنانيين وكأيقونة لموسيقى البوب في الشرق الأوسط. استمر نجاح نجوى كرم بألبوماتها (هيدا حكي)، (عم بمزح معاك)، (خليني شوفك). تعاونت نجوى بشكل متكرر مع الموسيقي والملحن ملحم بركات ومع المطرب وديع الصافي في ديو صدر عام 2004 بعنوان (وكبرنا) الذي نال استحسان النقاد. في عام 2011 تعاونت نجوى مع شركة سوني للترفيه وشركة روتانا لإنتاج أول فيديو موسيقي ثلاثي الأبعاد في العالم العربي لأغنيتها (ما في نوم) من ألبوم (هالليلة ما في نوم). في عام 2012 سارت نجوى على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الخامس والستين وأصدرت منذ ذلك الحين أغنيات فردية ومقاطع فيديو موسيقية لاقت استحسانًا كبيرًا، بالإضافة إلى أحدث ألبوماتها بعنوان (مني إلك) عام 2017.