فجر اغتيال ناشط بالتيار الصدري في العراق، الأوضاع في محافظة بابل جنوبي العراق، حيث هاجم مسلحون مقرين لجماعة "عصائب أهل الحق" التي يتزعمها قيس الخزعلي، في محافظتي بابل والنجف.

وتصاعدت الأحداث خلال اليومين الماضيين عقب العثور على جثة الناشط البارز في التيار الصدري أيسر الخفاجي بعد اختطافه بـ 24 ساعة.

وتعرض مكتب لهيئة الحشد الشعبي الى هجوم صاروخي في محافظة بابل دون وقوع إصابات بشرية.



وفي النجف استهدف مسلحون مكتبا تابعا للعصائب بقنبلة محلية الصنع بمنطقة حي السلام وسط المدينة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في المكان من دون خسائر بشرية او اصابات.

مدير هيئة الحشد الشعبي في بابل

" استهداف مقر الحشد تصرف جبان لغرض إثارة الفتنة في المحافظة، و الاخوة في سرايا السلام اتصلوا بنا وأعربوا عن استيائهم وأسفهم ازاء حادثة استهداف مكتب الحشد"
.

تصفية الحسابات بين الميليشيات لن تكون بالحوار طبعا، كل طرف يستخدم السلاح الذي عنده مع… pic.twitter.com/y2wQGgRdxT — شاهو القرةداغي (@shahokurdy) February 21, 2024

???? عاجل

التصعيد مستمر في بابل و الحكومة المحلية و المركزية لا حس ولا خبر.. pic.twitter.com/gZcJqUHK4f — العراق برس (@aliraqplus) February 20, 2024



اغتيال فجر الأزمة
اختطف الناشط في التيار الصدري أيسر الخفاجي من محافظة بابل يوم الأحد 18 شباط/فبراير الجاري، وتم العثور على جثته في اليوم التالي حيث بدت عليه علامات تعذيب واضحة.

سريعا، شهدت المحافظة بابل استنفارا وانتشارا لعناصر سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.

وتصاعدت التهديدات من قبل أنصار التيار الصدري وقبيلة القتيل بالانتقام لاغتيال الخفاجي، وسط تحذيرات من اتساع دائرة المواجهة.

⭕️ ندوس عليه قيس وربعه❗️
عشائر خفاجة تتجمع امام مقر قيادة شرطة بابل مطالبين بالكشف عن قتلة ايسر الخفاجي‼️ pic.twitter.com/spFiE5L665 — Dr. العكيدي (@Alaqeede20) February 20, 2024

واحتشد أفراد من عشيرة الخفاجي وأنصار التيار الصدري الثلاثاء، أمام مقار تابعة للعصائب، مستعرضين بالأسلحة كما أطلقوا النار في الهواء، وهددوا باستهداف مقار العصائب إذا لم يتم الكشف عن قتلة الخفاجي ومحاسبتهم قانونيا.

وذكرت عشرة الناشط في بيان، "أن الشجب والاستنكار والتنديد بات غير نافع، لا زلنا نطالب الحكومة العراقية ونحملها المسؤولية الكاملة بعد خطف وقتل الناشط أيسر نصير الخفاجي على يد زمرة لا تمت للإسلام بصلة وتريد أثارت الفتنة بين أبناء الوطن".

من جهتها قالت وزارة الداخلية العراقية الاثنين الماضي، إن الخفاجي قتل "بحادث دهس"، مشيرة إلى تورط عناصر "خارجة عن القانون" في العملية التي تهدف لتعكير صفو الاستقرار، وفق بيان الوزارة.

وأوضحت، "أن سيارات دفع رباعي لا تحمل لوحات تسجيل أقدمت ظهر أمس الأحد، على دهس الخفاجي خلال وجوده في بلدة المسيب جنوبي بابل، ثم اختطفته واقتادته إلى جهة مجهولة، وتم فتح تحقيق في الحادث".

وأضافت أن "فريق العمل الأمني توصلت الى خيوط مهمة عن الجناة الذين لن يفلتوا من العقاب وسيتم تسليمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".

جانب من تشييع الشهيد ايسر نصير الخفاجي pic.twitter.com/xr9TuBAL4M — Um Hussein (@VvoAjOEaKHuBCtg) February 19, 2024

ويقول الباحث والكاتب السياسي عبد القادر النايل، "إن اغتيال الناشط الصدري ايسر الخفاجي وهو قيادي بسرايا السلام كان بدوافع سياسية وليست جنائية فهو منخرط بالتظاهرات ولاسيما المناوئة للعصائب وقبل 48 ساعة من اغتياله خرج بتصريح ضد تولي محافظ بابل التابع للعصائب وتكلم منتقدا قيس الخزعلي مسؤول العصائب".

وأضاف في حديث لـ "عربي21"، "لذلك هناك ربط وثيق بين اختطافه بيوم تولي المحافظ عدنان فيحان وهي رسالة للمناوئين المتظاهرين ضد العصائب في بابل لإسكات وإخافة الجميع فضلا عن الطريقة التي البشعة التي جرى اختطافه فيها وتعذيبه ثم اغتياله".

وأوضح النايل، "أن مقربين من عشيرته تحدثوا لي شخصيا أن التعذيب جرى في جرف الصخر".



الجهة المتورطة
ووجهت أصابع الاتهام للعصائب أهل الحق تحديدا، التي خاضت مع التيار الصدري صراعا طويلا، وتبادلت معه الاغتيالات في عدة محافظات.

وربط ناشطون اغتيال الخفاجي بالعصائب، عقب نشر مدونين معروفين بانتمائهم للجماعة، خبر اعتقال الخفاجي بتهمة "ابتزاز" قبل العثور على جثته.

من صاحب حساب نورس، المهاجر... لابد الافصاح عن هويته... pic.twitter.com/rd4IaxZEuX — ĤŴÃŻŇ ÃβĎ آلعہآصہمہيہهہ (@kessalkzlefir78) February 19, 2024

وعرف الخفاجي وهو ناشط من أتباع التيار الصدري، يعمل ضمن إعلام "سرايا السلام" التابعة للتيار، بانتقاداته اللاذعة للعصائب وزعيمها قيس الخزعلي.

وقال المحلل السياسي العراقي باسم الخزرجي، "إن الخفاجي خطف قبل مده إلى منطقة جرف الصخر وأطلق سراحه حينها، وظل هاتفه الخلوي حتى عين عدنان فيحان محافظا لبابل فصدر قرار بتصفيته".

#العراق
⭕عملية خطف ايسر الخفاجي تمت بسيارتا ميتسوبيشي بيكب
⭕تم دهس القفص الصدري بالكامل وربط جسده بسيارة وسحب فخلعت احدى يديه
⭕الخفاجي خطف قبل مده الى منطقة جرف الصخر واطلق سراحة وظل هاتفه الخلوي حتى عين عدنان فيحان محافظا لبابل فصدر قرار بتصفيتة#أيسر_الخفاجي#التيار_الصدري pic.twitter.com/XPq5TaMO2G — Bassim Alkhazraji (@AlKhazraji_75) February 20, 2024

وجاءت عملية الاختطاف ثم القتل بعد أيام من تعيين القيادي في جماعة "عصائب أهل الحق" عدنان فيحان محافظاً لبابل.

وشهدت المحافظة تظاهرات منددة باختيار فيحان لهذا المنصب، خلال جلسة عُقدت بعد منتصف الليل في السادس من الشهر الجاري، قاطعها سبعة من أعضاء المجلس المكون من 18 عضوا احتجاجا على فيحان.

استمرار التصعيد الشعبي في محافظة بابل جنوب #بغداد احتجاجاً على تنصيب المليشياوي الإرهابي عدنان فيحان أحد زعماء عصابة عصائب أهل الحق الإرهابية محافظاً لبابل.#العراق #عراق_الحاكم_الجعفري pic.twitter.com/hVaoErcj4O — مصطفى كامل (@mustafakamilm) February 20, 2024

عداء مستعر
وشهدت السنوات الأخيرة اغتيالات متبادلة بين العصائب والتيار الصدري كان أشهرها مقتل القيادي في العصائب وسام العلياوي، أواخر 2019 ووجهت الاتهامات حينها للتيار الصدري.

ومطلع الشهر الجاري، شهدت محافظة ميسان، جنوبي العراق، توترا أمنيا، عقب اغتيال ناجي الكعبي، مسؤول علاقات العصائب في المحافظة.

وقال حينها زعيم المليشيا قيس الخزعلي، في بيان شديد اللهجة متسائلاً: "هل من المعقول أن تبقى ميسان رهينة بيد القتلة القذرين؟"، حسب وصفه.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة في حي العامل ببغداد، بين أنصار التيار الصدري ومليشيا "عصائب أهل الحق" بعد إزالة لافتات تحمل صور قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في غارة جوية أمريكية قرب بغداد عام 2020.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اغتال مسلحون "غيث الدليمي" أحد اعضاء التيار الصدري البارزين في حي الزيتون جنوبي محافظة الديوانية.

وفي 25 من تموز/يونيو 2023 لقي عضو سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري جواد الحلفي حتفه، واصيب نجله، اثر اطلاق نار عليهما من قبل مسلحين مجهولين، وسط ميسان.

وأكد النايل لـ "عربي21"، "أن من المعلوم أن استهداف مقرات الحشد والعصائب في بابل وبغداد ومنها قناة العهد التابعة للعصائب دليل واضح أن الأزمات بين التيار الصدري والعصائب لن تتوقف عند هذا الحد إذا ما نظرنا لأحداث ميسان واشتباكات البصرة قبل شهر فإنها تؤكد قرب اندلاع المواجهات العسكرية لأن الطرفين يحملان السلاح ولديهم غطاء حكومي وسياسي في تحركاتهم وهم بعيدين عن إجراءات قانون الإرهاب".

وأردف النايل، "هم يتعاملون إلى الآن من دون إصدار أوامر قبض تحت بند أربعة ارهاب بالرغم من حالات الاغتيالات واستخدام الأسلحة الثقيلة في النزاعات الدائرة ومع ذلك فإن حادثة أيسر الخفاجي ستكون أحدى رافعات الصراع القادم".

واستدرك، "لكن الحادثة لن تكون هي من يفجر الصراع بسبب تدخلات مقتدى الصدر الضابط لحركة سرايا السلام التي أصبحت محط انزعاج من التيار الصدري لأنهم يشعرون بالإهانة أمام الاستهدافات المستمرة عليهم بالرغم من انسحابهم من العملية السياسية الحالية".

وبين، "لذلك لن تصمد دعوات الصدر مستقبلا ولان القضية تجاوزت الخلافات السياسية إلى إراقة الدماء ومن نؤكد أن الاغتيالات الأخيرة في العراق جميعها سياسية وللاسف ستتسع بشكل أكبر بعد توزيع الأموال للمحافظات من الميزانية المركزية للحكومة في العراق".



وانشقت مليشيا العصائب عن "جيش المهدي" الذي أسسه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عقب عملية صولة الفرسان عام 2007.

وفي عام 2011 أعلن زعيم المليشيا قيس الخزعلي تشكيل حركة العصائب المتهمة بتنفيذ جرائم قتل طائفي في العراق وسوريا.

و انخرطت العصائب في العملية السياسية عام 2014 عبر "كتلة صادقون"، وشارك فصيلها المسلح ضمن قوات الحشد الشعبي في المعارك ضد تنظيم الدولة.

وتعد مليشيا العصائب إحدى أهم القوى السياسية في الإطار التنسيقي الذي يضم القوى الشيعية المشاركة في تشكيل الحكومة الحالية التي يترأسها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراق بابل سرايا السلام العصائب الاغتيالات العراق اغتيالات بابل سرايا السلام العصائب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عصائب أهل الحق التیار الصدری أیسر الخفاجی الحشد الشعبی سرایا السلام قیس الخزعلی محافظة بابل العصائب فی فی العراق pic twitter com فی بابل

إقرأ أيضاً:

بوادر جديدة للتقارب.. هل تعيد أنقرة علاقاتها مع دمشق؟

أنقرة- أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدلا واسعا بتصريحاته حول استعداد تركيا لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، وعدم ممناعته للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، مستذكرا العلاقات الودية السابقة قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، مما دفع بتساؤلات حول إمكانية تجاوز أنقرة للشروط المسبقة التي يضعها النظام السوري أمام أي مبادرة لتطبيع العلاقات معه.

وقال أردوغان إنه لا يرى مانعا أمام إقامة علاقات بين البلدين، مشيرا إلى إيجابية تصريحات الأسد، الذي أكد بدوره انفتاح دمشق على المبادرات التي تحترم سيادة سوريا وتكافح الإرهاب، حيث تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه تركيا بجدية لإحياء هذا المسار المتعثر.

وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، الأحد الماضي، أن العاصمة العراقية بغداد ستشهد قريبا اجتماعا سوريا-تركيا، ويُتوقع عقده هذا الأسبوع، قبيل أو بالتزامن مع لقاء مرتقب بين الرئيسين التركي والروسي، على هامش اجتماع منظمة شنغهاي في الفترة من 3 إلى 4 يوليو/تموز الجاري.

وسبق أن اجتمع وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران وسوريا في موسكو ضمن "الصيغة الرباعية" في مايو/أيار 2023، بعد سلسلة لقاءات بين رؤساء استخبارات الدول ووزراء الدفاع، لكن ورغم هذه الجهود، فإن مساعي تركيا تعثرت بتصريح الأسد أن "هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا".

"مستعدون للعمل معًا على تطوير هذه العلاقات بنفس الطريقة التي عملنا بها في الماضي".. الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان يبدي استعداده للقاء #بشار_الأسد وإعادة العلاقات مع #سوريا#رقمي pic.twitter.com/VqIxemHGOv

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) June 30, 2024

مصالح مشتركة

يرى مراد أصلان، الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي في مركز "سيتا" للأبحاث، أن مسألة الأمن تمثل الدافع الرئيسي وراء سعي تركيا لتطبيع العلاقات مع سوريا، وأن الاتفاق مع نظام الأسد سيسهم في "عزل الجماعات الإرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية، مما يقلل من نقاط الدعم المتاحة لها، خاصة عند اعتماد الخيارات العسكرية".

وأشار إلى أن تركيا تسعى لضمان عودة السوريين إلى وطنهم بأمان وكرامة وبشكل طوعي، وأن التوصل إلى اتفاق مع الأسد يعد خطوة أساسية لتحقيق هذا الهدف.

أما بالنسبة للحكومة السورية، فقال المحلل السياسي أحمد أوزغور للجزيرة نت، إن "التقييمات في أنقرة تشير إلى أن الظروف المتغيرة دفعت دمشق لتخفيف موقفها في الآونة الأخيرة" وأوضح أن هناك 4 تطورات بارزة تسهم في هذا التحول:

الخطر المتزايد من عدوان إسرائيل على قطاع غزة وامتدادها إلى لبنان، خاصة أن إسرائيل تستهدف بشكل متكرر التواجد العسكري الإيراني في سوريا. ما يتعلق بجهود وحدات الحماية الشعبية المدعومة من الولايات المتحدة، لتعزيز حكمها في شمال سوريا، من خلال إجراء انتخابات محلية وكتابة دستور جديد. الضغوط التي تمارسها روسيا وإيران على دمشق، حيث يرى أوزغور أن النهج السلبي لإيران، خاصة بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، قد يقلل من اهتمام إيران بسوريا لفترة معينة، مما يمنح دمشق بعض الارتياح في اتخاذ القرارات. الانتخابات الأميركية المقبلة، حيث يمكن أن يؤدي أي تغيير محتمل في السلطة إلى سحب القوات الأميركية من سوريا، ويُقيّم في أنقرة أن دمشق قد تختار إدارة العملية بالتعاون مع تركيا في ظل هذه الظروف. الدور الروسي

كشفت وسائل إعلام تركية أن استئناف المحادثات بين الجانبين طُرح خلال لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الشهر الماضي، في ظل الموقف التركي الرافض لإجراء الانتخابات المحلية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، كونها تشكل خطرا على وحدة سوريا وعلى الأمن القومي التركي.

وفي نفس السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية في تقريرها عن اجتماع الأسد مع الممثل الخاص لروسيا في الشرق الأوسط ألكسندر لافرنتييف، في 26 يونيو/حزيران الماضي، أن المسؤولين ناقشا العملية التركية السورية، وأبدى الأسد "انفتاحه على أي مبادرة تتعلق بالعلاقة السورية التركية".

وأفاد التقرير أن الرئيس السوري شدد على ضرورة أن تستند المفاوضات مع تركيا إلى مبادئ تضمن سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها، مع التركيز على "مكافحة الإرهاب"، وأكد أن "نجاح وفعالية أي مبادرة مرتبط باحترام سيادة الدول واستقرارها"، ومن الملاحظ أن الأسد لم يضع شرط انسحاب الجنود الأتراك، بل أكد على "احترام السيادة" بدلا من ذلك.

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

موقف المعارضة السورية

تجد المعارضة السورية نفسها أمام خيارات إستراتيجية صعبة ومفترق طرق سياسي حاسم، بعد تصريحات أردوغان بخصوص تقارب العلاقات بين تركيا وسوريا وبدء جولة جديدة من المفاوضات.

وأصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بيانا استنكرت فيه تصريحات الرئيس التركي بشأن "المصالحة"، ووصفتها بأنها مؤامرة كبرى على الشعب السوري بكافة أطيافه.

واعتبرت الإدارة أن أي اتفاق مع الدولة التركية يمثل تهديدا لمصلحة السوريين عامة، ويعزز من تقسيم البلاد ويتآمر على وحدة سوريا وشعبها. وأكد البيان أن هذه الاتفاقات لن تفضي إلى أي نتائج إيجابية بل ستزيد من تفاقم الأزمة السورية ونشر الفوضى.

وفي سياق متصل، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، بعد تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن "الحل المستدام في سوريا لا يكمن في التفاهمات بين الدول والنظام لحماية مصالحها وأمنها، بل يتجسد في إقناع السوريين في الداخل والخارج بأن لديهم دولة ذات دستور يُحترم ويُنفذ، وقوانين تضمن أمنهم الشخصي وأمن المجتمع".

ورقة انتخابية

قال الصحفي ومدير مركز القارات الثلاثة، أحمد حسن، في حديثه للجزيرة نت، إن التصريحات التركية المتعلقة بالنظام السوري "تظل غير عملية"، معتبرا أنها تتعامل مع الملف السوري كـ"قضية قابلة للحل عبر التعاون مع حكومة الأسد، وهو نهج غير دقيق سواء من جانب المعارضة التركية أو الحكومة" حسب تعبيره.

وأوضح أن المعارضة التركية تعتمد على مبدأ "وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل في الشأن الداخلي"، في حين أن الواقع يشير إلى تقسيم السلطة بين جهات متعددة وصراعات دولية بالوكالة، مع سيطرة محدودة للنظام على بعض المناطق.

وأشار إلى أن النظام السوري لا يسيطر على الحدود مع تركيا، مما يجعل المفاوضات لحل مشكلة الأمن القومي التركي بلا جدوى، لافتا إلى أن المعارضة التركية ترفض إقامة علاقات إلا على مستوى الدول، مما يتعارض مع القرار الدولي 2254 الذي يعترف بوجود حكومة ومعارضة في سوريا.

وفيما يخص اللاجئين السوريين في تركيا، أشار إلى أن وجودهم في البلاد ناتج عن "حرب إبادة شنها النظام ضد شعبه"، مما يجعلهم غير راغبين في الاندماج أو التعامل مع السياسات التركية تجاه نظام الأسد.

وأوضح أن الأيام الماضية أثبتت أن 4 ملايين سوري في تركيا مرتبطون بـ6 ملايين آخرين في مناطق المعارضة مما يقد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في الشمال السوري، وهو ما يجعل الحكومة التركية تسير في حقل ألغام.

وأضاف حسن أن العلاقة مع النظام السوري تهدف إلى تحضير مفاوضات طويلة لكسب بعض المصالح المشتركة، خاصة مع احتمالية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد عام ونصف، أو اقتراب انتخابات عام 2028، دون اتخاذ خطوات عملية تجاه النظام أو الشمال السوري.

وأكد أنه في حال دعم تركيا للنظام السوري والتطبيع معه، ستفقد دعمها الشعبي في الشمال السوري، مما سيعتبر وجودها احتلالا ويعطي شرعية لمن يهاجمون الأتراك في المجتمع الدولي.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح لوقف الحرب.. و"بوادر تفاؤل"
  • اغتيال قائد بارز في "حزب الله" إثر ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان
  • بوادر جديدة للتقارب.. هل تعيد أنقرة علاقاتها مع دمشق؟
  • بوادر ثورة ام فعالية ...الحوثيون ينشرون قوات كبيرة في صنعاء
  • الإطاحة بـ 10 مطلوبين بينهم سوريين وباكستانيين شمال بابل
  • توتر في بيروت.. قتيل وجرحى أمام مركزٍ أمني!
  • "اعرف نتيجتك".. الآن نتائج الثالث متوسط 2024 في بابل عبر موقع نتائجنا بالاسم فقط
  • مخطط شيعي يستهدف المغربيات في بلجيكا
  • "فاينانشيال تايمز": تحذيرات من مسئول بارز بأن الجيش البريطاني غير مستعد "لأي صراع من أي حجم"
  • السوداني:اولويتنا تحقيق السلام بين الدول وإيران وحل مشاكل العراق اسبقية متأخرة جداً