عربي21:
2024-09-16@19:50:08 GMT

التهجير إلى سيناء بين حديث العلن وما يحدث في الخفاء

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

حلفاء النظام المصري من الأمريكان أو الإسرائيليين تحدثوا عن مواقفه المشكورة أكثر من مرة خلال الحرب على غزة، ومن ذلك ما حدث في محكمة العدل الدولية، إبان النظر في قضية الإبادة الجماعية التي تقدمت بها جنوب أفريقيا، حيث تحدث دفاع الجانب الإسرائيلي عن براءته من منع دخول المساعدات إلى غزة، وأن إغلاق معبر رفح هو قرار الحكومة المصرية.



وكان لهذا الاتهام أصداء عالمية مدوية، وجاء الرد المصري خافتا باهتا، لا يتناسب مع حجم الجريمة التي تحدث عنه الإسرائيليون.

وتكرر الأمر نفسه.. وبردة الفعل ذاتها، مع تصريح الرئيس الأمريكي بايدن بأن مصر رفضت فتح معبر رفح في البداية، وأنه مارس ضغطا لإقناع المسؤولين بفتحه، وجاء الرد الرسمي المصري مؤكدا على متانة العلاقة الثنائية، وتقارب وجهات النظر والأهداف المشتركة، ثم مرَّ بلطف ومن طرف خفي على الموضوع الرئيس، وكأنهم من بنها أو المكسيك!

تعالت أصوات الكثيرين حتى من المؤيدين للحرب على غزة تطالب بعدم أي تدخل عسكري في رفح، وأن ذلك سيؤدي إلى كارثة ليس لها مثيل، وبعض هذه الأصوات أراد أصحابها التوطئة لموضوع التهجير، الذي نفاه متحدثون باسم النظام المصري، وأكده رموز في جيش الاحتلال
وهذا يأخذنا إلى القضية الأخطر والتي يحبس العالم أنفاسه ترقبا لوقوعها، وهي تهجير أهل غزة إلى سيناء، لا سيما بعدما تكدس في رفح على الحدود المصرية قرابة مليون ونصف من سكان غزة، الذين خرجوا من ديارهم وأحيائهم التي قصفها جيش الاحتلال وجعلها ركاما، ثم أعلن عن عملية جديدة في رفح.

وقد تعالت أصوات الكثيرين حتى من المؤيدين للحرب على غزة تطالب بعدم أي تدخل عسكري في رفح، وأن ذلك سيؤدي إلى كارثة ليس لها مثيل، وبعض هذه الأصوات أراد أصحابها التوطئة لموضوع التهجير، الذي نفاه متحدثون باسم النظام المصري، وأكده رموز في جيش الاحتلال، منهم على سبيل المثال: "غانتس"، الوزير في مجلس الحرب الحالية، الذي تحدث في لقاء تناقلته وسائل الإعلام بقوله: على كل حال فإن الحرب ستستمر حتى تحقيق أهدافنا كلها، وحتى في شهر رمضان القريب، فإنها يمكن أن تستمر. وتابع مهددا: "إما أن يعود المختطفون أو نوسع الحرب إلى رفح، وسوف نفعل ذلك بالتنسيق مع شركائنا ومن بينهم مصر، سنخلي السكان ونتقدم".

ومع حساسية الأمر وتعلقه بالحرب والقتال، فإن النظام المصري ترك القضية للإعلام ولهيئة الاستعلامات، ولم نسمع تصريحات من جنس التي خرجت في الحالة الليبية، مثل سرت خط أحمر، بل وتحركت الآليات العسكرية إلى مرسى مطروح الحدودية وقتها!

ومما يعمق من ضعف الردود المصرية، أنها لا ترد مباشرة على قادة الاحتلال، وأن الصحف الأجنبية تذكر تقارير من أرض سيناء، تعضد رواية الصهاينة، ومن ذلك ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالصوت والصورة وشهادة الشهود، مؤكدة ما ذكرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، بأن مصر تبني منذ 5 شباط/ فبراير منطقة إيواء عازلة داخل الحدود المصرية مع رفح، بعمق خمسة كيلومترات وبأسوار عالية، فيما يبدو أنها لاستيعاب مئات الآلاف من جموع النازحين الفلسطينيين المكدسين في رفح، والتي تستعد إسرائيل للزحف عليها حربيا، بعد توفير ملاذات آمنة لسكانها، حسب شروط أمريكا والغرب.

مما يعمق من ضعف الردود المصرية، أنها لا ترد مباشرة على قادة الاحتلال، وأن الصحف الأجنبية تذكر تقارير من أرض سيناء، تعضد رواية الصهاينة، ومن ذلك ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالصوت والصورة وشهادة الشهود، مؤكدة ما ذكرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، بأن مصر تبني منذ 5 شباط/ فبراير منطقة إيواء عازلة داخل الحدود المصرية مع رفح، بعمق خمسة كيلومترات وبأسوار عالية، فيما يبدو أنها لاستيعاب مئات الآلاف من جموع النازحين الفلسطينيين المكدسين في رفح
وحتى نستطيع فك خيوط المؤامرة، لا بد من العودة إلى صفقة القرن، والتي كان من بنودها قضية التهجير. ولعل الأبنية المصرية التي شُيدت في رفح المصرية ومنطقة الشيخ زويد، بعد تهجير أهلها وهدم منازلهم وتجريف مزارعهم، تؤكد ذلك، ولكن الذي أفشل المخطط مؤقتا، وأدى لهذا التخبط، هو صمود المقاومة وفشل الاحتلال في إحراز أي نصر خلال أربعة أشهر من القتال المتواصل، بأشد آلات الحرب فتكا.

والأمر الذي ينبغي أن نتنبه له جميعا، أن سيناء أهم عند الاحتلال من غزة، وفيها جل الأماكن المقدسة، فكيف يهجر أهل غزة إليها؟

والجواب على ذلك: أن غزة هي حجر العثرة الأكبر أمام طموحات وأوهام إسرائيل، وهي حائط الدفاع الأول عن الدول العربية الداخلة في نطاق مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولو تم التهجير إلى سيناء ستكون سيناء هي وجهتهم القادمة، وحجتهم لذلك جاهزة، وهي متابعة من تسلل من المقاومين مع المدنيين، وأن المنطقة باتت بؤرة تهديد لأمن إسرائيل.

أما عن السيناريو المعد للتهجير فهو أن تُقصف رفح بقوة، ويطال القصف الجُدر والأسلاك العازلة بين رفح المصرية والفلسطينية، كما حدث في الأسابيع الماضية، وعندها لا يبقى أمام أهل غزة إلا النجاة بأنفسهم والدخول لرفح المصرية، وعندها يسهل على الإعلام المصري تبني رواية أنه ليس أمامنا حل تجاه ما يحدث للأشقاء إلا فتح أذرعنا وقلوبنا لهم، وعندها يتم التهجير تحت غطاء إنساني.

على فرض أن طول أمد الحرب أفشل خطة التهجير إلى حين، فإن التلويح بها وبالعدوان على رفح ومن فيها، يراد من خلاله للمفاوض الفلسطيني أن يتفاوض تحت هذه الضغوط والإكراهات، حتى يعوض جيش الاحتلال إخفاقه على الأرض فوق مائدة المفاوضات
وعلى فرض أن طول أمد الحرب أفشل خطة التهجير إلى حين، فإن التلويح بها وبالعدوان على رفح ومن فيها، يراد من خلاله للمفاوض الفلسطيني أن يتفاوض تحت هذه الضغوط والإكراهات، حتى يعوض جيش الاحتلال إخفاقه على الأرض فوق مائدة المفاوضات.

ولعل أكبر ما ينفطر له القلب، بعد استشهاد أكثر من ثلاثين ألف شخص في غزة حتى الآن، والدمار الشامل لكل مظاهر الحياة فيها، هو الخذلان العام الذي تفاوتت فيه درجات أهل الأرض، بل ألِفَ الناس مشاهد القتل وصور الخراب، وظهر العالم العربي والإسلامي بلا وزن من بداية طوفان الأقصى، بل انقسم بين عاجز عن العون والمساعدة، ومطبع يعين ويساعد.

وليست المؤسسات أحسن حالا من الحكومات، بل أصبحت تدور في فلكها وتعكس صورة عجزها. ويبقى الأمل معقودا على علماء الأمة المتحررين من عبودية السلطة وإطار المناصب، أولئك الذين كانت بأيديهم مفاتيح الحل في أزمات الأمة الخانقة، ولعلها فرصتهم لإدراك اللحظة الفارقة، أما إن لم يبرحوا أماكنهم، ولم يرتقوا إلى قدر المسؤولية التي أنيطت بأعناقهم، فحتما سيجرفهم الطوفان الذي لا يحابي أحدا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري غزة رفح سيناء التهجير مصر غزة سيناء رفح التهجير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام المصری جیش الاحتلال التهجیر إلى أنها لا فی رفح

إقرأ أيضاً:

حديث الهبوط الناعم ونحن في محرقة الحرب

رشا عوض 

الهبوط الناعم في السياق السوداني معناه الحل التفاوضي مع من يمتلكون السلاح في اتجاه تحول ديمقراطي تدريجي تضغط نحوه القوى الناعمة (المجتمع المدني بتكويناته المختلفة والمثقفون والاعلاميون والمفكرون فضلا عن الاحزاب السياسية) بالوسائل السلمية إلى أن تتحقق الأهداف بتدرج وتمرحل في عملية بطيئة ولكنها تتحرك إلى الامام حركة يزيد ايقاعها حسب كفاءة ومثابرة المقاومة السلمية .
الهبوط الناعم هو الخيار الوحيد لكل معارضة او ثورة سلمية يواجهها نظام مدجج بالسلاح وهي لا تمتلك جيشا، وميزته الرئيسية اي الهبوط الناعم هي تقليل الكلفة الإنسانية ، طبعا الهبوط الناعم ليس مجانيا وله شهداء وضحايا ولكنهم اقل مقارنة بضحايا الحروب الشاملة بين جيشين او مليشيات .
مقابل الهبوط الناعم هو الهبوط الخشن ومن شروطه الأساسية امتلاك قوة مسلحة وهو خيار يمكن أن يقود الى تغيير حاسم وسريع وجذري ، وممكن تفلت الأمور إلى حرب أهلية اذا استبسلت قوى النظام القديم في القتال.
وفي كلتا الحالتين الخسائر في الأرواح فادحة والكلفة الإنسانية كبيرة جدا
الهبوط الخشن فاتورته هي موت بالجملة في زمن قياسي مثلما نشاهده الان في شوارع الخرطوم من حرب تسحق الأبرياء.
الذين يسخرون من الهبوط الناعم حتى ونحن تحت وطأة الحرب بكل ويلاتها يجب أن يكونوا شجعان ويقولو يجب أن نبني لأنفسنا جيوشا قادرة على معارك تكسير العظام تستطيع محاربة الدعم السريع وهزيمته ومحاربة الجيش وهزيمته ومحاربة كتائب الكيزان وهزيمتها ثم فرض البديل الثوري. يجب أن يكونوا صادقين ويصارحوا الشعب السوداني بانهم لا مانع لديهم من حروب تكسير العظام داخل المدن وان كابوس الرعب والدمار الذي نرزح تحته الان هو النموذج الثوري الذي يبشرون به! أن الدعم السريع والجيش لو جاء جيش احمر لاقتلاعهما معا كانا سيحاربانه معا بنفس طريقة حربهما الحالية التي نراها بأم أعيننا!
اصلا ، لا يوجد جيش احمر ولا نبلة ولا عصاية حمراء ! كل ما في الأمر هناك دعاية كيزانية تريد التغبيش والتشويش على الشعب السوداني فيما يتعلق بطبيعة الحرب الدائرة حاليا وهي بين فصيل انقلابي كيزاني مختطف لمظلة الجيش من جهة والدعم السريع من جهة اخرى، هذه الدعاية تريد التستر على الدور الأساسي للكيزان في المأساة عبر تشتيت الكورة وتحميل المسؤولية عن الحرب لجهات لا علاقة لها بالحرب اصلا، هذه الدعاية يرددها البعض بلا وعي، ويردها آخرون بوعي لخدمة أجندة الكيزان.
عندما تسخر من الهبوط الناعم بحجة انك تريد تغييرا جذريا وانت اعزل لا تمتلك مجرد عصاية او نبلة فهذا استهبال او جهل بمعنى الهبوط الناعم الذي تحول لدى المهرجين إلى شتيمة ووصمة تخوين!
( كيزان البرقع الاحمر) يرددون أن سبب الحرب الدائرة حاليا هي قوى الهبوط الناعم !!
يعني يا شاطرين لو كانت هناك قوى هبوط خشن حقيقية عندها جيش وجادة في التغيير الجذري، ورفضت التفاوض مع العسكر واختارت طريق المواجهة الخشنة معهم هل كان ذلك سيمنع الحرب الدائرة حاليا ام كان سيعجل بها ؟
قوى الهبوط الناعم هدفها اساسا تجنب المواجهة المسلحة مع النظام المسيطر على القوة العسكريية ، لانها اساسا قوى مدنية لا تمتلك ادوات الصراع المسلح، وحتى لو امتلكتها فان الصراع المسلح له اثار تدميرية كبيرة على الشعب والدولة كما نرى الان بام اعيننا، فضلا عن انه في اغلب التجارب يأتي بدكتاتورية بديلة بقيادة الطرف المنتصر.
من حق أي شخص التبشير باي فكرة ولكن لكل فكرة نهايات منطقية غير قابلة للمغالطة!
بدون الالتزام بالنهايات المنطقية يتحول الجدل السياسي إلى ورجغة وونسة ساي.

الوسومرشا عوض

مقالات مشابهة

  • شاهد.. الحوثيون ينشرون صورا لإطلاق الصاروخ الذي ضرب وسط إسرائيل
  • الأزهري: نأبى لأشقائنا الفلسطينيين التهجير (فيديو)
  • وزير الأوقاف: نبذل جهودنا لوقف الحرب بغزة.. ونأبى لأشقائنا الفلسطينيين التهجير (فيديو)
  • إطلاق نار كثيف في أنفة وتلة العرب... ما الذي يحدث هناك؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الذي أطلق من اليمن انفجر في الجو على الأرجح
  • “احترموا تاريخنا”.. أحلام تكذب مخرج عراقي على العلن
  • «الاحتلال الإسرائيلي»: نفحص نتائج محاولات اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون
  • ما الذي يحدث لجسمك إذا تناولت حلوى المولد النبوي ليلًا.. خبير يكشف مفاجأة
  • العثور على طفل رضيع حديث الولادة مرمي داخل صندوق للقمامة في عدن
  • حديث الهبوط الناعم ونحن في محرقة الحرب