فشل اختبار صاروخ ترايدنت يثير تساؤلات حول جاهزية الردع النووي للمملكة المتحدة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
فبراير 21, 2024آخر تحديث: فبراير 21, 2024
المستقلة/- فشل أختبار أطلاق صاروخ ترايدنت النووي و سقط في المحيط الأطلسي خلال تجربة حضرها وزير الدفاع الشهر الماضي، مما أثار تساؤلات حول كفاءة و فعالية الردع النووي البريطاني.
قالت وزارة الدفاع إن “حدثًا شاذًا حصل” أثناء التدريب الذي شاركت فيه الغواصة إتش إم إس فانجارد في 30 يناير و كان “حدثًا محددًا”، مما يعني أنه لم يكن ليحدث في حالة نشوب حرب غير محتملة.
و لم يتم تقديم مزيد من التفاصيل حول هذا الفشل المحرج، على الرغم من أن وزارة الدفاع أصرت على أنه “لا توجد أي آثار على موثوقية أنظمة صواريخ ترايدنت الأوسع و مخزونها”. و أضافت مصادر الدفاع أن جرانت شابس كان حاضرا وقت إجراء الاختبار.
أنظمة إطلاق الأسلحة النووية معقدة و نادراً ما يتم اختبارها، كما أن حالات الفشل شائعة، و لكن هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تفشل فيها تجربة صاروخ ترايدنت. و في عام 2016، كان لا بد من تدمير الصاروخ الذي تم إطلاقه بعد أن خرج عن مساره. و بدلاً من التوجه نحو أفريقيا، انتهى بها الأمر بالتوجه نحو الولايات المتحدة.
و لم تكن وزارة الدفاع تنوي إصدار بيان حول الفشل، على الرغم من وجود تكهنات بين الخبراء حول سبب عدم إجراء الاختبار المقرر في نهاية يناير تقريبًا.
تمت المطالبة بالإعلان عنه بعد تقرير في صحيفة Sun. و وفقاً لمصدر مجهول نقلاً عن الصحيفة، سقط الصاروخ ببساطة في المحيط: “لقد غادر الغواصة لكنه سقط بجوارها مباشرة”.
و دعا حزب العمال إلى ضمانات بشأن فعالية الردع النووي البريطاني. و قال وزير دفاع الظل جون هيلي: “إن التقارير عن فشل اختبار ترايدنت مثيرة للقلق. سيرغب وزير الدفاع في طمأنة البرلمان بأن هذا الاختبار ليس له أي تأثير على فعالية عمليات الردع التي تقوم بها المملكة المتحدة.”
و قال ديفيد كولين، الخبير في خدمة المعلومات النووية، و هي مجموعة مراقبة، إن الفشل الأخير كان أكثر أهمية من عام 2016 “ليس فقط لأنه الثاني على التوالي، و لكن لأن صواريخ ترايدنت خضعت لبرنامج تمديد العمر، و بالتالي فإن يجب أن يكون المخزون الحالي أكثر موثوقية مما كان عليه في عام 2016”.
و أضاف: “المغزى الأساسي من مئات المليارات التي ننفقها على برنامج الأسلحة النووية هو أنه من المفترض أن يعمل، و أن يُرى أنه يعمل، بناء على أوامر رئيس الوزراء. و بدون هذا الضمان، فإن المسعى برمته يعتبر فشلا في حد ذاته”.
و ذكرت صحيفة صن أن صاروخ ترايدنت 2 الوهمي تم إطلاقه في الهواء بواسطة الغاز المضغوط في أنبوب الإطلاق الخاص به، لكن معززات المرحلة الأولى لم تشتعل.
و قالت المصادر إنه من المتوقع أن يصدر شابس بيانًا وزاريًا مكتوبًا بشأن الردع النووي البريطاني في مجلس العموم، وفقًا لورقة الطلب الصادرة يوم الأربعاء، لكن من غير المتوقع أن يحتوي على تفاصيل إضافية مهمة.
و قال متحدث باسم وزارة الدفاع إن لورد البحر الأول، الأدميرال السير بن كي، كان حاضرًا أيضًا في ذلك الوقت للاحتفال بالتمرين الأخير للفانجارد و طاقمها بعد تجديد السفينة التي استغرقت أكثر من سبع سنوات.
و قال متحدث آخر باسم وزارة الدفاع: “لقد أثبتت إتش إم إس فانجارد و طاقمها أنهم قادرون تمامًا على تشغيل نظام الردع البحري المستمر للمملكة المتحدة، و اجتازوا جميع الاختبارات خلال عملية العرض و التفتيش الأخيرة، و هو اختبار روتيني للتأكد من أن الغواصة يمكن أن تعود إلى الخدمة بعد ذلك. أعمال الصيانة العميقة. لقد أكد الاختبار من جديد فعالية الردع النووي الذي تمتلكه المملكة المتحدة، و هو ما نثق فيه ثقة مطلقة.”
و أضاف: “أثناء الاختبار حدث شذوذ. و من حيث الأمن القومي، لا يمكننا تقديم المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع؛ و مع ذلك، نحن واثقون من أن هذا الشذوذ كان محددًا بحدث معين، و بالتالي لا توجد آثار على موثوقية أنظمة صواريخ ترايدنت الأوسع و مخزونها. إن الردع النووي للمملكة المتحدة يظل آمنًا و مأمونًا و فعالًا.
إتش إم إس فانجارد هي واحدة من أربع غواصات نووية من فئة فانجارد التي قامت بدوريات لأول مرة في عام 1994، و كانت إحدى السفن في البحر باستمرار. و هي تحمل صواريخ نووية من طراز ترايدنت 2 D5 أمريكية الصنع، و هي الدعامة الأساسية للردع النووي الاستراتيجي البريطاني.
و يمكن إطلاق صاروخ ترايدنت على أهداف تصل إلى مسافة تصل إلى 4000 ميل، و يمكن أن يصل إلى سرعة تزيد عن 13000 ميل في الساعة، وفقًا للبحرية الملكية. يبلغ طولها 13 مترًا، و تزن 130 ألف رطل (58500 كجم)، ويتم إخراجها من الغواصة بواسطة غاز عالي الضغط قبل إطلاقها عند وصولها إلى سطح الماء.
يمكن لكل غواصة من طراز فانجارد أن تحمل ما يصل إلى 16 صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات و ستحمل ما يصل إلى ثمانية صواريخ ترايدنت وما يصل إلى 40 رأسًا حربيًا نوويًا.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: صاروخ ترایدنت الردع النووی وزارة الدفاع یصل إلى
إقرأ أيضاً:
الصحف العالمية: تحديات أوروبا تتصاعد.. وقف إطلاق النار في غزة تحت الاختبار.. ومخاوف من أزمات جديدة في 2025
تناولت افتتاحيات الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، 30 يناير 2025، عدد من القضايا البارزة التي تعكس التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية على الساحة الدولية.
وتعكس افتتاحيات الصحف العالمية اهتمامًا واسعًا بالتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية التي تواجه العالم. كما تبرز الضغوط الداخلية التي تواجه الحكومات في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.
فيما يلي تحليل لأهم موضوعات شغلت اهتمام هذه الصحف:
أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن أوروبا تواجه مجموعة من التحديات مع بداية العام 2025، تشمل غضب الناخبين، وتفكك الأحزاب السياسية التقليدية، وركود أو تباطؤ الاقتصادات الرئيسية، وانخفاض معدلات المواليد، واستمرار الحرب في جناحها الشرقي.
كما أبرزت الصحيفة الضغوط التي تتعرض لها الديمقراطيات الليبرالية من الحركات اليمينية الشعبوية، وفشل الحكومات في الحد من الهجرة وتعزيز فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة.
الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهوتناولت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضغوط التي يتعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حلفائه في اليمين المتطرف بشأن اتفاق غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تأجيل اجتماع لمجلس الوزراء كان يهدف إلى تأييد الاتفاق، يعكس التحديات الداخلية التي تواجه نتنياهو، خاصة مع اعتماد حكومته على دعم برلماني من أحزاب أقصى اليمين التي تعارض بشدة أي اتفاق مع حماس.
التهديدات الأمنية في أوروباأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن أوروبا لم تواجه منذ الحرب الباردة مثل هذه البيئة الأمنية المهددة، حيث تدق أجراس الإنذار في كل مكان تقريبًا.
وتشمل هذه التهديدات تكثيف موسكو لحربها الهجينة وتدخلها في الانتخابات بمختلف أنحاء القارة، بالإضافة إلى ضعف وعد واشنطن بالحماية بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة مع استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.
التغيرات المناخية والكوارث الطبيعيةأبرزت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية التحديات البيئية المتزايدة، مشيرة إلى أن العالم شهد في الآونة الأخيرة سلسلة من الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخي، مثل الفيضانات وحرائق الغابات.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة للحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي.
التوترات في بحر الصين الجنوبيتناولت صحيفة "لوموند" التوترات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي، مع تصاعد النزاعات الإقليمية بين الصين والدول المجاورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التوترات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، داعية إلى الحوار الدبلوماسي لحل النزاعات وتجنب التصعيد العسكري.
الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعيأشارت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية إلى التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على مختلف القطاعات، بما في ذلك الصناعة والرعاية الصحية. وأكدت الصحيفة على أهمية وضع أطر تنظيمية لضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التقنيات.
تحديات في وجه الادارة الأمريكيةركزت صحيفة "واشنطن بوست" على التحديات التي تواجه ادارة الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة بما ذلك قضايا الاقتصاد والرعاية الصحية والسياسة الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية تحديد مسار السياسة الأمريكية خلال السنوات القادمة والتركيز علي بناء التحالفات الإيجابية
أزمة اللاجئين العالميةتناولت صحيفة "ذا جارديان" أزمة اللاجئين المتفاقمة حول العالم، مشيرة إلى الأعداد المتزايدة للأشخاص الذين يفرون من النزاعات والكوارث الطبيعية. ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى تعزيز الجهود لتقديم الدعم والمساعدة لهؤلاء اللاجئين، والعمل على حل الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى نزوحهم.