يسألون عن .. وعن…وعن !
المهندس : عبدالكريم أبو #زنيمة
كثيرة هي الأسئلة التي يسألها #المواطن_العربي ، لكن السؤال الأكثر إحراجا ومرارة وخزياً عندما يسألك صديق أجنبي قائلاً : أنتم اثنان وعشرون دولة – هل أنتم عاجزون عن التصدي لهذا #الإجرام #الصهيوني ؟! أنتم #مليار_مسلم في (57) دولة وتعجزون وتجبنون عن نجدة أخوتكم المسلمين في غزة !
ليس لديك ما تجيبه إلّا قول الحقيقة ! والحقيقة أننا شعوباً وجيوشاً لسنا جبناء ولسنا ضعفاء ، وما يصنعه ويسطره رجال المقاومة العربية في غزة ولبنان واليمن والعراق خير شاهد ، لكن كثرة دولنا العربية ذات اللغة الواحدة ونفس الجينات الوراثية بشقيها الإسلامي والمسيحي جميعنا نتشارك نفس التاريخ والثقافة والعادات والقيم – دولنا هذه تتوالد وتتكاثر لتضعف وتندثر لتقام على أنقاضها إسرائيل الكبرى ، اليوم نحن (22) دولة وغداً سنصبح بعد ولادة السودان الشرقية والغربية وليبيا الشرقية وليبيا الغربية وجمهورية وادي النيل الغربية ووادي النيل الشرقية وجمهورية سيناء الاشتراكية ومملكة الحجاز العظمى وإمارة نجد وجمهورية الساحل الحجازية الغربية و.
يسألون عن الجيوش العربية ، أفراد ومنتسبو الجيوش العربية هم الأكثر حمية وجسارة وبسالة وشجاعة ! لكن الجيوش التي هزمت أو أُمرت بالهزيمة خلال ستة ساعات وتشاهد وتسمع وتراقب ما يجري في غزة من مذابح وإبادة ومجازر ولا تحرك ساكنا فإنّ وراء الأكمة ما وراءها ، من حوّلها إلى جيوش استعراضية وفرق موسيقية للعزف واحتراف وصناعة المعكرونة والشاورما والاستعراضات الموسمية فإنه شريك فاعل في تصفية القضية الفلسطينية واستباحة الأمن القومي العربي برمّتِهِ ، هذه الجيوش تشتري وتكدس الأسلحة لكن غير مسموح لها استخدامها ضد كيان العصابات الصهيونية ! لن يكون هناك أفظع وأكثر إيلاما من أن يتجاوز أنين وعذابات وصرخات نساء وأطفال غزه مسامع أكبر وأقوى جيش عربي وتتناثر أشلاء الشهداء وتتطاير فوق رؤوس جنوده ولا يحركون ساكنا ! من يحرِّك هذه الجيوش ويتحكم بقيادتها ويحدد عقيدتها اليوم ؟!
يسألون عن مؤسساتنا العربية والإسلامية والدولية : مؤسساتنا العربية والإسلامية المشتركة تحولت إلى أوكار للتآمر على حاضر ومستقبل وآمال الشعوب ، هذه المؤسسات تصبح في أوج وذروة نشاطها عندما يتعلق الامر بالتآمر على تدمير بلد شقيق وتغط في سبات الأموات عندما يتعلق الأمر بنصرة شعب شقيق والتصدي لأعداء الإنسانية والبشرية وقتلة الأنبياء والرسل ، إذ كيف نفسر أن تقوم دول أجنبية باتخاذ إجراءات عملية كطرد سفراء الكيان النازي لنصرة أهلنا في الوقت الذي فيه أنظمة حكمنا تتمسك وتحرص على تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتتشبث باتفاقيات الذل مع هذا الكيان العنصري النازي التي لم يجنى منها إلا الانحطاط والازدراء والإفلاس والانهيارات الاقتصادية ، كيف نفسر عجز (57) دولة عربية وإسلامية عن إدخال زجاجة حليب لأطفال غزه في الوقت الذي تُغرق فيه معظم هذه الدول الأسواق الصهيونية بما لذ وطاب ! أما المؤسسات الدولية فهي مؤسسات للأقوياء فقط وأدوات لهم وليست للضعفاء والجبناء .
يسألون أين دعاة الجهاد وأئمة المسلمين ! لقد أفتى الكثيرون منهم بأن ما يحدث في غزة ليس من السنة في شيء ، وأن الأوامر الآلهية تأمرنا بالمحافظة على العهود والمواثيق ، وأنه لا يجوز الجهاد إلا بأمر الحاكم و..و..و ، هؤلاء هم أنفسهم الذين أبهرونا بالمعجزات الآلهية وقتال الملائكة معهم في إفغانستان وليبيا وسوريا ! هم أنفسهم الذين لم يتركوا منبراً اعلاميا ولا ركناً لتحريض الشباب العربي والزج بهم بمئات الألوف للقتال والجهاد والموت في سبيل المصالح والأهداف الصهيوأمريكية في مشارق الأرض ومغاربها ، وإنّ من أكبر المخاطر التي واجهها عالمنا العربي وصولاً الى هذا الانحطاط الذي نعيشه اليوم هو التزاوج بين الأنظمة الرسمية العربية التي لا يحظى غالبيتها بأية شرعية شعبية وبين هذه القوى الضلالية المتدثرة بالعباءة الإسلامية التي مارست التضليل الديني على الشعوب العربية والاسلامية على مدار قرن كامل .
يسألون عن الأموال العربية : انها منهوبة ومسروقة ومكدسة في البنوك الصهيونية ويتم الاستيلاء عليها في اية لحظة من قبل قوى الشر العالمية وغير مسموح لمودعيها التصرف بها إلا بقدر المسموح به شريطة أن ينفق في الملذات اللا أخلاقية ويبذر على دور الأزياء ومسابقة التيوس وتزيين الأبل ، يكفي أن نتذكر انه لعيون إيفانكا وبغمزة منها تطايرت مئات المليارات ، وأنه خلال سنتين من عمر التطبيع المعلن مع هذا الكيان أصبحت تل ابيب من أغلى المدن العالمية بفضل ضخ الاستثمارات العربية فيها في الوقت الذي فيه صندوق دعم صمود الشعب الفلسطيني الذي تأسس قبل عدة عقود أصبح فارغاً ! وفي نفس الوقت ايضاً هناك دول عربية وشعوبها يعانون الجوع والفقر .
هذا غيض من فيض لأسئلة تطرح اليوم في الشارع العربي ، لكن الجواب عليها جميعا أن لدينا حكام يحكمون في الوطن العربي ولكن ليس لدينا حكام عرب ! إلّا من رحم ربي ، للأسف لسنا ضعفاء ونملك كل عناصر القوة لهزيمة هذا الكيان وكل داعميه من قوى الشر والاستعمار العالمي وتطهير عالمنا العربي من أي دنس وقادرين على بناء قوة اقتصادية وعسكرية تردع كل الطامعين بخيراتنا – وكل ما ينقصنا حكام يستظلون ويحتمون بشعوبهم ويستمدون منهم الشرعية الشعبية – عندها فقط سنمتلك العزيمة والإرادة والإدارة الوطنية لنشق طريق التحرر والبناء والازدهار ونفرض وجودنا في عالم الأخلاق الساقطة والمجرد من كل المعاني الإنسانية والذي لا يؤمن إلا بمصالحه .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: زنيمة المواطن العربي الإجرام الصهيوني مليار مسلم یسألون عن
إقرأ أيضاً:
باحث: فشل الائتلاف الحاكم وضعف الثقة شكّلا ملامح الانتخابات الألمانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الكاتب والباحث السياسي حسين خضر أن أكبر عامل أثّر على توجهات الناخبين في الانتخابات الألمانية الحالية هو فشل أحزاب الائتلاف الحاكم في تحقيق توافق سياسي فعّال، ما أدى إلى ضعف الثقة في قدرة الحكومة على إدارة البلاد.
وأوضح خضر، خلال مداخلة مع الإعلامي كريم حاتم، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الانتخابات السابقة لم تُسفر عن فوز أي حزب بأغلبية مطلقة، كما لم يتمكن حزبان فقط من تشكيل الحكومة، مما اضطر ثلاثة أحزاب إلى التحالف لإدارة البلاد، وكانت الحكومة المشكلة آنذاك، والتي أُطلق عليها اسم "إشارة المرور"، مكوّنة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر.
وأشار إلى أن الخلافات الداخلية، خاصة مع تعنّت الحزب الديمقراطي الحر، تسببت في إضعاف الأداء الحكومي، وكشفت تسريبات لاحقًا عن أن الحزب كان يتبع استراتيجية مقصودة لتعطيل الحكومة، ومن ثم الانسحاب منها لتقديم نفسه كضحية وكسب الدعم الشعبي في الانتخابات القادمة، وبعد الكشف عن هذه التسريبات، تمّت إقالة أحد الوزراء، ما سرّع في الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
إلى جانب التوترات السياسية، أشار خضر إلى أن الأزمات الاقتصادية التي عصفت بألمانيا بعد جائحة كورونا، إضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، كانت من العوامل الرئيسية التي أثرت على توجهات الناخبين، فقد أدت هذه الأزمات إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية، مما زاد من تراجع ثقة المواطنين في قدرة الحكومة على معالجة الأوضاع الراهنة.
وحول تأثير نتائج الانتخابات على ألمانيا وأوروبا، أكد خضر أن ألمانيا وفرنسا هما القوتان المحوريتان في الاتحاد الأوروبي، وأي تغيّر في القيادة السياسية في برلين ينعكس على سياسات الاتحاد ككل، وفي حال فوز فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فإنه سيتولى قيادة ألمانيا لأول مرة رغم افتقاره لأي خبرة تنفيذية على المستوى الحكومي أو المحلي.
وأعرب خضر عن قلقه من مواقفه السياسية، معتبرًا أنها "غير مسؤولة"، مستشهدًا بمحاولته بناء تحالفات مع اليمين المتطرف للحصول على أغلبية برلمانية، مما أثار انتقادات واسعة حتى داخل حزبه.
واختتم خضر حديثه بالإشارة إلى أن ألمانيا قد تشهد تغييرات جوهرية في سياستها الداخلية والخارجية بناءً على نتائج الانتخابات، مما قد يؤثر على استقرار الحكومة المقبلة وعلى دور البلاد في قيادة الاتحاد الأوروبي.