الجزيرة:
2025-04-07@01:45:34 GMT

دراسة: يمكن خفض الحرارة بمدينة الرياض 4.5 درجات

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

دراسة: يمكن خفض الحرارة بمدينة الرياض 4.5 درجات

كشف فريق دولي من الباحثين في دراسة علمية جديدة عن إستراتيجية رائدة يمكن أن تُخفّض درجات الحرارة الحارقة في المدن الكبرى الواقعة في مناخ صحراوي حار مع تقليل تكاليف الطاقة.

وأظهرت نتائج الدراسة التي أجريت في مدينة الرياض أنه يمكن خفض درجات الحرارة فيها بما يصل إلى 4.5 درجات عبر الجمع بين نوع جديد من الطلاءات العاكسة للضوء والمساحات الخضراء المرويّة.

وتُعد هذه الدراسة -التي نُشرت في دورية "نيتشر سيتيز"- الأولى من نوعها التي تبحث في فوائد تطبيق تقنيات مبتكرة لتخفيف الحرارة في المدن الحارة، وتقدم حلا واعدا للتحدي المستمر الذي تواجهه العديد من المناطق الحضرية في جميع أنحاء العالم في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري، وشارك في إنجازها باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية بالتعاون مع الهيئة الملكية بالرياض وجامعة أثينا.

ظاهرة الجزر الحرارية داخل المدن

مع زيادة سكان المناطق الحضرية في العالم زادت مساحات المدن، وتمددت المباني والطرق الإسفلتية والأسطح على حساب التربة والفضاءات الطبيعية الخضراء. وهذا التمدد أنتج مع ظروف الاحتباس الحراري الذي نعيشه اليوم ما يسمى بالجزر الحرارية داخل المدن التي تتميز بارتفاع نسبي في درجات الحرارة مقارنة بالمناطق المحيطة بها.

رسم لظاهرة الجزر الحرارية فوق المدن الكبرى (جامعة ميشيغان)

وأظهرت بعض الدراسات، وفق تقرير نشر على موقع "إيرث دوت أورغ"، أن تأثير الجزر الحرارية يمكن أن يؤدي إلى زيادة درجات حرارة المناطق الحضرية بما يصل إلى 7 درجات مئوية خلال النهار، و12 درجة مئوية في الليل مقارنة بالمناطق الريفية. ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تدهور في جودة الهواء، وزيادة تركيز الأوزون على مستوى سطح الأرض والملوثات الأخرى.

وتشير التقديرات إلى أن الحرارة الشديدة في المناطق الحضرية تؤثر على أكثر من 450 مدينة في جميع أنحاء العالم، مما يزيد من احتياجات استهلاك الطاقة ويؤثر سلبا في الصحة، ويرفع من معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بالحرارة.

وفي العاصمة السعودية الرياض، تتجاوز درجات الحرارة القصوى 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف، مما يجعلها واحدة من أكثر المدن حرارة على مستوى العالم. ويؤدي الجمع بين التحضّر السريع وتغير المناخ إلى رفع درجات الحرارة مع ما بنتج عنه من ارتفاع في استهلاك الطاقة وآثار صحية ضارة.

مواد فائقة التبريد وأشجار مرويّة لخفض الحرارة

وفي الدراسة الجديدة أجرى الباحثون عمليات محاكاة واسعة النطاق لتخفيف الحرارة في منطقة المصيف بالرياض، شملت تقييم أداء الطاقة في 3323 مبنى حضريا. وتضمنت المحاكاة تجربة 8 سيناريوهات مختلفة للتبريد بهدف تحديد الإستراتيجيات المثلى لخفض درجات الحرارة في المدينة وتقليل احتياجات الطاقة.

منطقة المصيف بالرياض حيث قيّم الباحثون أداء الطاقة في 3323 مبنى (نيتشر)

وبحسب بيان نشر على موقع جامعة نيو ساوث ويلز، وجدت النمذجة -التي أخذت في الاعتبار استخدام مواد ملطّفة للحرارة طورها الباحثون وأنواع من النباتات- أنه من الممكن خفض درجات الحرارة الخارجية في المدينة بنحو 4.5 درجات مئوية خلال فصل الصيف، كما يمكن أيضا زيادة نجاعة الطاقة المستخدمة للتبريد بنسبة تصل إلى 16%.

ويتضمن سيناريو التبريد الموصى به لخفض درحات الحرارة في مدينة الرياض؛ زيادة عدد الأشجار المرويّة إلى أكثر من ضعف عددها اليوم لتحسين التبريد الناتج عن تبخر المياه من هذه النباتات (النتح).

كما يتضمن أيضا استخدام مواد فائقة التبريد تُطبقها على أسطح المباني، وهذه المواد هي نوع من الطلاءات المشعة ظهرت في السنوات القليلة الماضية وتحتوي على مواد مثل الكروم والفليور وعاكسة للضوء.

وأظهرت دراسة سابقة أجريت في مدينة كلكتا الهندية أن هذه المواد يمكن أن تحتفظ بدرجة حرارة تبلغ 25 درجة فقط عندما تصل درجة حرارة المحيط 42 درجة مئوية، كما يمكنها أن توفر تبريدا مجانيا أو حتى تدفئة للمباني عند استخدامها كمكونات سلبية مدمجة في غلاف المبنى، أو أجهزة نشطة لتوفير التبريد المسبق والتهوية مجانا.

ونبه معدو الدراسة إلى أن التنفيذ غير المدروس لتقنيات التبريد الحضرية التي لا تعتمد على أساس علمي مثل استخدام المساحات الخضراء غير المروية، قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في درجات حرارة المدينة.

مضاعفة مساحات الأشجار المرويّة يساهم في خفض الحرارة وتحسين نوعية الحياة في المدن الحارة (شترستوك) تحسين نوعية الحياة وخفض تركيز الملوثات

أكد أستاذ العلوم بجامعة نيو ساوث ويلز والمشرف على الدراسة البروفيسور سانتاموريس في تصريح أورده البيان، أن تنفيذ المزيج الصحيح من تقنيات التبريد المقترحة يمكّن من خفض درجة حرارة المحيط، مما يحسن نوعية الحياة للسكان، ويخفض المشكلات الصحية الناجمة عن الحرارة الشديدة. كما يسمح هذا المزيج بتقليل تركيز الملوثات وتحسين الإنتاجية البشرية. وكانت أبحاث سابقة قد توصلت إلى أن تنفيذ إستراتيجيات تبريد مماثلة في مدن أخرى يمكن أن يساعد في تقليل الوفيات المرتبطة بالحرارة.

وإضافة إلى ذلك، أظهرت عملية محاكاة تأثير سيناريو التبريد المقترح على استخدام الطاقة في جميع المباني التي شملتها الدراسة، أن تحسين عمليات العزل في النوافذ والأسقف يمكن أن يقلل الطلب على استهلاك الطاقة المخصصة للتبريد بنسبة تصل إلى 35%، وسيساهم هذا الانخفاض الكبير في احتياجات الطاقة في تقليل التكاليف المرتبطة بالتبريد بمدينة الرياض مع تحسين نوعية الحياة لسكانها، كما يقول سانتاموريس.

ويهدف فريق البحث في المستقبل القريب إلى التعاون مع الهيئة الملكية بالرياض لتنفيذ خطة تخفيف الحرارة المصممة، والتي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المناطق الحضریة درجات الحرارة مدینة الریاض نوعیة الحیاة الحرارة فی الطاقة فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: إنشاء وحدة خاصة بمشروعات الحفاظ على الطيور المهاجرة

أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، ضرورة اتخاذ عدة إجراءات لضمان تحقيق التوازن بين حماية الطيور ومشروعات الطاقة، ومنها إنشاء وحدة متخصصة بمشروعات الحفاظ على الطيور المهاجرة تحت إشراف وزارة البيئة، لمتابعة التفتيش البيئي ورصد الطيور النافقة وضمان التزام الشركات بالإجراءات البيئية.

جاء ذلك خلال اجتماع الوزيرة مع اللجنة المعنية بدراسة التأثيرات المحتملة على مسارات هجرة الطيور بمنطقة خليج السويس، لتبادل الرؤى لوضع حلول متوازنة تحافظ على التنوع البيولوجي دون التأثير على خطط التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.

وأشارت إلى ضرورة الانتهاء من دراسة تقييم التأثير البيئي الاستراتيجي لهجرة الطيور التي ستحدد مدى حساسية المناطق بيئيًا، علاوة على دراسة إمكانية إضافة تخصص استشاري طيور مهاجرة إلى سجل قيد المستشارين البيئيين بالوزارة، وتدريب واعتماد فرق متخصصة لمراقبة الطيور.

وقالت "إن ملف طاقة الرياح يختلف عن غيره من القضايا البيئية، نظرًا لارتباطه الوثيق بالتغير المناخي والتنوع البيولوجي"، مشيرة الى أن الوزارة تعمل على تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على البيئة بما يحقق التزامات مصر الدولية ورؤيتها المستدامة للمشروعات القومية.

وتم خلال الاجتماع، استعراض أهم التحديات التي تواجه مسارات هجرة الطيور في مصر وخاصة في منطقة خليج السويس، حيث أن منطقة جنوب جبل الزيت تُعد من أكثر المناطق حساسية بيئيًا، حيث تمر بها أعداد هائلة من الطيور المهاجرة خلال فصلي الخريف والربيع، إذ يمر في الخريف نحو 850 ألف طائر، بينما يصل العدد في الربيع لحوالي 2 مليون طائر، مما يجعلها منطقة ذات خطورة عالية تتطلب اتخاذ تدابير وقائية ومحكمة، وكذلك إعداد دراسة استراتيجية شاملة للمنطقة، والتي من المقرر أن تنتهي بحلول فبراير 2026.

كما تم مناقشة وجود بعض التحديات في آلية اتخاذ القرارات المتعلقة بإجراءات إغلاق التوربينات عند الطلب، والتي تتطلب التنسيق المستمر بين كافة الجهات المعنية لضمان عدم التأثير سلبيا على عملية مراقبة الطيور.

وفي السياق، شددت وزيرة البيئة على ضرورة تشكيل لجنة فنية لضمان أن تكون قرارات الغلق أكثر دقة وتستند إلى بيانات علمية موثوقة، من خلال دور وزارة البيئة في الإشراف على منظومة المراقبة والتفتيش البيئي.

وتابعت أن القرارات المتخذة تعزز استدامة الموارد الطبيعية وتحافظ على التنوع البيولوجي، بما يضمن تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وفقًا للمعايير البيئية العالمية، مع استمرار التعاون بين مختلف الجهات المعنية لضمان تحقيق الأهداف الوطنية بمجال الطاقة النظيفة وحماية الطيور المهاجرة.

اقرأ أيضاًوزيرة البيئة ترفع حالة الاستعداد لتقديم خدمات الجمع والنقل ونظافة الشوارع خلال العيد

وزيرة البيئة: نسبة وصول المرأة إلى شغل المناصب القيادية «مثالية»

وزيرة البيئة: أطلقنا أول منصة إلكترونية تحوي ما يزيد على 40 فرصة استثمارية

مقالات مشابهة

  • طقس الاثنين.. أمطار متوسطة على أجزاء من منطقة الرياض
  • بفارق 10 درجات.. بغداد على موعد مع انخفاض في حرارة الطقس
  • مدبولي يتابع طرح مشروعات الطاقة التي ستتخارج منها الحكومة
  • وزيرة البيئة: إنشاء وحدة خاصة بمشروعات الحفاظ على الطيور المهاجرة
  • طقس العراق.. صحو إلى غائم جزئيا مع ارتفاع في درجات الحرارة
  • الأرصاد تحذر من حرارة شديدة حتى الثلاثاء المقبل
  • أتربة وارتفاع حرارة.. الأرصاد: موجة حارة جديدة ذروتها الثلاثاء
  • بالفيديو.. الأرصاد: انخفاض الحرارة 10 درجات في هذا الموعد
  • بعد حرارة تصل إلى 30 درجة الأمطار راجعة.. هكذا ما كشفه الأب خنيصر
  • تقنية أمريكية تزيد سرعة شحن السيارات الكهربائية 500%