محمد عساف يبكي في أول ظهور له منذ الحرب على غزة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
أطلَّ الفنان الفلسطيني محمد عساف ضيفًا في بودكاست "تخيل" مع الإعلامي طارق للحديث عن المعاناة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، والنفاق الاجتماعي التي يشهده العالم، وازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين.
اقرأ ايضاًأبدى عساف حزنه وتأثره لما يعيشه أهالي قطاع غزة من همجية الاحتلال الاسرائيلي وساديته، مُشيرًا إلى لم يعد باستطاعته تصديق أكاذيب العالم ونفاقهم، لاسيما أنهم كانوا يدعون على الدوام لحقوق الإنسان والحيوان والمرأة، لكن ما جرى في غزة كان عكس ذلك.
وقال: "شو بتضحكوا علينا، إلكم 100 سنة تضحكوا علينا، أهلنا يلي شافوه في الأفلام ما بنشاف.. الظلم يلي وقع على شعبنا منذ أكثر من 76 سنة ولليوم مستمر، بطلت أصدق حدا".
وحينما سئل عساف حول ما إذا كان يعتقد أن هناك أمل في استقلال فلسطين، أجاب أن هناك أمل بالله فقط والشعب الفلسطيني ثانيًا.
وقال: "لا يمكن أن نفقد الأمل، الأمل في الله وفي شعبنا وأهلنا، رغم كل اللي بيصير فيهم، هو أكبر من كل شيء، الغزازوة شعب ولاد، مستحيل يقدروا يتغلبوا عليه، حتى بعد محاولاتهم اللي دامت 76 سنة".
وأوضح عساف أن ما حدث غيَّره شخصيًا، فقد بات يفكر فيما يفعله بشكل أكبر، وقال: "كتير تغيرت في الفترة الأخيرة، مش عارف اللي أنا بعملو صح أو أوفر".
وأشاد عساف بشعب غزة واصفًا إياهم بـ"أطيب وأحن وأصبر شعب"، كما أنهما متكاتفون ويساعدون بعضهما البعض، وكانت الأحداث شاهدة على ذلك.
وعن أصعب اللحظات التي مرَّ بها، كشف عساف أنه شعر أنه دون قيمة حينما وصله اتصال من صديقه المقرب في غزة للاطمئنان عليه، إذ كان أول سؤال طرحه عليه صديقه "كيف حالك" ما جعله يشعر بالاستغراب، فكيف لشخص يقاسي ظروف الحرب أن يتصل به ويطمئن على حاله.
وقال عساف : "كيف هو اللي في الحرب قاعد يسألني أنا عن حالي، ما قدرت أستوعب".
ولفت عساف إلى أن صديقه أخبره باستشهاد ابنه الوحيد وزوجته جراء القصف، مرددًا عبارة "الحمد الله" مرارًا وتكرارًا، ما أشعره بالعجز والحيرة، ما دفعه لسؤال صديقه عما إذا كان بحاجة لمساعدة، ليأتي جواب الأخير كالصاعقة، حينما قال له: "إنت بتفكر يا عساف رانن عليك عشان بدي مساعدة".
يقول عساف بتأثر وألم: "شعرت في لحظة إني لا شيء، حسيت الدنيا دارت بي".
تمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed Assaf???????? (@mohammedassaf89)
اقرأ ايضاًوشدد عساف على أهمية النشر على السوشال ميديا، رغم محاربة المحتوى الفلسطيني، لافتًا إلى ذلك أقل ما يمكن للمرء فعله في ظل ما يقاسيه أهالي غزة.
وأوضح أنه لم تعد صفته "فنانًا" بل "إنسانًا، إذ قال: "أنا أتكلم بصفتي إنساناً، ومحمد عساف الفنان لا يعني لي شيئاً، ولا أحد أهم من عائلتي، والقصد هنا كل سكان قطاع غزة".
وذرف عساف الدموع خجلًا بسبب شعوره بالعجز الذي يعيشه يجعله يحس بالعار؛ كونه غير قادر على تغيير أي شيء.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: محمد عساف غزة فلسطين محمد عساف
إقرأ أيضاً:
الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب بالسودان.. واتهامات للدعم السريع
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن وجود أدلة تم الكشف عنها تظهر مركز تعذيب ومقبرة جماعية شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، مشيرة إلى أن المركز كان واقعا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، فيما قال الناجون الذين تم إنقاذهم إنهم تعرضوا للتعذيب والتجويع وموت سجناء كانوا معهم.
ويقدر أن أكثر 500 شخصا تعرضوا للتجويع وماتوا نتيجة للتعذيب، ثم تم دفنهم في مقبرة سرية في شمال الخرطوم، حسب الأدلة التي أطلعت عليها "الغارديان" في تقرير ترجمته "عربي21".
وبعد زيارة تمت بعد فترة قصيرة من مغادرة قوات الدعم السريع وقام بها الجيش السوداني، عثر على مركز سري وتنتشر فيه الأصفاد المعلقة من الأبواب وغرف يبدو أنها استخدمت للتعذيب وأرضية الغرف الملوثة بالدم.
ووصف أشخاص اعتقلوا في المركز، التعذيب المستمر الذي مارسه جلاديهم عليهم. ووجد إلى جانب المركز مقبرة بـ 550 قبرا بدون شواهد وبعضها حفرت حديثا ومقابر تحتوي على أعداد من الأشخاص.
ويعتبر الموقع أكبر مقبرة مؤقتة يعثر عليها في السودان، أثناء الحرب الأهلية، ولو تم التأكد منها فستكون أسوأ جريمة حرب ترتكب في الحرب السودانية الوحشية.
وقال الأشخاص الذين تم إنقاذهم من المركز في الجزء الجنوبي للقاعدة العسكرية التي تبعد 40 ميلا عن العاصمة أن الكثيرين ماتوا فيها ودفنوا في مقابر قريبة، حسب التقرير.
ولاحظ الأطباء الذين فحصوا الناجين علامات تعذيب وتوصلوا إلى نتيجة أنهم تعرضوا للتجويع. وسيطرت قوات الدعم السريع على القاعدة الواقعة قرب غاري، والتي استخدمها كمركز تدريب وتحكم بعد اندلاع القتال مع الجيش السوداني في 15 نيسان/أبريل 2023.
وتسببت الحرب بأسوأ مجاعة إنسانية في العالم وقتل فيها عشرات الألاف وشردت أكثر من 14 مليون شخصا. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي حققت في انتهاكات خلال الحرب السودانية، إن الموقع قد يكون واحدا من "أكبر مشاهد الجرائم التي ترتكب في السودان منذ بداية الحرب".
ووجد الدكتور هشام شيخ الذي قام بفحص 135 رجل عثر عليهم هناك بعد سيطرة القوات السودانية المسلحة على المكان في نهاية كانون الثاني/يناير. وقال إن الأدلة السريربة تظهر تعذيبا وتجويعا مزمنا للمعتقلين.
وقال شيخ لـ "الغارديان"، إن الرجال وكلهم مدنيون كانوا في حالة من الصدمة عندما تم اكتشافهم ولم يكونوا قادرين على الكلام، مضيفا "عندما وصلنا إلى هناك، لم يكونوا قادرين على المشي، وكان علينا حملهم وعليهم علامات خطيرة بسبب الضرب والتعذيب".
وأشار إلى أن "بعضهم كان يعاني من جراح سيئة بسبب التعذيب، وقد أصيب بعضهم برصاص في الساق وتعرضوا للضرب بالعصي التي تركت علامات: ندوب مستقيمة نظيفة من الضرب. وتعرضوا جميعا للتعذيب".
وتعرض أحد الرجال للضرب بشكل متكرر من قبل حراس قوات الدعم السريع لدرجة أنه اتخذ وضعية الجنين لفترة طويلة لحماية نفسه. وقال في بيان لطاقم طبي عسكري سوداني: "ضربوني صباحا وليلا واستهدفوني واعتدت على الجلوس وركبتي مثنيتين لدرجة أنني الآن لا أستطيع فرد ساقي للمشي".
وبحسب التقرير، فإن هذه النتائج تثير تساؤلات حول مصداقية قوات الدعم السريع، بعد أيام من توقيعها على ميثاق سياسي في كينيا لإنشاء حكومة سودانية موازية في المناطق التي تسيطر عليها.
وتؤكد صور الأقمار الإصطناعية للقاعدة أن القبور لم تظهر إلا بعد بدء الحرب وبعد احتلال قوات الدعم السريع للموقع. وتظهر صورة التقطت بعد أسابيع من بدء الحرب عدم وجود أي أثر لتلال الدفن بجانب طريق أحادي المسار في القاعدة. وتكشف صورة أخرى لنفس الموقع، تم التقاطها بعد عام في 25 مايو 2024، عن عدد كبير من التلال الممتدة على مسافة حوالي 200 مترا.
وقال النقيب جلال أبكر من الجيش السوداني إنه خدم في قاعدة غاري حتى اندلاع الحرب في عام 2023، وأضاف أنه لم يكن هناك موقع دفن حينها: "كنت هناك حتى رمضان في ذلك العام [22 أذار/مارس إلى 20 نيسان/أبريل 2023]، ولم تكن هناك مقبرة".
وقال الرقيب محمد أمين، الذي يعمل الآن في غاري: "كل الجثث المدفونة هناك ماتت في القاعدة"، حسب الغارديان.
وأضاف شيخ أن الناجين تحدثوا عن وفاة أسرى آخرين، مردفا "قال لي الكثير منهم إن الكثير ماتوا في الداخل وأن عددا منهم ماتوا بسبب التعذيب".
وقال ضابط كبير في الجيش السوداني، وهو العقيد بشير تاميل، إن المعتقلين عثر عليهم مقيدين بأيديهم وأرجلهم معا. وأضاف: "كانوا في حالة سيئة للغاية مع علامات على أجسادهم وإصابات".
وقال جان بابتيست غالوبين، من قسم الأزمات والصراع والأسلحة في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، إنه من الضروري أن تعامل السلطات التي تسيطر على القاعدة باعتبارها موقعا محتملا لجرائم الحرب وأن تبذل "جهودا فورية لتأمين وجمع وحماية الأدلة التي قد تكون حاسمة لجهود المساءلة".
وحتى الآن، يبدو أن الموقع محفوظ بالكامل بدون وصول عام حيث يحمي الجيش السوداني الموقع لحماية الأدلة. ويأمل خبراء المقابر الجماعية الدوليون أن يسمح للمحللين المستقلين بالوصول إلى الموقع. وقد وقعت العديد من الفظائع الأكثر في الصراع بالمنطقة الغربية من دارفور، حيث اتهمت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بالتطهير العرقي.
وفي وقت سابق من هذا العام، اتهمت الولايات المتحدة المجموعة شبه العسكرية بالإبادة الجماعية. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في الانتهاكات في دارفور. ويتم تسليم أدلة الجرائم ضد الإنسانية التي كشفت عنها صحيفة "الغارديان" إلى المدعي عام المحكمة الجنائية الدولية.
كما اتهم الجيش السوداني بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادته.
وتعتقد مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع لم تتوقع أبدا العثور على مركز الاحتجاز ومقبرة بالقرب من غاري. وحتى وقت قريب، احتلت المجموعة الكثير من الأراضي في المنطقة لدرجة أنها ربما اعتقدت أن الموقع آمن من الهجوم.
وتم الاتصال بقوات الدعم السريع للتعليق. وعندما اتهمت بارتكاب انتهاكات في الماضي، ردت المجموعة بإرسال مدونة سلوك تحظر إساءة معاملة المعتقلين وقالت إنها لديها لجنة للتحقيق في الانتهاكات ومقاضاة المسؤولين عنها، وفقا لتقرير "الغارديان".