مخاوف من وقوع مئات الأسرى و المفقودين من القوات الأوكرانية بعد أنسحاب فوضوي
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
فبراير 21, 2024آخر تحديث: فبراير 21, 2024
المستقلة/- أعرب مسؤولين كبار غربيين عن مخاوفهم من أحتمال أسر المئات من القوات الأوكرانية من قبل الوحدات الروسية المتقدمة أو اختفوا أثناء انسحاب أوكرانيا الفوضوي من مدينة أفدييفكا الشرقية، وهي خسارة مدمرة يمكن أن توجه ضربة للمعنويات الضعيفة بالفعل.
برز استيلاء روسيا على أفديفكا كخسارة رمزية كبيرة للقوات الأوكرانية، و هي علامة على التأثير الميداني لفشل الكونجرس الأمريكي، حتى الآن، في الموافقة على المزيد من المساعدات العسكرية لأن تضاؤل الإمدادات من قذائف المدفعية جعل مهمة الدفاع عن المدينة شبه مستحيلة.
تختلف تقديرات عدد الأوكرانيين الذين تم أسرهم أو فقدهم، و قد لا يكون بالإمكان إجراء إحصاء دقيق حتى تقوم أوكرانيا بتعزيز خطوط دفاعية جديدة خارج المدينة. لكن جنديين على علم بالانسحاب الأوكراني قدرا أن ما بين 850 إلى 1000 جندي قد تم أسرهم أو مجهولي المصير. و قال المسؤولون الغربيون إن هذا التقدير يبدو دقيقا.
يقول المسؤولون الأمريكيون إن خسارة أفديفكا لا تمثل انتكاسة استراتيجية كبيرة، بحجة أن المكاسب الروسية في شرق أوكرانيا لن تؤدي بالضرورة إلى أي انهيار للخطوط الأوكرانية، و أنه من غير المرجح أن تكون موسكو قادرة على المتابعة بهجوم كبير آخر.
و قال مسؤولون أمريكيون في الأيام الأخيرة إن الروح المعنوية تتدهور بالفعل بين القوات الأوكرانية، في أعقاب الهجوم المضاد الفاشل العام الماضي و إقالة قائد كبير. و قال المسؤولون إنه بسبب هذه المشاكل، واجه الجيش الأوكراني صعوبات في التجنيد.
و قال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إنهم يريدون تعبئة ما يصل إلى 500 ألف شخص إضافي، لكن الطلب واجه مقاومة سياسية و تعثر في البرلمان. و من شأن أسر مئات الجنود، و خاصة أولئك الذين لديهم خبرة في ساحة المعركة، أن يجعل الحاجة إلى المزيد من القوات أكثر إلحاحاً و يعقد الجهود المبذولة لتجنيد المزيد.
و نتيجة لذلك، قد يكون سقوط أفدييفكا أكثر أهمية مما بدا في البداية.
و اعترفت القيادة العسكرية الأوكرانية بأن بعض الجنود تم أسرهم أثناء الانسحاب من أفدييفكا، لكنها حاولت التقليل من أهمية الأعداد والأهمية.
و قال الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد القتال العسكري الأوكراني في المنطقة، يوم السبت، عبر تطبيق المراسلة تيليغرام، إن الانسحاب سار وفقًا للخطة و لكن “في المرحلة الأخيرة من العملية، و تحت ضغط من قوات العدو المتفوقة, وقع بعض الجنود الأوكرانيين في الأسر”. و لم يكشف عن عدد القوات التي تم أسرها.
و نفى دميترو ليخوفي، المتحدث باسم الجنرال تارنافسكي، التقارير التي تفيد بأسر مئات الجنود، و وصفها بأنها معلومات مضللة. لكنه أقر بأن روسيا أسرت بعض أفراد الخدمة و أن “عددا محددا” من الجنود في عداد المفقودين.
و أصر مسؤول أوكراني كبير على أنه تم أسر ستة جنود فقط أثناء الانسحاب من المدينة. و قال المسؤول إن هؤلاء الجنود، و هم من لواء الهجوم المنفصل الثالث، تم أسرهم بعد نفاد ذخيرتهم و فقدوا الاتصال بالجيش الأوكراني.
لكن بعض الجنود و المسؤولين الغربيين قالوا إن الفشل في تنفيذ انسحاب منظم، و الفوضى التي اندلعت يومي الجمعة و السبت مع انهيار الدفاعات، كانت مسؤولة بشكل مباشر عن أسر عدد كبير من الجنود على ما يبدو.
و قالوا إن الانسحاب الأوكراني كان سيئ التخطيط و بدأ بعد فوات الأوان. و تحدث الجنود و المسؤولون الغربيون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تقييمات استخباراتية حساسة تتعارض مع تصريحات الحكومة الأوكرانية.
يعد الانسحاب تحت نيران المدفعية و الطائرات بدون طيار و الغارات الجوية أحد أصعب المناورات العسكرية، حيث يمثل تحديًا للقادة لتقليل الخسائر في الأرواح و السماح للوحدات بالتراجع دون التنازل عن المزيد من الأراضي أكثر مما هو مقصود.
و استناداً إلى مقابلات مع الجنود، لم تكن القوات الأوكرانية مستعدة لمدى سرعة التقدم الروسي في أفدييفكا الأسبوع الماضي.
و حاولت أوكرانيا كسب الوقت لكي تنسحب قوات المشاة النظامية من المدينة، مستخدمة قوات العمليات الخاصة و لواء النخبة الهجومي المنفصل الثالث لتغطية الانسحاب. لكن الوحدات لم تتمكن من إبطاء التقدم الروسي أو إخراج كل جندي أوكراني.
و يقول مسؤولون أوكرانيون كبار إن القوات الروسية تكبدت أيضًا خسائر فادحة في المعركة. استولت روسيا على أفدييفكا بكثافة، و أرسلت قوات و مركبات مدرعة حتى انهارت الدفاعات الأوكرانية. و قال المسؤولون إن آلاف الجنود الروس قتلوا و جرحوا.
و قال مكتب المدعي العام في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا على تطبيق تيليغرام إنه بدأ تحقيقا في فيديو يظهر قيام جنود روسيين ب “إطلاق النار على أسرى حرب أوكرانيين غير مسلحين في أفدييفكا وفيسيلي”.
و ضغطت أوكرانيا مرارا على روسيا للموافقة على تبادل السجناء.
اعتبارًا من نوفمبر/تشرين الثاني، قالت الحكومة الأوكرانية إن روسيا كانت تحتجز 3574 عسكريًا أوكرانيًا.
المصدر:https://www.nytimes.com/2024/02/20/us/politics/ukraine-prisoners-avdiivka-russia.html
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
"الجارديان": تورط كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا يشكل تصعيدا خطيرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تورط كوريا الشمالية في الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية يشكل تصعيدا خطيرا في الصراع الذي بدأ في فبراير عام 2022.
وأشارت الصحيفة في مقال، شارك في كتابته إيمي هوكنز وهيلين دافيدسن، إلى أن الولايات المتحدة أعلنت الشهر الماضي أن لديها أدلة واضحة لإرسال كوريا الشمالية لآلاف من الجنود إلى روسيا من أجل الانضمام لصفوف القوات الروسية في حرب أوكرانيا.
وأشار المقال إلى تأكيد الإدارة الأمريكية أن ما يقرب من 10،000 جندي كوري وصلوا بالفعل إلى منطقة كورسيك تمهيدا للانضمام إلى صفوف القوات الروسية، موضحا أن تلك الخطوة من جانب كوريا الشمالية تدعو للقلق، حيث أن انخراط القوات الكورية في الحرب تنذر باقتراب قارة آسيا من ساحة القتال الذي يدور في القارة الأوروبية.
وأضاف المقال أن توسيع دائرة الصراع ليشمل قارتي آسيا وأوروبا ينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها، كما أنه يعتبر مشكلة كبيرة لدولة مثل الصين التي تسعى لاستقرار المنطقة للحيلولة دون دخول الولايات المتحدة وحلفائها للمنطقة.
ولفت المقال إلى أنه في الوقت الذي تؤكد فيه الصين أنها ليست طرفا في العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية - والتي تشهد تطورا ملموسا منذ يونيو الماضي - إلا أن بكين تعتبر الحليف الأقرب والأقوى لروسيا والداعم الأكبر لها في حربها في أوكرانيا، مشيرا إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الماضي التي أكد فيها أن مسألة إرسال كوريا الشمالية لقوات إلى روسيا يعتبر شأن داخلي يخص موسكو وبيونج يانج فقط.
وأشار المقال إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر الأسبوع الماضي التي أكد فيها أن واشنطن ألمحت لبكين أن انضمام قوات من كوريا الشمالية لصفوف القوات الروسية في حرب أوكرانيا يجب أن يكون مدعاة لقلق الجانب الصيني.
ونوه الكاتب في سياق متصل إلى تقديرات عميد معهد الدراسات الدولية في جامعة نانجيج الصينية جو فينج التي يقول فيها أن التقارب بين كوريا الشمالية وروسيا ينذر بتكوين تكتل جديد سوف يشمل بشكل حتمي الصين في مواجهة تكتل مماثل يضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وأضاف جو فينج أنه من المؤكد أن الصين لا ترغب في تكوين مثل هذه التحالفات التي تشكل أحد ملامح مرحلة الحرب الباردة حيث أن تلك التحالفات تتعارض مع مصالح الصين الوطنية.